أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    احتجاجات للمطالبة بصرف الراتب في عدن    "تسمين الخنازير" و"ذبحها": فخ جديد لسرقة ملايين الدولارات من اليمنيين    الكشف عن آخر التطورات الصحية لفنان العرب "محمد عبده" بعد إعلان إصابته بالسرطان - فيديو    دورتموند يقصي سان جرمان ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    ذمار: أهالي المدينة يعانون من طفح المجاري وتكدس القمامة وانتشار الأوبئة    ردة فعل مفاجئة من أهل فتاة بعدما علموا أنها خرجت مع عريسها بعد الملكة دون استئذانهم    اعلامي مقرب من الانتقالي :الرئيس العليمي جنب الجنوب الفتنة والاقتتال الداخلي    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يجدد فوزه امامPSG    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    إهانة وإذلال قيادات الدولة ورجالات حزب المؤتمر بصنعاء تثير غضب الشرعية وهكذا علقت! (شاهد)    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    اتفاق قبلي يخمد نيران الفتنة في الحد بيافع(وثيقة)    شبكة تزوير "مائة دولار" تُثير الذعر بين التجار والصرافين... الأجهزة الأمنية تُنقذ الموقف في المهرة    الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة    صنعاء.. إصابة امين عام نقابة الصحفيين ومقربين منه برصاص مسلحين    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    البنك المركزي اليمني يكشف ممارسات حوثية تدميرية للقطاع المصرفي مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34789 شهيدا و78204 جرحى    قيادات حوثية تتصدر قائمة التجار الوحيدين لاستيرات مبيدات ممنوعة    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    الاتحاد الأوروبي يخصص 125 مليون يورو لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن مميز    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    ارتفاع اسعار النفط لليوم الثاني على التوالي    العين يوفر طائرتين لمشجعيه لدعمه امام يوكوهاما    ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    تنديد حكومي بجرائم المليشيا بحق أهالي "الدقاونة" بالحديدة وتقاعس بعثة الأمم المتحدة    الأمم المتحدة: أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة مميز    مجلس النواب ينظر في استبدال محافظ الحديدة بدلا عن وزير المالية في رئاسة مجلس إدارة صندوق دعم الحديدة    باصالح والحسني.. والتفوق الدولي!!    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    وصول باخرة وقود لكهرباء عدن مساء الغد الأربعاء    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    مليشيا الحوثي توقف مستحقات 80 عاملا بصندوق النظافة بإب بهدف السطو عليها    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    تهامة.. والطائفيون القتلة!    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلطان القرشي .. لغز هل نجد حله في قصر السبعين..؟!
كان وزيراً للتموين والتجارة
نشر في الجمهورية يوم 25 - 01 - 2012

واحد من الملفات المطلبية الساخنة لأسر عديدة افتقدت رجالها بسبب السياسة وقضايا الرأي؛ يحمل في محتواه قدراً من المجهول .. سلطان القرشي الذي تم إحفاؤه منذ حوالي 33 عاماً وحتى اليوم لم يُعرف حقيقة إخفائه مع عدد من رفاقه، مناشدات محلية وإقليمية ودولية للإفراج عنه ولكن دون جدوى، عائلة القرشي توجّه أصابع الاتهام مباشرة إلى النظام وتحمّله المسؤلية الكاملة عن سلامة حياته وحيات رفاقه بعد أن تم إبلاغهم من مصدر موثوق من المقربين من النظام بأنه مازال حياً ويتواجد في سجن داخل القصر الجمهوري بالسبعين في صنعاء.. لقاؤنا هذا مع ابنه الأكبر القاضي وضاح القرشي، وكيل نيابة أمانة العاصمة لتوضيح تفاصيل القضية.. فإلى اللقاء..
.. ما الذي يحمله ملف سلطان القرشي في محتواه؟.
سأنطلق من الملف الأسري لوالدي سلطان أمين القرشي، فهو من مواليد 1938م في قرية بين المساجد القريشة تعز، متزوج وأب لثمانية أبناء، وهم التربوية ابتسام والاقتصادية انتصار ووكيل النيابة وضاح والقاضية هالة والأخصائية الاجتماعية إشراق والصيدلانية غدير واللغوية عبير وأخيراً أصغرنا الإداري آزال والذي قدم إلى هذه الحياة بعد اعتقال والدنا بخمسة أشهر ووالدتنا لاتزال بصحة لا بأس بها.. أكمل الوالد دراسته التوجيهية وكلية الشرطة في جمهورية مصر العربية، هو أحد قادة وأبطال فك حصار السبعين يوماً عن مدينة صنعاء الباسلة، عضو مجلس التضامن والسلم الدولي، ويحمل ملف والدنا سلطان أمين القرشي الكثير والكثير من المطالبات والمناشدات المحلية والعربية والدولية بإطلاق سراحه منذ قرابة 33 عاماً، حيث رفعت إلى الرئيس علي عبدالله صالح، ولكن لم نجد أي رد حتى الآن ومن ضمن الطلبات طلب من مجلس الشعب التأسيسي ومؤشر فيها وزير العدل السابق اسماعيل الوزير ولم يرد عليه، وكذا منظمات حقوقية عربية واتحاد المحامين العرب وكذا منظمة العفو الدولية في تقاريرها بالمطالبة بالمخفين السياسيين ولكن دون جدوى.
^^.. منذ متى تم إخفاء المناضل سلطان القرشي بالتحديد، وما سبب ذلك؟.
منذ تاريخ 20 فبراير 1978م، من منزلنا الكائن في شارع العدل أمام المعهد القومي في صنعاء من قبل رئيس جهاز الأمن الوطني سابقاً المدعو محمد خميس في"ج.ع.ي" سابقاً ذلك لما كان يمثله الوالد سلطان من دور وطني وقيادة في الحركة الوطنية اليمنية.
^^.. ماذا كان يشغل حينها من منصب قيادي؟.
لم يكن يشغل أي منصب حكومي في حينها، ولكن قبل الاعتقال كان يشغل منصب وزير تموين وتجارة في حكومة العيني في عهد الشهيد ابراهيم الحمدي في عام 1974م وحتى 1975م، أما ما كان يشغله من منصب قيادي فقد كان أمين عام حزب الطليعة الشعبية في عام 1978م، وعند نزوله إلى محافظة عدن سرياً في عام 1978م في مطلع يناير قام بتوقيع اتفاقية فصائل اليسار الوطني وتوحيدها وكانت مكونة من خمسة أحزاب يسارية توحدت في حزب واحد وكان أحد أطراف الاتفاقية سالمين والتي على ضوئها تم توقيع اتفاقية تشكيل الحزب الاشتراكي اليمني وفرعه حزب الوحدة الشعبية في شمال الوطن وذلك في أكتوبر 1978م في محافظة عدن؛ حينها كان والدي خلف القضبان في زنزانات حنظل في جهاز الأمن الوطني بصنعاء.
^^.. ما الذي تم منذ ذلك الوقت في متابعة ملف القضية، وهل تم الاستمرار في المتابعة أم أنكم ظننتم أن الوالد توفي وأنهيتم القضية؟.
المتابعة مستمرة منذ اعتقاله في عهد الغشمي وكان الرد لنا بأنهم لا يعرفون عنه شيئاً، ولكن تم قتل الغشمي وخلفه على صالح في 17 يوليو 1978م وهم ينكرون وجوده إلا أنه كان يرسل لنا رسائل تطمئنا على صحته وكان آخر رسالة كتبت بخط يده وتوقيعه بمداد الكدم على قصاصات من ورق السجائر وجهت للوالد عبدالسلام صبرة في 12 أكتوبر 1978م تم الكشف عنها عندما أنكر رئيس الجمهورية علمه باعتقاله في 1979م، ولكنه للأسف رفض التفاهم والحوار معه وأصر على اعتقاله حتى يومنا هذا ، ونحن على ثقة تامة بأنه مازال موجوداً على قيد الحياة ونحن على ثقة إن شاء الله باللقاء به مهما طال الزمن.
^^.. ما الذي يجعلك متأكداً أنه مازال حياً يرزق؟!.
لأننا منذ اعتقاله وهم ينكرون وجوده، ونحن على ثقة بأنه موجود ومعتقل لديهم ولدينا إحساس يقيني بأننا سنجده أمامنا حياً يرزق لأننا لم نفقد الأمل، وكما نحن واثقون من انتصار ثورة الشباب هذه فإننا واثقون من انتصارنا على كل من ظلمنا وقضيتنا عادله، فحان الوقت لكي نجد إنصافاً وإن الله سبحانه وتعالى هو من سينصفنا على الطغاة والظالمين، وإن غداً لناظريه قريب.
^^.. سمعت بأن هناك أخباراً جاءتكم أن سلطان القرشي يتواجد حالياً في سجن تحت القصر الجمهوري بصنعاء.. هل هذا صحيح، وفي حالة صحة الخبر؛ من تحمّل سلامة حياته؟!.
نعم جاءتنا أخبار ومعلومات مؤكدة أن والدنا سلطان أمين القرشي مازال حياً يرزق في سجن خاص في قصر في السبعين هو وعدة شخصيات أخرى، وكان لدينا أخبار قبل الثورة الشبابية بعام كامل؛ ولكن الآن تأكدت لنا صحة تلك المعلومات، وهي معلومات أكيدة وموثوقة ومن أناس مقربين للرئيس، وقد تم التخاطب مع منظمات دولية تعنى بحقوق الإنسان طالبنا فيها التدخل السريع لإيجاد حماية لوالدنا وعدم المساس به من قبل النظام بعد أن عرفنا مكان اعتقاله.
^^.. بعد اختفاء القرشي، من الذي رعى الأسرة من بعده منذ ذلك الوقت، ومن الذي تابع ملف القضية منذ ذلك الحين؟!.
بعد اختفاء والدي كان الفضل بعد الله عز وجل لوالدتي وكذا أعمامي منهم الشيخ محمد أمين القرشي ،والأستاذ عبد القادر أمين والدكتور نصر أمين والمهندس غني أمين، وكذا رفاق والدي ومنهم الأستاذ عبده علي عثمان، والأستاذ علي محمد هاشم، والأستاذ علي الجبري، وغيرهم من الأصدقاء والأهل حتى استطعنا اجتياز الصعوبات وبناء أنفسنا وما وصلنا إليه من مستوى تأهيلي ومهني جميعاً أفراد الأسرة، ولا أنسى موقف الحزب الاشتراكي اليمني من استقبال لنا في عام 1984م في عدن ومنهم الشهيد جار الله عمر والأستاذ محمد طربوش سلام والأستاذ يحيى الشامي والأستاذ محسن الشرجبي.
^^.. ما الذي تنوي القيام به الآن بالتحديد، خصوصاً في ظل الظروف الحالية التي تمر بها اليمن.. قد تكون الفرصة ربما مناسبة لفتح كل الملفات القديمة والتي تسبب بها النظام وأعوانه؟.
نحن مازلنا نتابع قضية والدنا سلطان أمين القرشي منذ اعتقاله السياسي بمختلف المستويات وعلى جميع الأصعدة، وقد تمت مطالبتنا السياسية في كافة المراحل منذ اعتقاله، ولكن حالياًَ سنصعّد مطالبنا، فعند قيام ثورة الشباب لاحت في الأفق صورة والدنا المعتقل لنا كأبناء ولشباب الثورة كرمز في ساحات الحرية مطالبين بالكشف عن مصيره بعد 33 عاماً من الإخفاء السياسي القسري، فحان الوقت لمعرفة مصيره ما لم فسوف نقاضيه محلياً ودولياً كون الحق لا ينتهي، وهذه من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم.. وقد سبق أن نشرنا في أغلب الصحف مطالبة الرئيس بإطلاق سراحه أو الكشف عن مصيره؛ ولكن دون جدوى؛ فحان وقت مقاضاة من اعتقلوه بمختلف الطرق القانونية والدولية.
^^.. كونك تعمل في القضاء، هل هناك قضية تم رفعها من قبلك إلى القضاء رسمياً بشأن اختفاء سلطان القرشي؟.
لم نرفع أي قضية أو دعوى رسمية إلى القضاء كون القضاء لدينا غير مستقل، وإذا رفعنا قضية فسوف نرفعها إلى محكمة دولية محايدة نضمن من خلالها إنصافنا ممن ظلمونا.
^^.. كيف لو ظهر القرشي بعد 33 عاماً ورجع إليكم؛ هل تتوقع أن تراه بكامل صحته العقلية والجسدية؟.
نعم ستكون لحظات جميلة ورائعة وعظيمة سيعجز القلم عن وصفها الآن؛ ولكننا على ثقة من حصولها قريباً إن شاء الله، وإننا نتمنى أن نلقاه بكامل صحته وعافيته، ولكن مرور 33 عاماً على اعتقال أي إنسان سيكون له أثر سلبي على صحته ونفسيته، ولكننا سنتابع ونقاضي كل من تسبب في ذلك ممن أسهموا باعتقاله وهم أحمد عبدالرحيم الأغبري والعميد العتمي، مدير أمن البيضاء وغيرهم.
^^.. سمعت بأنه تم احتجاز السيارة التابعة لشقيقتكم القاضية هالة سلطان القرشي في تعز من قبل الأمن قبل أسابيع، ما هي التهمة الموجّهة إليكم بخصوص ذلك؟.
نعم تمت ملاحقتنا أنا والقاضية هالة كريمتي من قبل سيارة نجدة هونداي تابعة للشرطة في محافظة تعز، وعند استفسارنا عن سبب ذلك أفادوا أن السيارة مطلوبة أمنياً، وبرغم أخباري لهم بأني وكيل نيابة ولدي حصانة وكذا القاضية هالة وكيل وزارة مساعد (نائب رئيس المكتب الفني) بوزارة العدل إلا أنهم أصرّوا على توقيفنا في عقبة شارع جمال بتعز دون أي سند قانوني من الساعة العاشرة والربع مساء وحتى الساعة الثانية عشرة في منتصف الليل، رافضين السماح لنا بالسير حتى إيصال السيارة إلى المباحث الجنائية محافظة تعز؛ ولكننا رفضنا التحرك معهم وقمنا بالتواصل مع بعض المشايخ منهم الشيخ سلطان السامعي والشيخ حمود المخلافي والأستاذ شوقي القاضي الذين تواصلوا مع قيادات المحافظة، وبعد ذلك تم السماح لنا بالمرور، وهذا يعد خرقاً لحصانتنا القضائية، وقد حررنا بلاغاً بواسطة موقع "مأرب برس" إلى الأخ الدكتور النائب العام، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء أو تحريك أي ساكن ضد أفراد النجدة والمسئولين عنهم حتى يومنا هذا!!.
^^.. هل تعرضتم لأي مضايقات أو تهديدات كونكم أبناء القرشي تطالبون في متابعة قضية إخفائه، وهل تم إغراؤكم بمناصب معينة مقابل السكوت والكتمان عن ما حدث لسلطان القرشي؟.
نعم تمت مضايقتنا في بداية الثمانينيات وتحديداً في العام 1982م، وتمت مداهمة منزلنا في العاصمة صنعاء وتفتيشه واعتقالي عدة ساعات في مقر الأمن الوطني بصنعاء والتحقيق معي تحت التهديد والضرب للحصول على اعترافات مني، وكنت حينها شاباً لم يتجاوز سن السادسة عشرة سنة، وتم إخراجي بوساطة من أصدقاء والدي ومنهم الأستاذ علي مقبل غثيم وتم الإفراج عني ليلاً وإعادتي إلى منزل صهري فواد المقطري زوج كريمتي الأستاذة ابتسام سلطان القرشي صاحبة المقولة المشهورة في قناة سهيل (نحن الذين سئمناكم وسئمنا أشكالكم وليس أنتم من سئمتم السلطة) وتم وضعنا جميعاً تحت الإقامة الجبرية لمدة أسبوعين تقريباً تحت الحراسة المشددة وغيرها من المضايقات في عملنا وحجب ترقياتنا وغيرها.
^^.. لماذا جئتم إلى تعز للمطالبة بفتح ملف والدكم سلطان القرشي مع أن أعمالكم وإقامتكم في العاصمة صنعاء، لماذا ساحة تعز بالذات مع أنه كان بالإمكان أن يتم ذلك في ساحة صنعاء؟!.
لأن محافظة تعز هي المحافظة الحالمة؛ بل نقول إنها المحافظة اليقظة التي انتفضت على الظلم لتعلن للعالم عن بداية عهد جديد عهد، ثورة الشباب الحالم بغد أفضل والثائر على الظلم والفساد.. نعم هذه المحافظة التي رفعت فيها صورة والدي منذ بداية الثورة للمطالبة بالكشف عن مصيره بعد إخفائه 33 عاماً كما أشرنا سابقاً, وعندما سمعنا عن طلوع وفد من تعز لا يمثل أبناء تعز ومعهم شخصيات سقطت من وجدان أبناء محافظة تعز ولم يعودوا يمثلون أي رقم، حينها قررت ان أكون بجانب أبناء محافظتي في تعز لأقف معهم في ساحة الحرية والكرامة لمساندتهم بكل ما أستطيع بعد تعرضهم للضرب بالرصاص الحي والغازات السامة وكذا قذائف القنابل مسيلة الدموع من طائرات هيلوكبتر كأسلوب منفرد يتعامل معه النظام مع محافظة تعز وكذا ما تعرض له أبناؤنا وإخواننا وأخواتنا من استهداف بالقتل والتجريح والضرب لشباب ثورة سلمية سلمية سلمية تواجه بالقمع الوحشي غير الإنساني، ولهذا اخترت ساحة الحرية لمساندة شبابها حتى النصر.
^^.. كيف ترى وضع الثورة اليمنية، هل تختلف عن الثورات العربية، وإلى أين تتجه برأيك؟.
إن وضع الثورة الشبابية اليمنية ثورة مميزة عن الثورات العربية السابقة لها، فهي بنظري ثورة مميزة وأكثر قوة وصموداً من الثورتين السابقتين لها في الوطن العربي تونس ومصر، فشعبنا اليمني شعب مسلح وقبلي ولكنه فاجأ العالم، فهذا الشعب برغم تعرضه للضرب بالرصاص الحي والقنابل الحية والمسيلة للدموع والمياه الملوثة يضع سلاحه جانباً ويكشف عن صدره عارياً لمواجهة كل ذلك بثورة سلمية وبثبات عظيم وبصبر لا يوصف حتى رحيل الرئيس وسقوط نظامه، فهذه صورة جميلة وأسلوب جديد يدل على أن شعبنا اليمني أثبت أنه شعب حضاري وعريق ضرب وسيضرب أروع الصور التاريخية جمالاً في تاريخنا المعاصر، وثورة كثورتنا هذه ستتجه نحو النصر القريب، القريب، وسيرحل النظام.
^^.. كونك تعمل في المجال القضائي.. هل لأولياء دم الشهداء حق في المطالبة ومحاكمة المتسببين بالقتل قضائياً حتى وإن حصل إعفاء وضمانات من قبل القوى السياسية؟.
نعم أولياء دم الشهداء هم أصحاب الحق وهم من لهم حق التنازل في حقهم الخاص فقط، ولا يحق لأحد التحدث أو التنازل باسمهم، وأما القوى السياسية فهي عندما توقع أي اتفاق أو مبادرة فهذا الاتفاق أو المبادرة يرجع عليها بالالتزام، أما أولياء الدم فليس لهم علاقة بذلك، فهم من يحق لهم التنازل أو المطالبة بدماء شهدائهم طبقاً للشرع والقانون.
^^.. أوضاع القضاء متدهورة في اليمن ويعد السبب الأكثر في تفجير الثورة باليمن، ما سبب ذلك؟.
نعم له دور كبير، ففساد القضاء جزء من فساد النظام إن لم نقل إنه يشكل الجزء الأكبر منه، فإذا صلح القضاء صلح المجتمع كله، وإذا وجد فساد في أي جهاز من أجهزة الدولة وتضرر منه المواطن فإن ملجأه القضاء، فما بالكم إذا كان هذا الملجأ فاسداً؛ فأين المفر؟!.
^^.. كيف تقيّم واقع القضاء اليوم، وماذا عن الغد في المجال القضائي وما دوركم بعد الثورة؟.
إن تقييم أوضاع القضاء اليمني اليوم يحتاج إلى عدة مقابلات وندوات؛ لأن قضاءنا قضاء فاسد وبشهادة حتى ركائز ذلك النظام، فقد أشار الأخ عبدالكريم الإرياني في عدة مقابلات أن القضاء اليمني فاسد، وكذا ما صرّحت به شخصياً في عدة صحف وقنوات أن القضاء فاسد ويحتاج إلى تغيير، ولكن أيضاً يوجد قضاة مشهود لهم بالشرف والأمانة والعدل، ولنا حديث لاحق في هذا المجال سنفصل فيه إن أمكن لنا الحديث معكم مستقبلاً وسوف يكون للقضاء دور كبير بعد الثورة أسوة بما تم في ثورتي تونس ومصر، ولكن بعد أن تغير ثورتنا الشبابية أغلب رموز القضاء اليمني الفاسدين لنستطيع أن نحارب الفاسدين من النظام بسلاح نظيف غير ملوث.
^^.. هل تعتقد أن القضاء سيكون له دور فاعل بعد الثورة في محاسبة الفاسدين والمجرمين وكل من تسبب في ارتكاب جرائم أو تهم فساد في اليمن، على نفس الوتيرة التي نشاهدها اليوم في مصر؟!.
نعم، ولكن بعد تغيير رموز قضائية فاسدة أسهمت بنشر الفساد سابقاً في عهد ما قبل الثورة الشبابية ومرتبطة بالنظام السابق للثورة وهو النظام الفاسد.
^^.. برأيك هل القضاء مستقل؟.
برأيي القضاء اليمني ليس مستقلاً, فلو كان القضاء مستقلاً في بلادنا لكان في وضع أفضل من هذا بكثير وما كنا بحاجة اليوم إلى ثورة، فلو كان القضاء مستقلاً لتحققت العدالة بين الناس ولما تحكم بنا الظالم على مر السنين، وإذا تم فصل السلطات الثلاث بمصداقية دون تدخل من السلطة التنفيذية، أو السياسية فإن العدالة ستتحقق وسيحاكم الفاسدون، وعند ذلك سيستقيم المجتمع ويجد كل ذي حق حقه، فمثلاً وزير العدل والنائب العام هما ضمن السلطة التنفيذية فوزير العدل عضو مجلس الوزراء، وفي نفس الوقت عضو في مجلس القضاء الأعلى وهذا تداخل بين السلطة التنفيذية والقضائية، وكذا النائب العام يتبع وزير العدل وهو أيضاً عضو في مجلس القضاء الأعلى، فأين استقلال القضاء اليمني بعد ذلك وكذا تحكّم (السلطة التنفيذية) بجدول مرتبات وعلاوات أعضاء السلطة القضائية، وهذا يعد تدخلاً سافراً في السلطة القضائية وإخلالاً بمبدأ دستوري هام يقضي بالفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية, وغيرها الكثير من الاختراقات والتداخلات بين السلطات سنوردها في لقاءات لاحقة.
^^.. كيف تتعامل مع الملفات والقضايا التي تصل إليك، هل باستقلالية تامة بعيداً عن المحسوبية والرشوة والوساطة، أم أن المركزية لها دور في اتخاذ قراراتكم؟.
نعم أتعامل معها باستقلالية تامة، فليس جميع القضاة في النار؛ فقاضٍ في الجنة وقاضيان في النار، وهذا حديث شريف بما معناه وسارٍ لكل زمان ومكان، فإن شاء الله أن أكون من ممن يختارهم الله في جناته، ولولا ذلك ما كنت معكم اليوم مسانداً لهذه الثورة الشبابية لأني لا أخاف في قول الحق لومه لائم، والله على ما أقول شهيد.
^^.. هل تم فتح ملف القرشي في جهات رسمية أو حقوقية إنسانية في اليمن أو خارج اليمن قبل الثورة الشبابية الشعبية هذه؟.
نعم في عدة جهات رسمية مجلس الشعب التأسيسي سابقاً في "ج.ع.ي" ومجلس النواب بعد الوحدة 1990م وجهات وزارية منها وزارة العدل ووزارة حقوق الإنسان ومطالبات لرئيس الجمهورية علي صالح منذ توليه الحكم عام 1978م وحتى الآن، ولمنظمات دولية منها المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية واتحاد المحامين العرب، ولم يكن هو وحده مخفياً سياسياً ولكن معه رفاقه ومنهم عبدالعزيز عون, علي خان, علي مثنى جبران, عبدالوارث عبدالكريم, وطه فوزي, ومن سبقهم أيضاً أمثال المناضل علي قناف زهرة ولم يعرف مصيرهم حتى اليوم.
^^.. هل وصلت لك معلومات مؤكدة عن حياته قبل هذه الفترة؟.
نعم المعلومات تصل إلينا بالتوالي، وسوف يأتي اليوم الذي نستطيع فيه أن نحاكم كل من تسبب في اعتقال وإخفاء والدي ورفاقه طول هذه المدة دون أي ذنب أو محاكمة عادلة، ونناشد كافة المنظمات المحلية والعربية والدولية الوقوف معنا في الحفاظ على سلامة والدنا ورفاقه من الخطر الذي قد يحدق بهم أو المساس بحياة والدنا ورفاقه المخفيين قسراً في سجن القصر الرئاسي في السبعين بأمانة العاصمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.