حضر الأخ عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية - أمس حفل تدشين الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في الواحد والعشرين من فبراير الجاري. وفي الحفل الذي أقيم بقاعة الشوكاني بكلية الشرطة بالعاصمة صنعاء، وحضره عدد من أعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى والقيادات الحزبية والجماهيرية وكبار وضباط القوات المسلحة والأمن وممثلي البعثات الدبلوماسية في اليمن، ألقى الأخ عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية - كلمة هامة أعرب فيها عن سعادته لتدشين أولى خطوات العبور إلى المستقبل الآمن المتمثل في الانتخابات الرئاسية المبكرة، والذي يعد الوصول إليها إنتاج جهود، شارك فيها الجميع باعتبارها الحل الأمثل والممكن الذي سيمثل نجاحها انتصاراً للإرادة السياسية اليمنية التي غلبت مصالح وطنها على الانتصار للحزب أو للذات أو حتى للمصالح الشخصية مهما كانت. وقال: إن هدف هذا اللقاء الذي اجتمعنا لأجله بقدر ما يمثل لي شخصياً من اعتزاز فإنه سيمثل بالتأكيد رسالة أمل لأبناء هذا الشعب الذي تعب، وكل ومل، من أزمة أنهكته ودمرت حياته من أن عجلة التغيير قد بدأت بالدوران فعلاً، وهو ما يحملنا مسؤولية وطنية وأخلاقية للمضي قدماً في إتمام ما بدأناه، باعتبار أن ما يتم الواجب إلا به فهو واجب، خاصة ونحن نحتكم جميعاً لمرجعية ارتضيناها تتمثل في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية الذي يتوجب على الموقعين عليها احترامها وتنفيذها كلاً فيما يخصه وبحسب ترتيب بنودها وآليتها التنفيذية المزمنة، حيث أصبحت مظلة شرعية وطنياً وإقليمياً ودولياً.. وأضاف: أستطيع القول إن اليمن قد اجتازت المرحلة الأصعب مهما اختلف البعض في تقدير نسبة نجاحها، ومهما حاول البعض أن يمثل حجر عثرة في الطريق، إلا أن المضي صوب الإنجاز ظل وسيظل أقوى من التردد، أو المواربة، انطلاقاً من تغليب المصلحة الوطنية العليا.. وتابع: نحنُ اليوم على مسافة قصيرة من الاستحقاق الانتخابي المحدد في 21 من الشهر الحالي، ونحن على ثقة من تجاوب وتلاحم أبناء شعبنا اليمني العظيم التواق إلى التغيير والعبور إلى المستقبل المنشود. وأردف قائلاً:”بعد أيام من الاستحقاق الانتخابي، نعم قد تكون أياماً حرجة إلا أني واثق من تخطيها لأسباب موضوعية تتمثل في أن الشعب أولاً لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الصبر على معاناة طالت أكثر مما يجب وأرهقته بأكثر مما يتحمل، وثانياً القناعة التي لمسته لدى شركاء العمل السياسي على ضرورة إخراج البلاد من أزمته والناس من محنتهم إلى بر الأمان، وثالثاً ما أعلمه من تصميم إقليمي ودولي على متابعة مساعدة اليمن لكي يصل إلى بر الأمان، وإجماع نُشعر نحوه قيادة وحكومة وشعباً بامتنان كبير جعلنا جميعاً شركاء في صنع يوم ال 21 من فبراير، اليوم المحدد للانتخابات الرئاسية المبكرة، والعبور إلى المستقبل الآمن والمزدهر”. ومضى بالقول:” نعرف أن الله سبحانه وتعالى، لا يساعد من لم يساعد نفسه، لذا نحن مصممون على تجاوز محنتنا عبر حوار مفتوح يعيد الأزمة إلى سياقها الطبيعي المحكوم بسلاح المنطق لا بمنطق السلاح؛ لأن شعبنا يستحق أن ننكر ذواتنا لأجله ونرهن قدراتنا لإعادة بناء البلد بما يستحقه، خالياً من الإرهاب والتطرف والفساد، معافى من نزعات المناطقية والعنصرية”.. وأوضح الأخ عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية - أن الانتخابات المزمع إجراؤها في ال21 من فبراير الجاري تكتسب أهميتها من كونها تمثل المخرج الأمثل لأزمة سياسية، كادت أن تتحول إلى حرب أهلية، ولأنها البوابة الوحيدة المتاحة التي من خلالها نعبر إلى فترة الانتقال التاريخية التي وإن كانت بحساب الزمن قد تكون قصيرة إلا أنها وبحكم القضايا التي سيتم نقاشها والتغيير الذي ستحدثه في مختلف المجالات والمناحي الشاملة ستكون بالتأكيد علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث.. وأكد نائب رئيس الجمهورية أن هذا التغيير سيكون الحامل له هو المؤتمر الوطني الذي سندعو لالتئامه عقب الانتخابات الرئاسية، والذي سيكون بمثابة واحة لحوار فعال مبني على قدر من الانفتاح والتكافؤ واحترام كل طرف للآخر، وبحيث لا يستثني أحداً سواء في داخل اليمن أو خارجه، مثلما لن تكون هناك أي من الخطوط الحمراء على أي من القضايا التي يراد طرحها وفي طليعتها القضية الجنوبية، وكذا أيضاً مشكلة صعدة، والتعاطي مع مطالب الشباب الذين رموا حجراً ضخماً في مياه ظلت راكدة أمداً طويلاً، وكانوا بذلك معبرين وتواقين إلى المستقبل الجديد، والمضي على طريق الإصلاح لتحقيق التقدم والاستقرار والتنمية في ظل يمن مدني موحد تتعزز فيه الحقوق والحريات، وتقوى فيه قيمة الانتماء والولاء لليمن الواحد.. ووجه الأخ عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية - ممثلي المجالس المحلية وفروع الأحزاب السياسية باعتبارهم عنصر التماسك في أي مجتمع باستيعاب تعقيدات المرحلة الحالية والتعامل معها بروح الإخاء والمحبة والتسامح.. وقال: يجب ألاّ نتوقع أن تكون الأرض معبدة ومفروشة بالورود، ولذا فنحن بحاجة لأن نكون أقوياء وصبورين بعون الله ثم بقدر ما نحمل من سمو الهدف الذي نريد تحقيقه، وهو الانتقال من الظروف والأوضاع الراهنة، وتبني إجراء إصلاحات عميقة تجعل اليمن يخطو بثبات إلى أعتاب القرن الواحد والعشرين. وأضاف: وعلى هذا فإني على ثقة من أن كل من له موقف مغاير اليوم سيكون له موقف آخر عندما نصل إلى وطن المساواة والعدالة غداً إن شاء الله، حتى وإن فرضت الظروف الموضوعية جعل الانتخابات توافقية، إلا أنها كما نعلم جميعاً هي مرحلة انتقالية لتنفيذ مهام استثنائية كان لابد منها باعتبارها قفزة إلى الأمام ومشروع إنقاذ الوطن، وهو ما يفرض على الجميع دون استثناء وبالذات شركاء الإنقاذ المؤتمر وحلفاؤه، والمشترك وشركاؤه، الذين أصبحت تضمهم لجنة عليا واحدة، ولجان فرعية على مستوى المحافظات للقيام كلاً بواجبه لتحقيق المشاركة الفاعلة، من أجل بلوغ الأهداف المرسومة لذلك. وأشار الأخ عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية - إلى ضرورة الخروج من هذا اللقاء بأكبر قدر من الاستفادة، بما يحقق المشاركة الواسعة في انتخابات التحول باعتبارها من أهم حقوق المواطنة.. معبراً عن شكره وتقديره لكل الجهود التي بذلها زعماء الدول الشقيقة والصديقة وممثلو البعثات الدبلوماسية في اليمن، والذي كان لحكوماتهم ومن خلالهم دور لا يمكن إنكاره في الوصول إلى هذه النتيجة التي جنبت اليمن شر الوقوع في صراع دموي كان يعلم الله وحده متى سينتهي.. ودعا نائب رئيس الجمهورية إلى ضرورة الدول الشقيقة والصديقة وممثلي البعثات الدبلوماسية في اليمن إلى إكمال مهمتهم النبيلة ليس بالتعاون فقط في إنجاح الانتخابات، وإنما بجعل هذا النجاح ينعكس استقراراً وتنمية، وهو ما لن يتم دون الالتزام بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة. كما ألقى النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام - المستشار السياسي لرئيس الجمهورية - الدكتور عبدالكريم الإرياني كملة المؤتمر، أكد فيها أن الانتخابات الرئاسية المبكرة لا تعني فقط تثبيت وترسيخ مبدأ التداول السلمي والسلس للسلطة وترسيخ الشرعية الدستورية، ولكنها جاءت أيضاً لإخراج الوطن من أزمة غير مسبوقة. وقال: إن كل صوت لأي مواطن هو من أجل الوطن وثوابته الراسخة ممثلة بالثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية، وهو أيضاً رسالة للعالم بأننا نمنح ثقتنا وقناعتنا بأن نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي هو أهل لقيادة الوطن وربان السفينة القادر والمقتدر على إيصاله إلى بر الأمان. وأضاف: وأن كل صوت ندلي به هو صرخة عالية نقول فيها: الأمان قبل الإيمان ونعم ليمن ديمقراطي واحد تسوده العدالة والمساواة والمواطنة وسيادة القانون. وأوضح الدكتور الإرياني أن هذا اللقاء المنعقد برئاسة نائب رئيس الجمهورية يأتي والوطن يمر في أدق ظرف تاريخي مر به منذ قيام ثورتي ال 26 سبتمبر و 14 أكتوبر المباركتين .. وقال: لا مناص من الاعتراف بخطورة الوقت الراهن، فلم يعرف الوطن انقسامات وتشطيرات وتمردات كالتي شاهدناها على مدى عام كامل، ومن المؤسف أن تلك الانقسامات مازالت قائمة حتى اليوم، فالعاصمة صنعاء مازالت مشطرة والعديد من شوارعها مازالت مليئة بالمظاهر المسلحة، وكذا العديد من الطرق في أنحاء الجمهورية مازالت مقطوعة، وعدد من الخدمات العامة وفي مقدمتها التيار الكهرباء مازال متقطعاً.. وأضاف: إن في مقدمة مهام الحكومة واللجنة الأمنية في الوقت الراهن وخاصة في ظل معاناة المواطن التي لا توصف ومعدلات البطالة المتضاعفة وتزايد الفقر المخيف فإن في مقدمتها إنهاء جميع المظاهر المسلحة وجميع معوقات حركة المواطنين وتنقلهم قبل يوم الاقتراع ال 21 من الشهر الجاري، فإنجاز إجراء عام كهذا هو الضمانة الأولى لمشاركة شعبية واسعة في هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة التي كان أول من دعا إليها الرئيس علي عبدالله صالح.. وبين النائب الثاني للمؤتمر الشعبي العام أن الوضع السائد اليوم يضع على عاتق الجميع مسؤولية كبرى في العمل بكل ما نستطيع على حشد أعضائنا وأنصارنا في كل مركز انتخابي الذي يبلغ عددها أكثر من 6 آلاف مركز للإدلاء بأصواتهم في يوم ال21 من فبراير. ودعا إلى العمل معاً بيد واحدة وسريرة موحدة لما فيه خير الوطن وصلاحه وأمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره. فيما ألقى رئيس المجلس الوطني - رئيس مجلس الوزراء - الأخ محمد سالم باسندوة كلمة المجلس الوطني أكد خلالها أن الانتخابات الرئاسية المبكرة تكتسب أهمية قصوى باعتبارها تمثل البوابة لولوج مرحلة جديدة والوسيلة المثلى لتحقيق الانتقال السلمي والسلس للسلطة بأقل تكلفة.. ولفت إلى أن الانتخابات تشكل خطوة على طريق التغيير وصولاً إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تقوم على سيادة النظام والقانون والمساواة في المواطنة، وتنعم بالأمن والاستقرار والرخاء.. وقال الأخ باسندوة: إن الاجتماع اليوم إنما هو من أجل تأكيد التزامنا جميعاً بالعمل معاً على نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها في 21 من الشهر الجاري، وكلنا يعلم أن هذه الانتخابات تنص عليها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة اللتان تم التوقيع عليهما في الرياض في نوفمبر الماضي برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأضاف: يجب اضطلاع كل منا بالدور الذي يمليه عليه موقعه على أكمل وجه باعتبار الوطن أمانة في أعناقنا جميعاً، وفي مقدمة ذلك الحرص على تأمين الأجواء السياسية والأمنية الملائمة لإجراء هذه الانتخابات حتى يطمئن الناخبون إلى ممارسة حقهم في الاقتراع. وتابع: المعول بهذا الصدد على القوى المتعددة أن تتحاشى المناكفات وأن تتعاون في دعوة المواطنين للإدلاء بأصواتهم خاصة وأن ثمة مرشحاً تم التوافق عليه بين الإطراف الموقعة على مبادرة الخليج والآلية التنفيذية ممثلاً في عبدربه منصور هادي. وطالب رئيس الوزراء المحافظين وقادة المناطق العسكريين ومدراء الأمن العام الحرص على توفير الأمن والهدوء للناخبين وضمان سلامته. واختتم باسندوة كلمته بالقول: إن يوم 21 فبراير الجاري هو يوم الانتقال للسلطة بأي شكل من الأشكال، ومادمنا متأكدين من ذلك فلا داعي لأن يثير أحد منا أية مشاكل للآخر، أو أن يفتعل العراقيل في وجه إجراء هذه الانتخابات، ويجب أن نسلم بالأمر الواقع، وهذا واجب علينا لإثبات مصداقيتنا لترشيح عبده منصور هادي.