المناضل حيدرة ناصر الجحماء من مواليد محافظة أبين مديرية الوضيع.. من مؤسسي الحراك الجنوبي ومساندي تحقيق الوحدة اليمنية المباركة حصل عل وسام الوحدة في 1994م إلا أنه كما يقول عندما وضعه على صدره شعر بالقلق لما رأى الوحدة تسير في اتجاه معاكس.. عين وكيلاً مساعداً لمحافظة الحديدة وعندما جاءه المنصب قبله أدرك انه يستطيع أن يؤدي رسالته وهو في السلطة اكثر من ميدان الحراك الجنوبي ...ربيع الثورة العربي دفعه إلى النزول إلى ساحة الحرية ليؤكد انه مع الثورة باعتبارها حدثا ليست عابر اجاءت للتغيير وتصحيح المسار بعدما أصبحت المادة قبلة الناس تقتل فيهم الروح الوطنية.. آمن بالثورة كما آمن بثورة سبتمبر وأكتوبر التي جاءت على الظلم والجهل والتخلف ..وهو يرى أن الروح لن تعود فينا إلا بمشروع وطني وزعيم لا يمللك مصانع ومزارع وقصورا ، بل سريره وقدوة فمتى ما وجد اليمن شخصية بحجم الحمدي وسالمين سيظل الوطن بخير؛ لذا استبشر بالأمل عندما اتفق على الأخ/ عبدربه منصور هادى مرشح التوافق الوطني لقيادة الوطن للمرحلة الانتقالية والى الحوار مع المناضل حيدرة ناصر الجحماء. كيف ترون الانتخابات الرئاسية هل ستمثل المخرج لليمن من الأزمة؟ الانتخابات الرئاسية في ال21 من فبراير تمثل جسر عبور سالك وحيد لوضع اللبنات الأولى نحو الخروج الآمن لشعبنا اليمني من الأزمة التي حلت به فليس في استطاعة الرئيس المنتخب والحكومة الانتقالية أن تحل الأمور بعصا سحرية بعد الواحد والعشرين من الشهر الجاري؛ لذا على الجميع أن لا يفرطوا بالتفاؤل فقد أفرطنا في التفاؤل وعلقنا آمالا كبيرة أثناء قيام الثورة اليمنية، ولكن الثورة حققت شيئا وظلت أشياء ناقصة ومن ثم ظل الناس يراودهم حلم بأن الوحدة ستعوض ما لم تأت به الثورة وكان الطموح اكبر من الواقع فحين ترفع شعارات اكبر من الواقع يصاب المجتمع بإحباط وهنا تأتي الخلافات وما شابه ذلك. فعلى الجميع أن يسير باتجاه 21 فبراير وأن يضعوا في حسبانهم أن المرحلة الأصعب هي بعد “21” فبراير؛ لأن اليمن حبلى بمزيد من المشاكل والأزمات ومزيد من الترقبات لما سوف تؤول إليه الأوضاع؛ لأن وضعنا في اليمن يختلف عن وضع مصر وتونس وليبيا ولكن ليس بالمفهوم الذي يقره السياسيون ففي تلك الدول الجدل كان على هيكلة أو تغيير النظام السياسي على العكس عندنا في حكم تجربة اليمن كان هناك دولتان سرقت الوحدة مشروعها كانت هناك اتفاقيات بين الشطرين وعلى الرغم من أن الوحدة هدف سام لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، لكن مع الأسف كان النظام في صنعاءوعدن يتغنون بهذا الهدف وكل طرف يسير بطريقته الخاصة لإقصاء الطرف الآخر نتج عنها صدامات بين الشطرين في حروب محددة وأجريت اتفاقيات برعاية بعض الدول العربية منها الكويت وطرابلس والقاهرة، لكنها كانت اتفاقيات تكتيكية كل طرف يبيت لإقصاء الطرف الآاخر وفرض نظامه وهذا ما حصل بالضبط لتنعكس على الأوضاع في اليمن الآن لدينا أكثر من مشكلة فعندما دخلت اليمن الوحدة لم تدخلها بمشروع وطني دخلتها بمشروع عائلي وأثناء الفترة الانتقالية تصادم المشروعان مع بعضهما؛ إذ كانت هناك نيات مبيتة عند الطرفين سعى كل طرف إلى فرض مشروعه وحصلت الأزمة وحصلت الحرب ففرض مشروع الشمال أو مشروع الجمهورية العربية على ساحة اليمن وقضى على الكثير من الإيجابيات في المحافظات الجنوبية في القطاع العام و منها التعليم والصحة وإخراج الكوادر من المؤسسات العسكرية والأمنية. وكانت الناس تعتقد أن حرب 1994م هي ظروف طبيعية فرضتها وأن القيادة بعد 94 سوف تعترف بأن البلد بحاجة إلى مشروع وللأسف الشديد لم يكن هناك أي مشروع وطني للوحدة لا قبل الوحدة ولا بعد الحرب واليوم اليمن يحتاج إلى مشروع وطني وعلى هذا الأساس، كانت الإيجابيات بالشمال أفضل من اليوم وكانت العملة والأمان أفضل من اليوم وكذا الجنوب رغم ما حصل فيه أفضل من اليوم وللأسف الشديد بعد الوحدة وبعد 94 كان اليمنيون قد أكملوا مرحلة البناء الوطني والهوية الوطنية وساروا يتغنون بالوحدة وأهملوا بناء الدولة واتجهوا نحو حب الذات فسطوا على الأراضي ونهب المؤسسات وأصبح الفساد في اليمن ليس مؤسسة، بل دولة شائكة بحاجة إلى إعادة النظر من أصغر مؤسسة إلى أكبر مؤسسة. هل هناك من شروط يجب ان تتوافر في من يجلس على طاولة الحوار؟ اليمن مر بمرحلة صعبة وتجرع السم ولو كان الفساد بنسبة خمسين بالمائة لكان اليمن معافى، لكنه وصل إلى نسبة 99.9 % حتى التنمية في اليمن أصبحت تسير بطريقة الوجاهة وبطريقة الخط الدائري من هنا أعتبر المرحلة اليوم تتطلب تضافر الجهود والاعتراف بكل الإخفاقات التي مرت وعلينا أن نتذكر أنه في فترة السبعينيات شهد اليمن شمالاً وجنوباً قفزة نوعية في فترة حكم الرئيس إبراهيم الحمدي والرئيس سالم ربيع علي في وقت كان الجهل اكبر من اليوم إلا أن الإرادة السياسية كانت موجودة هؤلاء الزعماء شكلوا نموذجا من الصعب أن يتكرر ..هؤلاء الزعماء لم يمتلكوا العقار أو رصيدا ماليا أو فللا في كل محافظة أو منطقة لكنهم بنوا قصورا ضخمة شيدوها في قلوب اليمنيين حتى الأجيال الذين أنجبتهم أمهاتهم بعد رحيل الشهيد الحمدي وسالمين مازالوا يتذكرون هذه اللحظة وكأنهم عاشوها ..فاليمن اليوم بحاجة إلى مشروع وطني كبير وبعد 21 فبراير على الجميع الجلوس على طاولة الحوار وأول شرط لنجاح الحوار هو أن يغسل الجميع يده ويبرىء ذمته ويحط كل ما أخذه دون وجه حق مشروع سواء في تهامة أو تعز أو صنعاء وصعدة أو عدن ومن أراد من القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية والزعامات في السلطة أو المعارضة أن يكون محاوراً باسم الشعب فعليه ألّا يدخل إلى طاولة الحوار المعقمة إلا بعد أن يعقم نفسه من الفساد ويعيد كل ما في ذمته حتى المنازل والعمارات الشاهقة والفلل التي بنيت فكثير من القيادات لم يبنوها من ثرواتهم يجب أن تحصر وتعاد والجانب الآخر يجب أن يعاد هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية قبل بدء الحوار؛ حتى تكون المؤسسة العسكرية في منأى عن الضغط أو التأثير وان يبنى جيش وطني يتسلح بالعلم والمعرفة وألا تتدخل القوات المسلحة في الحياة المدنية للمواطنين وتبقى حامية للوطن وقت الحاجة وأن يبنى أمن وطني يكون في صف المواطن وليس عبئا على المجتمع كالحاصل اليوم وأن لا تتم هيكلة القوات العسكرية والأمن، بل إعادة النظر في كل المؤسسات التي بنيت بقرارات سياسية بهدف الممحاكات فمثلاً تجد وزارات سياسية ذات عنوان كبير وإمكانيات أقل ومؤسسات خلفية بعنوان أصغر وإمكانيات كبيرة وقرار اكبر لهذا ظلت الحكومات المتعاقبة في اليمن تفشل؛ لأنها لا تمتلك السيطرة الكاملة على البلاد ومن هنا يجب إعادة النظر في كثير من المؤسسات المتشابهة وكذا الوزارات المتشابهة التي يمكن أن تكون ضمن وزارة واحدة لأن ذلك يؤدي إلى تداخل المهام وأصبحت تتسابق على المصالح والسطو على الموازنات وتبرير المصروفات فإذا أراد شعبنا أن يبقى موحداً فعليه أن يخلع بذلة الفساد وأن يزيله من رأسه ومن أراد أن يقود هذا الشعب فعليه أن يطرح كل ما يمتلكه ويتقدم لقيادة المسيرة وفق برنامج ورؤية إستراتيجية وأسس علمية وعدالة ومساواة وليس برفع الشعارات صحيح أن الوضع صعب.. قد يسمع حديثنا آخرون ويقول إننا مزايدون لكن وصل بالناس التسيب واللامبالاة حدا لا يطاق حتى الهوية الوطنية اهتزت في نفوس الشباب والأجيال؛ لذا يجب أيضاً التركيز على التعليم فعندما يكون التعليم سليما وينشأ هذا الجيل على حب الله ومن ثم حب الوطن والابتعاد عن حب الذات فإن ذلك يقينا عن المعالجات العسكرية والأمنية، وأن نبني الجيوش حتى نقمع الشباب الذين لم نعلمهم ولم نهتم بصحتهم؛ لذا فالتعليم حجر الزاوية وهو أولى من دعم المؤسسات العسكرية؛ لأنه هو الخط الدفاعي الأول للبلد. هادي رجل متوازن هل كان هناك طريق آخر لإخراج اليمن من الأزمة ونزع فتيل الحرب الأهلية عبر الاتفاق على المشير علي عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً للمرحلة الانتقالية؟ إن البحث عن بديل في المرحلة الصعبة والمعقدة عن الأخ نائب رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي صعب؛ لأن الجانب النفسي والأمني غير مهيأ؛ ولهذا سوف تحدث مشكلة في هذه المرحلة كون عبدربه رجلا متوازنا ورجلا نظيف اليد وأفضل من الموجودين.. ثانياً هو نائب رئيس الجمهورية، وثالثاً هو رجل لديه من الخبرة والتجربة وصل إلى سن سيجعله يشكل بوتقة وملتقى لكل القوى فعبد ربه لم يفرض ولم يكن الزعيم المستقبلي ولكن عبدربه احتكم الفرقاء ووضعوا الأمانة بين يديه. ونتمنى من الله أن يعينه ويوفقه وهو كما تحدث آخر مرة في أمانة العاصمة حينما قال إن هذا اتفاق وإننا سنقود فترة انتقالية محكومة ومحددة بسنتين. اتفاق بفضل تضحيات الشباب ماذا يمكن أن يقال عمن يحاول أن يدعو إلى عدم المشاركة في الانتخابات وخاصة بين أوساط الشباب؟ نقول لأبنائنا الشباب إن هذا الاتفاق الذي توصلت إليه البلد هو بفضل تضحياتهم وفضل دمائهم ومواقفهم وهذا يحسب لهم، صحيح أنهم قد لا يكونون في هذه المرحلة من المشاركة بالفعل السياسي، لكن عليهم أن يهيئوا أنفسهم للمرحلة القادمة فالمستقبل للشباب وأدعو القوى السياسية بما فيها المؤتمر الشعبي وكل مكونات القوى السياسية أن يعترفوا بثورة الشباب والتغيير وأن هؤلاء الشباب هم من استطاعوا أن يديروا العجلة فعندما تعترف أن الشباب هم من ضحوا لإدارة العجلة ومن سيدفع البلد نحو الأمام بالتأكيد سيقبلون الحوار؛ لأن الصراع كان بين جيلين من الرعيل الأول وبين الجيل الجديد فالرعيل الأول استحوذ على كل شيء ولم يعط فرصة للشباب في الوطن العربي وظل جاثماً على صدور أبنائنا من الشباب حتى تفجرت الثورة، ولكن يجب ألا يدفعنا الطموح إلى أن نحيد عن الحق الذي بدأنا أن نصل إليه ونصيحتي للشباب أن يشكلوا أنفسهم في إطار سياسي؛ لأن الأطر السياسية هي إلى الآن أطر شطرية.. أطر من الحكم الشمولي تعيش على الماضي منذ الوحدة كان يفترض أن القوى السياسية تترك فرصة لأحزاب سياسية من مواليد الوحدة اليمنية فالعيب بالتجربة الديمقراطية أنها لم تنشىء أحزابا من مواليد الوحدة بفكر وحدوي ديمقراطي، لكن ظلت المقطورة القديمة التي أوصلت اليمن إلى ما هي عليه هي اليوم التي تقف على الفعل السياسي ومن ثم فإن القوى السياسية لم تستطع أن تطور من مشروعها على سبيل المثال لماذا وصل بعض المناطق إلى أن تلجأ إلى أن تكون نفسها في إطار جغرافي لأنه لم يوجد لها المجال الذي يساعدها على المشاركة في إطار سياسي فقانون الأحزاب ضيق الخناق وفصل لقوى سياسية محددة لماذا بعض قوى راحت تتبوتق تحت المذهبية؟! ولماذا القبائل راحت تتجمع في مؤتمر بكيل؟! لأن العملية السياسية مختلة في البلد؛ لذا لابد من إعادة صياغة دستور وطني وأن تحل هذه الأحزاب التي بنيت على العقلية الشطرية لأنها أثبتت عدم قدرتها على قيادة البلد فاليمن كبير بشكله وثروانه وكبير بثقافته.. فاليمن بحاجة إلى مشروع قادر على سحب هذه المقطورة مالم من الأفضل أن يتفق اليمنيون على اتفاق جديد وأن يوزعوا اليمن إلى أربع أقاليم فاليمن عنوان كبير ومطاط مثل الخليج فإما أن نرتقي إلى مستوى اليمن وكبره ونرتضي بالدولة المدنية التي يسود فيها العدل والأمان هنا سيظل اليمن متماسكا أما السيطرة كمنطقة أو حزب أو قوى فهذا سوف يقودنا إلى حرب أهلية أبشع مما جرى في الصومال والعراق. تعطيل الانتخابات سبق التوقيع على المبادرة الخليجية وبعد الاتفاق شاهدنا اختلالات أمنية في أكثر من محافظة كيف تقرؤن هذه المعادلة؟ وهل كان تشكيل حكومة الوفاق الوطني كافياً للخروج من الأزمة؟ إن الهدف من ذلك تعطيل عملية الانتخابات وإيصال رسائل من بعض القوى من أنها مازالت موجودة وأسوأ مافي الاتفاق أن الشراكة كانت في رأس السلطة؛ ولهذا فإن المجتمع لم يتفاعل مع تشكيل الحكومة؛ لأنه يعاني من مفاصل السلطة الوسطية إلى السلطات المحلية ويعاني من المؤسسات الخدمية كهرباء وماء وصحة وتعليم وهذا خلل موجود في المحافظات فعندما تشكلت حكومة الوفاق الوطني وترك المجال غير واضح في المحافظات، كان يفترض أن يتم اختيار الحكومة الوطنية واختيار المحافظين ذوي الكفاءات القادرة على العطاء لأن المحافظين هم من الحكومة المركزية فالمواطن بحاجة إلى محافظين يختارون بغض النظر عن الانتماء السياسي أو المنطقة بحيث تكون لديهم قدرة في التعامل مع الجماهير.. عملهم ميداني مع الاهتمام بجانب الإدارة فقد كان يفترض من حكومة الوفاق على أقل تقدير أن تصل إلى تشكيل محافظين جيدين وتشكل الحكومة ومن ثم الحرص والتنسيق بينهما على إيصال رسالة إلى كل مؤسسات الدولة والتأكد من المرافق والمؤسسات التي لا تستطيع أن تسير بمن هم قائمون عليها. دعوات الانفصال برأيكم ما الذي أدى إلى ارتفاع صرخات من الجنوب لتنادي بالانفصال أو فك الارتباط؟ إن ما يجري في المحافظات الجنوبية ليس وليد اليوم أو الصدفة بل انعكاساً لما جرى بعد تحقيق الوحدة اليمنية لأن اليمن لم ينتقل إلى مشروع كبير وكان يفترض باتفاقيات الوحدة تضمن حقوق كافة الأطراف وبالذات المجتمع في الجنوب والمجتمع في الشمال صحيح أننا مجتمع واحد لكن كانت الثقافة مختلفة والإدارة مختلفة ففي الشمال انفتاح تجاري والاغتراب مسموح في الجنوب كان هناك إغلاق للقطاع الخاص وكانت الدولة هي التي تدير الأراضي والمزارع والمؤسسات لكنها أوجدت للمواطن شيئا مما يحتاجه من خدمات كالتعليم المجاني والتطبيب وكان الطالب بعد التخرج من الجامعة يحصل على وظيفة بدون عناء والمؤسسات التي في الجنوب ليست مؤسسات الدولة كما يعتقد البعض بل انها أوجدت شراكة الدولة والمجتمع وعندما يأتي باسم الوحدة وتأخذ هذه المؤسسات وتخصخصها للقطاع الخاص أو تدرجها ضمن الموازنة ما هي البدائل التي وضعتها للناس في الجنوب غير أنك أخرجت عمالا وكوادر وموظفين وأخذت أصولهم ورميتهم للشارع وفوق هذا تسرح ما تبقى من كوادر من القوات المسلحة والأمن وتحرم الناس من العلاج المجاني هنا اختل الوضع وأصبح الجنوب لا شريكا في القرار ولا عنده رأس مال ينافس في سوق العمل وهذه صرخة طبيعة، فإذا أردنا أن يظل الوطن موحدا فعليهم ان يعيدوا ما أخذوه من مؤسسات بما فيها الطيران “اليمد” وأحواض السفن ومزارع لينين في أبين التي تقسمت بين المسئولين وقد قلنا وأكدنا قبل قيام ثورة الشباب أن على الجميع أن يعلم أن الربيع العربي سيظل ماطرا وستظل السحب تهب إلى سماء اليمن حتى يقتلع الفساد من جذوره ومن أراد أن يشارك في العملية السياسية فعليه أن يبرىء ذمته ويغسل يده وأنا أول المبادرين معي شقة ملكوني في عقبة عدن وقلبوا الدنيا عليّ عندما حصلت على مخزن بني أيام بريطانيا واستخدم للتحصين وبعدها أهمل.. حصلت عليه كتعويض بعد متابعة ومعاناة عشرين عام ومن خلال الصحيفة سأكون رغم أني لا أمتلك سكنا سوى هذا الذي استلمته قبل شهر مستعد أتنازل عنه الآن قبل بكرة حتى لا يعتقد الآخرون...ولدي تمليك من الرئيس وآخر من النائب وموافقة من أمين عام المجلس المحلي بعدن والمحافظ ومكتب الصحة وظللت عامين أريدهم أن يسلموا لي المفتاح ورفضوا. حيث كان يوجد فيه ماطور كبير وثلاجة في الأخير دخلت فيه الأولاد و “سامانهم” مازالت موجودة.. هم أرادوا أن يساوموا بأن يأخذوا ما فيه دون لجنة أو أعطيهم نصف المبنى ولا يمكن ان يستلموا إلا باعتذار. فإذا اجتمعوا وأصدروا قرارا من أن التمليك باطل فسوف أسلمهم المخزن الذي كان مخزنا للقاح حتى 2005م بعدها استغني عنه براميل الانفصال الوحدة أزالت برميل الشريجة بعد 94 هل أصبحنا بحاجة إلى إزالة أكثر من برميل حتى نجسد الوحدة اليمنية في حياة شعبنا؟ أعتقد أن اليمن لن يتوحد بإزالة برميل من الطريق، بل يجب إزالة البراميل من النفوس. لعبة قذرة ما يجري في أبين من سيطرة القاعدة على أجزاء منها هل تدخل ضمن اللعبة السياسية؟ ما يجري في أبين لعبة قذرة اشتركت فيها أطراف سياسية داخلية وخارجية وسيأتي الوقت الذي يكتشف المؤامرة القذرة وما يحدث في أبين يمس اليمن كله وستظل نقطة سوداء وعارا في جبين كل القوى السياسية والشخصيات الوطنية والعلماء والمثقفين وكل من هم الوطن لأنهم تخلوا عن أبين نهاراً جهاراً وشردوا أهلها وأبين قدمت كل ما لديها من أجل الوحدة والثورة وعلى تلك القوى التي تخلط الأوراق في أبين أن تدرك أنها لا تستطيع أن تخرج هذه المحافظة من المعادلة فاليمن بدون أبين لن يكون هناك وحدة وليس لأني من أبين فهي معروفة بتاريخها وإذا لم يتحرك القوى الوطنية وحكومة الوفاق لتطهير أبين وعودة الأمن والأمان فعليها أن تعلم أنها مشاركة في هذه اللعبة إذا لم نسمع تحركا بعد الانتخابات الرئاسية فإذا كان الرئيس الانتقالي دعا الشعب اليمني في ال21من فبراير أن يتجه إلى صناديق الاقتراع فإننا ناشدناه أن يدعو الشعب اليمني للزحف لتخليص أبين لأن اليمن سيظل معطلا وجريحا وينزف إذا لم تقطع البؤر السرطانية بغض النظر من أين أتت لأنها بداية لتدخل دولي وعدن على قارعة الطريق.. وأؤكد أن ما يجري في أبين ليس بالحجم الذي يهول له فيها مجموعات لو تحرك الجهد الشعبي وقد تحرك في أبين ودفع الثمن غالياً لطهرت أبين بدون جيش الغنيمة فجيشنا أثبت عجزه أن مدفعه لا يتجه إلا بقرار سياسي وليس وطني. المحافظة الجريحة كيف ترون وضع الحديدة؟ محافظة الحديدة الجريحة الأولى في اليمن هذه المحافظة ظلمت في كل المراحل والدليل على ذلك أن نسبة الفقر فيها تعادل نسبة الفقر في بعض دول أفريقيا ظلمت الحديدة من خلال السطو على الأراضي والموازنات وأصبح أبناء الحديدة معاناتهم على وجوههم وأصبحوا عظماً بدون لحم فالفساد أخذ البلد بشحمه ولحمه. ولا يوجد في العالم أن الأرض تتخطط وتشترى من التاجر فلان على الإنسان أن يأخذ حاجته دون زيادة أو نقصان فإذا أباح الإسلام للرجل الزواج بأربع فليأخذوا أربع قطع أراض.. إلا أنهم أخذوا البحر وأكلوا الجبال والجروف وقضوا على شريحة الصيادين والنقل وقضوا على شريحة المزارعين ماذا أبقينا للمواطن وأكبر دليل على فقر ومعاناة أبناء الحديدة عدد الدراجات النارية حيث توجد الدراجات النارية يوجد الفقر؛ لأن المواطن في الحديدة لا يستطيع أن يشتري سيارة فيشتري دراجة ولا يستطيع أن يركب سيارة فيركب دراجة. السطو على الأراضي يلاحظ أن القائمين على الأمن هم من يسطون على الأراضي, أين دور قيادة المجلس المحلي لمواجهة مثل هذه التصرفات؟ مؤسسات الدولة هي تخالف بجهل السلاح وهي التي تسطو وتبطش ليس كلها ولكن البعض منها وليس كل الشخصيات من تقوم بمثل هذه الأعمال ولكن البعض حتى لا نعمم على سبيل اثنين أخوين من المحافظات الجنوبية عاشا بتعز أكثر من عشرين سنة كان لديهم سيارات نقل ذهبوا إلى حضرموت فتعطلوا أكثر من مرة واحدة من الأخوين يتململ قال له أخوه الأكبر شوف الوحدة نعمة شوف كم جلسنا أياما نترحل بين المحافظات هل شعرت بخوف فقال نعم حيث وجد رجال الأمن يقومون بحماية المواطن وليس نهبه.. فموازنة الأمن كبيرة وكذا الجيش وفوق هذا أصبح جيشنا وأمننا عبئا على المواطن والحياة ومع احترامي للمؤسسة العسكرية والأمنية فإنه من العيب أن يلبس الإنسان البذلة العسكرية ويضع النياشين على صدره ثم يغتصب حق الناس. الكهرباء انقطاعات متكررة الكهرباء في الحديدة حدث ولا حرج الانقطاعات تصل لعشرات الساعات في اليوم الواحد إلا أن السؤال لماذا توزيع الكهرباء على الأحياء لا يتم بصورة عادلة الأغنياء وحدهم من ينعمون بالتيار الكهربائي؟ محافظة الحديدة تعاني من عجز في الطاقة الكهربائية ليس من اليوم ولكن منذ فترة والمجاملة وصلت أنه لا توجد عدالة في “الكهرباء” وقد التقيت في الفترة الأخيرة المهندس المدير الجديد مجيب الشعيبي وهو من أبناء عدن ومن أسرة مناضلة ومن أفضل الكوادر هذا الرجل أكد أنه منذ عقود لم تصن الكهرباء بقدر ما أنفق من إمكانيات باسم الصيانة ثانياً التحكم المركزي في الإطفاءات طرحنا عليه المساواة والعدل في الإطفاءات وقلنا له نحن نسكن في سبعة يوليو طفئ علينا أول المواطنين وطرحنا على وزير الإدارة المحلية أن تعطى أولوية للكهرباء في المحافظات الساحلية. تتمة الوجاهة كيف تقيمون المستوى الذي وصلت إليه التنمية في الحديدة؟ إن عجلة التنمية في اليمن تتم عن طريق الوجاهة؛ لذا يجب أن تبنى استراتيجية تنموية تلبي احتياجات المحافظات من المشاريع التنموية بحيث تنزل فرق متخصصة في مجال التنمية تقوم بمسح ميداني بالمحافظات بشكل عام والحديدة بشكل خاص لتتطلع على سير التنمية حتى تعرف أين المناطق الأقل نمواً وتدرج هذه المناطق في خطة التنمية وأقول إن التنمية يجب أن تسير إلى المواطن كحق بغض النظر أن تكون المنطقة لها ثقل سياسي حتى تتم عدالة توزيع في المشاريع وهنا ستكون الوحدة اليمنية محروسة من قبل الناس. سجون المشائخ هل صحيح أن المشائخ في الحديدة يمتلكون العديد من العبيد؟ مثل هذا الكلام نحن نسمعه وقد يكون فيه نوع من المبالغة وأعتقد أن الفقر كافر وأن المال غير المشروع يؤدي إلى الانحرافات فالظلم يجب أن يحارب أينما وجد وعلى المشائخ إن كانوا ثوارا وأحرارا أن يلغوا مسألة السجون إن كانت هناك سجون وينتقلوا إلى الدولة المدنية الحديثة ويكونوا قدوة يكفيهم ما أخذوه وحصلوا عليه فأي شخصية قبلية أو سياسية تريد أن تأخذ موقعها من حيث القيادة أو الجانب الاجتماعي عليها أن تغسل يدها وتستغفر الله وتراجع نفسها فمن يريد أن يكون قائدا عليه أن يكون عفيف اليد فلا يمكن الجمع بين التجارة والقيادة والنضال.. أسوأ ما في اليمن أننا جمعنا بين السلطة والتجارة. الحديدة تمثل ميناء هاما يستقبل الصادرات الخارجية إلا أنها لا تمتلك صوامع غلال وما كان ملكا للدولة أصبح ملكا خاصا، هل يدخل ذلك ضمن الفساد؟ هذا الفساد بعينه وانعكاس للوضع الراهن فعندما يتم خصخصة مرفق ناجح يقدم خدمات للناس فهذا احتيال فالفساد أصبح دولة وسرطانا وعلينا أن نفهم أن الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة. نموذج التعامل مع الثورة ما هو النموذج الذي قدمته المحافظة في التعامل مع ثورة الشباب؟ محافظة الحديدة شكلت نموذجا للعنف والفوضى كانت أقل لأنه صار تفاهم بين قيادة المحافظة وبين المعارضة والشخصيات الاجتماعية من أيام المحافظ أحمد الجبلي الذي نسجل له الشكر والتقدير عندما رفض تسيير مظاهرات مضادة وكنا مؤيدين له في قيادة المحافظة كوكلاء واعتبرناها خطوة شجاعة حين نزل بعض الشخصيات يبحثون عن مظاهرات مضادة تتصادم مع الطرف الآخر فسجل الجبلي موقفا يحسب له وختم حياته العملية بموقف مشرف كما لا يفوتنا أن نشكر الأخ المحافظ الجديد أكرم عطية الذي سار على نفس النهج فكانت قيادة الحديدة تشكل نموذجا أفضل من بقية المحافظات من حيث أنها استشعرت المسئولية ورفضت أن تبطش بالمواطنين وان حصلت بعض الهفوات إلا أنها أفضل من غيرها. الوظائف مع أبناء المشائخ سيطرة بعض أبناء المشائخ أو الوجاهات في الحديدة على المناصب في الجهاز الإداري للدولة ألم يقتل عند المواطن روح المنافسة والإبداع في العمل؟ إن عملية السيطرة على مواقع ومناصب القيادة صار تقليدا حتى ما يحصل عليه المواطن في الجانب الديمقراطي نقدر نقول إنه في اليمن 80 % بالتعيين تجد عضو مجلس النواب إذا توفاه الأجل جاءوا بابنه ليخلفه وكذا القائد العسكري.. بمعنى أنهم قتلوا الطموح لدى الشباب فلماذا الأجيال تتعلم ولماذا يبدع الناس في الإدارات؟ أليس من أجل أن يكون ملفه نظيفا حتى يصل إلى أعلى المناصب لكن إذا كانت هذه الإدارة التي تعمل بها قد أصبحت ملكا لأسرة سواء في الحديدة أو عدن أو صنعاء فهذا معناه إغلاق الباب أمام التجديد والتطور ويخلق إحباطا أمام الأجيال؛ لذا يجب أن نكون أحرارا وثوريين وديمقراطيين بمعنى الكلمة فكل من وصل بالمؤسسة أو الإدارة إلى التدهور عليه أن يأخذ شنطته ويرحل. انتزاع الفاسدين هل ثورة المؤسسات في الحديدة حققت أهدافها في انتزاع الفاسدين؟! أعتقد أن الثورة على الفاسدين في الحديدة هي أنبل ثورة في التاريخ وهي بحاجة إلى أن تنضج وتستند إلى وثائق وتنتظم وتستمر بالطرق السلمية والحضارية والأدلة الدامغة ومن ثبت فساده على الدولة أن تأتي بقرار بتغييره وإذا لم تستطع أن تقتلعه فعلى أبناء المؤسسة أن يقتلعوه من الكرسي ورميه في الشارع كان يفترض على حكومة الوفاق أن تقوم بثورة خصوصاً بعد واحد وعشرين لأن أخذ الناس حقوقهم بأيديهم فيها مخاطر رغم أنها أنبل ثورة وهي كانت رسالة للحكومة؛ لأنها حملت هذا الموضوع وأقترح على ثورة الفساد أن تبدأ مقرونة بالأدلة وتتشكل محكمة قضائية يتم فيها الفصل وأدعو الشباب إلى تشكيل هيئة وطنية لحصر الممتلكات والأراضي والمزارع والمساكن التي بنيت بطرق غير مشروعة وتسجل المخالفات وتوثقها لكشف الفاسدين. القضية الجنوبية كيف بتصوركم يمكن أن تحل القضية الجنوبية؟ القضية الجنوبية قضية وطنية وأبناء الجنوب هم من سعى إلى الوحدة وإذا كان الخلاف الذي تم وإقصاء الحزب الاشتراكي وأن لا يقتصر الأمر على أن يقصى الاشتراكي كحزب والجنوب يقصى كجنوب وهوية ومشارك في دولة له علمه ووطنه وشهداؤه وله تاريخ فالقضية الجنوبية يجب أن تفتح ملفه ومثل ما قال نائب الرئيس عندما دشن حملته الانتخابية لا سقوف حمراء وأرى أن اليمن لو بيستقر إن شاء الله يكون أربع دول أما أن يكون اليمن في كيس واحد ومكبا للنفايات والقاعدة والتقطعات والتوتر فهذا ليس من مصلحة الوطن لأنه سوف ينفجر.. الفيدرالية كانت مرحلة ومحطة المفروض أن تسبق الاندماج. لكن ربما العواطف والظروف ومعاناة الشعب من سلوك النظامين دفع بالاندماج فالمسألة كانت عاطفية الآن العودة إلى الوحدة الاندماجية إلى التشطير هو انتحار فاليمن أحرق مرحلتين مرحلة التشطير ومرحلة الاندماج ولا يعني أن الشمال يكون في كيس واحد فإذا لم تقتنع الناس أن تكون أربع أقاليم فلتكن أربع دول فيدرالية بدلاً من تناحر الناس وعلى الذين يحرصون أن يبقى اليمن في كيس واحد أن يتخلوا عما أخذوه بطرق شرعية وأن يعلنوا التوبة ويقتنعوا بالدولة المدنية لا تكون محاصرة بالجبال والمدافع فوق رؤوسهم. العالم كله نقلناه إلى صنعاء كم باحصائكم سيارات تدخل إلى العاصمة من أجل المعاملات وكم يخرج منها أرقام مهولة ويظل الناس يلتفون حول الدائرة.. فلا يمكن ان تسير حكومة الوفاق الوطني عملها من صنعاء في ظل وجود الترسانات العسكرية. إذا أرادت العمل فعليها أن تنتقل إلى منطقة آمنة حتى يهيكل الجيش وتتأهل صنعاء وبعدها يمكن أن تعود وأرى أن صنعاء في هذه الظروف غير صالحة لقيادة البلد إذا لم يتم فكفكة المؤسسات القابضة على القرار يجب أن لا يبقى عبدربه وباسندوة تحت قعقعة السلام؛ لأنهما لن يستطيعا أن يعملا فحكومة الوفاق تريد منطقة هادئة وتدير بأمان. ونحن لسنا مع نقل العاصمة إلى عدن في الوقت الحالي يمكن أن تنتقل إلى الحديدة فهي أفضل منطقة وأكثر أمانا. خدمت الحراك وأنا مع السلطة تعيينكم وكيلاً مساعداً في الحديدة هل حال دون تواصلكم مع الحراك الجنوبي؟ أبداً أشعر أني اقتربت من الحراك وأنا في السلطة أكثر مما كنت في الميدان؛ لأننا لم نغير سلوكنا ولم نبع مبادئنا ولم تخرص ألسنتنا ولي مقالات بهذا الخصوص قبل ثورة الربيع العربي التي قامت في الجنوب قبل تونس ومصر وهذا يحسب للحراك ولكن الحراك في الأخير تآمرت عليه قوى وشتته ونصحت في أول لقاء مع قياداته قلت حافظوا على الحراك وأكسبوا الشباب الذي طلع صوته لأنه سيأتي يوم يتمنون أن يأتي شخص يؤثر على مائة على الناس أن يتقوا الله في هذا الوطن. فالحراك الطاهر النظيف الصادق البريء استمر حتى 2008م وبعده اخترق الحراك وبعض عناصره أحبطت وفقدت صوابها وكلما أحبط الإنسان ضيع الحق فالحراك نظيف ولا توجد له مشاركة تقطع فما يجري من تقطع وحرق الساحات في عدن ليس له علاقة بالحراك تستخدمه قوى أخرى لتلصقه بالحراك لتشويهه مع أن الحراك حراك سلمي أسس سلميا وسيبقى سلميا وأدعو اخواني في الحراك أن يعيدوا النظر في مسألة التكوينات الحركية أولاً عدد الحراك ليس كبيرا صح أنه موجود على مستوى الجنوب إلا أن بعض الشخصيات فيه اتجهوا للزعامة وتركوا القضية ووزعوا الناس إلى كيانات. كيف هي ضع المحافظات الجنوبية بعد الوحدة؟! الجنوب أصبح لا قانون يحميه ولا قبيلة تجمعه وتأخذ حقوقه المشائخ في صنعاء تصرف لهم المبالغ الطائلة ولديهم موازنة بينما في الجنوب إن صرف صرف لهم ألفي ريال فأبناء الجنوب لا يمتلكون حق الرنة في التلفون السيار في الوقت الذي فيه الآخرون يمتلكون أموالا سيصرفونها على جزء من هذا المجتمع حتى قيام الساعة نحن نريد وطرحت بعض القيادات التي لها بعدا كبيرا ان تتم فترة انتقالية ويعطى للجنوب حق التصويت تحت إشراف دولي و”استفتاء” وكل الناس تطرح بطاقة الاستقلال أو الفيدرالية وإذا فاز وحسم الأمر بصوت واحد يؤخذ به فالوحدة هي مصلحة كان الشمال وضعه أفضل قبل الوحدة وكذا الجنوب الآن اما يتحسن أوضاعنا مع بعض أو نجد حلا بدلاً من تعطل المناطق الجنوبية والمناطق الشمالية الآن على الناس أن يتفقوا على شكل جديد بالتراضي. لو أعطوا الجنوبيين الحكومة بكل مفاصلها هذا ليس عدلا ولن يضيع القضية عليهم أن يفهموا أننا نرفض طريقة “سوف نعطيكم العقالة وسوف نشتغل من تحت” يجب أن تعالج قضية اليمن وبعدها لا فرق من يحكمنا من صعدة أو المهرة أو تعز أو صنعاء نريد مشروعا وطنيا ودستورا وعقدا اجتماعيا وحقوقا وبعدها يحكمنا عدني أو غير ومن يريد أن يقضي على قضيتنا باسم أن من سيحكمنا من الجنوب فهذا يبيع في سوق النحاس. وإننا نقول في الأخير إنه بالنسبة للقضية الجنوبية فإنها صارت أمرا واقعا باعتراف إخواننا من أبناء الشمال ووصل بالبعض أن يجادل عن حل يرضي أبناء الجنوب ومن يقول إن مشاركة الجنوب هي ضياع للقضية ليس صحيحا فالقضية الجنوبية لا يلغيها حدث عابر لماذا لأن انتخابات اليوم ليست من أجل شرعية حكم، بل أنها شرعية حكم سابق وهي انتقالية إلى رسم خارطة جديدة لليمن ومن هنا يجب على الجميع أن يشارك ويؤيد هذا الانتقال السلس للسلطة يعني نعطيها للأخ عبدربه منصور هادي ليس باعتباره حاكما بديلا، بل لكونه اتفق عليه الجميع أن يكون الوعاء الأمين والحافظ والراعي للمرحلة القادمة والدليل أن فترتها سنتان وأن المشاركة الواسعة تخدم السير نحو الانتقال للسلطة ولهذا على أبناء الجنوب أن يشاركوا في الانتخابات الرئاسية حتى يضعوها خطوة أولى لانتصار قضيتهم وبهذه المشاركة يكونون قد ردموا الهوة وقطعوا الطريق وإذا كان من حق أي إنسان أن يقاطع، لكن ليس من حقهم أن يمنعوا الآخرين؛ لذا يجب أن تسير الأمور في الجنوب على هذا الاتفاق على الأقل يترك للمواطن حريته وبما يضمن وحدة أبناء الجنوب وأخطار المنع يترتب عليه انقسام ومن منعه أصحاب الحراك يكون موقفه ضد القضية سواء في الحوار؛ فأنصح أبنائي وإخواني ألّا يعملوا ما يجعل القضية تتعثر والمراحل طويلة والأيام ستبين لاحقا وسوف يزال الباطل مهما كانت قوته. لذا يجب أن يزحف اليمنيون إلى صناديق الاقتراع بروح وطنية وعليهم أن يدركوا أنّ انتخابات اليوم هي انتخابات وطنية وليست حزبية وعلى كل مواطن ألاّ تفوته هذه اللحظة التاريخية حتى يفتخر بأنه شارك في وضع أول لبنة لتأسيس مرحلة جديدة ليذهل العالم بتمسكه بالخيار السلمي رغم تواجد ستين مليون قطعة سلاح.