تسع وثلاثون يتيمة ويتيم واحد فقط يقطنون دار الوفاء لرعاية اليتيمات بمحافظة تعز، وراء كل واحدة منهن قصة إنسانية تدمع لها العيون والقلوب. الطفلة اليتيمة «حلى» التي ولدت يتيمة الأب وخرجت إلى النور بعملية قيصرية فارقت على إثرها أمها الحياة مباشرة هي والدار توأمان، وإيلاف التي دخلت الدار ثاني يوم افتتاحه عام 2008م ، وربى وريتاج كذلك لهن نفس المعاناة وإن اختلفت تفاصيلها في بعض الجوانب. لكن قصة الطفل محمد، أحد متضرري أحداث الأزمة التي شهدها اليمن العام الماضي، لها معنى آخر، إذ ولج الدار وهو ابن سبعة شهور فقط ولم ير النور إلا منذ شهرين بعد أن ظل بالحضانة حتى اكتمل نموه. تقول مديرة الدار عقيدة العزاني: «معانات اليتيمات لم تنته بمجرد دخول الدار بل مستمرة، نظراً لعدم وجود المياه ، فشبكة المؤسسة لم تصل بعد للمنطقة ويعتمدن على شراء الوايتات» الذي يكلف سعر الوايت الواحد خمسة آلاف ريال خاصة هذه الأيام عند انعدام مادة الديزل . وأشارت إلى الصعوبات التي تواجه اليتيمات من شحة الموازنة التشغيلية ونقص الكادر لإدارة الدار من مربيات ومشرفات للحضانة والسكن .. مؤكدة أنه رغم تلك العوائق، هناك نجاحات لليتيمات، حيث بعضهن يدرسن اليوم في المرحلة الثانوية والبعض منهن في الأساسية ومنهن في صفوف محو الأمية للاتي التحقن بالدار أميات، إضافة إلى الانخراط في مختلف الأنشطة التي يوفرها الدار في مجال الأشغال اليدوية والتطريز وصناعة البخور والعطور . وناشدت العزاني بمناسبة اليوم العالمي لليتيم فاعلي الخير ورجال المال والأعمال إلى النظر إلى اليتيمات بعين الرحمة ومساندتهن ودعم الدار بما يكفل تقديم الرعاية والعناية لليتيمات والتخفيف من وطأة اليتم وقسوة الحياة.