مصادر رسمية قدرت أيتام اليمن بحوالي مليون نسمة، منهم90%يعانون العوز والجوع والحرمان وقهر وقساوة من يعولهم.. فيما ثلاثون مؤسسة في البلد تعمل في كفالة الأيتام لم تستوعب أكثر من حشر بعضهم والبقية لا يزالون يتجرعون المعاناة.. إذا ما قورنت جهود ونفقات كفالة أيتام الدول العربية سواء الرسمية أو الخيرية بما يحظى به أيتام أي دولة أوروبية أو إمريكية فهناك أكثر من مليون 400ألف جمعية خيرية فقط في الولاياتالمتحدةالأمريكية..فأين حجم كفالة أيتام الدول العربية مقارنة بأولئك الذين لا يدركون مغزى «كهاتين في الجنة» صدق رسول الله ...ثم كيف يعيش أيتام بلادنا في دور ومؤسسات الكفالة وفي خارجها...سنرى إذاً.. وضع حرج كشفت دراسة علمية وميدانية قام بها فريق بحثي من كلية الطب بصنعاء في العام 2007م أن معظم الأطفال الأيتام في صنعاء يعانون من وضع غذائي وصحي بسبب سوء التغذية وارتفاع معدل الأمراض المعدية وأن أكثر من 73%من الأيتام لديهم نقص في الوزن و«21%» من اجمالي العدد لديهم ضعف...، الخ. وشملت الدراسة بحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» 300يتيم تتراوح أعمارهم بين «6 81»سنة يعيشون في أهم دارين للأيتام بصنعاء! وأرجعت الدراسة المعدل العالمي لسوء التغذية إلى عدد من العوامل منها ارتفاع معدل الأمراض المعدية لديهم وإلى افتقار الوجبات الغذائية التي تقدم للأيتام إلى بعض المجموعات الغذائية في أغلب الاحيان، وإلى تردي النظافة العامة كذلك. قسوة المجتمع وألم اليتيم كثيرة هي قصص الأيتام وقاسية هي الظروف التي ساقتهم قسراً إلى العراء والجوع والعوز بل وحتى التعذيب والقهر النفسي والجسدي على غرار ما تجرعته تلك الطفلة شفيقة المنتصر يوم كانت في طريقها الحادي عشر بعد أن توفي والداها واستغلها الخال «شوعي» لحراسة مزرعة قاته الذي سُرق أثناء حراستها بعد منتصف الليل إثر غفوة قصيرة تسللت إلى عينيها المثقلتين بالسهر والخوف والدموع فكافأها الخال المتوحش بإذابة قطع البلاستيك وصبه على نواحِ من جسدها الهزيل وشعرها الذي اشتاق إلى ظفيرة أمها المتوفاة.. سمعنا يومها أن شيخ القرية في «المحويت» والأهالي الذين كشفوا جريمة الخال«المستذئب» سلم الطفلة شفيقة إلى مؤسسة الرحمة الخيرية التي ترأسها وتديرها الأخت الفاضلة رقية الحجري حيث تلقت شفيقة العلاج الطبي والنفسي وهي اليوم في حالة جيدة وتحفظ «81» جزءاً من القرآن الكريم وتعيش مع زميلاتها 250في دار المؤسسة عيشة أبناء رقية الحجري تماماً كما تعهدت الأخيرة بذلك معولة بدعم الخيرين في سبيل ذلك. ومن بين الحالات المؤثرة ممن وصلن إلى إحدى دور مؤسسة الرحمة بصنعاء هي الطفلة ذكرى شرح الله ذات ال«21» عاماً التي جيء بها إلى الدار بعد أن أقدم والدها المعتوه على قتل زوجته وشقيقها وباقي أسرتها وحين لم يعثر على ابنته ذكرى وأخوتها الخمسة انتحر ومضى إلى الجحيم تاركاً ذكرى وأشقاءها الخمسة في دار المؤسسة، تفضي شفيقة بما علق من مأساتها إلى ذكرى وتضاف كلتيهما إلى مأساة فاطمة العمري التي عاشت في جبل قريتها عاماً ونصف بعد وفاة والديها وكيف كانت تستأنس بالبرد والكلاب في جحور الجبل الموحش لتنام آمنة على شرفها بعيداً عن الوحوش الآدمية الكامنة تحت الأسقف المزخرفة بالجبس وأوراق الذهب. شروط كفالة دار الرحمة في الخامس من شهر ابريل الجاري احتفلت مؤسسة الرحمة التي تديرها الاخت رقية الحجري بيوم اليتيم العربي وتدشين دار الوفاء لكفالة اليتيمات كأحد دور مؤسسة الرحمة المقام في تعز«الضباب» ولأن شروط التحاق يتيمات مديريات تعز وبالأخص الوازعية وموزع لم يتقبلها أقارب اليتيمات ما أدى إلى خروجهن من الدار وجلب «52» طفلة وفتاة من أيتام دار صنعاء التابع للمؤسسة إلى دار الوفاء بتعز لتخفيف الحمل على دور صنعاء من جهة وتفعيل دار تعز، حسب الاستاذة رقية وحسب إحدى مربيات الدار قيل إن المؤسسة تقبل اليتيمة من أي مديرية وتتعهد لأقاربهن بالحفاظ وصيانة اليتيمة خلال فترة الالتحاق «منذ الولادة حتى 81عاماً» لذا فقد فرضت المؤسسة شروطاً منها عدم المبيت خارج الدار مع الأقارب حتى في الأعياد هذا الشرط اعتبره بعض الأهالي مجحفاً وكذلك يخالفه بعض المعنيين الحكوميين عن الأيتام. حفل بتعز وعلى كلٍ فقد مضت مؤسسة «الرحمة» نحو تنفيذ شروطها وجلبت يتيمات من صنعاء إلى دار الوفاء بتعز وخلال الحفل المقام في المركز الثقافي في الخامس من الشهر الماضي «مارس» ظهرت اليتيمات بملبس أنيق وفساتين جميلة قد لا يلبسها كثير من بنات الميسورين الأمر الذي لفت إعجاب الحضور وعلقت عليه، الأخت رقية الحجري مديرة المؤسسة وعزز كلامها الداعية الاسلامي وجدي غنيم فيما معناه: هل من ظهور لليتيمات سواء في دورهن أو خلال الاحتفالات بمظهر رث ضرورة لاستعطاف أيدي المتبرعين بالكفالة؟وخلال فقرات الحفل المتضمن اسكتشات وأفلاماً تسجيلية ووثائقية نالت إعجاب الحضور وعلى رأسهم المحافظ الصوفي والشيخ الداعية الدكتور وجدي غنيم وبعد الحفل استمع من بعض اليتيمات القادمات من صنعاء إلى مستوى الرعاية والتأهيل والتعليم العالي الذي يتلقينه في المؤسسة وأنصت إلى عدد من القصص المؤثرة والمؤلمة من بعض فتيات الدار عن الظروف التي صنعت يتم الفتيات وكيف وصلن الدار كقصة أفراح غانم 15عاماً وتغريد محمد عبدالله 16لكن الذي حز في النفس كثيراً قصة هيام علي حسن شعبين يتيمة الأبوين المنفصلين فالأب مزواج وقيل بأنه «مختل عقلياً» والأم متزوجة بآخر وهيام قابعة في الدار منذ ثلاث سنوات لم يزرها أب أو أم أو أي قريب من حجة. أرقام تشير مصادر رسمية أن عدد ايتام اليمن حوالي مليون يتيم 90%منهم يعانون الأمرين وذل الحرمان وقهر وقساوة من يعولهم ومهانة العوز والجوع ومجاميع من هؤلاء إما يتسولون في الشوارع علناً أو يتسولون بطرق مباشرة في الشوارع أو بطرق غير مباشرة من خلال بيع بعض الحاجيات بجانب مواقع الارشادات المرورية والأرصفة. أما النسبة المتبقية من أيتام اليمن فلا يتجاوزون 10% تكفلهم «30» مؤسسة خيرية من بينها«10» حكومية موزعة على المحافظات.