مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محرقة ساحة الحرية جريمة لا تسقط بالتقادم !
رئيس المجلس الأهلي بتعز د. عبدالله الذيفاني ل الجمهورية:
نشر في الجمهورية يوم 18 - 04 - 2012

الدكتور. عبدالله الذيفاني أكاديمي وعضو المجلس الوطني ورئيس المجلس الأهلي بمحافظة تعز عرفته ساحة الحرية من أوائل المعتصمين الذين كان لهم دور بارز في مختلف الأحداث، تحدث ل الجمهورية حول مجمل القضايا والأحداث التي حدثت ونظرته لكيفية التعامل ومعالجتها في المستقبل في إطار الحوار التالي:
^^.. ترأسون المجلس الأهلي بمحافظة تعز...ماهي أهدافه، وماهي الوحدات والمجالس الأهلية التي تم تشكيلها في إطاره؟
المجلس الأهلي هو مجلس تكون من رحم الثورة لكي يحدث تكامل بين الساحات والبيئة الاجتماعية المحيطة؛ ولذلك تشكل من مكونات داخل الساحة وخارجها، شخصيات اجتماعية وأعضاء مجلس نواب وأعضاء مجالس محلية وشخصيات اجتماعية.
أما الهدف الرئيسي لإنشائه فهو إسناد الثورة حتى تبلغ أهدافها وتحققها بالكامل، وهناك أهداف خدمية وتنموية وتوعوية ونحاول بقدر ما نستطيع أن نوصل للناس معاني الثورة ومعاني التغيير التي خرج الناس من أجلها وجلسوا لمدة سنة وثلاثة أشهر في الساحات.
والمجلس الأهلي في البداية كانت فكرته قبل المحرقة بأيام وأدت المحرقة إلى تأجيل إنشائه إلى أن استعاد الناس الساحة وكانت ضرورة أن يتشكل مثل هذا المجلس لكي يقوم بدوره في الحيلولة دون وصول المحافظة إلى انفلات كامل سواء أمنياً أو إدارياً، وتمكنا إلى حد ما بالعمل مع بقية المكونات والأطراف من أن نحقق بعضا من الأهداف.
^^.. ما هي الوحدات والمجالس الأهلية، التي تم تشكيلها في إطاره على مستوى مديريات المحافظة؟
بدايةً نحن لدينا الآن أكثر من ستة مجالس أهلية في المديريات “شرعب الشمايتين المواسط المسراخ المعافر المخلاف” والآن يتم الإعداد لتشكيل مجلس في سامع ومجلس في صبر، ويحتوي المجلس على لجان متخصصة كاللجنة الأمنية ولجنة التخطيط والموارد، وفروعه لا تختلف في الأهداف ولا حتى في الوسائل، وقد حاولنا قدر ما نستطيع أن تكون الفروع ذات هيئة تتمتع بكامل الاستقلال في التصرف وفق الظروف التي تعيشها في المديرية، اكتفينا بوجود تنسيق ومشاركة في لقاءاتنا الدورية وتبادل الرأي والخبرة حتى لا نقيد ولا نحول المجلس إلى شكل إداري مركزي يقيد الفروع، تركنا مساحة واسعة جداً، بل مساحة مطلقة للمبادرات كما حدث في المعافر والشمايتين والمسراخ، وهناك لجان شعبية تشكلت الآن وتتشكل في المديريات والعزل والقرى، كما أننا نعمل على تشكيلها الآن في الأحياء والحارات، وهذه اللجان الشعبية تعمل في خمسة اتجاهات (الاتجاه الأمني الخدمي التوعوي رصد مواطن الفساد ومحاولات شق الصف وإثارة النعرات وفتح جبهات داخلية) وهذه اللجان والفروع لم نجعلها مقتصرة على لون سياسي معين، ولكنها مفتوحة لكل ذي رأي شريف يهمه مصلحة المحافظة ويهمه التغيير وبناء دولة مدنية حديثة.
^^.. شيء جميل ما تحدثت به عما تم في إطار المجلس الأهلي..ألا ترى أن المجلس مؤهل ليكون إحلالاً للمجالس المحلية في المديريات وفي المحافظة؟
في فترة العدوان على الساحات والهجمة البربرية الشرسة ضد مدينة تعز، كنا نحضر أنفسنا لكي نكون بدائل، ولكننا سعينا أن لا نكون بدائل لأن الكراسي والمواقع ليست غايتنا فغايتنا أن تعيش هذه المحافظة في أمن واستقرار وتتحقق فيها التنمية وتتوفر فيها الخدمات، ولهذا سعينا بكل السبل مع كل الأطراف لكي نصل إلى هذه النقطة.
ونحن الآن لا نطمح أن نكون بدائل للمجالس المحلية ولا للمجلس المحلي في المحافظة، فنحن الآن في اجتماع الجمعية العمومية الأخير للمجلس الأهلي قررنا أن نضيف هدفا رئيسيا هو الرقابة الشعبية وستتحول اللجان الآن إلى لجان رقابة شعبية سواء في المكاتب والمؤسسات التنفيذية أو في الأحياء والحارات ، تقوم برصد كل المخالفات وكل ممارسات الفساد والممارسات المشبوهة من أي نوع التي تضر بالمواطن وبالمحافظة، فنرصدها ونراقبها ونرسلها إلى السلطة إذا أرادت أن تصلحها ما لم فهي زاد لاستمرارية الثورة واستمرارية التصعيد الثوري، وسنجعلها مادة مهمة جداً للضغط على السلطات لكي نصل إلى التغيير الذي نريد، ونحن لسنا مقتنعين بالتغيير الذي يحدث، فالتغيير الذي يحدث تغيير جزئي أحياناً ممسوخ وأحياناً غير ملب لطموحات الثوار الذين خرجوا إلى الساحات ولا يستجيب لتلك الدماء الطاهرة والزكية التي سفكت في ميادين الحرية والتغيير سواء الشهداء أو الجرحى، هي دماء ينبغي أن نحترمها ونقدرها، ولذلك هذا الهدف سنعمل على أن نسير بالمجلس لكي يحافظ على هذه التضحيات ونحاول أن نسير في المسار الثوري لنصل إلى أهدافنا الكلية في التغيير.
ونحن الآن انتهينا من الرؤية لهذا التغيير الذي حصل ونحن لم نكن مع المبادرة ولا مع الآلية، ولكن هذا أصبح أمرا واقعا سنتعامل معه بهذا النفس، النفس الرقابي ليس بمسار سياسي ولكن بمسار ثوري، إن قبلوا منا الآراء وقبلوا منا الرؤى فأهلاً بهم وسهلاً، وإن لم يقبلوا فالتصعيد الثوري هو خيارنا الذي لن نتنازل عنه على الإطلاق وهذا ما توافقنا فيه مع المجلس الثوري وبقية المكونات داخل الساحة.
^^.. صدر أخيراً قرار رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بتعيين شوقي أحمد هائل محافظاً لمحافظة تعز، ما تقييمكم لهذا القرار، وما رؤيتكم للتعامل معه؟
نحن نرحب بشوقي محافظاً للمحافظة، ونحن عندما التقينا بالأخ رئيس الجمهورية نحن ووفد المجلس الأهلي وبقية المكونات طرحنا ثلاثة شروط للمحافظ الجديد الذي ينبغي أن يتعين بغض النظر عمن يكون...الشرط الأول أن لا تكون يده ملطخة بدماء أبنائها والشرط الثاني أن لايكون متورطاً في أي نوع من أنواع الفساد المالي والإداري، الشرط الثالث أن يكون نصيرا للتغيير وعاملاً من أجله.
ونحن الآن نريد من شوقي أن يكون متمثلا لها، نحن سنكون عوناً وسنداً له من أجل أن تستفيد هذه المحافظة وأن تخرج من أوجاع الماء والنظافة وخدمات، الصحة والتربية والتعليم والجامعة وكل آلامها التي نعتقد أنه بتعاون الناس جميعاً وبوجود إرادة سياسية لدى الأخ شوقي كمحافظ وقرار إداري حازم ممكن أن نصل إليه، ونحن نرحب به ونقول له أهلاً وسهلاً وسنكون له عوناً وسندا إذا كان هو عوناً لهذه المحافظة وسنداً لها، ولن نخذله على الإطلاق إلا إذا رأينا فيه اعوجاجاً لا يخدم هذه المحافظة ولا يسير بها نحو تحقيق أهدافها وسنكون بلا شك في الطرف الآخر.
^^.. كنتم ضمن من التقوا برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي خلال الأسبوع المنصرم ..ما الذي طرحتموه عليه؟ وما تقييمكم لما طُرح في هذا اللقاء؟
تحرك وفد من تعز برئاسة المجلس الأهلي وعضوية المجلس الثوري وشباب مستقل وأعضاء مجلس نواب وشخصيات اجتماعية وسياسية، التقينا بالرئيس وبرئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية وكذلك وزير المياه من أجل قضايا تعز طرحنا عليهم “18” نقطة.
قلنا لرئيس الجمهورية ولرئيس الوزراء هذه مشاكلنا في تعز، وبدءاً بالمحافظ وانتهاءً بالنظافة، قلنا بأن المحافظ ينبغي أن يتغير وتم التوافق مع الأخ رئيس الجمهورية على ضرورة أن يتغير فأتينا والإرادة متوفرة في تغيير هذا المحافظ، وكما قلت لك إن شروطنا في المحافظ الجديد وأن صعودنا إلى صنعاء لم يكن انتصاراً لفلان أو زعيط كما تحاول بعض وسائل الإعلام الترويج في أننا أردنا أن ننصب فلانا أو ندعم فلانا، هذا الكلام لم يطرح على الإطلاق، طرحنا هذه الشروط الثلاثة التي تحدثت عنها في الإجابة السابقة للمحافظ الجديد ووجدنا استجابة من الأخ رئيس الجمهورية وقال “ستسمعون أخباراً قريبة” كما طرحنا موضوعاً مهماً ينبغي على وسائل الإعلام أن تبرزه وهو الرغبة في أن تكون مدينة تعز بل المحافظة خالية من السلاح من كل الأطراف، سواءً الأطراف العسكرية أو المدنية، سواءً الأطراف التي تناصر بقايا النظام السابق أو الأطراف التي تحمي الثورة كما يقال، لا نريد لهذه المحافظة إلا أن تعود للقلم، هذه محافظة القلم محافظة الفكر، كما طرحنا عليهم بأنه لا يجوز أن يكون في تعز ومحيطها “9” معسكرات، هي مدينة من مدن الجمهورية وليست مدينة محتلة كما طرحنا بأن يتم إخراج المعسكرات من المدينة ومحيطها وتحويلها إلى قوى أمنية والقوى الأمنية التي نريد ليست قوى أمنية عسكرية؛ لأن معسكر الأمن المركزي هو قوات مركزية وليست أمن مركزي ومعروف بأن الأمن في العالم بسلاح الشرطي وليس بالدبابات والمدرعات والمدفعية وغيرها من الأسلحة الثقيلة، نريد أن يكون هناك قوى أمنية تحافظ على أمن المدينة ونريد حزاما أمنيا لهذه المحافظة في حدودها في منافذها حتى لا ينفذ إليها من يدمر فيها بأي شكل من الأشكال، لكن أن يكون هناك داخل المدينة وفي وسط السكان معسكرات وكما حدث أيام القصف الهمجي على المدينة كانت بشعة بكل المعايير، وكانت البيوت المجاورة للمعسكرات تعيش أرقا وقلقا وترويعا والمساكن التي تصل إليها القذائف تعيش أيضاً حالة من الرعب والترويع والدمار، وبالتالي فإن التجربة التي عشناها خلال تلك الفترة المريرة أظهرت بشاعة ودموية مثل هذه الممارسات لا يجب لها أن تتكرر وبالتالي يجب أن تخرج هذه المعسكرات.
كما قلنا أيضاً بأنه لابد أن تتوحد الإرادة الأمنية في المحافظة ولا يجوز أن تبقى الإرادة الأمنية موزعة، الأمن المركزي يأتمر بأمر يحيى والنجدة بأمر القوسي والأمن العام يأتمر بأمر السعيدي، مش ممكن الكلام هذا، هذا لا يجوز بأي حال من الأحوال، ما نريد من هذه القوى الأمنية أن تتوحد تحت إدارة أمنية واحدة وإرادة أمنية واحدة؛ لكي يحافظوا على المحافظة لأن هذا التمزق يجعلهم يتنصلون ويرمون بالمسئوليات “مش مسئولية، القوات هذي مارضيتش تتعامل معي، هذا الجانب مارضيش يتعامل معي” وبالتالي المحافظة تدفع ثمنا كبيرا جداً من الانفلات الأمني نتيجة لهذا التمزق، طرحنا هذا الكلام على وزير الداخلية وعلى وزير الدفاع والحقيقة أنهم أبدوا تجاوباً كبيراً ووعدونا بأنه خلال أسبوعين ستتغير الأمور وستظهر أمور جديدة.
نحن نؤكد الجانب الأمني والجانب العسكري باعتباره هو الأصل، فلا يمكن أن تتحقق تنمية وأن يتحقق تغيير إذا كان الأمن مفقودا.
تغيير الأجهزة العسكرية
طرحنا أيضاً أن لا يبقى اللواء “33” في المدينة، وطرحنا كذلك تغيير قادة الحرس والشرطة العسكرية والأمن المركزي وعلى الذين ارتكبوا جرائم ضد هذه المحافظة وأبنائها ينبغي أن يرحلوا وتم وعدنا بأن هذا الأمر مدروس، وقالوا بأنه قد تم البدء بتغيير اثنين وقلنا لهم بأننا نريد أن يتغير الكل ولا نريد أن يحصل إحلال، تأتينا خبرة “البخيتي” من أرحب إلى تعز وتذهب خبرة “العوبلي” من تعز إلى أرحب وهذه مسألة نظرنا إليها بنظرة سلبية كبيرة، قلنا لهم لا نريد “البخيتي” قالوا لم يعمل شيئاً في تعز، قلنا لهم نحن نتعامل مع تاريخه، فتاريخه في أرحب لا يسرنا على الإطلاق، وبالتالي لا نريد معسكر حرس في المدينة ماذا نفعل بالحرس الجمهوري داخل المدينة وداخل المحافظة، فليخرجوا ياأخي يحموا البلد يحموا السيادة أهلاً وسهلاً بهم إذا حموها من أي عدوان خارجي، إذا حافظوا عليها من الاختراقات وتهريب الأسلحة إلى الداخل وتهريب المخدرات التي تصل الآن إلى كل محافظة، هذا دور للقوات المسلحة وأماكن تمركزها معروفة في كل العالم، نحن زرنا دولا كثيرة ودرسنا في دول أوروبية وعربية لم نشاهد عسكريا واحدا داخل المدن التي عشنا فيها، لماذا اليمن تكون هكذا؟!
النظافة
من ضمن النقاط التي طرحناها أيضاً النظافة والعقاب الجماعي لهذه المحافظة واقترحنا عليهم تشكيل هيئة مستقلة، هناك صندوق نظافة وهناك إيرادات ضخمة لهذا الصندوق، لكن توظيف الموارد تذهب في اتجاهات مختلفة، واقترحنا بأن تنشأ هيئة مستقلة مالياً وإدارياً تكون معنية فقط بموضوع النظافة وكل الموارد التي تحصل عليها تصرف في جانب النظافة وتطوير قدراتها وإمكانياتها الفنية والتقنية والكادر البشري وتطويره بالتدريب وأن تعمل على أن تجعل المدينة مدينة نظيفة فعلاً، وهذه مسألة يستلزمها قرار فقط بحيث تعزل ميزانية النظافة عن ميزانية المحافظة، فأنت الآن حيث تأتي للتفتيش كيف تصرف أموال الصندوق؟ ستجد أنها تصرف تذاكر تصرف نثريات أثاث للوكلاء والمدراء، فيجب أن تكون هيئة مستقلة ويكون هناك ضوابط ومجلس إدارة لهذا الصندوق يشترك المجتمع في إدارته وتشترك بعض منظمات المجتمع المدني في إدارته حتى يكون هناك رقابة في هذا الكيان، وأعتقد بأنهم استحسنوا الرأي، ولكن القرار نحن ننتظره وسنتابع هذه المسألة.
الشهداء والجرحى
نقاط أخرى في غاية الأهمية تتصل بشهدائنا وجرحانا وقد طالبنا بأن يتم تحويل المدينة السكنية في منطقة الحوبان لصالح شهداء وجرحى الثورة وخاصة المعاقين، شهداء تعز في كل الساحات وليس فقط في ساحة الحرية، أبناء تعز سقطوا في كل الساحات وهذا أمر معروف، وعلى الأقل لكي يحصلوا على الرعاية الاجتماعية، على الرعاية التعليمية، لأسرهم وأبنائهم علينا حق والفائض من الشقق يكون لذوي الدخل المحدود لكن ذوو الدخل المحدود الحقيقيين الذين فعلاً لا يمتلكون منازل وليس لديهم بدائل أو أي مصادر أخرى، فهم في مرتبة الشهداء الذين يعيشون على الأرض.. طالبنا كذلك بشيء مهم جداً يتعلق بمجزرة ومحرقة ساحة الحرية والمجازر التي تلت المحرقة وسبقتها، هذه لا يمكن أن تسقط بالتقادم ولا يمكن أن يشملها قانون الحصانة، اعتدي على الناس في ساحاتهم، في مسيراتهم، ذبحوا بدون وجه حق، وهم عزل لم يعملوا شيئاً يجعل هذه القوات تتعامل معهم بهذا الشكل، طالبنا بتشكيل لجنة تحقيق محايدة تحقق في هذه المسألة وتقدم كل الذين شاركوا في محرقة الساحة والمجازر إلى القضاء ليقول فيهم حكمه، ولن نقول أعدموهم الآن، لكن لابد أن يحاكموا محاكمة عادلة ويأخذوا الحكم العادل، وهذا من حقنا أن نطالب به، وليس من حق أي أحد أن يقول لنا هناك حصانة؛ لأن هذه جنائية “100 %” ليس لها أي علاقة بالسياسة، ونحن طالبنا بذلك ووجدنا تفهماً قالوا سنمر عليها.. ونحن كمجلس أهلي وكمكونات للثورة ينبغي أن نعمل في هذا الاتجاه بتشكيل لجان، وكنا قد دعونا بشكل رسمي ونعيد الدعوة الآن لتشكيل محكمة شعبية ونحن نرتب الآن لهذه المحكمة الشعبية والتي ستبدأ بمحاكمة المتسيبين في الشارع وسنطرح الأسماء بالحقائق والوقائع وسنعلن المحكمة الشعبية وقراراتها وسنرسلها لحكومة الوفاق وللمنظمات الدولية والعربية المعنية بحقوق الإنسان لن نسكت عن هذا الموضوع وسنظل نثيره؛ لأن هذه دماء لا يمكن أن يتم التغاضي عنها لأن الناس قد توافقوا أو قد تصالحوا.
المياه والمخا والمطار
كما طرحنا موضوعات أخرى متعلقة بالمشروعات الاستراتيجية بالنسبة لتعز كالمياه وميناء المخا والمطار فلقد جردت من كل مشروعاتها الاستراتيجية وأصبحت قرية كبيرة بكل معنى الكلمة، تفتقر لكل الخدمات وليس بعضها وحتى الخدمات التعليمية التي تقدم ليست بالمستوى المطلوب، ليس هناك خدمات صحية بالمعنى الصحيح في مستشفيات الحكومة، وقلنا لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بأنه لم يبن إلى الآن مستشفى متكامل تصور مستشفى الثورة بني من قبل الصين، المستشفى العسكري ناصري.. الله يرحم عبد الناصر والمستشفى الجمهوري أصلحه ااحمدي وأضيف إليه عدد من المباني لكن أعطني مستشفى مستقلا بُني داخل هذه المدينة منذ الثورة وحتى اليوم فمن حق هذه المدينة أن يكون لها مستشفى حكومي مركزي هل تعرف بأن كثيرا من أمراض السرطان والفشل الكلوي وأمراض الكبد موجودة في هذه المحافظة وفي محافظة إب والمحافظات المجاورة ولذلك نحن ندعو لبناء مستشفى كبير تخصصي لمعالجة مثل هذه الأمراض المستعصية التي لا يقوى على تحمل تكاليفها البسطاء ومن حق الناس أن ينعموا بخير الثورة سواءً الثورة السبتمبرية أو ثورة فبراير وطرحنا هذه النقطة ونتمنى أن يتم التفاعل معها.
التعويضات
طرحنا التعويض لكل الذين تضرروا من الأعمال الدموية التي قادها نظام صالح وأعوانه.
فيما يتعلق بالتعويض، هل طرحتم التعويض للأفراد أم كذلك للمساكن مع العلم بأن هناك أكثر من “400” مسكن ومبنى ومحل تجاري ومستشفيات ومؤسسات خاصة تم نهبها أو سرقتها أو تضررها نتيجة القصف؟
التعويض للكل ولدينا إحصاءات بما فيها مستشفى الصفوة والمستشفى الميداني فهذان المستشفيان نهبا بكل معنى الكلمة نهبا وكأن الذين دخلوا إليها ليسوا بشراً لا يمتلكون أي مشاعر على الإطلاق وكذلك فندق المجيدي و”301” مسكن والبقية متاجر وغيرها يربو عن ال”400” هناك تضرر عام وهناك تضرر فردي، ولابد أن نعوض الناس جميعاً.
وغير ما سبق فقد طرحنا موضوع مدراء المؤسسات الذين حولوا مؤسساتهم إلى ثكنات عسكرية هؤلاء ليس فقط يتم إقالتهم من مواقعهم، ولكن يتم إحالتهم للتحقيق، للقضاء فكيف أنا كمسئول على مؤسسة هي ملك للناس أحولها لكي تقتل الناس هذا كلام غير مقبول ولا يمكن أن يدخل ضمن سياق الحصانة والتي نرفضها جملةً وتفصيلاً ولا نقرها وما قاموا به لا يندرج ضمن إطار الحصانة.
متطلبات التنمية والتغيير
تستطيع أن تقول بأن كل مفاصل الحياة في المدينة حاولنا أن نطرحها وحاولنا أن نوصل صوتا متوازنا، صوتا ثوريا، نعم لكن أيضا متوازن مع متطلبات التنمية ومتطلبات التغيير، كما قلنا نحن نريد للوفاق أن ينجح لكن ينجح بالشكل الذي يلبي متطلبات التغيير لا نريد للمصالحة أن تتحول إلى تصالح نريد للمصالحة أن تتحول لأجل بناء الدولة وليس لأجل أن يقتسم الفرقاء المغانم ويقتسموا الكراسي كما حدث في السبعينيات بين الملكيين والجمهوريين أو كما حدث في فترات من تاريخ اليمن الحديث والمعاصر نريدها أن تكون مصالحة لأجل بناء دولة.
فيما يتعلق بمحرقة ساحة الحرية 29/5 هل مازلتم مصرين على مسئولية حمود الصوفي، المحافظ المقال عنها؟ وهل سيكون من ضمن الذين ستحاكمونهم شعبياً وتطالبون أيضاً بمحاكمتهم فيما بعد؟
كنت من الذين شاهدوا المحرقة صحيح بأنني لم أستطع الاستمرار حتى نهايتها بسبب الغازات الكثيفة والهجمة الشرسة، لكنني شاهدت الرصاص، شاهدت الدماء، حملت جرحى بيدي رأيتهم ينزفون وبعض الذين حملناهم ماتوا بأيدينا داخل مستشفى الصفوة قبل أن نرحلهم، وأنا لن أنسى تلك المشاهد والصور بأي حال من الأحوال صور ستظل معي، في صحوي وفي منامي، لا أستطيع على الإطلاق أن أغادر منها أو هي تغادرني تسكنني بشكل كبير هذا عمل إجرامي بكل معنى الكلمة شاهدته وأنا بجوار بنك التسليف الزراعي وأنا أشاهد الذين يطلقون الرصاص على أبنائنا بشكل مباشر وبقصد القتل؛ ولذلك فإن كل الذين تسببوا نحن قلنا في رسالتنا لو تقرأها الذي حرض والذي خطط والذي شجع والذي أسند والذي نفذ والذي صمت وهو في موقع المسئولية والذي تجاهل كل هؤلاء مطلوبون للمحكمة الشعبية؛ لأن جميعهم شركاء في تلك المحرقة البشعة والشرسة في سفك دماء أبنائنا سواء الذين استشهدوا أو الذين أعيقوا؛ ولذلك نحن لا يمكن أن ننساها والمحكمة الشعبية ستكون موجهة لكل الذين شاركوا في هذه المجزرة البشعة.
^^.. ولكن الصوفي سيحتج بعدم وجوده في اليمن حال حدوثها؟
لا يستطيع أحد أن يتحجج ويقول لم أكن مسئولا.. أنا أستطيع أن أقول بأن المسئول الذي ممكن أن يخرج منها هو الذي قدم استقالته وأعلن موقفاً وقال أنا لست مع هذا العمل.
^^.. صدرت العديد من القرارات من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي بعضها في الجانب العسكري، الأمني وبعضها في الجانب المدني، ما تقييمكم لهذه القرارات؟
هي قرارات تدوير وليست قرارات تغيير، لكن اعتقد بأنها خطوة يكفي أن يُنزع محمد صالح من القوات الجوية، هذا كان عملا اسطوريا، كان يعتقد بأن القوات الجوية ملك خاص، وبأن المطار ربما إرث ورثوه وفقط يدعون المواطنين يستخدمونه من باب الود ومن باب العمل الصالح، ويمكن كان يعتبره صدقة جارية، المطار حقهم والطيران حقهم وكل شيء حقهم.
أن يُنزع من هذا المكان ويذهب إلى مكان آخر أعتقد في حد ذاته خطوة مهمة جداً لكنها ليست القرارات التي نريد هذا بلا شك.
^^.. لماذا ماالذي ما زلتم تريدونه؟
نريد محاسبة كل الذين عملوا على أن يذيقوا أو أذاقوا هذا الشعب مرارة الحياة ل”33” سنة أن يذوقوا مراراتها في المحاكمات ووراء القضبان لكي يشعروا بما فعلوا بحق هذا الشعب المسكين وإجرامهم ضده طوال “33” عاماً لا تغيير ولا دولة مدنية ولا بنية تحتية ولا شكل من أشكال الدولة المؤسسية وهذا ظهر بشكل واضح عندما تفجرت هذه الثورة المباركة.. لا وجود لمؤسسات لو كان هناك مؤسسات ما استمررنا إلى اليوم في الساحات فهل نكافئهم ولكن نقول خطوة جريئة في ظل اختلال التوازن نحن نريد أن تكون الخطوة التالية إخراجهم من هذا التدوير وتدويرهم إلى مكان آخر تدويرهم إلى حيث ينبغي أن يدوروا لكي ينالوا ما يستحقونه من عقاب ويطبق عليهم القانون والقضاء العادل.
^^.. هذا منطق وخطاب دموي وإقصائي؟
نحن لا نريد أن نعدمهم نريد أن يقفوا أمام القضاء العادل، وإذا برأهم القضاء فأهلاً وسهلاً بحكمه، فخضوعهم للمحاكم مطلب مدني جداً تعيشه الدول المتقدمة والحديثة بدون محاكمات، فالمحاكمة أولاً ومن ثم الحكم الذي ستصدره المحاكم نحن معه أياً كان شكله وأياً كان نوعه.
^^.. ماتقييمكم للمسار السياسي؟
رغم إعلاننا أكثر من مرة بأننا لسنا مع المسار السياسي، بعيداً عن المسار الثوري، فلابد أن تظل الساحات هي المحرك الحقيقي للفعل السياسي وتظل هي الترمومتر الحقيقي في هذا الجانب.
وأعتقد بأن المسار السياسي فرض نفسه؛ لأن الاختلال الذي سبق أن تحدثت عنه في الإجابات السابقة عدم وجود مؤسسات وانقسام الجيش واستمرارية القوة والمال والإعلام في يد النظام العائلي وعدم قدرة الناس على الحسم النهائي فرض المسار السياسي وفرض الوفاق والذي فرض بخيارات إقليمية ودولية، نقول للمبادرة والآلية التنفيذية،لا بأس أن عملتم ذلك لكن لاينبغي أن تكون هذه قيودا للمسار السياسي ولاينبغي أن يكون هذا المسار السياسي قضاء وقدرا، لانستطيع أن نتجاوزه فإذا لم يحقق لنا مطالبنا فينبغي أن لا نظل أسرى لعمل كسيح، عمل لايحقق مطالبنا، عمل لانستطيع أن نوصل فيه قراراً جريئاً “100 %” أعتقد بأننا في حاجة الآن لأن نراجع أنفسنا كثيراً في المسار السياسي، بحاجة الآن لأن تعود الساحات كما كانت وأن نمتلك برنامج تصعيد ثوري حقيقي؛ لكي يشكل ضغطا على المسار السياسي لكي يبلغ الأهداف والمسار السياسي ليس مطلوباً لذاته ولا هو عملية ترفيه نريدها فقط لكي يحصل الناس على مواقع ومناصب في الوزارات.. فنحن نريد المسار السياسي لكي تتحقق أحلامنا، أحلام الشهداء الذين قضوا وارتقوا إلى الله سبحانه وتعالى وهم يحلمون بدولة مدنية حديثة وبالعدالة والمواطنة المتساوية، بالشراكة وبدولة المؤسسات، ما ذهب أولئك وهم يحلمون لكي يظل علي صالح شريكا في السلطة، خرجوا من أجل اقتلاع نظام وليس من أجل اقتسام سلطات، ولذلك أعتقد في المسار السياسي أن هيكلة الجيش والدخول في حوار وطني يخرج بوثيقة حقيقية تعيد التوازن للحياة السياسية في البلد مسألة في غاية الأهمية، تزيل كل النتوءات وكل البدع السياسية إذا جاز التعبير.
^^.. ماهي البدع السياسية؟
خلينا نسير والأمور ستصلح، فلا أعتقد بأننا نسير والأمور ستصلح ولا أعتقد بأنه نحن ممكن نصل إلى التغيير في المجتمع لكي يكون مجتمعا مدنيا ونحن لانزال نحمل السلاح ونؤمن بالسلاح كخيار، فالمدنية لايمكن أن تأتي إلا من خلال المجتمع ومن خلال قوى مدنية حقيقية تؤمن بالفكر والرأي والعمل المدني.
ومن البدع السياسية أن يظل هؤلاء يتقاسمون “خمسين في المائة بخمسين في المائة”ينبغي أن تنتهي وهي بدعة من البدع السياسية، قد تكون مقبولة الآن على مضض لكن استمرارها فاجعة كبرى يجب أن تزول ويجب على الناس أن يراجعوا خياراتهم وأن تكون العملية السياسية القادمة عملية شعبية جماهيرية بمعنى الكلمة.
أيضاً على القوى المؤثرة في العملية الحوارية أن تطرح القضايا بكل صراحة وبكل شفافية،ماذا نريد في قضية صعدة ماذا نريد في قضية تعز، في قضية الجنوب في قضايا المحافظات كلها، ما شكل الدولة التي نريد، ما طبيعة النظام الذي نبحث عنه، ماهو المجتمع المدني ماهي ملامحه، ونطرح قضايانا بمكاشفة على قاعدة انتمائنا إلى وطن واحد إلى قضية واحدة هي القضية الكلية عدم وجود دولة، فهذه مشكلتنا منذ 1962م إلى الآن لم تبن دولة مدنية أو دولة مؤسسات، وعندما تحققت الوحدة المباركة في عام 1990م للأسف الشديد الدولة لم تؤسس، اقتسموا أيضاً حصل اقتسام للسلطات ولم يؤسسوا دولة ولذلك اختلفوا ومن ثم تحاربوا ومازلنا إلى اليوم لم نبن دولة ولذلك قضيتنا الحقيقية هي بناء الدولة، هل يستطيع هذا الحوار أن يخرج برؤية حقيقية، وأنا أقول لهم عودوا إلى وثيقة العهد والاتفاق ووثيقة العهد والاتفاق هي وثيقة دولة بكل معنى الكلمة.
^^.. هل كنت مشاركاً في صياغة هذه الوثيقة؟
أنا لم أكن مشاركاً في الصياغة ولكني كنت مشاركاً في الحوار، وهذه الوثيقة حددت طبيعة الدولة الجديدة ،تصور في الحكم المحلي أو في التقسيم الإداري لو تم إنجازه في عام 1990م،هناك نص يؤكد إعادة النظر في التقسيم الإداري وتقسيم الجمهورية اليمنية إلى “4-6” وحدات إدارية وبما يزيل آثار التشطير الجغرافي والسكاني، لو عملوا هذا الكلام في ذلك الوقت الموجود، شمالي يتهم بأنه ينزل ينهب في الجنوب وجنوبي يتهم بأنه باع نفسه للشمال، كل ذلك لم يكن لو كان لدينا وحدات إدارية كاملة الصلاحيات، وحدات إدارية لها استقلاليتها المالية والإدارية لها نظامها.
وعندما تقرأ في وثيقة العهد والاتفاق لايمكن أن تقول بأن الذين رفضوها كانوا خونة لهذا الوطن، كانوا لايريدون لهذا الوطن على الإطلاق أن يستقيم وتبنى فيه دولة، وأنا أدعو وسائل الإعلام أدعو “سهيل” وأدعو غيرها إذا كانوا فعلاً قنوات ثورية أن تقرأ على الناس هذه الوثيقة، وأشكر الجمهورية التي بادرت قبل فترة بنشر هذه الوثيقة، نريد الناس أن يقرأوا وسيجدوا بأنها كانت تعمل على بناء الوضع والتصور الكلي للدولة اليمنية الحديثة التي نسعى لها، دولة المواطنة المتساوية دولة الشراكة دولة المؤسسات دولة القانون.
تصور بأن الجزء الأول من الوثيقة ماهو، الذي نطالب فيه نحن اليوم خروج المعسكرات من داخل المدن وهذه القشة التي قصمت ظهر البعير والتي تسببت في اندلاع الحرب الظالمة في 1994م.
هذه الوثيقة ينبغي للناس أن يعود إليها، ويبدو أن مشكلتنا أن ذاكرتنا قصيرة وأيضاً لانقرأ لمن قبلنا بجهد طيب، فالناس يريدون أن يبدأوا حوارا جديدا، يريدون عمل وثيقة جديدة، لماذا لانستفيد من هذا الجهد المبذول ومن كل جهد يسند هذا التوجه وهي في الأول والأخير تخدم اليمن الواحد وتخدم كل طموحات اليمنيين في كل مكان، وحددت مسارات للموارد السيادية والموارد المحلية وعملت توازنا حتى في توظيف هذه الثروة، الذين يقولون الآن نريد شراكة في الثروة، الوثيقة حددت هذه الشراكة وطبيعتها ومساراتها وإلى أين تصل.
^^.. نعود إلى سابقة لن نستوفيها .. ماذا عن وضع المسلحين المنضمين للثورة، حماة الثورة؟
نحن ضد استمرار هذا الوضع إذا كان مستمرا، وأنا أتذكر عندما كنا في لجنة التهدئة في تعز واتفقنا مع اللجنة العسكرية ومع القيادات من “حماة الثورة” وعُمل محضر واتفقنا على أن يختفي كل المسلحين ويعودوا إلى قراهم وأن تكون المدينة خالية من السلاح، وحددنا مددا زمنية كنهايات وطلبنا أن تكون هناك قوى أمنية تقوم بالانتشار، قوى أمنية وليس قوى حرس جمهوري ولا اللواء “33” ولا هم يحزنون، هؤلاء ينبغي أن يخرجوا، قوى أمنية تنتشر داخل المدينة وتحفظ الأمن، تصور إلى اليوم لم يتحقق هذا الأمر.
^^.. من الذي قام بعرقلة هذا الأمر؟
يقولون ليس لدينا قوى أمنية، معقول، لكن لديهم قوى يضربونا، يضربون الساحات ويقتلون الناس.
وكان الأخوان صادق سرحان وحمود المخلافي، بالاسم وقعا على هذا المحضر، لكن لايوجد شخص من شخصيات الطرف الآخر المجتمعية وقعت على هذا المحضر والتزمت فيه؛ لأن المسلحين لايتبعون فقط “حماة الثورة” فهناك مسلحون يتبعون شخصيات وأنت تعرفهم والناس جميعاً يعرفونهم ينتمون للمؤتمر ولتكوينات اجتماعية أخرى، هؤلاء من يلزمهم، الآن الناس يعتقدون بأن كل الموجودين في الساحة هم “حماة الثورة” وهذا الكلام غير صحيح “حماة الثورة” نقول لهم جزاهم الله خيرا وشكر الله سعيهم حققوا حماية للثورة في مرحلتها التي كانت مهددة فيها، الآن الله سبحانه وتعالى يحمي هذه الثورة، مطلوب منهم أن يعودوا إذا كانوا موجودين في الشارع أنا ليس لدي معلومات دقيقة أنهم موجودون في الشارع، لكن إذا كانوا فعلاً موجودين في الشارع فعليهم أن يغادروا الشارع ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية ويحموا مساكنهم وأن لايتورطوا بأي أعمال تسيء للثورة وللتغيير الذي خرجنا من أجله.
^^.. المؤتمر الشعبي العام.. هناك من يعتبره طرفا سياسيا وآخر يعده مفردة سياسية ناشزة.. مارؤيتكم لمستقبل هذا الحزب؟
أنا أولاً لست خصماً للمؤتمر الشعبي العام، المؤتمر كيان أتمنى أن يتشكل ولدي قناعة بأنه لم يتشكل حتى الآن كتنظيم بمعنى الكلمة له قراراته وله مؤسساته؛ لأنه لو كان هذا التنظيم قد تشكل فعلاً لما تحكم به فرد مهما كان، يفترض أن العمل الحزبي، نحن كنا حزبيين ونعرف أن العمل الحزبي لايتحكم به فرد له مؤتمراته، له خياراته، له انقلاباته الداخلية، العمل الحزبي لايكون بهذا الشكل والعمل الحزبي لايمكن أن يكون إلا مؤسسا، ولهذا عندما أتوجه بخطابي لا أقول بأن المؤتمر الشعبي هو المسئول لأنه لم يحكم المؤتمر الشعبي العام إلى اليوم كحاكم تخرج القرارات من لجنته العامة ولجنته الدائمة، وكانت اللجنة العامة والدائمة تدعى عندما كانوا يريدون أن يبرروا أو أن يضفوا على قراراتهم البشعة والقاسية على هذا الشعب، يلتقون ليوم واحد يعطونهم تقارير ويقولون لهم صوتوا ويذهبون ورأينا “المؤتمر الوطني” داخل الملعب، حوار وطني داخل صالة رياضة حضرها أكثر من “15.000” متى تحاوروا؟ متى توافقوا؟ متى وصلوا إلى قرارات؟! ونحن نقول للإخوة في المؤتمر الشعبي العام عليهم أن يعيدوا النظر في طبيعة المسار الذي يسير عليه هذا الكيان ويعيدوا تشكيله بشكل سياسي حقيقي له أيدلوجيته الواضحة.
وأنا أدعوهم بأن يعودوا للميثاق الوطني، رغم أن الميثاق الوطني ليس ملكاً للمؤتمر الشعبي العام، وإذا كان هناك قضاء عادل وأنا طلبت هذا الكلام ليس اليوم.. طلبته في التسعينيات، طالبت بمحاكمة الذين سرقوا الميثاق الوطني من القوى السياسية، لأنه توافق بين كل القوى السياسية وليس وثيقة المؤتمر الشعبي العام، ولذلك المؤتمر الشعبي العام ليس له وثيقة سياسية كتنظيم إلى الآن؛ لذا فالمطلوب منهم أولاً أن يضعوا لأنفسهم وثيقة يحددون فيها أيديولوجية الحزب، فكر الحزب ومن ثم إعادة الهيكلية بشكل ينسجم مع المتغيرات وهم غير مرفوضين، كل الذين لم يسيئوا، هناك في المؤتمر الشعبي العام شخصيات في منتهى النظافة والنزاهة وأعرف بعضهم شخصيات نقية وذات فكر حقيقي، لكن لم تتح لهم الفرصة لأن يكونوا في الصدارة أو في مواقع القرار المؤثر، ولا مانع من دخول المؤتمر في الحياة السياسية ولكن بعد أن يتخلص من كل الذين أساءوا إليه.
ألا تعتقد بأن التغيير والتجديد والثورة ينبغي أن يشمل الأحزاب السياسية كذلك سواء فيما يتعلق ببرامجها، في أفكارها، أيديولوجياتها، في تجديد وتشبيب قياداتها؟
أنا معك، فالحياة الحزبية في اليمن حياة حزينة؛ ولذلك أنا أحياناً أسمي الأحزاب “أحزان” فمعظم الأحزاب بحاجة لترميم وصيانة وتحديث لكي تساير المتغيرات، وينبغي أن تتاح داخل هذه الأحزاب فرصة لحوار حقيقي وفعال ويؤدي للخروج من التقوقع الذي تعيشه هذه الأحزاب والخروج إلى رحاب التغيير الذي ننشده جميعاً، مطلوب منها التحديث في آلية عملها، أن تتاح الفرصة الواسعة للشباب أن يعبروا عن ذواتهم داخل هذه الأحزاب، وأنا شخصياً أطمح أن تتشكل برلمانات داخل هذه الأحزاب، برلمانات حقيقية وليس مجالس شكلية، برلمانات تكون هي مصدر القرار، بحيث إن القيادات السياسية والحزبية في هذه التنظيمات تنفذ هذه القرارات البرلمانية، لاتقوم بالاختراع، لاتذهب للتوافق، لاتعقد اتفاقات وتوقع ثم تفرضها على قواعدها.
لابد أن يكون هناك برلمانات حزبية داخل كل حزب تعمل على صياغة هذه القرارات الإستراتيجية المهمة والمؤثرة على الحياة الحزبية والسياسية، وأتمنى أن تتطور تجربة “اللقاء المشترك” وهي تجربة حقيقة فريدة مهما كانت فيها من السلبيات فهي شكلت عامل توازن مهما، كما أتمنى أن تنزل إلى مفاصل الفعل إلى كل نقطة إدارية وسكانية في البلد ويتوحد الخطاب السياسي وفقاً لهذه الرؤية التي اجتمع عليها “اللقاء المشترك”.
وأتمنى عليهم بأن ينفتحوا على منظمات المجتمع المدني وأن يكون لهم دور وتأثير في حدوث انفتاح سياسي وحدوث وعي سياسي ناضج لمتطلبات المرحلة ومتطلبات الدولة المدنية الحديثة.
والدولة المدنية الحديثة ليست مجرد شعار، هي ممارسة وإن لم تمارس داخل الأحزاب فلا يمكن أن تمارس داخلها.
نحن بحاجة لأن تحدث هذه الأحزاب، وبعضها للأسف الشديد قياداتها لاتزال من أجيال سبقت والمطلوب تطعيمها أيضاً من أجيال حديثة ولكن تنقل الخبرات من الجيل السابق إلى اللاحق، والخبرة لايمكن أن تنقل بالمراسلة لكن تنقل بالمعايشة، فوجود هذه القيادات الشابة مع القيادات التاريخية يجعلها تتشرب هذه التجربة ويحصل نوع من الاحتكاك، ومن ثم تنتقل هذه الخبرات ويحصل انتقال نوعي.
^^.. إلى المجلس الوطني.. ألا ترون بأن هذا المجلس أصبح مجرد إطار هيكلي دون فاعلية تُذكر؟
شوف المجلس الوطني أنا لم أكن معه من البداية، صحيح أنني عضو الجمعية الوطنية ولم أشارك في الاجتماع ولا في انتخاب الهيئة التنفيذية لأن تشكل المجلس الوطني لم يكن تشكل مدني ولم يكن المقصود منه من وجهة نظري الشخصية “أن تشكيل المجلس الوطني هو هذا البرلمان الذي أقولك عليه” وهذا لايمكن أن يكون إلا بكفاءات وبقدرات وبرؤية واضحة ماذا نريد من هذا المجلس الوطني ماهي آفاقه،فضاءاته ماهي خياراته، مساراته من يتحكم بقراراته.
مجلس وطني على مستوى المركز، تصور أنا أستغرب إلى الآن لم تتشكل فروع للمجلس في المحافظات، نحن نشكو من الدولة المركزية ونمركز كل شيء، يعني نعمل مجلسا على مستوى الجمهورية وموجود فقط في صنعاء وكأن الأمور لاتدور إلا بالعاصمة، لقد كتبت أكثر من مرة وقلنا “لا تصنعوا” كل شيء “صنعناه” كل شيء هذا خطير جداً ، النظام العائلي خرجنا عليه لأنه حاول “ يصنعنا “ بمفهوم القرار أو موقعه وليس بالمفهوم المناطقي.
كذلك أحزاب اللقاء المشترك وأحزاب المعارضة أو المجلس الوطني في صنعاء، وعندما يريدون الناس تعالوا نجتمع يوما يومين والناس على قلق يريدون أن يذهبوا، فقناعتي ورؤيتي أن تتشكل في المحافظات هذه المجالس ويكون المجلس الموجود في أمانة العاصمة وعاء يُصب فيه خيارات المحافظات معاناتها، آلامها تطلعاتها، وعندما يصيغون الرؤية النهائية يصيغوها وفقاً لتفاعل ميداني.. الساحات كانت مكان واسع ومهم جداً لمثل هذا الخيار وكنا قد طرحناها في لجنة الحوار الوطني عندما حضرنا اللقاء التشاوري “وقلنا خلوا المحافظات هي الروافد”.
مارسوا الخيارات المدنية
^^.. ماتقييمكم لمستوى أداء الحكومة حتى الآن؟
مستوى أداء الحكومة ليس بالمستوى المطلوب، لكن مع التحديات التي تعيشها الحكومة والأيدي على الزناد والممارسات اللامسئولة التي تعيشها البلد نشاهدها سواءً مع الكهرباء، مع النظافة مع الرواتب، فأعتقد بأنهم يعيشون حالة من التوتر والضغوط لم تتح لهم فرصة للسير بشكل أسرع هذا عامل، والعامل الثاني أن حكومة الوفاق يحدث داخلها وفاق فممثل المؤتمر يظل ممثل المؤتمر وممثل المشترك يظل ممثل المشترك.. فينبغي أن يفهموا أنهم دخلوا في وفاق؛ لأن هذه حكومة وطن.
وأنا أحيي وأشيد بموقف وزيري الدفاع والخدمة المدنية اللذين نزلا عند خيار الوطن ورفضا الذهاب إلى خيار الحزب وأدعو كل أعضاء الحكومة من الأطراف المشاركة أن يظل خيار الوطن هو الأصل وأن يسيروا كفريق واحد باتجاه التغيير، التغيير مهم جداً أما إذا كان وزراء لم يستطيعوا تغيير مدراء إدارات، مدراء عموم فأعتقد أن فيها عيبا كبيرا جداً.
نريد منهم رسائل تطمينية لأنهم فعلاً صاروا حكاماً.
والشيء المضحك وهذه واحدة من البدع التي أشرت إليها سابقاً “أنك حاكم ومعارض في نفس الوقت، فالمؤتمر الشعبي العام الآن حاكم ومعارض وأحزاب اللقاء المشترك حاكم ومعارض، فمن يحكم إذاً فلابد أن يشعر الناس بأنهم الآن يتحملون المسئولية وعليهم أن يتوافقوا عليها ويسيروا بروح الفريق الواحد من أجل تحقيق اطمئنان وسكينة المجتمع.
وأهم شيء من وجهة نظري أن الحكومة إذا تمكنت مع اللجنة العسكرية من إزالة البؤر العسكرية والبدء بهيكلة الجيش في مرحلتها الأولى فأعتقد بأن الأمور ستظل في حالة من التوتر وستظل الحكومة غير قادرة على تسيير أعمالها.. وفيما يخص مجلس النواب فأريده أن يكون مجلس نواب فلا يوجد حكومة في العالم طلبت بالشكل الذي يطلب فيه مجلس النواب الحكومة، وعندما تراجع التاريخ كان مجلس النواب “ناسي” أن فيه حكومة لم يكن يطلبها في أي مرحلة من المراحل وهذه الحكومة منذ تشكلها إلى الآن طلبت أكثر من مرة لوجود المناكفات وليست رؤية دولة، ولذلك فهذه من التحديات التي تواجه الحكومة، وتصور إلى الآن لم تقر ميزانية الدولة وأناس لا يعرفون إلى الآن هل هم موظفون أو غير موظفين علاوات الناس مرتبات مصادر رزقهم إلى الآن لا تزال حبيسة المناكفات السياسية.
فهذه تحديات كثيرة وكبيرة ولكن مع ذلك نطلب من الحكومة أن تسير على الأقل نحو تحقيق الأهداف التي جاءت من أجلها ولا نطلب منها تحقيق أهداف الثورة والساحات؛ لأن أهداف الثورة والساحات لم تكن في المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية، عليهم على الأقل أن يلتزموا بتلك المبادرة وتلك الآلية لكي يرى الناس ثمرة للمسار السياسي.
^^.. كلمة أخيرة تودون اختتام اللقاء بها؟
أقول لأبنائي وإخواني في الساحات أن لا يغادروا الساحات بأي حال من الأحوال لأنهم الناظم والضابط وصمام الأمان لمسار التغيير في اليمن.
وشكل الساحات اليوم شكل محزن ينبغي أن لا يبقى بهذا الشكل ونقول لكل القوى السياسية والاجتماعية عليها أن تكون موجودة وجودا فعليا في الساحات وعليهم أن يمتلكوا رؤية موحدة ويصيغوا برنامجا تصعيديا وفقاً لها ويشكلوا به ضغطاً على الحكومة لكي نصل إلى الأهداف التي نريد.
الزمن يجري بسرعة السنتين ستنقضي وسنجد أنفسنا لم نحقق منها شيئاً إلا شيئا واحدا أن الساحات ضمرت، الساحات، ذبلت وروح الثورة سجنت بمبادرة وآلية.. فعلى الشباب وكل مكونات الثورة أن يكونوا واعين ويقظين في هذه المسألة، يجب أن لا تخنق الثورة بأيديهم من خلال مغادرتهم أو انصرافهم عن الفعاليات الثورية والتوعوية التي ينبغي أن تعيشها الساحات كما كانت تعيشها من قبل.. وكلمتي لرئيس الجمهورية كما رأينا منه سعة صدر عندما قابلناه فينبغي أن يكون لديه في إصدار قرارات التغيير الحقيقية التي تطمئن الناس.
وعليه أن يشعر بأن مشروعيته الحقيقية ليست في الوفاق وأنا أكررها وقلتها أمامه ليست مشروعيته في الوفاق مشروعيته في “6.5” مليون ونصف مواطن خرجوا إلى الصناديق وصوتوا لعبدربه منصور هادي هذه المشروعية وهذه المرجعية أقوى من الوفاق أقوى من المبادرة من مجلس الأمن من الاتحاد الأوروبي وأقوى من كل المجتمع الدولي.
عليه أن يرُسل رسائل تطمينية للجماهير الغفيرة التي خرجت تؤيده وتقول “نعم لعبدربه منصور هادي” وعليه أن يشعر بقوة وأن يتكئ عليها وسنكون معه عندما تلمس قراراته وتكون هذه القرارات محققة لمطالبها. وأقول للإخوة في اللقاء المشترك عليهم أن يظلوا خلية نحل تعمل لأجل تحقيق الأهداف التي وقعوا من أجلها حتى لا يخسروا التاريخ والحاضر ويخسروا وجودهم السياسي وعليهم أن لا يركنوا إلى أنهم حكومة تشكل وعليهم أن يكونوا واعين؛ لأنه ممكن في الأيام القادمة يجدون أنفسهم خارج التاريخ خارج الفعل السياسي الحقيقي ويخسروا جماهيرهم وحتى وجودهم التنظيمي والحزبي وأنا على ثقة بأنهم سيراجعون هذه المسألة وستشكل منهم لجان حقيقية تفعل دور اللقاء المشترك في المركز ودوره في المحافظات وفي التكوينات المجتمعية المدنية.. كما أطلب من المؤتمر الشعبي العام أن يُعيد النظر في تكوينه السياسي ويكون حزباً مدنياً يؤمن بالتغيير ولا يؤمن بالقائد الرمز، بالقائد الأسطورة، القائد التاريخي، القائد الذي لا يتغير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.