المسرح شبة مظلم رجل جالس وصامت في مكانه يراقب : امرأة ورجل يرقصان على موسيقى .. يرقصان ويحركان جسديهما بشكل جميل ومتناسق( المرأة بثوب احمر مبهر، والرجل ببدله سوداء كاملة حيث لا يظهر وجه الرجل أو أي شيء من جسده ) وتدور المرأة حوله بسرعة وتتوقف فجأة وكل واحد يمسك يد الآخر. الرجل الجالس في الكرسي (إبراهيم ) .. ينهض صارخا: - يكفي.. يكفي .. يكفي تنظر المرآة نحوها ببرودة (نسمة ) وتقترب خطوات قليلة منه. نسمة : - آها .. أنت هنا .. متى حضرت .. لم اسمع صرير الباب- إبراهيم حانقاً يتقدم نحوها بخطوات سريعة : - أنا هنا منذ ساعة وأنت ترقصين .. مع هذا ( ويشير بيده نحو الرجل الأخر ) تلفت ببرودة اتجاه الرجل الواقف دون حركة. نسمة : - هذا .. لا أحد وتضحك نسمة وتتقدم نحو الرجل الواقف وتدور حوله .. ثم تتوقف وتنظر نحو إبراهيم. نسمة : - لا أحد هنا .. سوانا .. أنا وأنت كالعادة، وكالعادة أنت تتوهم، تغيب فترة من الزمن، وتأتي لتتهمني، بأني أراقص هذا الرجل ( وتشير بيدها نحو الرجل الواقف وهي تبتسم ). إبراهيم متشككا : - آها .. لقد قلت هذا الرجل. نسمة : - افتراضا انه رجل .. على افتراضك أنت.. لكن الحقيقة .. لا يوجد رجل .. سواك يا زوجي العزيز. إبراهيم يتكلم وهو يخطو خطوات سريعة حيث يقف الرجل ( تدرج موسيقى إلى الأعلى ) إبراهيم : - أنا لا أتوهم.. لا أتوهم. ويقف إبراهيم أمام الرجل تماما( بنفس الطول والحجم ).. وتنظر نسمة تارة نحو إبراهيم وتارة أخرى نحو الرجل. يحدق إبراهيم نحو الرجل .. ويسأل نسمة دون أن يلتفت نحوها. إبراهيم: - من هذا الرجل ؟. نسمة بهدوء شديد: - ظلك - ظلي ! .. أنتِ تخدعينني. تضحك نسمة بصوت عالٍ .. وتتحرك بعيدة عنهما .. وتجلس على الكرسي .. . نسمة: - أخدعك .. عشر سنوات زواج .. والآن تكتشف إني أخدعك.. لا احد في هذه الغرفة سوانا وأنت وظلك الذي يراقصني دوماً أثناء غيابك. إبراهيم متوترا ومتشككا : - ظلي ظلي ظلي .. وأنا اسمع خلجات قلبه ترتجف .. واشم عطره. نسمة : - خلجات قلبك أنت .. ورائحتك .. يا زوجي العزيز. يمد إبراهيم كلتا يديه ليمسك الرجل .. الرجل بحركة خفية ينسحب يمينا يحاول إبراهيم مره أخرى القبض عليه ينسحب الرجل يسارا... فيقفز عليه إبراهيم لكن الرجل يتراجع إلى الخلف ويسقط إبراهيم على ركبتيه.. تضحك نسمة بصوت عال وتمشي بحركة راقصة ودلع وتقف أمام الرجل. تلتفت إلى زوجها ( مازال جالساً على ركبتيه ). نسمة: لا تصدقني ( تبدأ تراقص الرجل مع صوت موسيقى تتصاعد ) ولم تصدقني يوماً .. عشر سنوات لا تكفي لكي تثق بي .. أين أنت من هذه العشر سنوات .. ليس سوى .. صورك .. أو ظلك .. وأحياناً رائحتك التي تتركها في الفراش .. تسافر هنا وهناك .. وأبقى وحدي لأيام لأسابيع وأحيانا لأشهر.. رغم كل ذلك احبك .. ولم اشك فيك يوما بأنك تخونني .. رغم رائحة العطر النسائي التي تفوح في ثيابك. أو الخمر التي تبلل شفتيكَ.. احبك .. احبك .. لدرجة الهوس والجنون.. لدرجة عشقت ظلك .. وعشقني هو .. وبقيا في رقصة طويلة بين زاوية المسرح حتى اختفيا معا .. ينهض إبراهيم .. يتلفت يميناً وشمالاً بحثاً عنها..وكان يصيح: - نسمة .. نسمة .. أين أنت .. أنا احبك .. أنا ظلك وليس هو.. تخرج من زاوية المسرح امرأة ترتدي بدله سوداء كاملة لا يظهر شيئ من ملامحها .. تقف في مكانها .. يتقدم منها إبراهيم مترددا .. إبراهيم : - نسمة هذا أنت ؟ .. نسمة ! تتصاعد موسيقى.. يتحرك إبراهيم في ساحة المسرح. إبراهيم : - نسمة .. نسمة .. أريدك أنت .. لا ظلك. يتوقف قليلاً ويحدق في المرأة.. يقترب منها. إبراهيم: - هذا ظلك يا نسمة .. أين ذهبت وماذا افعل بظلك.. لماذا تركتيني وحيدا؟. تتحرك المرأة نحوه بطريقة راقصة , وتمسك يده , ويستسلم لها ويبدآن في الرقصة معا حتى يختفيان في الظلام .