برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الان: عدوان امريكي صهيوني على الحديدة وانباء عن ضحايا    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    «كاك بنك» يكرم الموظفين المثاليين للعام 2024/2025    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    مؤسستي الكهرباء والمياه بذمار تحييان الذكرى السنوية للصرخة    إلى رئيس الوزراء الجديد    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    القسام توقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح بكمين مركب في خانيونس    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إخلاء الساحات خطأ استراتيجي فادح
محمد الغابري ل(الجمهورية):
نشر في الجمهورية يوم 20 - 04 - 2012

قال: إن السياسة روضت زلزال الثورة ووجّه نقداً للأحزاب والسياسيين الذين اخترقوا المجلس الوطني وفاوضوا باسم الثورة حتى أصبحت أشبه بالتابع للأحزاب السياسية ولم تعد مستقلة.. الكاتب والمحلل السياسي/محمد الغابري في حوار مع(الجمهورية) يرى بأن استمرار انقسام الجيش يشجع القاعدة والجماعات المسلحة على التوسع ويحذّر من تحولها إلى كيانات انفصالية في أماكن متفرقة من البلاد.
- أستاذ محمد لو بدأنا معك من سؤال: كيف تقرأ مساء الثورة اليوم على مستوى ساحات التغيير في كل أنحاء الجمهورية ؟
القراءة لمسار الثورة يحتاج إلى تفصيل , وهنا الثورة لها مسار تسير وتنتقل باستمرار , أو تنتقل من مستوى إلى آخر لتحقيق أهدافها , ومسارها يبدو كأنه توقف عند نقطة محددة, أو مستوى معين لم تستطع الثورة من خلاله أن تتقدم إلى الأمام , ونقصد بالثورة هنا هؤلاء المعتصمين , الذين في الساحات.! نحن نقول: أنها تقدمت في مسارها إذا استطاعت أن تكتسب مناطق جديدة وتسيطر على مواقع ذات أهمية .! لكن الثورة كما هو معلوم أن الشباب الذين في الساحات ظلوا في الساحات وظلت هذه الساحات كما هي .
- في حوار سابق مع الناشط خالد الآنسي يقول: بأن الساحات قد أفرغت من محتواها من قبل الأحزاب المناصرة للثورة ؟
هنا نستطيع أن نقول: أن جدلية العلاقة بين الثورة والسياسة , بأن السياسة من معانيها الترويض , والثورة من طبيعتها الزلزال والبركان , وبمعنى آخر الثورة جاءت لاقتلاع النظام فهي لا تعرف التفاوض , ولا الحوار وهذه هي طبيعتها , السياسة هي عبارة عن حوار وتفاوض أو قل أنصاف حلول .! أو قل حل وسط , وهذه طبيعة السياسة , وكان من المفترض أن تكون السياسة على مسافة من الثورة , بحيث لا تندمج في الثورة ولكن للأسف لم يحصل ذلك .
- مقاطعاً “ والذي حصل ؟
الذي حصل , أن السياسة اندمجت في الثورة اندماجاً كبيراً, فأحدثت لها قدراً كبيراً من الارتباك, كانت نتائجه اليوم واضحة.
- وماذا عن مقولة أن ما أنجز ليس سوى نصف ثورة والنصف الآخر سوف يلتهم هذا النصف الأول؟
هذه ربما تكون حقيقة في الوقت الحاضر , لكن لا نستطيع أن نقول: أن هذا في المستقبل صحيح , وما قد يصل من إنجاز في المرحلة القادمة .
- بعض المتابعين يرون أن غياب الفعل الثوري وتراخي الخطاب الثوري على حساب البقاء في الساحات في انتظار ما ستنجزه السياسة , كان بسبب 21 فبراير, أو السؤال بمعنى أخر لماذا توقفت الساحات عن المساهمة والضغط في صناعة التغيير والتأثير في المشهد اليوم ؟
هذه إشكالية بحد ذاتها , ولذلك الذين يذهبون إلى أن الثورة خطفت , يقولون هذا الكلام وهو بالتأكيد غير صحيح , والذي حدث أن هناك خلطاً بين الثورة والسياسة من قبل السياسيين أنفسهم , ونلاحظ هذا من خلال التشكيل الوطني لقوى الثورة , وكان المفترض أن يبقى المجلس الوطني لقوى الثورة خالصاً للثورة , وأن لا يكون فيه سياسيون ولا قادة حزبيون , وأن يكون التفاوض بين تكتل اللقاء المشترك كونه تكتلاً سياسياً , وبين السلطة الراحلة , أو النظام السابق , وكان المفترض هكذا , وكان الأصل أن لا يكون الحوار والتفاوض باسم المجلس الوطني , كان الأصل أن المجلس الوطني لقوى الثورة يبقى , متحدثاً باسم الثورة , وتبقى الثورة حرة في التعبير عن إرادتها , بمعنى آخر وجود هذه الأحزاب , السياسية في المجلس الوطني قيد هذا المجلس , وبالتالي أصبحت الثورة أشبه بتابع للأحزاب السياسية , ولم تعد مستقلة وهنا الإشكال .
- هل أخطأ الثوار عندما دخلوا في 21 فبراير في العملية الانتخابية أم كانت تلك المشاركة هي البداية الحقيقية للتحول وتحقيق أولى بوارد الانتصار ؟
في الواقع لا نستطيع أن نقول أنهم أخطأوا ,نحن ندرك ونفهم أن الثورة والنظام وصلوا إلى حالة من التوازن , وهذا التوازن , وإن أدى إلى قدر كبير من الجمود , هذا الجمود يؤدي إلى الانهيار , ولذلك كان القول عملياً أن القبول بالمبادرة الخليجية والسير نحوها اضطراريا , وبالتالي كان ذلك هو عمل السياسة , وبالنسبة للثوار كانت هذه هي عبارة عن حلول .
- هل خفوت صوت الساحات لصالح الوضع الراهن الآن أم العكس هو الصحيح ؟
تبقى هذه الساحات بعد 21 فبراير أوراق ضغط , على النظام.
- يعني لم يعد من المهم أي تصعيد أو خروج أو اختراق أماكن جديدة ؟
البقاء هو أصبح أوراق ضغط , والعملية السياسية جاءت من أجل إيقاف هذا التصعيد , وحتى لا تدخل البلاد في حروب وكوارث , ومواجهات .
- في تصريح أخير لمحمد قحطان القيادي في المشترك , يقول: أن هناك ضمانات سيتلقاها شباب الثورة من مجلس الوزراء لرفع الساحات ؟
نحن نقول لهم مجلس الوزراء والأخ محمد قحطان أنكم سوف ترتكبون خطأً استراتيجياً قاتلاً , إذا تم إخلاء الساحات قبل أن تحقق الثورة أهدافها , وأهم أهدافها هو إسقاط صالح والعائلة من النظام , هذا هو الهدف الأول وهو لم يتحقق حتى الآن . ولا زال الشق الكبير من الجانب العسكري والأجهزة الأمنية لا زالت بأيدي هؤلاء.
- كيف تقرأ المسار السياسي في إحراز عملية التغيير؟
المسار السياسي كما قلنا أنه كان ضرورة , وهو يسير ببطء شديد , ويعود ذلك إلى قلة كفاءة من قبل المفاوضين , الذين فاوضوا النظام الراحل , وهنا نلاحظ , وخاصة فيما يتعلق بمسألة الحصانة كونها أعطيت دون مقابل في الواقع , وهو تخلي علي عبد الله صالح عن أي عمل سياسي , أو خروجه من السلطة لم يكن مناسباً لعملية الحسم , الحصانة كانت في لحظة العالم كله يريد حلاً , وهذا الحل يعتمد على موافقتك على إعطاء هذه الحصانة , وأنت في هذه النقطة ينبغي أن تفاوض وتساوم وتحاور وتناور كثيراً , كي تنتزع أكبر قدر ممكن من المصالحة.
- أنت تقلل من التفاوض والحوار والذي استمر لأشهر , أو أنك لم تتابع ما يقوله السياسيون المخاض العسير لهذه المبادرة؟
هذه الحصانة نفسها كان الأولى بهم أن يتوقفوا عندها كثيراً , أنا أقبل بأن الحصانة ستكون سبباً في إفشال العملية السياسية بالكامل , إذا لم تؤد إلى إنهاء الأبناء من مفاصل السلطة الأمنية والعسكرية.
- لكن إبعاد الأبناء لا يدخل تحت بنود المبادرة الخليجية ؟
كان المفترض أن تكون الحصانة مقابل تخليهم عن مواقعهم.
- هناك من يرى أن خطورة الحصانة أنها لم تلزم علي عبد الله صالح على عدم المزاولة لأي عمل سياسي ؟
هذا أيضاً من المآخذ على إعطاء الحصانة ,كان الأولى أن يعزل سياسياً أو ينفى خارج البلاد , وهذه لم تطرح على شروط الحصانة , وبقاؤه اليوم على رأس المؤتمر الشعبي العام يشكل خطراً وخطأ فادحاً لم يحسب له حساب.
- توافق على من يرى أن علي عبد الله صالح اليوم سوف يلهي الحكومة القادمة ويضع أمامها العراقيل عن أداء مهامها في إنجاز عملية التغيير وإحراجها أمام الرأي العام ؟
بقاء علي عبد الله صالح في اليمن وفي رأس المؤتمر الشعبي العام بالتأكيد خطر على اليمن وخطر كبير لأسباب بسيطة , أولاً أنه الآن يعيش في عالم افتراضي بأنه يستطيع استعادة السلطة , ومن خلال وجوده في المؤتمر الشعبي العام وعلى رأسه , ومن خلال علاقاته على طول المرحلة التي حكم فيها البلاد ومن خلال خبرته في شئون البلاد وفي صناعة الأزمات , أضف إلى أنه يدرك تماماً مناطق الضعف في البلد , وهو هنا يعتقد أنه باستطاعته أن يربك السلطة في البلد وأن يسقطها أو ربما يخيل إليه أن الناس سوف تطالب بعودته كمنقذ للبلد مما تمر به .
- لكن هناك من يرى أن ممارسات علي عبد الله صالح وخاصة فيما يتعلق بتنظيم القاعدة وتجاهل رعاة المبادرة للمخاطر هي جزء من الضغوط التي يمارسها الخارج؟
بالنسبة للخارج ربما أنه يريد أن ينتزع مصالحه في المستقبل , هذا وراد .
- مقاطعاً “ الكثير يعتقد ذلك بسبب أنه لا يوجد حتى الآن تصريح قوي تجاه هذه العراقيل التي تهدد بنسف المبادرة وعودة البلاد إلى مربع العنف ؟
طبعاً كان من المفترض أن يحسب هذا قبل عملية التفاوض أو أعطاء الحصانة .
- مقاطعاً “ من وجهة نظرك كيف يمكن مواجهة النظام السابق الذي يتربص بالبلاد لغرض الإفشال أو هكذا يقال ؟
هذا سؤال كبير , والبداية تنطلق من عملية التفكيك للنظام السابق بالكامل , وعملية التفكيك لا تحتاج إلى استراتيجيه معقدة.
- بكلامك هذا كأنك تؤيد ما يقوم به الرئيس هادي في عملية تفكيك النظام السابق أليس كذلك ؟
هو جزء من التفكيك ولكن السؤال هل هو في المسار الصحيح !! لا أعتقد ! كان المفترض أن يقوم قبل أي شيء بترتيب البيت الداخلي بمعنى الرئاسة نفسها , مثلاً تعيين مدير مكتب خاص به وأن يعين أمين عام الرئاسة , وأن يقوم بتغيير الطاقم بالكامل , وهذا العمل مهم وخطير جداً , فمدير مكتب الرئيس السابق لا زال في موقعه , وهذا الرجل كان معروفاً بنفوذه الواسع وإدارته للحكومات السابقة بصورة فعلية , وهذه كانت دوائر مكتب الرئيس , فبقاء هؤلاء خطأ , من جهة أخرى إذا أراد الرئيس أن يتخذ قرارات بالنسبة للتغيير كان من المفترض أن يتجه إلى القرارات الحاسمة والكاملة والشاملة , بمعنى مثلاً أن يعين قائداً جديداً للفرقة الأولى ومدرع وقائداً جديداً للحرس الجمهوري ثم يعين قيادات للمواقع الأخرى , وهذا التعيين لو كان هناك حساب لعملية الصنع واتخاذ القرار , ربما لا يكون لدية الأدوات لتنفيذ القرار , وكما يقال في تعريف القرار هو القدرة على التنفيذ بأقل قدر من الخسائر , كما أن أخذ الحيطة والتوقيت هو مرافق لعملية النجاح , ومن هنا كان التوقيت خطأ كونه جاء بعد صدور قرار مجلس الأمن , وكان المفترض أن يكون التغيير قبل صدور قرار مجلس الأمن , جاء التوقيت بعد انعقاد المجلس وكان المفترض أن يكون قبل الانعقاد لمناقشة الحالة اليمنية , هذا من جهة , ومن جهة أخرى أن يضع رعاة المبادرة أمام الأمر الواقع , بحيث لا يسعهم إلا أن يمضوا في دعم هذه القرارات .
لكن أستاذ محمد هناك الكثير ممن يرى أن الرئيس هادي ينطلق في التغيير وإصدار القرارات من استيعاب كامل وشامل للمتغيرات وقراءة واعية لطبيعة البلاد والرجل له سبعة عشر عاماً داخل النظام وهو يدرك المخاطر وبالتالي هو يعرف كيف يتصرف التصرف الصحيح؟
لا ريب أن القرارات السابقة التي اتخذها كانت جريئه وتصب في مسار تفكيك النظام , لكنها لم تكن كافية , كما أن تمرد هؤلاء عن تنفيذ القرارات , يشجع المتبقين على تمرد أكثر وأكبر .
- ألا تشعر أن هناك مبرراً لتذمر بعض الثوار ممن ناصروا الثورة ووقفوا معها ورجحوا كفتها واليوم يكافأون بالعزل في حين أن هناك من الاتجاه الآخر من يكافأ بالترقية والتعيين ؟
للأسف هذا صحيح , ولكن هذه هي طبيعة التفاوض والحوار.!! بل طبيعة العمل السياسي هو هكذا , لأن الثورة لم تكن هي من قامت بعملية التغيير , وإنما كانت سبب في التغيير وهي هنا لم تباشر في عملية التغيير , وهنا نقول أنها يعني الثورة لو باشرت عملية التغيير لكان الوضع مختلف فيما يخص سؤالك , وسيكون هناك تغييراً جذرياً وشاملاً وسقوط نظام بالكامل وقيام نظام جديد مختلف عنه .
- فيما يخص تفكيك شبكات النظام السابق كيف تابعت التصريحات النارية التي وجهها التوجيه المعنوي إلى شخص عبده الجندي وهل هناك مؤشرات جديدة بدأت تتشكل ؟
طبعاً هذا سؤال أشبه بجملة اعتراضية , الحديث عن عبده الجندي من قبل التوجيه المعنوي بالتأكيد له دلالات وأبعاد وهناك ملاحظة فيما يخص عبده الجندي وتصريحاته , هو يبرر التمرد على الأوامر الرئاسية , وهو يتحدث عن مبررات , والمؤتمر الشعبي بهذا السلوك هو سيوفر أسباب جوهرية لحل المؤتمر الشعبي العام في المستقبل , فعندما يقود التمرد اليوم ويقدم مبررات فهو يساهم في حله مستقبلاً , ومن جهة أخرى , فإن وزارة الدفاع إذا أرادت أن تعمل بمهنية وبما يخدم المصالح العامة فإن موقفها سوف يكون هكذا , لأنها لا تقبل مثل هذه التصريحات والتي فيها تشجيع من قبل عبده الجندي والمؤتمر الشعبي العام ومن ورائهم علي عبد الله صالح بالتأكيد أن هناك رسائل إلى علي عبد الله صالح ذاته في تلك التصريحات , كون عبده الجندي يتحدث بالوكالة عن علي عبد الله صالح .
- العلاقة تأزمت بين علي عبد الله صالح رئيس المؤتمر وبين الرئيس عبده منصور هادي ؟
نعم بالتأكيد وبدأ ذلك منذ المرحلة الأولى ولكنها توسعت وأصبحت أكثر وضوحاً ولا أعتقد أنها سوف تعود إلى ما كانت عليه من قبل .
- سيمضي الرئيس هادي في التغيير وسيقيل قائد الحرس الجمهوري في القريب العاجل كأهم حدث في التغيير الذي ينتظره الجميع ؟
في القريب العاجل ربما , السؤال كيف سوف تحل القرارات السابقة إذا تم تعثر إمضائها وعلى حساب القرارات السابقة , ولو تم إجبار هؤلاء على التسليم فإنه من الممكن إجبار أحمد علي على قبول التغيير .
- اليوم تذهب بعض التحليلات إلى أن التغيير الأهم الذي ذكرته سابقاً سوف يتوقف حتى يتم الانتهاء من حرب القاعدة ؟
ربما هذا من أخطر ما يمكن أن يطرح , لسبب بسيط وهو أن الحالة الراهنة للقوات المسلحة أنها في حالة انقسام , وبقاؤها على هذه الطريقة يشجع القاعدة والمسلحين على التوسع وبالتالي العكس من ذلك تماماً , وإذا كان هناك نية للتغيير فلتكن الآن حتى يتم كبح الجماعات المسلحة , وإلا فإن هذه الجماعات سوف تكون كيانات انفصالية في أماكن متفرقة من البلاد , وقد تؤدي إلى انهيار الدولة بالكامل.
- فيما يخص حكومة التوافق الوطني كيف ترى سيرها نحو التغير الذي ينشده المواطن البسيط ؟
حتى الآن يبدو لي أن الحكومة تمشي في الاتجاه الصحيح , ومن الواضع أنها تسير رغم وجود عوائق كبرى في طريقها , وهناك شريك في الحكومة فيه شيء من الولاء للنظام السابق والرئيس السابق هو يريد من تلك الوزارات أن تبقى عائقاً , وهذا موجود وواضح , وتشير أعمالهم وتصرفاتهم إلى أنهم لا يمثلون حكومة الجمهورية اليمنية بقدر ما يمثلون شخصاً فقط.
- لكن علي عبد الله صالح في خطاب مقروء أخير قال أنه مع الرئيس هادي وطلب من أنصاره ومن المؤتمر الوقوف مع الرئيس هادي في هذه المرحلة الحرجة , ودعا إلى حشد كل الجهود من أجل إنجاح الفترة الانتقالية ؟
علي عبد الله صالح يعرفه الجميع أنه يقول الشيء ونقيضه , وهو نفسه الذي هدد بسحب وزراء من الحكومة , وهو نفسه الذي قال أنه سوف يسحب الثقة من مجلس النواب , وهو نفسه الذي يقول: تعاونوا مع الرئيس الجديد , وهو الذي يشترط للقرارات التي صدرت عن رئيس الجمهورية شروطاً أخرى .
- اليمن اليوم تقع على محور التجاذبات الإقليمية والدولية وهناك أطراف اليوم تعمل وفق استقطاب حاد داخل البلاد إلى أين تمر البلاد وما مستقبل البلاد في ظل هذا النشاط الإقليمي فيما يتعلق بالتغلغل الداخلي ؟
أود أن أنوه إلى أن اليمن في العهد الأخير شهد الكثير من التنافر على المستوى الداخلي , ومن هنا وجود قوى متنافرة ومسلحة تحاول أن تسيطر على الأرض وهي من الأسباب التي تعمل على إضعاف الدولة أمام التدخل الخارجي , وعندما تكون الوحدة الجبهة الداخلية ليست على ما يرام , فإن هذا يغري الآخرين في التدخل ويفتح لهم آفاقاً ومجالات واسعة , ويجدون في هذه المجموعات المسلحة أنها امتداد لهم في الداخل , وفي هذا السياق نستطيع أن نقول: أن هناك صراعاً يزداد على المستوى الدولي والإقليمي فهناك صراع أمريكي سعودي من جهة وإيراني من جهة أخرى , وطبعا بالنسبة لإيران هناك أسباب ودوافع كثيرة تدفعها للتدخل في اليمن , كونها تعمل وفق استراتيجيات وهي طموحة لحكم المنطقة ولها أذرع مسلحة حزب الله في لبنان والنظام السوري في سوريا , ولديها في اليمن الحوثون وتواصل مع الحراك .
- التواصل مع الحوثيين والحراك ألا تشعر أنه نوع من التشهير والكيد تجاه إيران لا أكثر ؟
البعض ينكر هذا , وبعضهم يقول: أنه لا يوجد أي تواصل بين الحوثيون وإيران , وهم يقولون هذا ,وفي الواقع كثير من المحليين ومنهم الدكتور فاضل الربيعي , كاتب عراقي السؤال الذي ينبغي أن يطرح هو لماذا لا تتدخل إيران في اليمن ويقول أن هناك أسباباً إستراتجية تجعل لإيران تواجداً في اليمن .
- لماذا يغار الكثير من التدخل الإيراني وهناك تدخل سافر سعودي عبر التاريخ وحتى اليوم وفي كل التفاصيل للحياة اليمنية ؟
هذه إشكالية كانوا وحتى منتصف الثمانينيات لا يقبلون بالتدخل السعودي في الشؤون اليمنية , كان هناك تدخل على المستوى الرسمي أما على المستوى الشعبي فكان مرفوضاً تماماً , ومع مرور الوقت استطاع علي عبد الله صالح أن يطبع اليمنيين على قبول التدخل السعودي مع مرور الوقت , وهو في الأصل غير مقبول كونه تدخلاً من دولة أجنبية في شؤون دولة أخرى , هذا توصيفه في نهاية المطاف وهو مضر بمصلحة اليمن , وعلى مستوى إيران هناك قدر من الحساسية بين التدخل الإيراني وهناك تطبيع في تقبل التدخل السعودي إلى حد ما في الفترة الماضية , ودخول إيران على الخط يمثل خطراً كون إيران لها رؤية ولها استراتيجية , وهي تعمل وفق خطط وليست عبثية مثل السعودية , وبالتالي قد تكون خططها في التدخل في اليمن أكثر فعالية من السعودية وأكثر خطورة , وعندما نجد مثلاً أنه صار لإيران أنصار في تعز على سبيل المثال , هذا يعتبر نجاحاً واسعاً للسياسة الإيرانية .
- ما هو المانع ولماذا تكون الخطورة كبيرة إذا كان لإيران أنصار في اليمن ؟
هنا يزيد التناقض , وعملياً يحدث عملية فرز بمعنى أن يكون هناك زيدياً وهابياً شيعياً وهذا يزيد التناقض , بالإضافة إلى أنه وجوده منظم وهو يحاول أن يكسب قاعدة قد تستمر لعقود , خلال التواجد السعودي والذي لو وجد إرادة لتمكن الجميع إلى ان يتخلص منه بل بصورة سهلة .
- كان هناك حوار في الخارج بين بعض الأطراف واليوم هناك حوار قريب شامل في الداخل هل البداية الحقيقية قد توفرت لانطلاق الحوار الوطني الشامل ؟
بالنسبة للحوار الوطني أخشى أن يصاب بالأمية الموجودة في اليمن بين القوى السياسية والمختلفة في اليمن .
- بمعنى ؟
إنها لا تستطيع أن تفرق بين ما لا يحمل الخلاف حوله كونه محسوماً ولا ينبغي أن تطرح على مائدة حوار , هذا هو الأصل لدى جميع الشعوب والدول , ويكون عليها إجماع قائم .
- مثلاً في اليمن ؟
مثلاً الجمهورية اليمنية لا جدل حول وحدة الدولة مياهها وجزرها وسلامة مواطنيها وهي من القضايا التي لا يجوز الخلاف حولها , وتطرح للنقاش وهذه مسائل مفروغ منها , وهي من معالم الوحدة .
- لكن إذا كان ما تذكره يعد مشكلة حقيقية فلماذا لا توضع على مائدة الحوار ؟
يمكن أن نناقش في شكل الدولة ممكن في معادلة من طرفين الوحدة والتعدد , الوحدة ونستطيع أن نقول الوحدة والاستقلالية , المفترض أن يتم التفريق بينها , بمعنى نتفق على أن الدولة واحدة وهي الجمهورية اليمنية , وبعد ذلك لا يمنع أن نخوض في تفاصيل شكل الدولة فهذا شيء قابل للنقاش , وبدون أي مشكلة , وممكن درجات تصل إلى مستويات متقدمة من الاستقلالية .
- اليوم تطرح الفيدرالية ودار حول ذلك جدل شديد وكما يقال ما هو ممكن اليوم قد لا يكون ممكناً في الغد , فأيها يمكن أن يناسب الوضع الحالي للبلاد ؟
هذا صحيح وفي الواقع نحن نريد في الفترة الانتقالية أن نرسخ مفهوم الدولة , الدولة المدنية التي هي الآن الموحدة أو الواحدة أو الدولة البسيطة إذا استطعنا أن نعيد ونوجد شكل الدولة في كل أنحاء البلاد , فإنا نستطيع أن نغير شكلها ونحن مطمئنون , وبالتالي نقاش حول الفيدرالية ونحن في حالة ضعف قد يؤدي إلى التشظي ولذلك هناك مخاوف حقيقية في هذا الاتجاه إذا توجهنا ونحن لم نحسم قضايا أساسية كما ذكرت , وهنا ينبغي أن يعمل الجميع على ترسيخ وجود الدولة في جميع المناطق وبعد ذلك نناقش كل شيء .
- بعض المحللين يرون أن الثورة صنعت شيئاً من التوازن وهي في نفس الوقت خلقت واقعاً جديداً تتخوف بعض الكيانات الصغيرة من شكله وتبعاته ؟
هذه إشكالية ليست في اليمن وحسب بل على مستوى العالم العربي والربيع العربي , ظهر التيار الإسلامي كتيار قوي وهنا ظهر حزب الإصلاح , ولا أدري لماذا هذه المخاوف وربما تجد من ينتقد الإصلاح لكونه قوياً وهذه ليست مشكلة وهذه هي جهوده أنتجها في معامل لمدة سنوات .
- لكن هناك من يضع مبررات قد تبدو منطقية للخوف من حزب مثل الإصلاح ؟
نستطيع أن نقول: أن هناك مخاوفون حقيقية لدى البعض وهناك مخاوف قد تكون وهمية , ومن يخافون يشعرون بأنهم أقليات ولا يعتقدون أنه يمكن أن يكون لهم دور وجود في المستقبل وهذا الخوف في الكثير منه متوارث وليس جديد .
- لكن هناك من يرى في حزب الإصلاح أنه يمارس دور النظام السابق تجاه الآخرين كما كان يمارسه النظام السابق تجاه خصومه ؟
أعتقد أن الإصلاح قد تطور في هذا الجانب بشكل كبير , ومرحلة استئصال الآخر لا أعتقد أنها لا زالت لدى الإصلاح , وهناك تطور واسع على مستوى كل الأحزاب ومنها الإصلاح , ولا أعتقد أن هناك حزباً يسعى إلى الإنفراد بما في ذلك الإصلاح , وهذه مسألة مهمة , وهنا يجب على الإصلاح أن يطمئن الآخرين.
- يطمئن من ماذا ؟
هناك كثير من القضايا تطرح والإصلاح يسكت , ولا يبين موقفه منها !
- على سبيل المثال ؟
موضوع بشرى المقطري كمثال وتحميل الإصلاح المسؤولية, مع أن الإصلاح بعيد عن القضية تماماً .
- ما الذي كان يمكن أن يقوم به الإصلاح ؟
كان الأولى أن يصدر له تصريح أو بيان .
- ولكن هذه قضايا صغيرة لا يحتاج الإصلاح أن يصدر لها بيان ؟
هي صغيرة ولكن احتراماً للإنسان كان الأولى أن يخرج ويبين ويوضح موقفه مهما كانت صغيرة أو كبيرة ويبين فيما يخص الأخت بشرى أو الناس الذين يتحدثون عن الإصلاح بهذه الطريقة , المسائل الأخرى , هناك جهات تتحدث عن سعي الإصلاح لإخراج المؤتمر من كل الدوائر الحكومية وأن ثورة المؤسسات المسئول عنها هو الإصلاح , طبعاً هنا الإصلاح لم يخرج , وكان الأولى به أن يصدر بياناً يوضح فيه موقفه من الثورة ومن قوى الثورة ومن النظام السابق ومن ثورة المؤسسات ومن كثير من القضايا التي كان الناس يحتاجون فيها إلى توضيح من الإصلاح.
- اليدومي كان له كلمة وخطاب سابق بين فيه الكثير من القضايا التي أشرت لها ؟
كانت جيدة ولكنها لا تكفي , وكان المفترض أن يصدر منه خطاب يوضح فيه لجميع الناس في البلد , كان الأولى به أن يطرح بوضوح رؤيته لكثير من القضايا ليس خطاب للنخبة بل للجميع بلا استثناء , وكيف ينظر مثلاً إلى المستقبل , لا تدع الناس يتحدثون ويخوضون دون أن تحدد موقفك بشكل صحيح , ومن هنا تزداد الأحقاد والضغائن وتفوح الشائعات بسبب السكوت , والسكوت أحياناً يصنع غموضاً لدى الآخر منك .
- حصل تطور على مستوى الإصلاح ؟
في تقديري أن التقاء الإصلاح مع بقية الأحزاب في اللقاء المشترك هذا الكيان قدم إجابة واضحة ..
- مقاطعاً “ كان لضرورة ولم يكن نتاج ترف فكري أو مراجعة على الأقل ؟
ربما أن تحالف الضرورة لا يستمر مثل ما حصل في اللقاء المشترك , وقد حاول النظام أن يفككه بكل الوسائل ولكنه فشل فشلاً ذريعاً . وهنا قد انتقلوا من حالة الإقصاء الفكري إلى حالة التوافق .
- اليوم هناك من يسعى إلى إشعال حرب وعداء بين الإصلاح وبين الحوثيين مثلاً ؟
هذه من أخطر المشكلات الموجودة الآن وقد دخل العنصر الطائفي مع الأسف الشديد , والتعصب لفكر هو إقصائي تجاه الآخرين , وهناك تمييز ولا مساواة , وهو يريد أن يستغل اللحظة الراهنة للتوسع , من ضعف للدولة وبالتالي يعادي الإصلاح كونه القوة التي يمكن أن تحافظ على وحدة الدولة .
- كلمة أخيرة؟
أقول: أنه على اليمنيين أن يحبوا هذا الوطن ويتأملوا في هذا الوطن الممتد من صعدة إلى المهرة , وان تتسع فكرة ورحابة صدورهم بمساحة هذا الوطن , وأن ينظروا إلى موقعه وأهمية هذا الموقع بالنسبة للعالم اجمع , هذا الوطن فيه كل عناصر القوة ويستطيع أن يقف على قدميه ويكون قوة في المستقبل وبشهادة كثير من الخبراء الأجانب و سوف يعود خير هذه البلاد على الجميع .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.