قدم المخرج عادل الشراعي نفسه في ميدان العمل في صناعة الأفلام الوثائقية من خلال البدء في المشاركة في دورة تدريبية (الكاميرا صوت الشباب) والتي أفضت في الختام إلى إنتاج الفيلم الوثائقي (عندما تتراكم البذور) بالتعاون مجموعته في الدورة التدريبية. والجميل في الأمر أن الموضوع لدى المبدع الشراعي لم يكن لينتهي كما هو الأمر لدى كثير من المبدعين والمخرجين العاملين في الميدان فما إن انتهى مشروعه بتقديم رسالته الاجتماعية التي تضمنها الفيلم والتي تحمل بعدين (البعد الأول هو رسالة اجتماعية) والبعد الثاني عرض مشكلة إنسانية تتعلق بأحد شخوص الفيلم التي لم تنتهِ قضيتها عند نهاية عرض الفيلم لأن الأمر لدى المخرج عادل الشراعي كان أكثر من ذلك فتعداه إلى أن حمل على عاتقه فتح آفاق خيرية إنسانية اجتماعية أفضت إلى سعادة غمرت كل من تعرف وشاهد فيلم (عندما تتراكم البذور) وذلك من خلال النتائج التي حققها الفيلم وسعى عادل إلى خلقها. الفيلم سيعرض في العرض الأول صباح اليوم السبت على قاعة الربادي بكلية التربية جامعة إب برعاية رسمية من عدد من الشركات والمؤسسات، كما ستنظم جلسة نقدية بمكتب الثقافة وذلك للاستفادة من الملاحظات التي سيرفد بها المشاركون في الجلسة هدف استعادة عملية المونتاج من جديد وترجمته إلى اللغة الانجليزية للمشاركة به على المستوى الإقليمي والعربي والدولي. بداية تشكل فكرة الفيلم والعمليات الإجرائية يحدثنا عنها المخرج المبدع عادل الشراعي بقوله: انتهت الدورة التدريبية (الكاميرا صوت الشباب) إلى تقسيم جميع المشاركين في الدورة الذين بلغ عددهم 36 شاباً وشابة إلى ست مجموعات وكل مجموعة خرجت لتصوير فيلم وثائقي حول القضايا التي تمحورت حولها الدورة التدريبية. ويضيف: (gather 4ever) اسم اخترناه كاسم لمجموعتنا وبدأنا ومن دون تفكير باختيار أهم قضية من قضايا الصحة الإنجابية حسب اعتقادي وهي قضية تنظيم الأسرة لما تخلفه من معاناة للكثير من الناس ولانتشارها بشكل واسع في أوساط المجتمع بسبب قلة الوعي والتوعية في هذا الجانب. وحول أهم الصعوبات التي واجهها فريق عمل الفيلم يقول المخرج الشراعي: بحثنا كثيراً عن أسرة تعاني من قضية عدم المباعدة بين الولادات وواجهتنا الكثير من الصعوبات في إيجاد أسرة لا تمانع في تصوير معاناتهم التي تتسبب بها عدم المباعدة في الولادات، لاسيما ونحن في مجتمع محافظ ومسألة التصوير مع جميع أفراد العائلة قد لا تكون مقبولة غالباً، ومع ذلك لم نستسلم واتجهنا نحو ذوي القربى ممن يعيشون هذه المعاناة ومنحونا ثقة كبيرة في تصوير قضية الفيلم من خلال معاناتهم الحقيقية التي اقتنعوا بتوصيلها للمجتمع من دون أي مقابل من خلال الفيلم الوثائقي (عندما تتراكم البذور). انطلقنا إلى قرية شعفات بعزلة الشراعي من مديرية جبلة للتصوير مع عائلة قاسم محمد علي وواجهتنا صعوبات كبيرة أثناء التصوير كون المنطقة جبلية والطريق إليها وعرة. واستمر تصوير الفيلم في قرية شعفات حوالي سبعة أيام واستمر المونتاج في وحدة التصوير والمونتاج بمدارس الرسالة الأهلية حوالي ستين يوماً، واختيرت أهم المشاهد التي قد تكون كافية لإيصال رسالة الفيلم لتصبح المدة الافتراضية للفلم حوالي 17 دقيقة. وأصبح الفيلم الوثائقي (عندما تتراكم البذور) جاهزاً للعرض وتم عرضة في العديد من الأماكن للتقييم وفي نهاية مشروع الكاميرا صوت الشباب أصبحت كل المجموعات جاهزة لتقديم أفلامها وبدء العرض النهائي لجميع الأفلام بحضور رسمي ولجنة تحكيم مختصة وبعد مشاهدة جميع الأفلام الوثائقية التي أنتجها الشباب كمشروع تخرج من الدورة التدريبية حصل الفلم الوثائقي (عندما تتراكم البذور) على المركز الأول. وهو موعد اليوم العرض الأول للفيلم في المهرجان بعد ثلاثة أشهر من صياغة وتسويق مشروع العرض تخللها الكثير من الإنجازات، ولا يسعني هنا إلا أن أشكر في الختام المرحوم قاسم محمد علي وجميع أفراد عائلته على إتاحتهم لنا الفرصة لتقديم رسالتنا الاجتماعية والإنسانية من خلال تصوير الفلم معهم، كما أشكر طاقم العمل (gather 4ever). ولعل المعاناة التي تكابدها أكثر الأسر والعائلات اليمنية نتيجة قلة الوعي تجاه مشكلة عدم المباعدة بين الولادات وكثير من المشاكل الأخرى، توفر أرضاً خصبة للإبداع، باعتبار أن الواقع اليمني مليء بالقضايا التي يمكن البناء عليها وتناولها وتوفير معالجات حقيقية لها بالاستعانة بإبداعات شبابية وطاقات لا تنقصها الأفكار.