لم يكن سهلا أن تتقبل رؤية الجثث والأشلاء على الشاشة في ذاك اليوم وان تخطو على مضض بعيداً عن الشاشة فيلحق بك الضعف والموت فيغرس في حلقك غُصة، كما لم يكن طبيعيا أن ترى مهاترات مستفزة في وسط الدم والمشاهد التي تنزع من الروح عنوانها فذاك يتهم النظام وذاك القاعدة ووحدهم الجنود من تصعد أرواحهم إلى السماء ! لم نعتد يوما أن نعامل الجريمة كما يجب ، نستنكر ونتألم بصمت وقبل هاتين لا تخلو مواقفنا من المهاترات والمناكفات وصب ألفاظ السموم وكأن ألفاظنا ستكشف هوية الجناة ! الجناة يعيثون في الأرض والبقية منشغلون بالهجاء والسب وبين وجع مستبد وأمهات مكلومات بأرواح أبنائهن يقف الموت فيخطئ مرة أخرى وينال من جنود أبرياء لطالما تحملوا العسير وفي يوم استعدادهم للعرض وقبل أن يطبعوا في جبين عائلاتهم علامة الفخر طالت يد الموت ووصلتهم .. أما زال أطفالهم ينتظرونهم على الشاشة أم أن الانتظار مَلَّهم ! موجع جداً أن يتحوّل العيد إلى موكب جنائز تنتظر من يواريها والأكثر وجعا أن ننسى 105 شهداء بظرف ثلاثة أيام وتسلب صرخاتنا قوى ظلامية لا تزيد الموت إلا جوعاً ، أيعقل أن تمر هذه الجريمة دون محاسبة مقترفيها وبدلاً من أن نواري ثرى شهداء هم الآن نائمون نواري ثرى جريمة بشعة لم تتبين تفاصيلها بعد .. حزينون جدا حتى نرى الحقيقة ، نراها فلا نعد نرى جُرماً يحصد الأرواح بعدها .. حتى الآن الجناة مجهولون والعيد الذي كان برائحة الموت مضى بوخزه وحزنه فماذا الذي ستقدمه الحكومة لإسكات دمع أمهات 105 جنود شهداء مازلنا ننتظر ..مازلنا نترقب! أما عن الكلمات فلم تعد تُجدي والكُل مات ..