كلنا نتشابه في عرينا الباطني والظاهري معاً في خلوتنا الراكدة وحقيقتنا الحادة كسكين كلنا نحنُّ إلى وميض رمشٍ يحرك سكوننا الإلكتروني غير أننا بالكاد لا نجد غير نكزات حظ عاثر يحطم زجاج وجعنا الخصوصي ثم يرتب شظايانا في قعر وحشة لا تتسع لنا .. كنا أطفالاً ويتامى وعشاقاً بائسين لكننا سواسية في دموع الفيس لنا عبرات محنطة وعواصف من صور وكلمات مجهضة وغصص تنبت في حوائطٍ لا نتذكرها ومواويل مستلقية على حجر ممر . كمن يرتدي ملامح شحاذ ويتعرى تحت ضوء زقاق كمن ينتظر إيماءة تعليق ليستجوب بحنانٍ ما ارتعاشات نبضه البريء . كمن يبتسم لضجيجنا العاثر دون أن يشعر بنشيجنا الصامت أو يلمح أحباءنا يتخثرون داخل أحشاء العالم كأنهم استغاثات طعنات تثرثر . كمن يقف وحيداً على درفة قلب ويطلق دموعه من فتحة الباب ثم ينصت لنعاس المساكين. كمن يرفع شهقاته عالياً ويلوح لأشخاص يتفتحون على الشاشة ثم يختفون فجأة بينما تظل رعشاتهم ملتصقة بحب على جدران خاطره. كمن ينذر روحه لتغريدةٍ مقطوعة تسافر به إلى حيث لا يعود أبداً