ما الذي اشتريته من مقاضي رمضان؟! هل اشتريت مصاريف لرمضان؟ يسألك زميل في العمل.. تركب الحافلة فتسمع مصاريف رمضان نقطة تتقاطع عندها كل الحوارات والأحاديث الجانبية حتى تلك التي تكون عبر الهاتف ترى رجلاً من قريتك أو من إحدى قرى الريف تصافحه وتسأل عن سبب زيارته للمدينة: فيجيبك بقوله: لا شيء فقط جئت لأشتري مصاريف رمضان؟ مصاريف رمضان شغل الناس الشاغل بمختلف شرائحهم تتداول الألسنة هذه العبارة بصورة تجعلني أخال أن رمضان هذا طالب سيلتحق بإحدى الجامعات الأهلية باهظة الكلفة والرسوم.. وللنساء أحاديث أكثر وأغزر وأعمق عن هذه المصاريف يدرك ذلك المتزوجون من خلال أسئلة الاستجواب الكثيرة المسبوقة بأسئلة تمهيدية الموطأ لها بوقوف طويل عريض على مستجدات الحارة القرية الجيران وذلك أضعف الهذيان.. لا أدري كيف تنحصر الحياة بكل تشعباتها في هذه المصاريف طبعاً قبيل رمضان بأيام يتجسد ذلك الانحصار في السؤال الخاص العام الحاضر الغائب، المفرد والمثنى والجمع، وهو: كم تبقى من الأيام على قدوم رمضان؟ وبالإجابة على هذا السؤال يتحدد المد والجزر في الذهنية العامة.. وفقاً لهذه التوصيفات فإن رمضان لايزيد عن كونه حزمة من المصاريف يعني القيام بها وتوفيرها إنجازاً لأهم الفروض التي تحقق الإيمان والاحتساب في صوم الصائم!!! استطاع مجتمعنا الغالي أن يشخصن رمضان في وجبات ومأكولات بعينها فصار كأنه هي أو كأنها هو.. هنا طبعاً لا مجال لمنطقة المصطلحات المركبة فهذه المصاريف هي تلك الحاجيات والمقاضي، التي تقتني من قبل الكثير من الناس قبل رمضان بيومين أو ثلاثة أو أسبوع.. اللهم أصرف قلوبنا عن المصاريف وأجعلها منصرفة إلى رمضان. سواك: لا تسافر إليها فقد لاترى ما تريد كن شغوفاً بنفسك وألزم عناق المعاني