قبل أسابيع وعلى غير العادة عاد إلينا التيار الكهربائي ولمدة ثلاث ساعات متواصلة دون انقطاع لولا قيام سكان الحارة بالخروج من منازلهم وقاموا بإطفاء التيار بأنفسهم وعندما سألتهم عن سبب ذلك قال أحدهم نحن مبرمجين على ساعتين فقط وقال آخر يبدو أن الكهرباء قد تناست إطفاء التيار فقمنا بذلك. أفضل قرار ستتخذه الحكومة هي إعفاء الناس من تسديد فواتير الكهرباء خلال الأشهر السابقة وعلى الحكومة أن تقوم بتسديد قيمة الشموع التي استهلكها المواطن خلال الأزمة وفي كل يوم ينقطع فيها التيار الكهربائي. يقول أحدهم إذا أردت أن تزيد من عذاب الشعب اليمني فماذا تفعل؟ يقول آخر قم بمنع استيراد الشموع والفوانيس الصينية. إذا رفضت السعودية والإمارات تزويد اليمن بالطاقة الكهربائية والمشتقات النفطية فبالتأكيد أنها لن ترفض تزويدنا بالشموع وقليل دائم خير من كثير منقطع ياجماعة. الفرق بين النظام المصري والتونسي واليمني هي أن اليمني أكثر ذكاءً ودهاءً ففي حين اكتفى المصري والتونسي بقطع الانترنت وحجب الفيس بوك أيام الثورة أما النظام اليمني فقد أعاد شعبه إلى العصر الحجري فالكهرباء تكفلت بقطع اليمني عن الحياة بأكملها. يقولون إنه كان من الأفضل على حكومة الوفاق أن تعمل على إنشاء محطة كهربائية جديدة في العاصمة بدلاً من أن تقوم بإصلاح الأبراج الكهربائية التي يتم الإعتداء عليها كل يومين أو ثلاثة أيام وبالعودة إلى حجم الخسائر المعلن عنها فإن إنشاء محطة جديدة كان سيحل الأزمة ياجماعة بدلاً من لعبة توم وجيري بين مهندسي الكهرباء والمخربين وخبطتين بالرأس توجع كما يقول المثل فما بلك بعشرات الخبطات جاهزة للتخريب. في الخارج لايتم شراء الشموع إلا في أوقات خاصة ومن أماكن خاصة تتعلق بالاحتفالات أما في اليمن فهي فرض واجب على كل مواطن ومواطنة فلا يخلو أي محل تجاري من الشموع وكأنها السلعة الأكثر رواجاً في اليمن. أحدهم علق ساخراً بالقول إن أحد المصانع الخاصة بالشموع في الصين الشعبية مكتوب عليه “ خاص باليمن”. الخبر الأكثر تدوالاً في المواقع والصحف هو عودة التيار الكهربائي دخول محطة مأرب للخدمة.. خروج محطة مأرب من الخدمة.. وما بين الدخول والخروج خبطة حديدية وإطلاق نار عشوائي وتفجير برج كهربائي. أفضل هدية تقدمها لصديقك هي شمعة وبالتأكيد شمعة أمل وبانتظار قرارات صالح سميع والحكومة في طي عهد الشموع. أحدهم طالب بأن يتضمن الدستور اليمني الجديد فقرة تتعلق بالكهرباء وتحرم الاعتداء عليها. للمواطن اليمني حكايات مؤلمة مع التيار الكهربائي والأكثر إيلاما هو الوعود الحكومية فقبل سنوات أتخذ الرئيس السابق الكهرباء وسيلة للكذب وتزوير عقول الناس والتحايل عليها من خلال النووي وبعد أن اكتشف حجم كذبته حاول التقليل منها بعد عامين بالتعهد للشعب بتوليد الطاقة الكهربائية بالرياح وكانت وعوده تذروها الرياح وفي مهب الريح وهاهي حكومة الوفاق تحاول السير على نفس الخطى فقد شمل برنامجها وعوداً بتوليد الطاقة الكهربائية بالفحم الحجري وخلونا على المواطير وكفى الله المواطن شر الوعود الحكومية. فطورك يا صائم: حبتين من التمر وكوب من الماء وشمعة تنير لك ليلتك.