للمساجد أسرارها ... ولها أيضاً سمات وميزات ليست لغيرها من الدور والمساكن لعل أيسر تلك الأسرار أن جوها مكيف إلاهياً فهي دافئة في الشتاء باردة في الصيف . المثير في الموضوع أن الشيوخ والمسنين وحدهم من يدرك روعة وروحانية الأجواء المساجدية يتجلى ذلك في المسجد قبل الظهيرة بساعة في الأيام غير الرمضانية أو بعد الظهيرة في الأيام الرمضانية . فما أن تدخل المسجد حتى تجد نفسك أمام لوحة فنية جمالية روحية فالبعض راكعاً والآخر ساجداً وثالث واقفاً ورابع جالساً يقراء التشهد والبعض يقراء القرآن وهناك من يتكلم مع شخص بجانبه والأجمل تلك المناظر لمسنين في حالات استرخاء حرة وسريالية غارقون في غفوات استراحية يتوسدون الأذرع أو الشيلان . هذا الاسترخاء ليس استرخاء كسالي أو عاجزين بل هو طقس من الاسترخاء التعبدي أو هكذا يقرأ فهؤلاء يدركون جيداً قداسة المساجد وأنها دور للعبادة وليس للاسترخاء والغفوات العابرة لكنهم ربما يجدون أن هذا لحظات الاسترخاء تلك لحظات هانئة لأنها تجرد أرواحهم من دنيا أورثتهم التعب إذ أنهم بمجرد أن يدخلوا المساجد يكونون قد أغلقوا على الدنيا أبواب دخلوها إلى أنفسهم ... أظنهم في تلك الحالات من الاسترخاء يكونون في لحظات تفكير خالصة لله مع أنفسهم وأظنهم أيضاً لا يفارقوا المناجاة الصامتة مع الله والدعاء والاستغفار أنت أيها الصائم هل رأيت هذا المشهد ؟ إن رأيت فبماذا شعرت ؟ وإن لم تره فأتمنى أن تصف ذلك الشعور . سواك ليس إلا لهم ذلك الانشراح ليس إلا لهم ذلك الارتياح. ليس إلا لهم فالسلام عليهم. إذا ما أطلوا بأرواحهم. مثل وجه الصباح.