يُحكى أن جميع البشر كانوا يتحدثون لغة واحدة، وينطقون بلسان واحد، وقد أرادوا حينها أن يبلغوا السماء، فبدأوا بناء برج سيعرف فيما بعد باسم “برج بابل”، وكي لا يفعلوا ذلك بلبل الرب عليهم، وجعل لكل جماعة منهم لغة، فانقطعت بينهم سبل التواصل، ولم يستطيعوا إكمال بناء برجهم، ولأن الرب بلبل عليهم، فقد سمي برجهم بابل الذي ٍلم تقم له قائمة منذ ذلك اليوم. احتفظ سفر التكوين في العهد القديم بهذه الأسطورة أكثر من ألفي عام، وفي العام 2006 تطورت إلى أسطورة أخرى ربما لاقت رواجاً أكثر، وشهرة أوسع من الأسطورة القديمة، فالأولى وجدت شرعية بقائها كل هذا الزمن من كونها ابنة كتاب مقدس، لكن الأخيرة صنعت معنى شهرتها من ذكاء إليخاندور جوانزاليس إيناريتو، وحرفية جيليرمو أرييجا وإبداع براد بيت وكيت بلانشيت وآخرون من المكسيكواليابان والمغرب، وقبل ذلك من مجد هوليوود. يريد فيلم “بابل” أن يذهب باتجاه مناقض لما آل إليه البشر من حالات قطيعة وعداوات، فهو يربط مصائرهم ببعضها، فما يحدث في مكان ما، وإن كان عادياً، سيؤثر حتماً على آخرين بعيدين في أقصى الأرض، ويدفع بالتالي باتجاه التأكيد على وحدة المصير وكسر القطيعة. كانت التوقعات جميعها تصب في صالح “بابل” للحصول على جائزة أفضل فيلم، وأفضل إخراج، خصوصاً وقد سبق له أن فاز بجائزة مهرجان “كان” في دورة العام 2006، ومن ثم جائزة الجولدن جلوب، بيد أن لأوسكار دهشة أخرى ذهبت باتجاه آخر بعيداً عن “بابل” وما حمله من قضايا ثقافية وسياسية وفلسفية ونفسية، ووجدت طريقها إلى فيلم آخر عن العصابات والجريمة والمافيا والمخدرات وخيانة رجال الشرطة. لم يفز “الحالة الغريبة لبنجامين بوتون” بالأوسكار في مارس 2009، وقد كان قريباً منها، ربما كما حدث مع “بابل” في مارس 2007، والجامع المشترك بينهما الفكرة الجديدة، والإخراج عالي الحرفية، والتصوير مبهر الأداء، وأيضاً وجود براد بيت وكيت بلانشيت كبطلين. تدور أحداث بابل الذي أخرجه جونزاليس وكتب السيناريو له جيليرمو أرييجا ابتداءً من المغرب ثمَّ المكسيكواليابانوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وتحمل حواراته أربع لغات هي لغات هذه البلدان، وهو في هذا بالتحديد يعطي لحدث واحد أبعاداً مختلفة تحدث في البلدان المذكورة، وتمضي التفاصيل في أصداء الحادث الأول بثقافات تلك البلاد المختلفة، وأيضاً تدور الأحاديث باللغات الأربعة، ما يعطي دلالة على أن اللغات ليست قضية الخلاف بين البشر، ولا هي أيضاً ثقافاتهم، ولا جغرافية وجودهم، وبرغم ذلك ينتهي دون أن يعلم أحدٌ من كلُّ الحاضرين في تلك الحكايات بما حدث بسبب فعل قديم أو حديث له بالآخرين. تبدأ الأحداث برصاصة يطلقها صبي من عائلة مغربية فقيرة أثناء رعي الأغنام على حافلة تقلُّ سياحاً أميركيين فتصيب السائحة سوزان التي أدت دورها كيت بلانشيت، وبعدها تبدأ القصص بالتشظي عن هذا الحادث، ففي أميركا يوجد طفلان للسائحة وزوجها ريتشارد الذي قام بدوره براد بيت تحت رعاية إميلي المربية المكسيكية تذهب إلى المكسيك لحضور زفاف ابنها برغم رفض ريتشارد للأمر مصطحبة الطفلين معها، وتبدأ الشرطة المغربية في البحث عن مرتكب الحادث، ولأجل ذلك تقوم بحملة تفتيش واعتقالات تنكل خلالها بكل من يقع في قبضتها، وتكتشف صاحب البندقية حسان الذي يعترف تحت وطأة الضرب والإهانات بحصوله عليها من سائح ياباني قبل أن يبيعها، فتلاحق المشتري وطفليه، وتنتقل الأحداث إلى اليابان حيث الشرطة اليابانية تبحث عن رجل الأعمال صاحب البندقية للتحقق من الأمر. يكشف “بابل” عن مكونات القلق والعنف والخوف من الآخر عبر تفاصيل صغيرة ودقيقة، فبعد أن تصاب سوزان بالرصاصة ينقلها سائق الحافلة إلى أقرب قرية للبحث عن طريقة لإسعافها وإنقاذها، ويكتشف الجميع أن القرية لا يتوفر فيها طبيب أو مرفق صحي، ويأتي طبيب يُشاع أنه بيطري لإيقاف النزيف، ويفعل ذلك دون تخدير أو أدوات جراحية نظيفة، ويتصارع ريشارد مع بقية السياح حول البقاء في القرية، فأهل القرية غير مأموني الجانب، والسياح صاروا يخافون من البقاء بينهم لذلك الاعتبار برغم أنهم مجموعة من الفقراء يسكنون منازل بدائية، ويتطلعون إلى الوافدين بدهشة وقلق. يقارن إليخاندور جوانزاليس في “بابل” بين حالات البشر في الشرق والغرب، ففي المغرب ثمة قرى منسية لا يعرف أهلها أفقاً أبعد من الجبال المحيطة بهم، ولا يملكون أي خدمات تحمي حياتهم من الأمراض والأخطار، ويقارب هنا بين طفلين أميركيين وآخرين مغربيين، وتقوم الكاميرا في أحد المشاهد بقطع صورة الطفلين المغربيين وهما يهربان مذعورين بعد إطلاق الرصاصة في جبال جرداء إلى صورة الطفلين الأميركيين وهما يمرحان مع مربيتهما داخل منزلهما الأنيق، كأن ما فعله الأولان إنما يأتي انتقاماً لبؤسهما، فالطلقة التي أطلقها أصغرهما يوسف في لحظة عابثة وغيرت حياته وعائلته إلى الأبد، ذهبت لتصيب والدة الطفلين الأميركيين المرفهين، أو كأنها فعل لا إرادي للانتقام غير العادل أو المبرر، ونتيجته تأتي بوقع سيئ للغاية على الجميع، لكن الضعفاء دائماً يدفعون ثمناً أغلى. لكن ما فعله يوسف وأحمد تسبب بشكل أو بآخر في وصول الطفلين الأميركيين إلى الصحراء والتشرد والنوم فيها، بعد اضطرار مربيتهما إلى الهرب عند محاولتها اجتياز الحدود للعودة إلى المنزل بعد حضور زفاف ابنها، وهي دلالة أخرى على ضرورة تفهم الآخر والإحساس بما يقاسيه من ألم وحرمان، وكان اختيار الأطفال لأجل هذه الرسالة قياساً آخر يشير إلى أن الطفولة واحدة وبراءتها لا تتغير في أي مكان. أما سوزان نفسها، وهي التي تعيش مع زوجها أزمة عاطفية، وذهبت معه إلى المغرب لاختبار قدرتهما على مواصلة الحياة معاً، فإن ما يحدث لها يعطي إشارة أخرى عن أزمة القطيعة مع الآخر، وعدم جدوى التعالي عليه، فهي تظهر في البداية متأففة من هؤلاء القوم الذين لا تثق بهم، ولا يبدو أنها تحترمهم، ويظهر ذلك من خلال استخدامها لمواد تعقيم يديها قبل الأكل بدلا عن استخدام الماء، ومنع زوجها من استخدام الثلج الذي قُدم لهما لأنها لا تعرف من أي ماء أعدّوه، وعندما تصاب بالطلقة الطائشة يكون منزل أحد هؤلاء القوم ملجأ لها، وتكون مجبرة على تجربة حياتهم البائسة، فتتمدد على فراش قديم على الأرض، ويتم سقيها من مائهم، ومعالجتها بالأدوات التي يعالجون بها، وبالطرق البدائية نفسها، وتأتي عجوز منهم لتعتني بها، وتمنحها أقصى ما تملك من رعاية وحنان، وفي المقابل أيضاً يحصل طفلاها على جرعة ثقافية في المكسيك، حيث يلعبان خلال حفل زفاف ابن مربيتهما مع الأطفال المكسيكيين ألعاباً لم تكن لتخطر لهما على بال، ويشاهدان بعينيهما ذبح الطيور بطريقة عنيفة وبشعة. لكن ما حدث لريتشارد وسوزان في المغرب أعاد علاقتهما إلى مجراها السابق، وهو تأكيد من المخرج على انتصاب الموت والحب معاً في حالة واحدة، يأتي الأول ليعيد الثاني من اغترابه إلى قلب الحكاية بتدفقات أسرع، وهو ما لم يحدث قبل ذلك، ويقابل ذلك حالة العزلة والاغتراب التي تعيشها شيكو الصماء والبكماء ابنة رجل الأعمال الياباني صاحب البندقية، وهي حالة المواطن المرفه في العالم الحديث، فشيكو تبحث عن لحظة حب بمختلف السُبل ولا تجدها، ولذلك تتوتر علاقتها بمن حولها، وترتفع حدة طباعها، فيما والده يعيش حالة حزن غير مفهومة أو مبررة خلال سياق الفيلم، لكن النهاية تكشف عن جزء منها، فزوجته انتحرت وتركته وحيداً مع ابنة خرساء يحاول أن يجعلها سعيدة دون أن يتمكن من اكتشاف السبيل لذلك. وثمة مقارنة أخرى يحدثها الفيلم عن كيفية تعامل أجهزة الأمن، ففي اليابان تبحث الشرطة عن صاحب البندقية الحقيقي وهو رجل أعمال معروف وتذهب إلى منزله بكل لياقة، وضمن الحدود التي تحترمه كإنسان، وكل ذلك من أجل التأكد من ملكيته للبندقية، وفي المغرب يقوم رجال الأمن بالاعتداء على حسان وزوجته العجوزين بمجرد الوصول إليهما، ويسحقون كرامتهما كأنها بلا معنى، وبعد ذلك يبدأون إطلاق النار على يوسف وأحمد ووالدهما بمجرد رؤيتهم، ويقتَل أحمد ببساطة متناهية، وهناك أيضاً الرعاية الأميركية الفائقة لمواطنيها حيثما كانوا مقابل حرمان المغاربة مثلاً من أي خدمات. ويبدو أن إظهار أحد الطفلين (يوسف) بذكاء كبير بمقابل تواضع تفكير وتصرفات أحمد كان له دلالات أخرى خارجة عن الموضوع الرئيس للفيلم، حيث يوسف يجيد إطلاق النار والتصويب، ويستطيع الخروج من المآزق بسرعة، وتظهر له طموحات جنسية مبكرة، وجميعها قادته وأسرته إلى مصير بالغ السوء، على عكس أحمد الذي يتصرف بتلقائية وتهور أوصلته إلى الموت برصاص رجال الأمن. وبرغم أن الفيلم قدم قراءة واعية لمشاكل العالم المسكون بالخوف من الإرهاب، والمتواطئ ضد الضعفاء والمهمشين، المتصالح في الآن نفسه مع أجهزة الأمن التي تنتهك كرامة الضعفاء، فإنه وقع في فخِّ عدم الموضوعية وضعف الرؤية عند تعامله مع العلاقات الأسرية داخل الأسرة العربية والمسلمة وتجسدها هنا أسرة الطفلين اللذين أطلقا الرصاصة، حيث تشير التصرفات والهواجس والأحلام إلى وجود علاقة جنسية طرفاها يوسف الذي أدى دوره أبو بكر آية وشقيقته وردة يرفضها الشقيق الأكبر أحمد الذي قام بدوره سعيد طرشيني، ويكشف عنها لوالده عند بدء مطاردة الشرطة لهم جميعاً، وهي علاقة لا تجد لها مبرراً درامياً في الفيلم، بل ربما افترضها جونزاليس نتيجة حياة العزلة التي تعيشها الأسرة بكاملها في قفر يخلو من بشر سواهم. يتوتر الجميع بمجرَّد سماع خبر الطلقة التي أصابت سائحة أميركية، ويبدأ تأويلها وفقاً للتوجهات السائدة، فأميركا تعتبره فعلاً إرهابياً، والمغرب تصرّ على أن الإرهابيين انقرضوا من أرضها، ولا يظهر أي مسؤول يدلي بيقين بلاده حول الحادث، فليس ثمة متسع لذلك في الفيلم، لكن جونزاليس يقدم ذلك من خلال نشرات أخبار نسمعها بطريقة عابرة. انتهت حكايات الجميع بطرق متفاوتة، شيكو حزينة وعارية في شرفة منزلها بعد فشله آخر محاولاتها للحصول على الحب، ووالدها يربت عليها بحنان وندم، وإميلي المربية المكسيكية في شارع بلدتها الأصلية تشكو لابنها حماقتها التي قادتها إلى النفي بعد انكشاف أمر إقامتها غير الشرعية في الولاياتالمتحدة، وتبدو حزينة أكثر على الطفلين الذي أكّدت للمحققين تعلقها بهما، وتعلقهما بها، خصوصاً وقد عبرا لها في الصحراء عن قناعتهما بطيبتها برغم مطاردة الشرطة لها، وجاءت مروحية طبية من العاصمة المغربية لإسعاف سوزان في مشهد بهر عيون القرويين البسطاء وأربكهم، وسقط أحمد برصاص رجال الشرطة فيما استسلم شقيقه لهم، فقد كان لحادث إطلاق نار عادي كل هذه التبعات التي أكّدت على أن اللغة ليست وحدها سبب القطيعة، بل إن ذلك يأتي بفعل التوجس والتربص والقلق والاستعداد الدائم لوضع الحواجز ونفي الآخر. وحدها موسيقى الفيلم حصلت على جائزة الأوسكار، وهو أمر يشبه أمر فوز “أفاتار” مؤخراً بجوائز التقنيات والتصوير كونه لم يترك مجالاً لمنافسته من أي فيلم آخر. وموسيقى “بابل” ذهبت مع سياق الفيلم لتقديم ثقافة كل شعب على حقيقتها وطبيعتها، ونقلت المتابع ذهنيا بالاشتراك مع التصوير فائق الجودة والحرفية إلى معاني الأشياء والأفعال كما ينبغي. أعدَّ موسيقى “بابل” جوستافو سانتاولايا، فأحضر موسيقى اليابان عندما كانت الكاميرا هناك صاخبة وسريعة، ونفس الأمر في المكسيك التي جاءت موسيقاها إيقاعية ومرحة،أما في المغرب فكانت رتيبة وحزينة. وقام التصوير واختيار الألوان بمهام مترافقةً ضمنياً مع ما يحدث، حيث الألوان داكنة أو عدمية في المغرب، ومشرقة في اليابان وحيادية في الولاياتالمتحدةوالمكسيك. بالغت الكاميرا في تسجيل نقل سوزان بالمروحية، إذ سبب وصولها ارتباكاً ودهشة كبيرين لدى القرويين، وتعلقت أنظارهم بها حتى اختفت في الأفق، وعبث هواء مروحتها بملابسهم وكاد يدفنهم بالغبار، وهي إشارة إلى ما يفعله قدوم الجديد والغريب على البشر، تماماً كما حدث مع الأسرة المغربية التي تشتت شملها بفعل امتلاك بندقية، ورافقت الكاميرا انتقال المروحية مسافة طويلة لاستعراض المسافة البعيدة والمقفرة بين البشر لاختلاف مواقعهم الجغرافية والاقتصادية والسياسية. خرج كل هذا الدفق السينمائي المبهر من أوسكار ذلك العام خالي الوفاض إلا من جائزة الموسيقى، وذهبت جائزة أفضل فيلم وأفضل إخراج لصالح فيلم “المرحلون” لمارتن سكورسيزي الذي نال الأوسكار بعد عناء طويل من أجلها، ومسيرة فنية استحقت التميز كثيراً. وبرغم أن الفيلم الطويل “المرحلون” هو فيلم إثارة وتشويق بالدرجة الأولى؛ إلا أنه لم يكن تجارياً أو قام بالضحك على عقول المشاهدين بحركة خيالية، وأحداث غرائبية. والفيلم يقوم بالاقتراب من عالم الجريمة والشرطة وخيانات أفرادها وعملهم لصالح المجرمين، وهو مقتبس من فيلم هونج كونج، ويبدو أن اقتباسه من قبل سكورسيزي كان محاولة ناجحة منه للعودة إلى زمنه القديم بأفلام العصابات والإجرام. وفي هذا الفيلم يقدم سكورسيزي نفسه على حقيقتها، ويتمكن من كل شيء، بما في ذلك اختيار الممثلين للأدوار التي يؤدونها، فمات دايمون يظهر شرطياً خائناً بمهنية تام الازدواج، وليوناردو دي كابريو شرطياً يحاول الخلاص من ماضي أسرته الإجرامي بعناد كامل ومصداقية بالغة التأثير، أما جاك نيكلسون فيبدو في دور فرانك كاستيلو مجرماً مجنوناً حقيقياً قادماً من زمن بعيد، وأكثر ما يبدع فيه هو الجنون أكثر من الإجرام. و”المرحلون” أكثر من كونه فيلماً للتشويق، فهو فيلم عن مأزق الانتماء، وأزمة الولاء التي تعصف بمات دايمون في دور كولين سوليفان، بمقابل أزمة أخرى شبيهة ولكن معكوسة لدى دي كابريو في دور بيلي كوستيجان، فالأول يكسب ثقة قادته بسرعة منذ البداية، لكنه يصبح عرضة للخطر مع كل خطوة يقوم بها، ويقترب من انكشاف أمره مع كل عملية يقوم بها كاستيلو، فيما الثاني يجد نفسه في موضع الخطر المستمر نتيجة اختراقه لعصابة كاستيلو، وتنشأ ازدواجية البحث عن الخائن كل لصالح الجهة التي يقدم لها الولاء دون أن يعرفا بعضهما، وتقابلها ازدواجية الخوف لدى كل منهما أيضاً من انكشاف أمره لدى الجهة التي يخونها. ودلالة كلمة المرحلون توحي بالمبعدين سواء بالإقصاء أو القتل، وهو ما يحدث خلال الفيلم الذي يمتلئ بمشاهد عنف ودماء تتكاثر وتتصاعد حدتها تدريجيا حتى تنتهي بموت الجميع، ويضطر سوليفان لقتل الضباط الذين يعمل تحت إمرتهم أو يقودهم، ويتخلص من كاستيلو للخلاص من أزمة انتمائه، قبل أن يحاول التخلص من كوستيجان لضمان عدم انكشاف أمره، وتأتي نهايته أيضاً على يد أحد قادته.