الكثير من المسلسلات التلفزيونية في شهر رمضان المبارك، سلسلة حلقات متتابعة أو مقسمة، كوميدية أو تراجيدية أو اجتماعية أو تاريخية وغيرها العديد، تعرض في شهر رمضان على الشاشات التلفزيونية. وهذه المسلسلات فيها الكثير من الأخطاء والعيوب ومن أخطر هذه الأخطاء والعيوب معالجة المشكلات وحل القضايا بطريقة الغاية تبرر الوسيلة، قد تكون الغاية صحيحة وسامية وجميلة ولكن الوسيلة أو الطريقة للوصول إليها أو تحقيقها هو الخطأ بل وقد تكون جريمة . ومثال ذلك : نشاهد رجل يضطر إلى السرقة من أجل لقمة العيش ، أو آخر غايته الحصول على مال فتكون وسيلته بيع المخدرات ، أو امرأة تزني لأنها فقيرة ، وغيرها من الأمثلة الكثيرة ، وقد يقتنع المشاهد أنه لو لم يفعل هذه الجريمة أو هذا الشيء لما تم الوصول إلى هذه الغاية ، وهذا مما يدفع المشاهد إلى نفس السلوك أو بالأصح الجرائم وتبريرها بمثل التبريرات التي شاهدها في المسلسل . ونفس الشيء عندما تعرض مشاهد جنسية بدعوى أن المسلسل ينبذ هذه الظاهرة ويساهم في الحد منها ، فالمسلسل غايته وهدفه نبذ ظاهرة معينة والحد منها ، ولكن وسيلته لتحقيقها جريمة ، والنتيجة قد تكون عكسية تماما ً ، ويزيد هذا المسلسل من هذه الظاهرة ويساعد على انتشارها ، بالرغم أن هناك وسائل وطرق أخرى لا تخالف الدين ومقنعة وتعطي الحل المناسب يستطيع من خلالها المسلسل إيصال رسالته وغايته وهدفه . وكم هي المسلسلات في شهر رمضان الكريم بأعداد هائلة وتكاليف باهظة، ولكن للأسف القليل القليل جدا ً منها ما هي مفيدة وراقية وتحمل رسالة وقيمة يستفيد منها المشاهد. كم من المسلسلات التي ليس لها أي هدف ولا تحمل رسالة سوى الفكاهة بلا معنى أو قصة حب تافهة أو إثارة الشهوات ومخاطبة غرائز المشاهدين لا عقولهم أو طرح قضايا بعيدة عن الواقع ولا تهم المشاهدين أو كثرة الثرثرة والتطويل والمط بلا فائدة ولا مبرر أو مسلسلات لا تحترم الثقافة والدين والأخلاق وتساهم في تضييع الحياء ، تكاليف باهظة تصرف على مثل هذه الأعمال ، وللأسف ما أكثر عشاق هذا المسلسلات الهابطة والتافهة.