العلمي في خطاب الوحدة يُبدئ انفتاحه على كل الخيارات بما فيها تقرير "المركز السياسي" للدولة    البيض: فك الارتباط يحمي المشروع الديمقراطي الجنوبي    التعادل يسيطر على مباريات افتتاح بطولة أندية الدرجة الثالثة بمحافظة إب    الوزير الزعوري يناقش مع وحدة الإستجابة برئاسة مجلس الوزراء الملف الإنساني    وزير الشؤون الاجتماعية يشيد بعلاقة الشراكة مع اليونيسف في برامج الحماية الإجتماعية    القبض على متهم بابتزاز زوجته بصور وفيديوهات فاضحه في عدن    تسريب معلومات صادمة عن طائرة الرئيس الإيراني وسبب سقوطها والجهة التي تقف وراء مقتله    لاعب ريال مدريد كروس يعلن الاعتزال بعد يورو 2024    الامين العام للجامعة العربية يُدين العدوان الإسرائيلي على جنين    تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من رفع الفائدة الامريكية على الطلب    المبعوث الامريكي يبدأ جولة خليجية لدفع مسار العملية السياسية في اليمن مميز    إحصائية حكومية: 12 حالة وفاة ونحو 1000 إصابة بالكوليرا في تعز خلال أشهر    الوزير البكري يلتقي رئيس أكاديمية عدن للغوص الحر "عمرو القاسمي"    الآنسي يعزي في وفاة الشيخ عبدالمحسن الغزي ويشيد بأدواره العلمية والدعوية والوطنية    رئيس تنفيذي الإصلاح بالبيضاء: قحطان أيقونة نضال واستمرار إخفاءه تأكيد على سقوط المليشيا    إصابة امرأه وطفلين بانفجار لغم زرعته المليشيات غرب تعز    تناقضات الإخواني "عبدالله النفيسي" تثير سخرية المغردين في الكويت    الحوثي للاخوان: "اي حرب ضدهم هي حرب ضد ابناء غزة"!!!!    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن حملة علاجية مجانية لمرضى القلب بمأرب    الخدمة المدنية تعلن غداً الأربعاء إجازة رسمية بمناسبة العيد الوطني 22 مايو    "وثيقة".. كيف برر مجلس النواب تجميد مناقشة تقرير اللجنة الخاصة بالمبيدات..؟    موقف جريء ل ''بن عديو'': تجربة الوحدة اليمنية تعرضت لسوء الإدارة.. وهذا هو الحل الذي سيحفظ لليمني كرامته!!    المنتخب الوطني للشباب يواجه نظيره السعودي وديا منتصف يونيو استعدادا لبطولة غرب آسيا    أكاديمي اقتصادي: فكرة البنك المركزي للحد من تدهور الريال اليمني لن تنجح!    تقرير برلماني يكشف عن المخاطر المحتمل وقوعها بسبب تخزين المبيدات وتقييم مختبري الاثر المتبقي وجودة المبيدات    انهيار مرعب للريال اليمني.. ووصول أسعار صرف الدولار والريال السعودي إلى أعلى مستوى    الحوثيون يعبثون بقصر غمدان التاريخي وسط تحذيريات من استهداف الآثار اليمنية القديمة    المشاط يدافع عن المبيدات الإسرائيلية وينفي علاقتها بالسرطان ويشيد بموردها لليمن    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    بعثة اليمن تصل السعودية استعدادا لمواجهة البحرين    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحتفل بثورة سبتمبر لأننا ننشد الحرية ولا نريد الاستبداد
الدكتور عبدالسلام الكبسي ل «الجمهورية»:
نشر في الجمهورية يوم 27 - 09 - 2012

ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين للثورة اليمنية 26 سبتمبر ويرى الدكتور عبدالسلام الكبسي رئيس بيت الشعر اليمني وأستاذ المناهج بجامعة صنعاء بأنه لم يتحقق شيء من أهداف الثورة اليمنية ، فالشعب ما يزال يعاني من الاستبداد ، لهذا خرج الشباب في ثورة فبراير من العام الماضي للمطالبة بالحرية والعدالة والمساواة.
حول ثورة 26سبتمبر 1962م وغيرها من القضايا الراهنة كان حوارنا مع الدكتور عبدالسلام الكبسي خلال الاسطر القادمة..
دكتور عبدالسلام بداية تعلمون أن اليمن اليوم تحتفل بالعيد الخمسين للثورة اليمنية من وجهة نظركم ما أهمية الاحتفال بهذه المناسبة ؟
بالتأكيد أننا نحتفل ب 26 سبتمبر 1962 من كل عام , لأننا لا نريد الاستبداد , ولكي لا يتكرر الاستبداد , ولأننا نؤمن بحقنا كيمنيين في العدالة والحرية والمساواة , وما إلى ذلك مما تضمنته الأهداف الستة لثورة سبتمبر .
هناك ستة أهداف لثورة سبتمبر هل تحققت من وجهة نظركم؟
لم يتحقق شيء جوهري على صعيد الواقع اليمني من أهداف سبتمبر سوى أن العسكريين, باستثناء مرحلة الحمدي كطفرة , كانوا قد استبدوا بالحكم , وحتى الوحدة , وهي أهم منجز في تاريخ اليمن والعرب المعاصر , كانت قد انتكست منذ بدأ نظام صالح يهيئ الأجواء لملكية مقنعة بالتوريث على غرار نظام حسني بمصر , وقد سقط , ونظام الأسد بسورية ,فشن الحروب هنا , وهناك , كعادة الطغيان , وخون الآخرين , ولبس على الشعب , فلم يعد ثمة فرق بين النظام والوطن , وعليه استباح الأعراض , وأهدر الدماء , وها نحن نعاني , مازلنا نعاني, لقد أصل نظام صالح العنصري المواطنين في الجنوب لأن يتبرؤوا حتى من هويتهم اليمنية ,بما سمي بالجنوب العربي , عندما مارس العنصرية على شرائح من الناس في المجتمع اليمني , وذلك بحسابهم , إقصاء , على ماض رآه رجعياً, ومادامت المساواة كمواطنة لم تتحقق , وهي ضمن مبادئ سبتمبر , فماذا تحقق ؟ لقد حدث ذلك بعد إغلاق الملفات منذ الوحدة في 1990, واستمر بما جعل الشعب كله تحت سقف خيمة واحدة ضد الاستبداد .نطالب ضمن هذا السياق بإعادة الاعتبار لكل مظلوم من الهاشميين , طالته يد العسكر بعد 26 سبتمبر 1962 بالقتل بما عبر عنه هادي عيسى بقوله : قد اسمه جاء. وذلك عن طريق الاعتذار الرسمي ,ضمن سلسلة الاعتذارات للشعب في صعدة والجنوب , أشير هنا , إلى الشهيد المظلوم السيد عبدالله الناشري فقد قتله هادي عيسى تحت شعار قد اسمه جاء .
البعض يرى أن الثورة الشبابية هي تجديد للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر أنتم كيف ترون ذلك؟
ليست ثورة 11 فبراير2011 , تجديداً لسبتمبر , ولا امتداداً لها , بل من واقع تأثير الثورة التونسية التي اشتعلت بدماء الكادحين , والطلبة , والشبان في تونس , وامتدت رياح التغيير بشكل عام على العالم العربي , وكانت هناك الكثير من التراكمات, علاوةً على أن نظام علي صالح كان قد ترهل, وكان قد بدأ في التآكل من الداخل , وانتشرت البطالة , وزاد الفقر , وانعدم الأمن , وانحل القضاء , فكان لابد من ثورة , وكانت متوقعة, وقد ساعد انتفاض أهل صعدة بالتمرد المسلح, ومن بعده حراك الجنوب على تداعي نظام صالح المستبد أمام صيحات الشباب , وبالدماء خاض الشعب اليمني أعظم معترك في تاريخه المعاصر, وكانت الثورة .
ذكرتم أنه لم يتحقق أي شيء من أهداف سبتمبر هل تقصدون أنه لا يوجد منجزات تحققت خلال الخمسين عاما الماضية ؟
كان الشعب في كل يوم , من بعد الوحدة , يفقد قيمةً من قيمه , ويتنازل مع الوقت عن حقوقه بالتدريج لصالح الديكتاتورية العسكرية باستثناء فترة الرئيس الشهيد الحمدي , وكان الديكتاتور العسكري يستغل طيبة الشعب , ويشتغل من خلال آلية إعلامه الضخمة لتكريس الفرقة بين ابناء الشعب , والطائفية , ولقد لعب بكل الأوراق ليستمر , فشن الحروب هنا , وهناك, حتى استفرغ كل جهوده , وكانت آخر ورقة لعب بها الورقة الدينية , بتمزيق هوية الشعب عن طريق تشجيع العناصر الدينية المسلحة, وبإدخال السلفية الوهابية على حساب أعظم مذهبين في تاريخ اليمن : الزيدي والشافعي , وما إليهما من صوفية , وإسماعيلية , وعليه فلم يتحقق للشعب سوى المزيد من التجهيل حتى مع وجود الجامعات فقد أوكل أمرها للمخبرين ففسد التعليم الجامعي , واقتدى السائل بالمسؤول , وعم الفساد , حتى كانت الثورة , وستستمر , فمازال الوضع كما هو .
من وجهة نظركم ما المنجزات التي كان من المفترض أن تتحقق خلال الخمسين عاما الماضية ولم تتحقق ؟
لو أتيح لليمن قيادة كفاءة ومسؤولة منذ 1962 لكانت اليمن يابان الجزيرة العربية , فمساحة اليمن كمساحة فرنسا تقريباً , ومقوماتها أقوى من فرنسا , لا على صعيد البحار بالثروة السمكية, ولا على صعيد ثروات الأرض بما يعني ذلك من غاز وبترول ومناجم ذهب وحديد وغيره , ولا على صعيد المخزون البشري , فحسب , وإنما العقول, والهمة اليمنية بالرغبة في البناء والإعمار , والتقدم , ولكن , الأنظمة المستبدة ماعمرها بنت بلداً , ولاعمرت أرضاً , ومصيرها أبداً , إلى الزوال , لأنها ليست الأقدر على تحمل المسؤولية , ولذلك, فمنذ قيام الثورة , مؤسساتنا أشكال بلامعنى , وثرواتنا نهباً للفوضى.
الوحدة اليمنية ابرز المنجزات التي تحققت على المستويين اليمني والعربي كما تحدثتم خلال السطور السابقة لكنها اليوم مهددة وهناك من يدعو للانفصال ما سبب ذلك؟
من يدعو إلى الانفصال إنما يوجه رسالة كبيرة للعالم , أنه بصدد العودة إلى ماقبل 1990 , إذا لم يصدق القائمون اليوم , في تحقيق أهداف ثورة 11 فبراير 2011 بالدولة المدنية كبديل جذري لنظام الاستبداد , وأرى أن لا يتأخر القائمون في مرحلتهم الانتقالية , وأن لايترددوا, وليتركوا خلال هذه الفترة إعادة إنتاج الدائرة القديمة للاستبداد بإعادة إنتاجها على سيبل المحاصصة الحزبية , فالوطن فوق الجميع , ومن أجل الجميع, ولينظر للكفاءات , ولمن هو الأفضل بالقدرة بعيداً عن الحزبية الضيقة , وإلا أحرقتهم الدائرة نفسها , وقضت على مستقبل كان من الممكن أن يتحقق على أيديهم , فضيعوه , وضيعوا أنفسهم, ولو كنت مكان الرئيس عبدربه منصور هادي لما ترددت في دخول التاريخ كشخصية وطنية مسؤولة بالعمل حسماً لصالح اليمن ووحدته .
أيضا كيف يمكن لنا الحفاظ على الوحدة اليمنية المباركة؟
يتم الحفاظ على الدولة بإقامة الدولة المدنية بما تعنيه من ديمقراطية , في العدالة الاجتماعية والحرية , ولاشيء غير الدولة المدنية , ذلك ما ينبغي أن يحدث وفوراً , فاللحظة طامحة ومحلقة ولابد من تلبية اللحظة بمشروع ضخم كالدولة المدنية .
كيف يمكن تحقيق الدولة المدنية ؟ وهل القبيلة عامل مساعد أم ماذا ؟
بإعادة الاعتبار للدستور بدستور جديد يضمن للجميع المواطنة المتساوية ,وعن طريق المؤسسات الدستورية , وأن يخضع الحاكم والمحكومين للمساءلة على قدم المساواة , وأن يتولى الأفضل , وأن تضمن الحقوق , أكرر حقوق المواطنة في العدل والمساواة والحريات , بما يتوافق عالمياً بما سمي بحقوق الإنسان . نريد دولة مدنية يفصل القضاء كل النزاعات لا الفتاوى, وخلط الأوراق بالدين, والسياسة .
نعم , اذا تم تطبيق القانون على الجميع سواء بسواء, فالعدل هو المحك , وما القبيلة سوى عامل في تجسيده على أرض الواقع , وأقصد بالقبيلة بما تعنيه من منظومة القواعد العرفية الأصيلة, وما تعنيه على مستوى أخلاقي من مروءات, ومكارم أخلاق .
اللجنة التحضيرية رفعت لرئيس الجمهورية عشرين نقطة أساسية للدخول في الحور منها الاعتذار عن الحروب السابقة في الجنوب وصعدة وتعويض المواطنين المتضررين وإعادة ماتم نهبه من ممتلكات عامة وخاصة ،هل الدولة قادرة على هذا؟ وكيف؟
الاعتذار لأهل صعدة , ولأهل الجنوب حق من حقوق المعتذرله , حق تاريخي وأخلاقي وإنساني , والدولة قادرة على ذلك , بل ملزمة لفعل ذلك , وهي خطوة صحيحة باتجاه إعادة الاعتبار لليمنيين جميعاً , وبذلك نغلق الملفات القديمة الصدئة , ونفتح منفتحين على المستقبل صفحتنا الجديدة , فليتابع الحوار , وليستمر , إذ لا طريق , ولا حل سواه , ليس قولاً , بل فعلاً , فكلنا كنا ضحايا الديكتاتورية .
كيف يمكن اغلاق الملفات القديمة ؟
عن طريق تجريم المجرمين , والاعتذار للمظلومين المستضعفين , عن طريق المساءلة , كما يفعل الناس في غير بلد في العالم , عن طريق تمكين الناس من حقوقهم بالقضاء العادل , ولقد أحسن اللواء علي محسن , وإن لم يكن جاداً , باستعداده للمثول شخصياً أمام القضاء ,لكنه ذهب مع المبادرة الخليجية كما ذهب غيره لتحصين نفسه , ومع ذلك , فالحقوق لا تهدر بالتقادم , ولا تسقط بتوفي المذنبين . وكذلك , بتعويض الناس مادياً , وعلى غرار ما يعمل بالغرب.
ما هي أولويات المرحلة الانتقالية من وجهة نظركم؟
ما تقوم به لجنة الحوار , وما سيترتب على ذلك من نتائج مؤتمر الحوار بما سيفضي لصياغة الدستور , دستور الدولة المدنية , والذي نأمل أن يساوي بين المرأة والرجل دستورياً بالذات .
تحدثت بأنه يجب أن يساوي الدستور الجديد بين الرجل والمرأة ماذا تقصد تحديدا ؟
أطالب , وما زلت أطالب بأن تتساوى المرأة بالرجل دستورياً بعدم التفرقة بين النساء والرجال , إن التفرقة تنتقص الحقوق , وتخل بمبدأ المواطنة المتساوية .
لم تتحدث بان الاهتمام بالتعليم ومكافحة الفقر والبطالة أيضا من الأولويات؟
بناء الإنسان عن طريق التعليم هو الأساس, وإنما كنا بصدد أولويات المرحلة الانتقالية , من دستور , وغيره , وفي اعادة الاعتبار للتعليم بإسقاط كل موقف شخصي أو ايديولوجي من مناهج التعليم الأساس , والجامعي , وبكل ماله علاقة بالخرافات فنحن في عصر العلم , وبتولية هذه المؤسسات للأقدر , فقد أساء الجهاز الأمني لها , كما لم يحدث من قبل عن طريق انتداب الموالين له ممن أضلهم الله على علم , ومن سعى في سبيل مجده الشخصي على حساب التعليم باليمن , لقد اعتصمنا من أجل تغيير رؤساء الجامعات فازدادوا قوة , وحظوة وسطوة , إنها مشكلة المحاصصة, وستظل كذلك مشكلة وللحد من البطالة والفقر , هناك توجه , وليكن كذلك توجهاً نحو استغلال الجنوب فهو فارغ من السكان وبإمكان الاستثمار في الصناعات البحرية, والزراعية التحويلية أن تساهم لا في حل البطالة والفقر وحسب وإنما في استحداث ثلاث إلى اربع مدن صناعية ضخمة على سواحل البحر العربي , إن ذلك ممكن جداً , وما الأمول بمليارات الدولارات لدى رموز النظام السابق إلا أن ترجع بالقوة , وتتحرك الحياة .
اظن أن مثل هذا المقترح لا يقارن بمشاريع النظام السابق لحل البطالة بالدراجات النارية , والبسط , وعربات الخضار .
بالنسبة للجيش هل تؤيدون العمل على إعادة هيكلته حاليا أم بعد المرحلة الانتقالية أو تغيير القيادات العسكرية فقط أم ماذا ؟ وكيف ترون تنفيذ ذلك ؟
لقد شغلنا العسكريون سابقاً , وسيشغلوننا لاحقاً , ولا أدري لماذا يتأخر العسكريون عن تنفيذ الأوامر العليا في إطار القيادة العسكرية , والهيكلة لاحقاً , أو الآن , لابد منها , ولعل في تغيير الصف الأول والثاني منها , بالثالث , أصوب , مع مساواة العسكريين في الخدمات والامتيازات.
ما تقييمكم لعمل حكومة الوفاق وأين أصابت وأين أخطأت حتى الآن؟
حكومة الوفاق تكرس المحاصصة بإقصاء الآخرين المستقلين , وتعمل للمستقبل , مستقبل أحزابها , لا مستقبل الوطن , ولم يصلنا , ولا نلمس منها سوى الراتب , ولم يتغير شيء مهم , ونتمنى أن تنتهي المرحلة الانتقالية , على ما يلبي طموح اللحظة .
ما هي ابرز الاشكاليات التي لازالت قائمة بعد شهور من التوقيع على المبادرة الخليجية والعمل على تنفيذها ؟
الإسلاميون يريدون الاستبداد بالحكومة , والمؤتمريون مازالوا يطمحون في العودة للحكومة عن طريق لملمة الشتات , واستغلال سقطات الفريق الأول , والجنوبيون يرغبون في أن يكون لهم مستقبل بحجم الوحدة , والمستقلون يرون , ومازالوا يرون أن مبادرة الخليج دون مستوى الثورة , ويترقبون , وأما الفئة الصامتة , فلا تأثير لهم لأنهم بسكوتهم كانوا قد أقصوا أنفسهم من قبل , ومن بعد .
لكن كيف يمكن حل هذه الاشكاليات ؟
بالسعي الفوري نحو الدولة المدنية , والأمر معلق بقرار سيادي وطني , قد لا يملكه الرئيس عبد ربه, ولا حكومة باسندوة , بل الشعب، ومع هذا أرى أن الحل في الدستور الذي سيكون فيصلاً منظماً للعمليات الانتخابية , عبر الصندوق, والحل في شفافيتها , وضمان سلامتها الإجرائية, ونزاهتها ككل العالم . والحل سيفرضه الواقع مستقبلاً , فاليمن متوجه نحو مرحلة حاسمة وجذرية إن أحسن رجال المرحلة الانتقالية الأداء , إنها مهمة صعبة , نرجو أن تمر بسلام, وحكمة..
أخيراً كيف ترون مستقبل اليمن ؟
لن يحدث صراع , ولن تتحرك القوى لخلقه, فكلهم رهن بيد المجتمع الدولي , وستسير الأمور كما ينبغي , ذلك , لأن التردد في ألا تكون هناك دولة مدنية , معناه أن يستقل الجنوبيون بالجنوب , وشماليو الشمال بالشمال , وهذا حقهم , وسيضيق وقتئذ الوسط بالإسلاميين والقبائل ,وحسب , وهو مالا نتمناه , فالوطن متسع للجميع بالجميع ,في وجود العدالة والحرية والمساواة.
هل ترغبون في تحمل المسؤولية على الصعيد السياسي مستقبلاً ؟
أنا مثقف مستقل , وصاحب مشروع ثقافي كبير , وأرغب في أن أدير الثقافة في اليمن , ذلك, لأن الذين تولوا هذا الجانب من وزراء سابقين فشلوا , في أن تكون اليمن مركزاً ثقافياً بامتياز , ربما لأنهم عملوا في إطار نظام ديكتاتوري مقيت , لايؤمن إلا بنفسه , وبتحقيق ذاته وحسب .
لقد أفصحت عن هذه الرغبة من قبل , وسأفصح عنها الآن , وغداً , من باب أن ألقى الله معذوراً , ولأني أرى نفسي كفؤاً لتحمل مسؤولية الثقافة في اليمن , بما تعنيه اليمن من تاريخ عريض, ومشرق على الصعيد الثقافي في المنطقة العربية.
لو كنتم وزيرا للثقافة ما ستكون أولوياتكم خاصة أن الهم الثقافي في بلادنا كبير؟
اولا ينبغي أن يكون للمثقفين دور في المستقبل , في بناء المستقبل , فليس المستقبل حكراً على السياسي , ولكن المسألة رهينة بمدى شجاعة ذلك المثقف الذي غيب نفسه , لأنه كان للأسف الشديد مفارق بخطابه العاجي لواقع الناس حتى انقلبت عربة البوعزيزي فاصطدم . وبالنسبة للثقافة فسأعمل على أن أكون وزيراً لثقافة كل اليمنيين بمختلف انتماءاتهم , وأطيافهم , وتوجهاتهم , بترسيخ قيمنا الحضارية في حرية القول , وممارسته سلوكاً , سأعمل على إعادة الإعتبار لآثارنا ومخطوطاتنا , وبما يضمن كرامة المبدع . سأعمل على صناعة الثقافة , وأن تكون مورداً مادياً كما هي في أرقى البلدان , وسأحل بالثقافة جزءاً من بطالة المجتمع , وسأعمل على أن تكون اليمن مركزاً ثقافياً بما يعنيه ذلك من النشر والتوزيع , والحرية في القول , والسؤال وجوابه ,وبما يتوافق تماماً مع الدولة المدنية المنشودة , الثقافة في بلادنا بحاجة إلى خطاب ثقافي كبير وعميق يلبي طموح اللحظة , فهلا أفسحوا لنا الطريق لأداء المهمة , تجاه الوطن.
لقد حاولت من خلال بيت الشعر أن أصنع للمشهد الثقافي تقاليده , بتقدير الناس عبر سلسلة التكريم , وبإعادة الاعتبار للشعر الفصيح والحميني والشعبي القبلي , ونجحت ,كما لم تنجح أي مؤسسة في اليمن , وربما في العالم العربي , ولأن إدارة الثقافة تخضع لقرار سيادي لاعتبارات منها الآثار والمخطوطات , والقلاع ,... إلخ , وهذا مما لا يمكن لي من خلال بيت الشعر , فقد طالبت بالوزارة , ومازلت أطالب بها , والمحك المستقبل , وتوجه المرحلة القادمة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.