إليك أبي : سطور أبهمها الزمان، شاب بها المكان، راودها حكم القدر، واستوقفها حبر القلم . أي السطور أختارها ؟ لتحمل إسمك الذي يا طالما داعب مشاعري، حاكى طفولتي، مسح عبرتي، ابتسم للزمن. إليك أبي : حيرة رافقت رحلتي واصطفت غفلتي، أبت البوح لصدى هاجسي ما قد صار وما آل، وجعلت من الانتظار حكاية آخر الليل، لتنام طفولتي بعد يوم طويل. إليك أبي : صباح جميل أيقظتني ترنيمة عصافير البستان، فتحت نافذة غرفتي لأراك فلم ارك في البستان ! أين ذهبت أبي؟ لا لابد أنك تداعب حيرتي لأترقبك هنا وهناك ما أقول : ها أنت أبي فأسرع هرولة إلى حضنك فأشعر بالأمان. إليك أبي : حنين تخضرم شوقاً وشابه المكان. لم يبتئس لما سمع أنك غادرت طفولة بلا استئذان وظل مترقباً أنسك فيا أبتي محال أن ترحل وتترك عبرة السؤال ! أين أنت أبي هل مازلت في البستان ؟! إليك أبي : حقيقة أباحت سرها وكشفت الستار أذهلت صبابة اللقاء بعدما طاولت الانتظار فكم ظل مترقباً هنا وهناك لعل من بين هؤلاء يكون أبي؟ ظل رقيباً متى يسمع صوتك يلوح في المكان ظل يعانق صورتك ويمسح عنها الغبار، ويقبلها ويعلقها في الجدار ولم يعلم أن في تلك الصورة الصمت والكتمان سيكون حكاية آخر النهار. إليك أبي : ذكريات وعدتها الوفاء بطفولتي التي لا تعرف غير براءة وعدتني اللقاء. تشدوا إليك كل يوم تحاكي رحيلك الذي كان بلا وداع فلم تستطع كتمان غيضها فلاح صوتها المكان.. أين الوداع أبي ! أين الوداع؟ فالوداع حق لي لأن أقبل أناملك وأشتم ريحك الذي ظل يراودني طويلاً فأقول هذا أبي هذا أبي يا صغار. إليك أبي رسالة كتبتها بحبر العيون التي لازالت تترقب بين سطورها لقاء شاغف طفولتي، حاكى صبابتي، وسيظل يرافق شيخوخة وحدة الزمان. ولسطري الأخير مقالتي المألوفة: “للروح هفوة عندها الموت أعلن الاعتذار”.