أثبت ناشئو وشباب أهلي تعز استحقاقهم التتويج باللقب والذهب وبرهنوا أنهم جديرون بالاحترام والحب..لأنهم زرعوا في قلوب الجماهير الحالمية الفرح،وأعادوا السعادة إلى نفوس الأهلاوية ورسموا خارطة للعميد الحالمي،في الحاضر وخطُّوا درب الأمل للمستقبل القريب العاجل والبعيد الآتي مثلما صاغوا التاريخ على طريقتهم وأسلوبهم وصنعوا له عمراً مديداً يصل عصر الزمن الجميل إبان « أهلي الحاج القصوص» ونجومه عام 1986م بعصر عميد الأحفاد الدهاة والسحرة،عام 2012م وناشئيه الرائعين. كيف اخترقت كتيبة أهلي تعز تحصينات المستحيل وفريقها العميد لم يضمد جراحه النازف منذ أجبرته رياح الدوري العاتية على التدحرج في المنحدر المؤدي إلى الدرجة الثانية؟!.وماسرّ هذه القوة لشباب الأهلي في فترة الركود وتقلبات طقس الكرة اليمنية؟! مامصدر العزيمة والإصرار وارتقاء منسوب الطموح مع كل دور من أدوار بطولة الكأس المضغوطة وغير القابلة للتعويض؟! لماذا كان أهلي تعز مؤهلاً لإحراز البطولة دون غيره من الفرق التي لطالما ارتبطت بالبطولات وبلغت منصات التتويج ولها حضور وحظوظ في الفوز باللقب ؟! وأعني من إيراد هذه الأسئلة الموضوعية التي تبادرت إلى أذهان المراقبين والراصدين لاتجاهات بطولة الكأس أن أسهم في تبديد الحيرة ومحاولة فك هذا اللغز الأهلاوي. تكمن قوة العميد الحالمي في مراهنته على ناشئيه وشبابه ومدربهم الكابتن محمد عقلان الذي يعرف إمكانات اللاعبين وتمكن خلال تدريبه لهم من إيجاد الانسجام وترسيخ التجانس وانتهاج أسلوب اللعب الجماعي المنظم وتوظيف المهارات التي يمتاز بها معظم لاعبي الفريق البطل. خاض الأهلاوية مباريات الكأس دونما أية ضغوط نفسية عليهم ولم يكونوا حريصين على الفوز بمقابل،إذ كان جل طموحهم هو إثبات الذات وتأكيد وجودهم واستحقاقهم الثقة الممنوحة لهم من الإدارة والجهاز الفني لتمثيل النادي الأهلي الحالمي بعراقته وتاريخه في بطولة تحمل اسم رئيس الجمهورية. كانت مباريات الكأس تخضع لأسلوب «الضغاط» الذي يعني أنها مضغوطة وبدون نظام الذهاب والإياب ولأن الخاسر لايستطيع التعويض فإن الأندية الكبيرة كانت تحت الضغط وخاضت المباريات أمام الفريق الأهلاوي الشاب وهي تحمل الكثير من الثقة المفرطة بسهولة عبور جسر العميد الحالمي فوقعت في الفخ وخسرت على ملاعبها. التلاليون كانوا المرشحين الأقوى لنيل البطولة ومع ذلك لما واجهوا شباب وناشئي الأهلي الحالمي في الشهداء تبعثرت أحلامهم رغم الفوارق الواضحة التي رجحت كفتهم لكن براعة الحارس الشاب هشام مسعد وقبله عمر عبدالعزيز قادت العميد الحالمي لإقصاء عميد الجزيرة العربية بركلات الترجيح. في النهائي ظل الأهلاوية محافظين على الرتم والإيقاع وفرضوا أسلوب لعبهم وهذا أحد أسرار نجاحهم على جارهم الطليعة المتفوق بنجومه وخبرة المحترفين الأجانب و حازوا على الفوز باللقب وكذا الإعجاب والانبهار وأحرزوا الانتصار.