ربما لم تكن أحلام أهلاوية تعز وأمانيهم وعظيم طموحاتهم يصل إلى تحقيق ثلاثة أرباع أو نصف معجزة كروية، حتى أصاب المدُّ الأحمر الأندية الكبيرة التي قابلها بالصدمة، وفي كل دور من أدوار بطولة كأس الرئيس الرابعة عشرة، كان المتفائلون منن أبناء القلعة الحمراء الحالمية يصدرون بعض الثقة في قدرة شباب وناشئي الأهلي عندما رددوا على مسامع المتابعين حرف الاحتمال “ربما” التي ارتبطت بأحاديثهم والتصقت بخواطرهم قبل أن تتلفظ به ألسنتهم.. ربما يفجر الأهلي بهؤلاء الناشئين والشباب مفاجأة بعيداً عن قواعدهم.. فكان المتفائلون على حق.. وعاد الأهلاوية بالفرحة الأولى.. ومفتتح الانتصارات في أقسى وأشد ظروف العميد الحالمي، الذي غادر حياة المحترفين إلى دنيا أهل الكد والتعب، وهو وجماهيره يعانون آلام ومرارة الإقصاء القسري على وقع الهموم وتوالي المعضلات، ومثبطات الهمم والعزائم.. ولم يكن أحد من المتابعين والراصدين للشأن الأهلاوي يؤمن بالمعجزات، التي أنجزها الناشئون المبدعون.. ظانين أن أنفاس العميد الحالمي بصغاره ستتقطع، وسيقعون ضحايا لأحد الفرق الكبيرة التي ستدفعها القرعة الاتحادية إلى طريقهم، والموضوع كله يدخل ضمن المغامرة المعلوم خاتمتها الطبيعية، حيث سيكتفي أهلي تعز بإسقاط واجب المشاركة ليس إلا..! دهاة العميد رغم محدودية خبرتهم بالمقارنة بما تمتلكه عدة أندية من ترسانة المحترفين، والنجوم الوطنيين، وظروف طبيعية، واستقرار فني، وسطوع في بطولة الدوري، وانضمام معظم لاعبيهم للمنتخب الوطني الأول أو للأولمبي.. إلا أن ذلك كله لم يوقف الزحف الأحمر لفريق الأمل، والصغار الذين كبروا بما أبهروا به الفرق المنافسة لهم، محطة إثر أخرى.. وتمكنوا من العبور إلى النهائي لبطولة الكأس للمرة الأولى عبر البوابات الثلاث العدنية “شعلة البريقة النصر تلال صيرة” فكتبوا تاريخاً كروياً عجز عن كتابته المخضرمون والمحترفون في أندية لها ثقلها، وحضورها القوي على الساحة الرياضية، وكانت تعيش أفضل فصولها، وتمر بمرحلة ربيعية، ولها بصماتها الواضحة على بطولة كأس الرئيس، غير أن أهلاوية تعز برهنوا على امتلاكهم سمات الفريق العريق.. وأكدوا تواصلهم وصلاتهم الوثيقة مع الجيل الأهلاوي الذي كان ذهبياً بأدائه، ورائعاً بما سطرته أقدامهم.. ومبدعاً وطموحاً بعطائهم وإنجازاتهم، ولا يمكن لجيل الزمن الجميل أن يصبح سفراً وماضياً لا أثر له في الحاضر والمعاصر. وهذا ما أثبته تلامذة المدرب الشاب محمد عقلان.. حين عبروا خندق الشعلة، وقنطرة النصر، وبوابة تلال صيرة، ولم يكتفوا بذلك، بل فرضوا احترامهم، وسحبوا إعجاب الجماهير لمنافسيهم، ورسموا فرحة حمراء على شفاه القلوب الأهلاوية التي آمنت أن التاريخ يمكن أن يكتب باللون الأحمر والأبيض، بكوكبة العميد عام 2012م بعد أكثر من عقدين على إحراز اللقب عام 1986م بكتيبة الثمانينيات!! العودة باللقب من أجل عيون تعز إن جماهير العميد الحالمي لفرط سعادتها بما أنجزته كتيبة الأمل الأهلاوية يستوي عندها الخاتمة للديربي المنتظر.. فالكأس والذهب والوصافة والفضة سيعود لتعز أياً كان البطل.. إلا أنها متفائلة بهؤلاء “الثريا” من الواعدين، وقدرتهم على تجاوز الطاهش الحوباني بمثل ما صنعوه في الأدوار السابقة.. وما دامت كتيبة الأمل الأهلاوية تؤمن بما تمتلكه من موهبة فطرية، ومهارة عالية الفولت.. وإحساس بدنو موعد التتويج لهذه المثابرة وليست المغامرة الأهلاوية.. فإن الله سيؤيد أهل الإخلاص والتفاني من أبناء الحالمة الذين أبدعوا وأمتعوا وصالوا وجالوا وهم في عيون خصومهم “صغار ونواني” غير أن المعارك الكروية التي خاضوها وحسموها للأهلي أكدت أن مخزونهم من المهارات الفردية متنوع وكبير.. والانسجام والتجانس الجماعي.. وصدق الاجتهاد في الملعب ويؤدون بفكر تكتيكي راقٍ سيتوج بالفرحة والعودة باللقب.. وكله أيضاً من أجل عيونك ياتعز..