يُعقد في بداية يناير القادم المؤتمر الوطني الأول للنظافة وتحسين مدينة عدن، والذي بدوره سيناقش عديد قضايا متصلة.. لعل أبرزها مشاكل عمال النظافة، وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في سبيل الارتقاء بمستوى خدمات النظافة وتحسين المحافظة لكي نتمكن من العيش في بيئة صحية سليمة ونظيفة ينعم بها الفرد والمجتمع، ولأهمية هذا المؤتمر وما يعول علية من آمال التقت (الجمهورية) بعدد من عمال النظافة بمحافظة عدن.. نضمن حياتنا أثناء تجوالنا في شوارع مدينة عدن شاهدنا انتشارا لعمال النظافة وهم يمارسون عملهم منذ الصباح الباكر.. التقينا بالعامل ثابت فريد يحيى و الذي قال: أعمل بنظام التعاقد منذ 5 سنوات وأعول أسرة كبيرة مكونة من أربع أخوات وكذا أطفال أخي المتوفى، والمشكلة الوحيدة التي نعاني منها نحن المتعاقدين من عمال النظافة هو عدم تثبيتنا في مرافقنا، وإلى الآن لم نستلم راتب موظف أساسي رغم أننا قدمنا كل الأوراق المطلوبة منا من أجل استكمال إجراءات التثبيت، وهذا لم يحدث إلى يومنا هذا.. وأضاف: التثبيت حق مشروع لكل عامل يعمل لدى مرفق حكومي لكي يؤسس ويضمن العامل حياته وأيضاً حياة أسرته وعليهم توفير لعامل النظافة الأدوات اللازمة مثل الجزم وقفازات اليد والملابس الخاصة كوننا معرضين للإصابة بالأمراض المعدية أثناء مباشرة أعمالنا، وعندما يتعرض أي عامل إلى حادث أو يصاب بمرض ما وتغيب عن العمل يوما أو أسبوعا فالإدارة لا تقدر هذا الظرف الخارج عن إرادة العامل بل تعمل على استقطاع مبلغ من راتب هذا العامل المريض، ونأمل من المؤتمر الذي سيعقد في الأيام القادمة مناقشة مشاكل المتعاقدين والخروج بحلول مناسبة ترضي جميع الجهات، وكذا حل قضية عمال النظافة في قرار تثبيتهم ويكونوا تابعين إلى الخدمة المدنية. استقطاع دائم من جانبه حسن عبده محمد عبدالله يقول: نحن كعمال أساسيين نعاني من ظلم في الرواتب القليلة رغم خدماتنا الكثيرة المقدمة للحفاظ على نظافة المدينة، وأضاف: رغم هذا الجهد الكبير المبذول من قبل عمال النظافة إلا أنهم يعانون من الاستقطاع الدائم من الراتب والحافز، وهنا أكد انه في السابق كان يتحصل على الحافز، وفي الوقت الراهن تم توقيفه ولا يعرف ما هو السبب في ذلك..وأردف: نطلب من القائمين في المؤتمر الخاص بالنظافة وتحسين المدينة والجهات المختصة الإسراع بإجراءات تثبيت المتعاقدين في صندوق النظافة وتحسين المدينة، ونؤكد بأن المتعاقدين لدى الصندوق مهضومين في الحقوق من قبل المسئولين والمدراء التابعين لهم الذي يتم وعود هؤلاء العمال بتثبيتهم وبعد فترة يكشف العمال بأنهم غير أساسيين وجميعهم يوعدون بلا تنفيذ، وفيما يخص الأدوات التي يستخدمها العامل في بعض الأحيان نشتري من حر مالنا بعض الأدوات، ونتمنى من المؤتمر الخروج بحلول سريعة وإيجابية لصالح عمال النظافة والبلاد أيضاً ونحن مع قيام مثل هذه المؤتمرات التي تناقش فيها أوضاع ومشاكل العمال والبلاد. وعود كاذبة إبراهيم محمد علي صالح وهو أيضاً عامل متعاقد منذ عام 2006 م.. قال: نعاني من مشكلة الوعود الكاذبة بالنسبة لموضوع تثبيتنا رسمياً وما نسمعه بأننا موظفون رسمياً بعد فترة نكتشف بأننا مازلنا متعاقدين وملفاتنا مازالت في مكتب صندوق النظافة وتحسين المدينة رغم اكتمال أوراقنا وندفع التأمين الذي يقطع من الراتب مبلغ وقدره (1200) ريال، وهذا بشكل شهري، وإلى الآن لا نمتلك بطاقة تعريفية خاصة بعامل النظافة صادرة من وزارة الخدمة المدنية، وأيضاً من المشاكل التي نعاني منها هو عدم التماس العذر للعامل في حالة غيابه لأسباب صحية أو لظروف خارجة عن إرادته وإذا طال غياب هذا العامل لمدة أسبوع أو شهر يتم فصله عن العمل ويتم استبداله بشخص آخر، ومن خلال صحيفتكم نطالب الجهات المعنية بتحسين أوضاعنا المعيشية لكي نتمكن من تأمين حياة أفضل لأسرنا. - أما العامل فتحي أحمد ثابت وهو متعاقد منذ 8 سنوات ومتزوج ولديه ثلاثة من الأطفال قال: بالنسبة لموضوع المشاكل والهموم التي يعاني منها العمال المتعاقدون في صندوق النظافة بمحافظة عدن إلى الآن لم يتم التثبيت رسمياً وأريد أن تتم عملية التثبيت لكافة المتعاقدين حسب علمي بأنه تم تثبيت جميع المتعاقدين في المرافق الحكومية إلا صندوق النظافة، وهنا نسأل الإخوة المسئولين إلى أين وصلتم في موضوع تثبيت المتعاقدين في صندوق النظافة؟! ومن هنا نطالبهم بأن يتعاملوا مع مستشفى معين؛ لكي نتمكن من العلاج فيه نحن وأسرنا على حساب الصندوق وهذا من حق كل عامل نظافة. الحصول على إجازة فيما أفاد ماهر إبراهيم علي حسن وهو أيضاً متعاقد منذ11 سنة: مشكلتي الوحيدة التثبيت مللت من الوعود الكاذبة من قبل المسئولين، وكذا من وزارة المالية التي لم تمنحنا الموافقة على التثبيت إلى الآن نسمع بأنه تم التثبيت ونكتشف في الأخير أن هذا كلام لا صحة له على ارض الواقع، وأصبحنا نسمعه يومياً رغم أننا نبذل جهدا كبيرا في الحفاظ على نظافة شوارع مدينة عدن، وكثير ما نتعرض لقطع من الراتب ولا نتحصل على إجازة مستحقة في يوم الجمعة مثل باقي موظفي المرافق الحكومية، مؤكداً بأن صندوق النظافة يوفر لكل عامل الأدوات الخاصة به من ملابس وأدوات نظافة وقال: في حالة كسر أو عطل للعربة الخاصة بجمع القمامة، العامل هو من يتحمل المسؤولية في شراء أو تصليح العربة، وهذا يكون من حر ماله، والصندوق لا يتحمل مصاريف العلاج في حالة مرض احد عمال النظافة بل يقولون لنا اذهبوا إلى مستشفى 22 مايو وسيكون العلاج مجاناً على حساب الصندوق ونتفاجأ بأن الصندوق لا علاقة له بهذا الموضوع وفي الأخير نحن من يتحمل مصاريف العلاج. مهام خاصة وخلال جولتنا الاستطلاعية في شوارع مدينة عدن وبصدفة التقينا بالأخ محمد حسين صالح الصوفي نائب رئيس قسم التقييم بمحافظة عدن مديرية كريتر والذي تحدث معنا حول النظافة في عدن ودور عمال النظافة فيها في بداية حديثه قال: أولاً كل شخص منا لديه مهام خاصة به ..بدوره الأخ قائد راشد مدير صندوق النظافة في عدن الذي أثبت انه عند مسؤوليته الكاملة في الحفاظ على ارتقاء محافظة عدن، وكذا مدير النظافة الذين استطاعوا أن يخرجوا المحافظة مما كانت تعانيه في الفترة السابقة، وأكد بأن المسؤولية تقع أيضاً على عاتق المواطنين الذين ينقصهم الوعي البيئي وهذا مما تسبب في تراجع ارتقاء البلاد إلى أعلى المستويات، وإلى جانب الإضرابات التي حدثت من قبل عمال النظافة في الفترة الماضية أثناء الأزمة التي مرت بها البلاد.. وأشار بقوله بأن عامل النظافة في عدن يتحصل على أعلى راتب من أي عمال النظافة في بقية المحافظات، وأنهم وفي الوقت الراهن يعانون من مشكلة التثبيت وهي المشكلة الوحيدة التي يواجهها صندوق النظافة وتحسين المدينة، وأكد قائلاً بأن قيادة الجهاز يبذلون جهدا أكبر مع وزارة الخدمة المدنية وأيضاً مع وزارة المالية حول هذا الموضوع من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية ونحاول قدر الإمكان أن نحسن من ظروفهم، وأما بالنسبة للمؤتمر الوطني الأول للنظافة وتحسين المدينة الذي سيعقد في بداية العام القادم الذي يسعى بالخروج بحلول واضحة ومناسبة تعمل على رفع مستوى العامل، وكذلك مستوى النظافة في المحافظة، كما نرجو منهم تقديم التوعية البيئية بين أوساط المواطنين، وعلى مدراء العموم أن يبذلوا جهودا أكبر لتحسين النظافة في مدينة عدن والتي هي بحاجة إلي إعادة تأهيل النظافة التي يشهد لها الجميع، رغم وجود بعض القصور من بعض مدراء العموم في المديريات.