الإطاحه بقاتل شقيقه في تعز    صافرات الإنذار تدوي في ''إيلات'' .. جيش الاحتلال يعلن تعرضه لهجوم من البحر الأحمر    خبير آثار: ثور يمني يباع في لندن مطلع الشهر القادم    وفاة ضابط في الجيش الوطني خلال استعداده لأداء صلاة الظهر    محلات الصرافة في صنعاء تفاجئ المواطنين بقرار صادم بشأن الحوالات .. عقب قرارات البنك المركزي في عدن    إعلان قطري عن دعم كبير لليمن    جماعة الحوثي تفرض اشتراط واحد لنقل المقرات الرئيسية للبنوك إلى عدن !    خمسة ابراج لديهم الحظ الاروع خلال الأيام القادمة ماليا واجتماعيا    حلم اللقب يتواصل: أنس جابر تُحجز مكانها في ربع نهائي رولان غاروس    قرارات البنك المركزي لإجبار الحوثي على السماح بتصدير النفط    تعرف على قائمة قادة منتخب المانيا في يورو 2024    7000 ريال فقط مهر العروس في قرية يمنية: خطوة نحو تيسير الزواج أم تحدي للتقاليد؟    أرواح بريئة تُزهق.. القتلة في قبضة الأمن بشبوة وتعز وعدن    فيديو صادم يهز اليمن.. تعذيب 7 شباب يمنيين من قبل الجيش العماني بطريقة وحشية ورميهم في الصحراء    فضيحة: شركات أمريكية وإسرائيلية تعمل بدعم حوثي في مناطق الصراع اليمنية!    انتقالي حضرموت يرفض استقدام قوات أخرى لا تخضع لسيطرة النخبة    صحفي يكشف المستور: كيف حول الحوثيون الاقتصاد اليمني إلى لعبة في أيديهم؟    إنجاز عالمي تاريخي يمني : شاب يفوز ببطولة في السويد    المجلس الانتقالي يبذل جهود مكثفة لرفع المعاناة عن شعب الجنوب    عن ماهي الدولة وإستعادة الدولة الجنوبية    الوضع متوتر وتوقعات بثورة غضب ...مليشيا الحوثي تقتحم قرى في البيضاء وتختطف زعيم قبلي    مسلحو الحوثي يقتحمون مرفقًا حكوميًا في إب ويختطفون موظفًا    الدبابات الغربية تتحول إلى "دمى حديدية" بحديقة النصر الروسية    حرب وشيكة في الجوف..استنفار قبلي ينذر بانفجار الوضع عسكرياً ضد الحوثيين    حرب غزة.. المالديف تحظر دخول الإسرائيليين أراضيها    عن الشباب وأهمية النموذج الحسن    - الصحفي السقلدي يكشف عن قرارات التعيين والغائها لمناصب في عدن حسب المزاج واستغرب ان القرارات تصدر من جهة وتلغى من جهة اخرى    بحضور نائب الوزير افتتاح الدورة التدريبية لتدريب المدربين حول المخاطر والمشاركة المجتمعية ومرض الكوليرا    شرح كيف يتم افشال المخطط    بدء دورة تدريبية في مجال التربية الحيوانية بمنطقة بور    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و439 منذ 7 أكتوبر    "أوبك+" تتفق على تمديد خفض الإنتاج لدعم أسعار النفط    ولي العهد الكويتي الجديد يؤدي اليمين الدستورية    رصد تدين أوامر الإعدام الحوثية وتطالب الأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف المحاكمات الجماعية    الملايين بالعملة الصعبة دخل القنصليات يلتهمها أحمد بن مبارك لأربع سنوات ماضية    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا    بالصور: اهتمام دبلوماسي بمنتخب السيدات السعودي في إسبانيا    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    الوجه الأسود للعولمة    الطوفان يسطر مواقف الشرف    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة 11فبراير2011م إعادة إنتاج لجمهورية خمسة نوفمبر
محمد ناجي أحمد ل«الجمهورية»:
نشر في الجمهورية يوم 01 - 01 - 2013

- «الإخوان المسلمون» يتعاملون مع كل مُخْتلِف معهم على أنه عميل
قال: إن المشهد السياسي في اليمن اليوم لا يزال متصلاً بحدث ما يسمى بثورة 11فبراير 2011م الذي أعاد إنتاج جمهورية خمسة نوفمبر.. الكاتب والناقد محمد ناجي أحمد في حوار مع «الجمهورية» يرى بأن المستقبل يسير في صالح القوى التقليدية والهيمنة الغربية لمدة لا تقل عن عشر سنوات فإلى نص الحوار:
أبدأ معك من تصورك لآخر ما يعتمل على الساحة اليوم من وجهة نظرك؟
المشهد السياسي في اليمن اليوم لا يزال متصلاً بحدث ما يسمى بثورة 11فبراير 2011م نظام سياسي بدأ يتشقق رويداً رويداً من العام 97م ووصل إلى نقطة الانفصال في انتخابات 2006م وجاءت أحداث 11 فبراير 2011م لتحدث نقطة التحول بين موازين القوى الحاكمة “نظام نخبة صنعاء” أو بمعنى أصح نظام جمهورية خمسة نوفمبر 67م لصالح القبيلة السياسية والإسلام السياسي والإقطاع العسكري. هذا المشهد الصراعي بين مكونات النظام كان علي عبدالله صالح فيه أشبه ما يكون بالمستأجر والحلقة الأضعف التي يتم من خلالها التحكم بكثير من الأمور والحفاظ أولاً على طبيعة النظام من أساسه.
.. لفت انتباهي عبارة “ما يسمى بثورة 11 فبراير” مزيداً من التوضيح حول هذا اللفظ تحديداً..؟
بالنسبة لثورة 11 فبراير هي حلم لبسطاء الناس، وللشعب المكافح..للعمال..للفلاحين للمثقفين، لجميع القوى المنتجة والمقهورة ، ...شخصيا كنت جزءا من هذا الحراك ، لكن عليّ أن أفرق بين حراك شعب لا يمتلك رؤية ولا أداة تنظيمية، وبين قوى تنظيمية تستطيع أن تستثمر كل هبة شعبية في السياق الذي تريده.
.. ألم تكن هذه القوى التنظيمية التي تشير إليها فرزاً قيادياً طبيعياً للهبة الشعبية التي تذكرها؟ لما ذا نفصل بين القيادة التنظيمية كرأس قائد وبين الشعب باعتباره الجسم والمكون الرئيس؟!
القوى التقليدية الممثلة بالإسلام السياسي والإقطاع القبلي والقوى العسكرية سياقها التاريخي قائم على استثمار كل التحولات لصالحها، منذ أواخر الخمسينيات وتحديدا من العام 58م وهي لا تتعامل بقيم ومثل شعبوية، تتعامل مع موازين قوى في الواقع اقتصادية.. موازين سلطة.. من هذا القبيل، هذا نسقها الخاص، القبيلة السياسية منظمة وتكوين فاعل، محدد الأهداف والخيارات، بدأت تتمدد لتتحول إلى تنظيم سياسي ابتداء من أواخر الخمسينيات وتحولت إلى دولة من خمسة نوفمبر 67م على اتساع الجمهورية العربية اليمنية. كان الشيخ عبدالله الأحمر على رأس هذا المكون في صنعاء وكان ابن باشا ينوبه في تعز. أو في إب وتعز. نظام مشيخي لديه هيكله الذي يكتسح البلاد كلها، ومع وحدة عام 90م وتحديداً بعد عام 94م تمددت الجمهورية القبلية، جمهورية خمسة نوفمبر لتبتلع الجمهورية اليمنية بشكل كامل.
.. تبدو مركزاً الحديث على حكومة خمسة نوفمبر 67م. أقول: حكومة خمسة نوفمبر انتهت عام 74م بحركة 13 يونيو.. أي حكومة تتحدث عنها؟
الذي انتهى عملياً هي حركة التصحيح التي قادها إبراهيم الحمدي كونه امتداداً أو تجسيداً حقيقياً لحركة القوميين العرب وللديمقراطيين الثوريين وبتحالفه الاستراتيجي ثم انتمائه مع الناصريين.. جمهورية خمسة نوفمبر هي التي انتصرت.
.. ولكن ألم تقم حركة 13 يونيو 74م على أنقاض انقلاب خمسة نوفمبر 67م؟
حركة 13 يونيو هي في الأصل من مطبخ جمهورية خمسة نوفمبر! كان رأي الشيخ سنان أبو لحوم وعبدالله بن حسين الأحمر ومجاهد أبو شوارب في الحمدي أنه شخصية ضعيفة بإمكاننا أن نحكم من خلاله وأن نضعه في مقدمة هذه الحركة وفي اللحظة الحاسمة نتخلص منه.
فيما يبدو أن هؤلاء من ذكرتهم أجبروا بتوجيهات إقليمية على تسليم السلطة للقوى الجديدة بترتيب مسبق بين الجميع، ولم يأت تسليمهم لمناصبهم هكذا طواعية وعملاً وطنياً كما صوروه هم للناس في مذكراتهم؟ هذه القوى عملياً انتهت وانتهت معها وبها مصالح الإقليم..؟
قرار الاستقالة ليس يمنياً؟
هذا الكلام ليس دقيقاً. صحيح أن قرار 13 يونيو قرار إقليمي.. لكن المنفذين هم رجالات خمسة نوفمبر 67م ، الذين اختاروا إبراهيم الحمدي باعتباره من وجهة نظرهم شخصية ضعيفة وغاب عن ذهنهم أن هذا الرجل في العام 61م انتمى لحركة القوميين العرب، وغاب عن ذهنهم أن هذا الرجل في العام 68م قبل أحداث أغسطس انتمى ولو في الإطار الخارجي للديمقراطيين الثوريين، ثم عندما اتضح لهم أنه التقى مع الناصريين في مشروعهم وكان ذروة الالتقاء حضوره المؤتمر العام السادس للتنظيم في الحديدة اتخذوا قراراً بتصفيته وتصفية الحركة، لتعود جمهورية خمسة نوفمبر من جديد، ولم يكن انتهاء 13 يونيو، يعني أن النوفمبريين قد شاخوا، مثلما يمكن أن نفهم خطأ أنهم في مرحلة شيخوختهم اليوم ! “ ثورة11فبراير2011م” لا تعني شيخوخة حركة خمسة نوفمبر،بل إعادة إنتاجها بصورة أكثر حيوية !
.. والحراك الجنوبي؟
حتى تمظهرات هذه الحركة في الحراك الجنوبي نفسه عند البعض يعني مؤشراً على مدى نفوذ النوفمبريين !
.. لكن كل ما قلت.. هل من المعقول أن نقرأ ثورة فبراير بمعزل عن ثورات الربيع العربي في المنطقة؟
ما حدث في 11 فبراير 2011م في اليمن أو ما حدث في مصر أو في تونس، يا عزيزي: المسألة بشكل واضح أن الغرب والأمريكيين كانوا يتعاملون مع أنظمة عسكرية مستبدة وصلت إلى حالة من الشيخوخة وأصبحت غير قادرة على الحفاظ على المصالح الغربية، الربيع العربي كان خطوة ضرورية ومهمة للحفاظ من ناحية وتمدد المصالح الغربية من ناحية أخرى وثالثاً ليصبح أمن إسرائيل أكثر استقراراً في المنطقة . حدثني عن ثورة من هذه الثورة أتت بعيدة عن المصالح الأمريكية، بعيدة عن الأمن الإسرائيلي، نظام اقتصاد السوق، اقتصاد الاحتكارات.. حدثني عن ثورة تتناقض مع هذه الأشياء. لو تناقضت أي ثورة مع هذه الأشياء سأقول لك إننا في إطار ثورة حقيقية، وإذا وجدت تغييرات في الوطن العربي تحافظ على الوضع القائم بتنازلات أكثر إذن نحن لسنا في ثورة.
.. هذه الجماهير التي خرجت في المغرب وفي الشام وفي الجزيرة العربية وفي مصر حركتها الآلة الغربية حفاظا على مصالحها ودعتها للخروج؟
لا. لا. كل ثورة من الثورات يشترط لها عاملان: عامل موضوعي، وهذا متوفر،نتيجة لتراكم الفساد والقمع والاضطهاد إلى آخره..العامل الثاني وجود أداة ثورية تنظيمية جديدة، لأنه لا يمكن للقوى التقليدية أن تصنع ثورة، فعندما تكون هذه القوى التقليدية في صدارة التغييرات إذن فنحن لا نتحرك للأمام، نحن نعود للخلف، المسألة أن نظرك إلى الأمام لكن قدميك تتحركان إلى الخلف. هذه هي الحقيقة.
.. أين ذهبت النخب المثقفة والمستنيرة؟
عندما توجد حالة من تدمير التعليم وحالة من تدمير الثقافة وحالة من تدمير الكرامة وتضخم لحالة الجوع لا تسألني عن النخبة. يتم استقطاب هذه النخب بصورة ما حتى تتحول إلى أداة من أدوات القوى التقليدية..
.. لم تقل لي .. هل الجماهير هذه المتحركة أخرجها الغرب؟
في قوانين الفيزياء أنت لديك ضغط ما، جاء ظرف من الظروف وهي القوى التقليدية طبعا فحددت منفذ خروج هذا الضغط، حجمت الساحات.. قدمت ألقاباً جديدة.. شيخ الثورة.. حامي الثورة.. أسد الثورة..
..ربما ينطبق بعض هذا الكلام على الحالة اليمنية لكنه لا ينطبق على الحالة العربية في المنطقة كلها؟
المدة الوجيزة للثورة عندهم لا تجعلهم يتحكمون بمسار الثورة لكنهم استطاعوا لاحقا أن يتحكموا بمخرجات هذا الربيع العربي. في مصر تم التحكم بمخرجات الثورة. في تونس تم التحكم بمخرجات الثورة.
.. أليس الشعب هو الذي أفرز هذه القيادات التي تقول عنها إنها تحكمت؟
لا. الشعب يفرز قيادات نوعية حين يكون هناك شعب حي، عندما لا يوجد شعب مشغول بلقمة العيش، شعب مشغول بحالته الصحية المتدهورة.. شعب مشغول بالبطالة..
.. لو لم يكن الشعب مسحوقاً لما ثار من الأساس؟ وهل الثورة إلا نتيجة لهذا كله؟!!
لاحظ، في التاريخ العربي تم استخدام مصطلحات عامة مثل: عامة، غوغاء..دهماء.. وهي تعبير دقيق عن حالة الانفجارات التي لا تمتلك أداة تنظيمية، عن حالة الحراك الشعبي الذي لا يمتلك فئة نخبوية تستطيع أن تتحكم بالمسار.
.. قبل قليل قلت لي إنك خرجت ثائراً.. هل أخرجك الغرب أولاً؟ وهل كنت عديم الرؤية ثانياً لا تمتلك مشروعا؟
أنا خرجت وكنت أعيش حالة تناقض، وبالأصح كنت أعيش حالة صراع ما بين التناغم والانسجام مع حالة ثورية.. حالة رفض لطبيعة استبدادية والصراع مع حالة تنظيمية أخرى...
.. إذن الخلل عندك أنت أولاً، ومن جهة ثانية لماذا لم تتوحد كل النخب في بوتقة واحدة حتى تحافظ على مشروعها؟
بصريح العبارة القوى التقليدية استطاعت أن تستقطب النخب.. والنخبة لا تستطيع أن تكون فاعلة إلا عند حالة وجود توازن في القوى. المشهد يغيب عنه توازن القوى، القوة الوحيدة الفاعلة هي القوى التقليدية! وهي القادرة على استقطاب النخب وعلى توجيه الجماهير..
..طيب على ضوء ما تقول الآن ما قراءتك للمستقبل؟
أنا في اعتقادي أن المستقبل في ظل استقطاب القوى التقليدية للنخبة سيسير في صالح القوى التقليدية ولصالح الهيمنة الغربية في مدة لا تقل عن عشر سنوات.
.. الصورة التي تتكلم عنها واحدة في الوطن العربي كاملا أم في اليمن فقط؟
لا لا أنا أتحدث عن مشهد يتسيد المنطقة العربية بشكل كامل... وأقول لك في تونس مثلا هناك قوى بنت ثقافتها على الإرث البورقيبي، أنا أريدك أن تقرأ المشهد في تونس حين قامت نقابة أو اتحاد الشغل بحراك جماهيري، كان خطاب راشد الغنوشي يتعامل معهم مثلما تعامل محمد مرسي مع معارضيه في مصر في اللحظة الأولى، كان يتعامل مع هؤلاء على أن هذه جماعة فشلت في الانتخابات وعملاء وهو نفس الخطاب الذي يتعامل به محمد مرسي مع خصومه حين خوّن القوى المناوئة له في ساحة التحرير.
.. لم نسمع عن تخوين من قبل الرئيس مرسي للقوى المناوئة له..؟
مرسي تحدث عن قوى تتآمر حد قوله.. ممولة من الخارج..
.. لكن هناك قوى ممولة من الخارج بالفعل في مصر نعرفها جميعا ولم تعد خافية على أحد؟
لم لا يحددها بشكل واضح؟ من هي هذه القوى؟ ففيما يخص حمدين صباحي هو في الأخير يستند إلى حراك عروبي داخل مصر. فما الذي يحوّل حمدين صباحي الذي كان شريكاً ثورياً وفقاً لخطاب الإخوان المسلمين إلى حالة “عمالية” لإيران؟
ما الذي حصل؟ لماذا الإخوان المسلمون يتعاملون مع كل مُخْتِلف معهم على أنه بالنهاية عميل، وعلى أنه مرتبط بالخارج، وهذا الخطاب للأسف يتم استخدامه في اليمن مع كل خطاب مناوئ للإخوان المسلمين في اليمن.
.. طيب بم تفسر تصريح أحد كبار الخارجية الإسرائيلية حول الاستفتاءات الدستورية وقال بالحرف الواحد: أصدقاؤنا خذلونا أو غرروا علينا؟!
إذا تم الاعتماد على الموقف الإسرائيلي فهذا يتم التعامل معه بقراءة المشهد بشكل كامل. من الذي يحافظ على الأمن الإسرائيلي اليوم؟ من الذي يحافظ على المصالح الأمريكية الآن؟
.. هل حمدين صباحي هو الذي يحافظ على الأمن الإسرائيلي؟
..أعرف ما ترمي إليه هنا.. ولكن ما يجري بين الرئيس المصري من جهة وبين أي دولة أخرى هو إجراءات برتوكولية دولية رسمية، أي تعامل دولة مع دولة، وهذا لا غبار عليه؟ أتريده أن يقطع العلاقة من أمريكا؟
مرسي يتحدث عن لقاءات مع الأمريكيين، عن تصريحات مثل التي ذكرتها أنت قبل قليل، وأنا لا أدري مدى صحته، هذا الكلام كان يقوله حسني مبارك، الحاكم ينطلق باستمرار أنه هو الذي له حق التواصل مع الآخرين مع الأمريكيين أوغيرهم، أو العمالة لهم أو لغيرهم، له الحق في الدفاع عن الأمن الإسرائيلي، لكن الآخرين إذا تواصلوا مع هؤلاء بشكل أو بآخر هي خيانة أوعمالة. هذا خطاب حسني مبارك يطبقه اليوم مرسي.
..عن الحالة اليمنية.. كيف تنظر إلى المشهد؟
من أي ناحية؟
..من كل النواحي.. من أداء الحكومة.. من الحوار الوطني.. من قرار الهيكلة الجديد.. من الكل؟
كانت هناك تسوية بين طرفين بشكل توافقي حولت المشهد من ثورة إلى أزمة بين طرفين حاكمين، الطرف الآخر تعامل مع هذه التسوية على أنها خطوة تكتيكية لسحب ما تبقى من«سلطة السبعين» .... الحكومة لم تصبح مؤخراً حكومة توافق بين طرفين بل أصبحت حكومة سلطة “الستين” وهو التعبير الحقيقي لحكومة خمسة نوفمبر 67م. اليوم تم استقطاب الكثير من وزراء المؤتمر الشعبي وإدماجهم ضمن سلطة الستين، لم تعد قراراتهم توافقية.
.. أين ذهبت إذن مطالب الجماهير؟
أينما ذهبت مطالب الجماهير الشعبية في تعز والحديدة وإب وكل اليمن. نفس الحال. مثلما ذهبت تطلعات وأحلام الجماهير بعد حركة خمسة نوفمبر والتصفيات الدموية لأحداث أغسطس 68م.. في موازين القوى لا يتم السؤال عن حالة مائعة، عن حالة سائلة. الجماهير يتم استخدامها كأداة من أدوات الاستقواء، وعندما يتم توزيع السلطات لا يتم النظر إلى هذه السيولة...حين تتحدث عن النفط، عن الغاز.. عن الثورة السمكية.. عن غيرها لا يتم النظر إلى الجماهير. إذا تم الالتفات إلى الجماهير فإنه لن يتم نهب القطاع العام، ومسيرة نهب القطاع العام لا تزال إلى اليوم مستمرة، القطاع العام منهوب إلى اليوم.
.. ربما تم توقيف استنزاف البعض..؟
صحيح كلامك صحيح، تم توقيف البعض ولكن لصالح الطرف الآخر ليس إلا!! الشعب بعيد عن كل فائدة، هناك قوى محسوسة عندما تنظر إلى السلطة والثروة تنسى تماما شيئاً اسمه شعب وجماهير وثورة وحقوق.
.. بالمثال يتضح المقال.. المؤسسة الاقتصادية اليمنية وشركة التبغ والكبريت الوطنية اليوم تعمل لصالح الشعب ولم تعد تعمل لصالح العائلة؟
حديثك الآن عن هذه المؤسسات تم انتزاعها لقوى أخرى... لصالح الطرف الآخر. وعندما تقول تم انتزاعها لصالح الشعب معناه أنك قلصت لي عدد البطالة، خففت من الفقر، وفرت فرص عمل.
.. أنت غير متفائل بالمستقبل..؟
المسألة ليست مزاجية أو تفاؤلية، المسألة مرتبطة بمؤشرات، اعطني مؤشرات إيجابية أعتمد عليها.
..من تلك المؤشرات برامج المعارضة قبل ثورة فبراير؟
برامج المعارضة قبل ثورة فبراير كانت تتحدث عن مشروع إنقاذ. مشروع الإنقاذ كان يتحدث عن رئاسة برلمانية أين مشروع النظام البرلماني
..عفواً هذه من الأولويات المطروحة على طاولة الحوار الوطني وهو من يبت فيها؟
وجهة نظري أننا نعيش حالة من التشظي لأن هناك شرخاً حقيقياً في مفهوم الأمة . أن تبني أمة وتبني دولة تحتاج إلى حوار وطني والحوارالوطني يحتاج الانتقال من توازن القوى إلى بناء الدولة، أما أن يتم بناء الدولة بتغيير موازين القوى لطرف ضد طرف فمعنى هذا أن الحوار الوطني القادم سيكون حواراً ترفياً. حواراً شكلياً، يقوم الحوار الوطني عندما تكون القوى بموازينها وبقوتها حاضرة لتدخل حوارا متكافئا للخروج إلى بناء جيش وطني، للخروج إلى عقد اجتماعي واضح وهو الدستور، للخروج إلى مفهوم الدولة ومفهوم النظام ومفهوم الأمة. هذه القضايا عندما ندخل إلى الحوار الوطني ضمن قوى متوازنة نستطيع أن ننتقل إلى دولة قوية، عندما تقر هذه القوى بالمواطنة المتساوية، بحظر السلاح في الجيش الوطني، بدستور توافقي سنقول نحن في الطريق الصحيح.
.. ألا ترى أننا ماضون في الطريق الآن لتحقيق ذلك؟
أنا أرى أننا ماضون إلى فترة ما قبل 94م. نحن ماضون في اتجاه إعادة ترميم نظام.
.. عندنا مبادرة خليجية مزمنة بآليتها التنفيذية ضمنت إلى حد ما مستقبل الشعب اليمني وبإشراف دولي وإقليمي؟
فيما يخص المبادرة الخليجية لم يكن في ذهنها شيء اسمه حوار وطني..
.. عفواً هذا في نص المبادرة الأولى فقط أما المبادرة الأخيرة فقد نصت على ذلك؟
المبادرة الأولى هي التي تعبر عن التوجه الحقيقي للدول الخليجية... لدينا لبس واضح، نرى في المبادرة الخليجية المنقذ للأمة، اقرأ ما الذي يحدث الآن في الجنوب. تحدث حالة من الاستقطاب الواسع لكثير من أبنائه.. بمعنى أن المقدمات الآن غير سارة، هناك حالة استقطاب لضرب الحراك الجنوبي، وهو ينجح، هناك استغفال للمطالب الحقوقية المطلبية في تهامة وتعز وصعدة والحديدة. أمين عام الوحدوي الناصري “سلطان العتواني “لا يرى في صعدة إلا أنها مجرد قضية تتعلق بحروب ستة فقط تعرضوا لها، أي ليست قضية سياسية وحقوقية كما هي في المحافظات الجنوبية.والتجمع اليمني للاصلاح يراها انعكاساً للتد خل الايراني في اليمن !
وأنا وجهة نظري أن ما يحدث في تعز أو الحديدة أو صعدة أو المحافظات الجنوبية قضايا حقوقية وسياسية تتمثل في بناء أمة ودولة، ما يحدث في تعز هو تراكم قضايا حقوقية وسياسية تبدأ من العالم 1918م .ما يحدث في تهامة كذلك .
الحوثيون تمت محاربتهم لخروجهم عن الدولة لا لأنهم حوثيون فقط..؟
قناعتي أن الحكام يستخدمون كثيراً من اللافتات الجهوية والمناطقية والمذهبية لقمع أي معارض لهم، الحاكم المستبد ليس له مذهب، وهو ليس مع جغرافيا دون أخرى، هو بالأخير مع كل حالة توفر له ديمومة حكمه.
.. ربما ينطبق هذا على النظام السابق؟
يا عزيزي من الذي قال لك إن لدينا نظاماً سابقاً ونظاماً لاحقاً؟ عندما تمت الإطاحة بالرئيس الحمدي ،الجيش في صنعاء تم تحويله مباشرة إلى إقطاعيات عسكرية، عندما أرادت القبيلة السياسية اغتيال إبراهيم الحمدي تخلصت منه عبر جيشها القبلي داخل صنعاء، جاء الغشمي وهدفه الرئيسي أن يكون رئيساً فحسب، كيفما اتفق، وقد منع القبيلة من الدخول إلى صنعاء، فصرح بأن الناصريين أصدقاؤه، كان الغشمي يريد أن يكون بديلاً للحمدي لكنه لا يحمل مشروع الحمدي، فتم التخلص منه بطريقة ما، وأتى علي عبدالله صالح بعد ذلك..
..أتى علي عبدالله صالح أم أوتي به؟
لايوجد رئيس في اليمن يأتي بقواه الذاتية ،كل الرؤساء قبل الوحدة أوتي علي عبدالله صالح كان من ضمن الحلقة، وكان من ضمن الشخصيات التي يراهن عليها الحمدي خاصة وقد ساعده في القضاء على أسرة آل أبو لحوم وقام باعتقالهم في تعز.. القبيلة السياسية ارتبطت بالسعودية منذ ما بعد ثورة 26سبتمبر 62م..الشيخ عبدالله الأحمر يقول في مذكراته إنهم – أي هو والجبهة الاسلامية – كانوا يتوحدون ويثقون بعلي عبدالله صالح كلما ضرب الشيوعيين أكثر وقمعهم،و تخلص من الناصريين، وكلما أنجز علي عبدالله صالح مشروع تصفية اليسار كانت القبيلة السياسية تقترب وتتوحد أكثر.
كانوا ولازالوا يعتبرون اليسار دخيلا على اليمن...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.