يلوح بورقة حمراء شبه ممزقة بيده ذات خطوط وتشكيلات معينه تشبه المائة، أريد لها أن تكون في نظره ذلك العدد منذ عقود طويلة قبل أن يذهب عقله بعدها.. يحكون عمن يملك المائة قبل عقود كيف كان وضعه ؟وكيف كانت المائة لها قيمتها، هي فترة ليست ببعيدة جدا ، لكن وقتها من لديه المائة يدخل السوق ملكا ، ويخرج بكل ما يشتهي. تلك كانت آخر لحظات العقل لدى مجنون المائة ذلك الاسم الذي اشتهر به ، فهو لا يتكلم إلا بها ولا يتوانى عن طلبها ممن يجده، ويكررها دوما مائه.. مائه.. مائه وما عداه لا يعترف به حتى مع ذهاب عقله فهو فقط يميز ورقة المائة النقدية.. يخاطبه من يعرفه المائه أصبحت عشره اليوم وليست مائة زمان! يجيبه مجنون المائه:ولكنها المائه..اعطنيها..وإلا أنت بليد في الحساب! والله لست بمجنون..يرد عليه الآخر..فيجيب مجنون المائه: إما أنا مجنون أو أنتم مجانين اختاروا واحده! فيضحك جميع الموجودين أنت مجنون خالص.. فيرد عليهم عيب السب : اعطوني مائه الآن قبل ما .... فيجتنبون عدائه بالمائه يتبرع بها أحدهم .. في المقابل هناك شخص قاعد يتأمل وهو بحاجة أي مبلغ مالي في يومه ذاك لكنه لم يلجأ لأحد.. فضل الانتظار ليوم قبل الاقتراض ..ظل هاجس المائة لديه مثل المجنون الذي كان أمامه ،المائة هذه هي العقبة في زمن الغلاء عدمها معناه أشياء كثيرة للجميع .. حدث نفسه بصوت مسموع لمن حوله المائه مائه لا ليست مائة من مئات المجنون إنها أقل من العشر.. خاطبه شخص بجانبه انتبه تصبح مثل مجنون المائه خذلك مبلغ أكبر خمسمائه أو ألف هذا اللي كان هنا مجنون قديم .. وأنت إذا أردت دخول هذا الباب لا تقلد بل طور الأسلوب.. رد عليه :الله يسامحك أنا أتفكر في كلام المجنون هو يقصد أن الفلوس لم تعد فلوسا وأنتم الناس لم تعودوا أناسا .. حتى الزمن ترك الناس خارجه أو أن الناس يعيشون خارج الزمن.. ثم أردف قبل أن يغادر مكررا مُلحة من ذم الزمان: نحن والله في زمان غشوم ... لو رأيناه في الزمان فزعنا أصبح الناس فيه من سوء حال ... حق من مات منهم أن يهنا ..