إذا ما ذكرت (الحوثية) صيّر نفسه منافحاً عنها.. في الوقت الذي ينفي فيه انتماءه لأي توجه.. !! الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري أحد أقطاب الزيدية المعروفين في حوار صريح مع (الجمهورية) قال أيضاً: إن الحوثيين من الأمة وتوسعهم في مناطق سنية ليس فيه مشكلة؛ لأننا تربينا على أنه لا يجوز فرض الفكر بالعنف.. مبدياً إعجابه ب (إيران).. أما العرب والأتراك فهم - حد وصفه - عبارة عن فوضى..!! ما حقيقة الخلاف بين الحوثية والهاشمية الصنعانية ؟ - هذا سؤال غريب؛ الحوثي هو هاشمي، والحوثي زيدي، ما وجدت أنا أي مخالفة لقواعد الزيدية على الإطلاق، فلا أجد موجباً لهذا السؤال: إن الحوثي والهاشمية الصنعانية، وحركة أنصار الله ليست حكرًا على الهاشمية؛ ليكون هناك خلاف بينه مع الهاشمية. .. لكن نلمس في الواقع أن هناك خلافاً بين الحوثي في صعدة والهاشميين في صنعاء..؟ - بالعكس، الزيدية الذين أحسوا بالظلم انضموا إلى صفوف القتال؛ وهم من الهاشمية وغير الهاشمية؛ لأن السلطة السابقة أرغمتهم على هذا أجبرتهم بالحبس، بالإهانة، بالظلم، فانضموا لقافلة المقاتلين. وفي البداية كان رأيي معارضاً لحسين الحوثي يفتح لنا مشكلة وقد بدأنا ندرس مذهبنا، هكذا كنا نتصور! ما كنت أفهم المشروع الاستئصالي للنظام، إنه مجرد سبب فقط! فحسين الحوثي تربية زيدية، والزيدية قائمة على مقاومة الظالم، فهو تعبير عن المذهب، والذي يضجر من هذا إنسان مريض، إنسان لديه عقد نفسية، الظالم يجب أن يوجه إليه النقد أصلاً، لماذا يظلم؟ فالمذهب رائع عندما يقوم على مبادئ الإسلام? «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر» كيف يتحول إنسان كما جاء في الحديث: «الحفاة العراة رعاء الشاء» إلى قصور، ودنيا دانية؟! أهذا يقبله عقل؟!. فعندما أنت تشعر أنك لست ملكاً للأمة، وأنك تتبع شخصاً فقط تحس بالمرارة والإهانة والعبودية؛ فمن وجهة نظري هذا حق مشروع، فإذا لم يتجاوب الظالم، إذا لم تتجاوب السلطة، لنداء العقل، لنداء الثورة، نداء السلم، يرغمك على العنف، على القتال، هذه طبيعة الحياة، فقصدي ما هناك.. لكن لو وجد بعض الزيدية أو غيرهم مثلاً إن هناك شعبية للحوثي وشباباً يسمعون قوله، ويلتفون حوله، إذا وجد إنسان في قلبه بعض الغيرة أو أنه معزول أو كذا لم ينهض كما نهض غيره، «أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله»، «القائم أفضل من القاعد». .. هل الحوثي زيدي؟ - زيدي مائة بالمائة، وإنما الشعار فقط قالوا: بدأه الخميني، وليس الشعار مثلاً ملكاً للخميني، بغض النظر عن اتفاقي مع الشعار أو اختلافي، لكن ما هي القضية قضية ألفاظ الشعار: هو في: الله أكبر، النصر للإسلام، ثم الموت لأمريكا، يعني أنا رأيي أن الشعار يكتفى به في المعركة مثلاً، في مظاهرة، في مناسبات قليلة، وليس بالشكل الذي هو في المسجد، في المناسبات أكثر من مرة. رأيي أنا. .. هل أنتم موافقون على الشعار نفسه؟ - هو أصلاً الشعار الآن فرض روحه على أمم كثيرة شئت أم أبيت. .. طيب الشعار في حد ذاته يبيد أمة، ولو هي يهودية أو أمريكية؟ - قالوا في المثل: «إذا المتكلم مجنون فالمستمع بعقله» والموت والحياة بيد الله، ولذلك أمريكا لا تتضايق مثل ما يتضايق العرب والموت، لا يعني موت الأفراد والشعوب الأمريكية واليهودية.. بل موت السياسات الأمريكية والصهيونية الاستعمارية التي تقتل المسلمين في كل مكان: في فلسطين، والعراق وأفغانستان وغيرها، والتي تنهب ثرواتنا، وتعيق التنمية الحقيقية والتقدم الحضاري للبلدان العربية والإسلامية؛ لتبقى في تخلف وفساد وحاجة إلى مد اليد للمعونات الكاذبة والخادعة من الغرب. .. هل شخصية اليماني المذكورة في كتاب الكوراني عند الزيدية حقيقة؟ - لم أقف على ذكر لليماني في كتب الزيدية، وإنما ورد له ذكر في كتب المحدثين: مثل كتاب نعيم بن حماد في الفتن. وكذلك السفياني لا وجود له في كتب الزيدية. وأنا حقيقة لي وجهة نظر في المهدي نفسه، ووردت أحاديث إنه يأتي مهدي، لكن أنا رأيي أنت مهدي نفسك، وأنا مهدي نفسي، والركون على المهدي.. طبعاً المهدي عند الجعفرية غير المهدي عندنا وعند الأمة الأخرى، نحن عندنا يأتي المهدي في زمانه، ووردت أحاديث متفق عليها عندنا وعند الجعفرية وغيرهم أنه في زمانه، لكن لا نؤمن بأنه غائب موجود بالشكل الموجود عند السادة الجعفرية، لا نؤمن بذلك، فهذه الأخبار علمها عند الله، أنا حقيقة لست واثقاً منها. .. طيب وعلى كلام المهدي المنتظر ما المهدي المنتظر عند الزيدية؟ - عند الزيدية وغير الزيدية أنه سيأتي آخر الزمان رجل من أولاد فاطمة الزهراء اسمه محمد بن عبدالله يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا، إلى آخره، وردت أحاديث؛ فلذلك لا يستطيع الإنسان أن يكذبها، ولكن فقط أنا أريد إذا وُهبت فرصة من الوقت، والعمر، والفراغ أبحث، أبحث؛ لأن المهدية هي نتيجة لليأس والإحباط، للإحباط أنا مظلوم سيفرج عني المهدي!!. .. الارتباط بين الحوثي والنظام السابق.. ما تعلقيكم ؟ - لا يوجد ارتباط في الحقيقة، لا يوجد ارتباط، وإنما كان زمان يساعدوهم بطباعة منهج في حدود أربعمائة ألف، وهو مبلغ لا يذكر بجانب عشرات المليارات للمعاهد وللحركات الوافدة، مليارات، مليارات! يعني بدون مبالغة، وأنت تعرف هذا تقريباً، المعاهد، والجامعات، والمساجد، وهذا مجرد أربعمائة ألف قالوا للشباب المؤمن، فإذا كان هذا تحالف مع النظام السابق فلا حول ولا قوة إلا بالله. أصلاً الزيدية تمثل روح الإسلام، وهو لا يجوز التعاون مع الظالم، ولو أن تبري له قلماً، هذه قاعدة إسلامية، ومن خرج عنها فإنما هو من علماء السلطة، منافق، مداهن، ما معنى أدعي الإسلام وأنا أعاون الظالم، كيف هذا؟ .. ما تقولون في الحوثيين وتوسعهم في بعض المحافظات المعروفة بالسنية؟ - إذا توسعوا فهم من الأمة، ما هي المشكلة يعني، إذا طرح الإنسان فكره بحضارة، بمدنية، بعقل، وأنت اقتنعت بفكري ما هي المشكلة؟ إذا فرض بالعنف فهذا منبوذ، تمام نقاومه جميعاً، ولكن نحن تربينا على أنه لا يجوز فرض الفكر بالعنف. حتى الإمام أحمد كان في تعز يؤذن في مسجد بحي على خير العمل، وبقية تعز شافعية، ولم يجبرهم بذلك، عندنا في البلاد رأس البلاد زيدية، وأسفل الجبل شافعية، وكلنا إخوة ما أحد يبشر بمذهب، أبداً إخوة. ماهي المشكلة أصلاً؟، ولكن السؤال: أنت زيدي اقتنعت بأفكار شافعية، وبُني فكرك على عقل وعلى دراسة أهلاً وسهلاً، وأنا أشجع طلبة الزيدية إذا اقتنعوا بشيء عن علم؛ فالمذهب الزيدي قائم على الاجتهاد والاقتناع، يقتنع فما هي المشكلة؟ فإذا اقتنع الشافعية أهل تعز رعاهم الله أن الزيدية أجود من مذهب: أطع الظالم وإن جلد ظهرك، وأخذ مالك.. قالوا: هذه خزعبلات، ذل هذا، واقتنعوا بالثورة على الظالم. والله جميل هذا فقط..!! .. هل نستطيع أن نقول إنك حوثي؟ - أنا أبني نفسي على الاجتهاد، ولا أرضى لنفسي أن أكون ذيلاً لأحد، ولكن إذا كان الحوثي أو غير الحوثي يعمل بما يرضي الله فأنا من أول من يناصره ويؤازره كواجب ديني، ما عندي مشكلة، إذا كان مثلاً البلاد التي فيها الشباب أنصار الله، أمنوا الطرق، احترموا الناس، اختفت السرقات مثلاً، خدموا المجتمع، أهلاً وسهلاً، فهذا شيء يسعدني جداً؛ لأني أَتَلَفَّتُ يميناً وشمالاً فلا أجد إلا وفرة من اللصوص، ومن انعدام الضمير، ومن موت القبيلة، ومن انحسار القيم للأسف، حتى أشك كما يقال: إن الإيمان يمان والحكمة يمانية، أين هذا؟ ماذا تشاهد؟ قضاء منهار، وأمن منعدم، وتعليم تحت الصفر، اقتصادنا مدمر.. .. أنتم بنيتم مركز بدر العلمي بهذه الضخامة.. ما هي النشاطات العلمية؟ وهل لكم نشاط خاص مستقل عن الحوثي؟ - أنا أصلاً قبل الحوثي نشاطي كان هنا في المركز؛ وإنما كان الوالد بدر الدين رحمه الله من العلماء الذين أتفق معهم في الخط عالم متحرك ثوري عالم زيدي، يمثل المذهب الزيدي، والسيد مجد الدين المؤيدي، والقاضي صلاح فليته، وأشباههم، وبدأت أنشط وأنا صغير بالفطرة، مع أني دعيت للدخول مع حركة الإخوان! وبفطرتي رفضت؛ لأني كان توجهي أن أكون عالماً كبيراً، أجتهد، وكنت أتمنى تغيير الظلم سلمياً، لاحظوا بالخط العريض اعملها سلمياً، بمعنى أن الطلبة الذين يقرأون عندي يصبحون من العلماء الكبار وينتشرون في الوديان والجبال وأهل حضارة، وعلم وعقل، يجب أن لا يخفى عليكم أنه عندنا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يجوز إلا لمن هو عالم، ولذلك يشترط أن يقوم بهذا كبار العلماء، وليس من هب ودب، فعندما نتأكد من ظلم الظالم نسقطه بالسلم، نتعاون من كل حدب وصوب، وهذا أسلوب حضاري، ولكن وصلنا إلى حقيقة مرة، وهو أننا نعيش في ظل سلطة كانت لا تؤمن إلا بالعنف!!. .. يعني شخصيتكم شخصية مستقلة؟ - المفروض على كل مسلم ألا يكون مقلداً، ألا يكون ذيلاً، أن يكون رأساً، ولكن معيب أن نرتكب حماقة الحسد؛ لأن الذي أجبر طلابي عشرات، مئات، ألوف أن يذهبوا من هذا المركز ويلتحقوا بالقتال الظلم، ونكران لكل جميل.. يعني لَقَّطُوا الطلبة إلى الحبوس، ما بقيت إلا أنا وزوجتي، حتى السكرتير الشخصي أتى الأمن القومي واعتقله، وحاولوا اعتقالي مراراً، غير الاعتقالات السابقة، ومصادرة المركز، فكأنه يقول: قاتلني وإلا فلست برجال، هكذا معناها. هذه حقيقة ليست مبالغة. وإذا استطعت أن تصور قصر هامان جنوب المركز لتشاهد الظلم صَوِّرْهُ لتنشر حقيقة، إذا أحسست أنك ابن الدولة وتنتمي إلى الدولة، انشر الحقائق، دُمِّر جزء من المركز ومن المسجد بسلاح الدولة، بجيش الدولة سابقاً.. .. ما حقيقة الانسجام بين الصوفية والشيعة؟ - إذا كان التصوف هو الزهد والتقلل من الدنيا، الإمام علي كان يقول: يا دنيا غري غيري، يا صفراء يا بيضاء غري غيري، كان يكتفي بطمريه وبقرصيه، فهذا هو الزهد والتشيع، فإذا كان التصوف هذا فالزيدية ينتمون إلى الإمام علي من هذه الناحية، وأئمة الزيدية المعتبرون وغيرهم هم زهاد، لكن الطقوس الجديدة ما نعرفها إذا جاءت طقوس جديدة، ما هي الصوفية؟ لا نعرفها. .. ما طبيعة الصراع الحوثي الإصلاحي في الوقت الراهن؟ - هو ليس حوثي إصلاحي، وقد نَبَّهْنَا، ونصحنا، قلنا: اختلف معي ما عندي مشكلة، لكن أحترمك واحترمني، أنا ابن السنة أصلاً، ولذلك أتمنى لو يأتي معك أحد من الذي يدّعي السنة لكي أناقشه ما هي السنة؟ هل نجهل السنة؟ عندنا السنة، والسنة ملك للجميع، هل البخاري أو مسلم أو الترمذي ملك لأحد؟ للجميع، ولكن نحن نفحص السنة أحسن من غيرنا. إذاً فالصراع هو بين الفكر الزيدي والفكر الوافد الوهابي وغير الوهابي، يعني يريدون اقتلاع هذا الفكر من جذوره، محو الزيدية من اليمن، واعتدوا على الشافعية واتهموهم بالصوفية، واصطدمنا بهم ، ولولا العقل لدخلنا في معارك طاحنة، لكن كنت أكتفي بالحجج العلمية والمناظرة، ولذلك كانوا يحذرون الطلاب من مقابلتي، قالوا: يلحس عقلك. .. هل تدرسون السنة مثل ما يدرس الزيدية؟ - نحن السنة، مذهب الزيدية قائم على السنة: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس، يعني مصطلح السنة عندما يكون حكرًا على فئة غلط، لكن إذا كان هناك من لا يقبلون الأحاديث هذا شأنهم هم، أما الزيدية فهي سنية أصلاً، ولكن مشكلة الذين يسمون أنفسهم: أهل سنة إنهم لا يقبلون رواية أهل البيت: الهادي، والقاسم، والإمام زيد، وهذه هي المشكلة. والجعفرية لا يقبلون إلا رواية المعصومين مثل أبي عبدالله، جعفر الصادق، وكذا، أما نحن ما عندنا مشكلة نتأكد من صحة الحديث، حتى لو رواه من رواه!! لاحظوا الإنصاف، لكن إذا اصطدم بالعقل، إذا اصطدم بالقرآن نرده. .. الدستور والقانون في الوقت الراهن ما إيمان الجماعة بذلك؟ - طبعاً الزيدية وعلماؤها أول من يدعم هذا، والشباب الآن ينادون بتطبيق الدستور، وهل طُبق الدستور في يوم ما؟ لم يطبق أبداً، كذب في كذب، فالدستور والقانون يعني الضوابط التي وضعها الناس لتطبيق حياتهم، لم يطبق أبداً، فالدستور والقانون والضوابط التي وضعها الناس لتنظيم شئون حياتهم وضمان حرياتهم وحقوقهم في المواطنة المتساوية نحن ندعمها بدون شك. .. وهل شرط البطنين لايزال قائماً اليوم؟ - في الحقيقة أنا كنت أقول عندما كانت محصورة في النهدين، يعني النهدين فوق دار الرئاسة؛ فالحصر موجود بين الطيارة والدبابة، ولكن هذه المسألة عند الزيدية راجعة لظروف قديمة، قديمة، لكن أنا شخصياً أؤمن بالكفاءة: أن يتقدم الناس العالم، الورع، الرحيم بالناس، إلى آخره، ثم الآن لم يعد مسألة شخص، الآن المفروض مسألة مؤسسات، مسألة قوانين. .. يعني لا تقرون بالحصر في البطنين؟ - والله الوضع الآن يفرض أن تحصرها في العينين، والبطنين. الآن عندما مثلاً يمنع الهاشمي من دخول كلية شرطة، أو من الكلية الحربية، أو من أي مكان تترسب مرارات؛ فالمفروض أن يعاملوا معاملة كريمة؛ فنرجع نحصرها في البطنين بشراسة أشد؛ فنقول: لا تصلح إلا في البطنين؛ نتيجة الظلم، ولو سُمح للوالد بدر الدين أن يدرس في مسجد في سنحان ما حصلت حرب، لكن المشكلة هؤلاء الجهلة، القتلة الاستقصائيون! حتى على مستوى مسجد بجواري اللواء: علي محسن أصدر أمراً بخط يده لتغيير الإمام، لا يكون على فكر الدكتور المرتضى، هنا المسجد عندي مسجد الحمزة. - الله المستعان، يعني يتدخل قائد عسكري في مسجد؟! يعني شيء مخيف، وأنا أقول هذا الكلام لعلهم يتوبون من هذا الهراء، فكذلك أي حزب قائم على الإقصاء وعلى الإلغاء نهايته إلى فشل. .. ما حقيقة الوثيقة الفكرية والثقافية التي وَقَّعَتْ عليها بعض الأطراف مؤخراً، وهل أنتم من ضمنها؟ - العلماء الآن في صعدة وغيرهم يقومون بدور العلم والتوجيه، والعالم مثل الطبيب يقوم مقام العالم الرباني، ووقت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يطبقوا الكتب ويقومون، ينظرون في شئون المجتمع في مظاهرات، في اعتصامات في النضال والدفاع عن مسجونين، عن مخفيين، عن كذا؛ لأن مجرد دراسة لا تقدم ولا تؤخر مشكلة، يعني ليست هذه هي الدراسة التي نرغب فيها، نعم والجهاد بدون علم أيضاً مشكلة، فالوثيقة هذه تصلح بين الناس، تجمع الناس على الحق، وهي مطلب إسلامي، ونحن أمة واحدة، والتخاطب مع مذهب مع رجال يفهمون أجود من الهمجية، وأحسن. .. طيب ما طبيعة الصراع بين محمد عبدالعظيم، وعبدالملك الحوثي من وجهة نظركم؟ - عبدالملك عاقل ناضج حليم فيه صفات رائعة، والسيد محمد هو ابن عمه. .. لكن هناك صراع بينهما؟ - ما تسميه صراع، أحياناً بعض التصرفات تعالج بالصبر والحكمة، فمش قضية صراع، في فترة من الفترات كانت جهات شنت الحرب على صعدة يعظمون السيد محمد عبدالعظيم، يعظمونه إلى حد التقديس، لغرض في نفس يعقوب، وبعدين كتبوا عنه بأن هذا من علماء الرافضة، فهم مجرد لعب؛ فأنا أرى أن للسيد محمد له حرمته كعالم يمارس نشاطه: يدرس، يعظ، ولا يجوز الاعتداء على كرامته ولا كرامة أحد، وهو لا يحق له ولا يجوز أن يكفر ابن عمه الحوثي، وأن يفسقه وأن يشنع له، ليس من حقه. .. وأنت في أي صف؟ - أنا في صف كما شرحت لك الآن أنه يجب على عبدالملك الحوثي أن يوفر العدل، والحماية، والاحترام للعلماء، وأن ينهض بواجب العلم، ويرفع راية العلم ؛ العلم، العلم؛ لتأمن أنك بجوار علماء «إنما يخشى الله من عباده العلماء». ويجب على العلماء أن يؤازروه فيما يرضي الله، في توحيد اليمن، في خدمة اليمن، في توجيه الناس لبناء اليمن، هذا هو المطلوب؟ هذا هو الذي أنادي به؛ فلست أنا ولا أسمح لنفسي بالانحياز الأعمى، بل أقف بموقف يسمح لي بالنصيحة لأي طرف أرى فيه بأن له حاجة في النصيحة، وقد قمت بهذا والحمد لله، وقد أثمرت بعض النصائح. .. هل الوقت مناسب لإثارة المذهبية؟ - قد أثيرت من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكن الآن هناك مشروع صهيوني يُمَرَّرُ، ولسنا فيه، نحن ضد هذه المذهبية والعنصرية، لكن الآن الزعيق والنعيق مثلا ضد إيران ما هي المصلحة للأمة الإسلامية والعرب في الحملة الشعواء التي يقوم بها أبناء داحس والغبراء، وأصحاب اللحى المعطرة بالمسك والعنبر والحبة السوداء والحناء، يعني الشيعة .. الشيعة .. الشيعة، ونزول عشرات بل مئات وإذا قلت الألوف فلا أبالغ طعن على الشيعة، افترض الشيعة الجعفرية، طيب ما هو؟ ضاعت العقول، لماذا الهجوم على إيران بالذات؟ لماذا الخليج يخاف من إيران بالذات؟ وإسرائيل التي تمتلك فعلاً أربعمائة رأس نووي وهي عدو!!. يعني أصبحت إسرائيل صديقة للعرب، وللأمة! هذا ما يمرره الآن الفكر السلطوي الانتهازي الغبي، الذي يمرر مشاريع الصهيونية، نقاتل فقط الشيعة!! طيب الآن من الذي وقف مع حماس؟ إيران، مع الجهاد الإسلامي؟ إيران، وهذان الفصيلان سنيان، وقفت مع حزب الله، أين الصواريخ العربية أو الإسلامية أو الدعم للفلسطينيين؟ أين هي؟ ما معنا إلا الشتم واللعن والخطب والكذب والفضائيات، قاعدين على الشيعة!! يعني الشيعة يؤمنون بالله وبرسول الله، ولهم نظرتهم في الصحابة، أنا لا أوافق والمذهب الزيدي لا يوافق عليها. لكن لاحظتم في الفترة الأخيرة سكتوا عن الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لإرضاء الأمريكان! إذن نحن أمام مفترق طرق، أمام تمرير مشاريع صهيونية صليبية واضحة للعيان، ونحن لا نرضى طبعاً كما قلت للسيطرة شيعية أو سنية يعني الإسلام دين السماحة، دين العقل، دين العدل، «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليفكر»، «أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين». هذه البلطجة نرفضها تماماً، لكن الآن إحياء هذه النعرات، الآن يُدق على رأس الزيدية من جديد، ويريدون حرباً جديدة، ما هذا؟ كلما فتحوا جرحاً سال جرح، وكل ظفر تحته دم، وقد فتحوا حروباً على صعدة وعلى الشباب وانتصروا أكثر، وأعطوهم قوة أكثر، ولو فتحوا عليهم حرباً والعياذ بالله بتمرير هؤلاء الاستئصاليين فصائل القاعدة وما شابهها لأعطوهم الساحة كاملة، يعني سيكتسحون الساحة. فأنا أقول بواسطتك: إن الغرض هو احترام الآخر، اليمن تتسع الجميع، وهذا الزعيق والنعيق اتركوه. والآن لاحظوا النغمة التي يريدها السفير الأمريكي دق الحوثيين مع إيران، تخويف العرب من إيران. .. إيران ترسل سفن أسلحة؟ - هذا كذب، مجرد كذب، لم ترسل، مجرد كذب، الهدف منه إدخال اليمن في معركة تخدم المشروع الصيهوني الأمريكي، لا أقل ولا أكثر، الحرب الآن على إيران، وإدخال اليمن وسوريا إنما مجرد دق لإيران، وإيران الآن استطاعت أو في طريقها أن تحرز نفسها بما ابتكرت من وسائل حديثة، من صواريخ اقتحمت الفضاء، دولة بتعمل، ولكن العرب للأسف والأتراك عبارة عن فوضى، فوضى. طيب لماذا الدول العربية ما تبني لها مفاعلات نووية؟ وتعمل مثل إيران، سباق تسلح، لماذا أتت بالأمريكان؟ طيب اعملوا مثلهم، منطقي أو لا؟ لماذا الأمريكان والصهاينة وبريطانيا وفرنسا يمتلكون القنابل النوية وإيران لا يحق لها؟!. .. طيب يا دكتور ما رأيك بالحوار الوطني؟ - الحوار الوطني إذا اتفقت عليه الجهات.... .. من تقصد بالجهات؟ - الجهات الفرقاء في اليمن، ورأوا فيه وسيلة خلاص لليمن، وإن كان الغرض الإلهاء والموالهة، يعني: يتجابروا وكل واحد قابض على الزناد، فلن يؤدي إلى أي نتيجة. .. ما هي أهم القضايا التي يجب مناقشتها في مؤتمر الحوار الوطني من وجهة نظركم؟ - أنا رأيي يجب أن يعرف كل فصيل مدى حجمه، الإصلاح لا يفكروا الآن كما قلت لكم لا تَلُمْ مجرد الحوثي أو أنصار الله إنهم يريدون السيطرة، طيب والإصلاح الآن مسيطر وثاروا على علي صالح، والآن أصبحوا هم المتحكمون، والآن نريد أن نثور عليهم؛ لأن الداخلية لي، العدل لي، التعليم لي، حتى الآن يحاولون إزالة الأمناء. كاتب، يكْتُبُ لَكَ عقد نكاح، ما أصلح أنا ما بالا إذا هو إصلاحي، يعني هذا حزب اقصائي، المفروض أن ينظروا بعقل، بخدمة اليمن لكي نثق فيهم، ليس بهذه السيطرة!! ولذلك مصر الآن في دوامة في هاوية نتيجة هذه النظرة. .. كيف تنظرون إلى مستقبل اليمن؟ - نسأل الله التوفيق، أنا أنظر بنظرة قاتمة؛ لأن الجنوب استبيح وما أحد أنصفه! أخذوا الأرض! استباحوه طولاً وعرضاً! أهانوهم! كما احتقروا الشمال وأهانوهم! فإذا كنت أنا من الشمال وكرامتي وفكري مستباح، ولولا الله سبحانه وتعالى حافظ لنا لكنا في مهب الريح! فكيف بالجنوبي المغلوب على أمره بعد الحرب؟! ما دخلوا في وحدة، دخلوا في غزو، في استباحة، والوحدوي الحقيقي البيض وأصحابه، أنا أشهد لله، وقد سمعتها من الرئيس السابق، قال: أكبر وحدوي علي سالم البيض. سمعت علي عبدالله صالح بأذني قال: أكبر وحدوي علي سالم البيض، وكان يقول في حيدر العطاس: رجل دولة، لكن ما نريد نحن.. نريد مزارع، أحواش، سواحل، غزاة، تتر، تتر، ! للأمانة، فلو أعطي الجنوبي والشمالي الحقوق وبنينا دولة لكنا في سعادة.. لكن لاحظوا حتى البحر الذي يكفي اليمن وأفريقيا تركوه لمن هب ودب مقابل رشوة! يعني أنا أعطيك رشوة لكي أسرق البحر، أعطيك رشوة لتهدم بيتك، يعني الأمة اليمنية للأسف ضايعة، ولكن كنت أتمنى على علي سالم البيض أن يرفع لواء الوحدة، ويقول: أنا أولى بالوحدة، وأنا أنتخبه رئيساً لليمن قاطبة. .. وأخيراً هل لديك كلمة يا دكتور أو رسالة تود قولها عبر الصحيفة؟ - أتمنى أن تكون الجمهورية، وسبتمبر، والكل لليمن، للإسلام، أَحُسُّ بأني أخوك وأنت أخي، ونعبر عن بعض، ونحمي بعضاً، ونحترم بعضاً، ونخاف على بعض، ونتمنى الخير للجميع، ولا بأس عليكم بما تسمى لغة الصحفيين، والمانشتات، لكن الحقيقة تظل هي الحقيقة، يعني لا يخرج الإنسان عن شرفه ومروءته وصدقه. بورك فيك، وأهلاً وسهلاً بكم، بصحيفة (الجمهورية)، ونتمنى أن تؤدوا دوركم فيما يبني يمننا وديننا، وجنبنا الله الفتنة.
