الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    الشهادة منحة إلهية    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    في وقفات شعبية وفاءً لدماء الشهداء واستمرارًا في التعبئة والجهوزية..قبائل اليمن تؤكد الوقوف في وجه قوى الطاغوت والاستكبار العالمي    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منتسبو وحدات الطوارئ.. صعوبة المهام وضرورة التأهيل !
فجوة وحاجة ل (6000) فني في هذا التخصص الإنساني..
نشر في الجمهورية يوم 22 - 01 - 2013

يقدم منتسبو وحدات الطوارئ سواء بالمستشفيات الحكومية أو الخاصة أو الدفاع المدني كل يوم رسائل إنسانية نبيلة تتمثل في الإنقاذ السريع وحماية أفراد المجتمع وممتلكاتهم، وهم من خلال مراكز عملهم المختلفة في شتى أنحاء الوطن يؤدون مهامهم الصعبة على مدار الساعة بالإمكانيات المتاحة ويعيشون لحظات الخطر حتى يوفروا لغيرهم الأمان وبلا شك فإن منتسبي وحدات الطوارئ يحتاجون إلى مراحل متعددة من التدريب والتهيئة النفسية والبدنية، بداية من مرحلة التدريب الأساسية حتى يصلوا إلى المستوى المطلوب للتعامل مع شتى أنواع الحوادث والمهام المكلفين بها، ولكي يكونوا محترفين ومتمكنين في تخصصاتهم سواء كانت إطفاء أو إنقاذا أو إسعافا.
مهام إنسانية
ولكي نلقي الضوء أكثر على هذه القضية التقينا بعدد من الأكاديميين والمختصين في مجال التدريب والتأهيل والدفاع المدني ومجال الطوارئ بشكل عام، ابتداء بالعميد الدكتور أحمد محمد حربة مدير كلية التدريب بأكاديمية الشرطة والذي أكد أن التدريب والتأهيل من أولويات المؤسسات المدنية أو العسكرية في أي مجتمع من المجتمعات وقال: تدريب رجال الطوارئ وتأهيلهم بشكل جيد له أهمية كبيرة فهم ينقذون حياة بني آدم أي إن مهام رجال الطوارئ إنسانية بحتة فإذا تدربوا تدريبا جيدا على هذه المهام فبإمكانهم أن ينقذوا غريقا من الغرق، وبإمكانهم أن ينقذوا طفلا من الحريق، وبإمكانهم أن ينقذوا إنسانا من أي كارثة قد تحل به, فمن هنا تأتي أهمية التدريب لرجل الطوارئ فهو إنسان والإنسان مدني بطبعه؛ لذا يجب أن يتدرب ويصقل مواهبه بصفته بطل إنقاذ.
وأضاف قائلا: في الحقيقة مجتمعنا اليمني كما هو معروف تغلب عليه العشوائية ورجال الطوارئ جزء من المجتمع لكن الأمر سيختلف إذا درب رجل الطوارئ بمستوى عال يليق بالمهام التي تسند إليه، وما نخلص إليه هو ضرورة الشراكة بين وحدات الطوارئ سواء في الدفاع المدني أو المستشفيات وغيرها وبين الكليات والجامعات والأكاديميات المتخصصة لبناء الرجل المنقذ.
جانب مهم
أما العقيد عبد الكريم معياد القائم بأعمال رئيس مصلحة الدفاع المدني فيقول: هناك عدد كبير من الحوادث التي ابتلانا الله بها في العام المنصرم فقد حدثت أكثر من 500 حادثة حريق منازل وعدد كبير من حوادث الغرق والانهيارات الصخرية، وقد تم التعامل مع هذه الحوادث بكل جدية وبكل الإمكانيات المتاحة ورغم الإمكانيات الشحيحة إلا أننا نؤدي واجبنا على الوجه الذي يرضي ضمائرنا أمام الله ثم أمام المواطنين، وقد دشنا الفعاليات التوعوية والإرشادية في مجال الدفاع المدني لعام 2013بالشراكة مع كلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية، والتي اخترناها؛ لأن تخصصاتها ترتبط ارتباطا مباشرا بعمل الدفاع المدني، ولاشك أن جانب التدريب والتأهيل جانب مهم جدا في مجال الدفاع المدني، فكلما كان رجل الدفاع المدني مؤهلا ومتنورا قام بعمله ووظيفته على أكمل وجه، وهناك خطة مستقبلية للتعامل مع كلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية والشراكة الدائمة معها.
بادرة جيدة
أما الدكتور محمد محمد حلبوب أخصائي طوارئ وعناية مركزة في هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء، فيقول: في الفترة الأخيرة يعني منذ خمس سنوات بالكثير بدأ يكثر عدد الأخصائيين في مستشفياتنا الحكومية وهذا أمر مستحسن، أما قبلها فكان معظم من يعملون بالطوارئ أطباء عموم فقط الآن ولله الحمد لدينا أخصائيون واستشاريون خريجو البورد العربي، لدينا مركز إنعاش قلبي رئوي مؤهل مصرح به من جمعية القلب الأمريكية تقام فيه دورات بشكل دوري، لكن بسبب شحة الإمكانيات نوعا ما ظلت هذه الدورات محصورة على الكادر الطبي في الطوارئ مع أنه من المفروض معرفة الجميع طريقة الإنعاش القلبي والرئوي سواء كانوا ممرضين أو سائقين أو رجال دفاع مدني أو طلبة أو عسكريين أو غيرهم لأن حالات توقف القلب أو الرجفان البطيني اذا حدثت لأي شخص ولم يجر له عملية الإنعاش خلال اربع دقائق فسوف يدخل في حالة نقص تروية على الدماغ؛ وممكن يموت أما إذا تمكن المسعفون من إجراء الإنعاش القلبي أو الرئوي خلال الدقائق الأولى فالأمل كبير في استعادة النبض والتنفس في اسرع وقت بإذن الله، وأضاف قائلا: هناك بادرة جيدة وهي إنشاء كلية علوم الطوارئ نتمنى من الجهات المعنية دعم هذه الكلية وتوسيع نشاطاتها ودعمها ولو دعما جزئيا، كما نتمنى الاهتمام بأقسام الطوارئ في جميع المستشفيات الحكومية؛ لأنها واجهات المستشفيات وهي المرحلة الإسعافية الأولى للعلاج اذا صلحت صلح حال المستشفى واذا فسدت فسد المستشفى كله.
خبرة بالممارسة
الدكتور أمين علي عبدالله حميد رئيس وحدة المجارحة في هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء قال: تكمن صعوبة مهام قسم الطوارئ في مستشفى الثورة العام في كونه المستشفى الأول في الجمهورية اليمنية من حيث احتواؤه على جميع التخصصات؛ لذا يستقبل جميع الحالات المرضية من كافة محافظات الجمهورية وهذا يسبب ضغطا كبيرا على هذا القسم وعلى المستشفى بشكل عام، أما عن تأهيل منتسبي قسم الطوارئ في المستشفى فمعظم العاملين هنا أخذوا الخبرة بالممارسة ولم يتلقوا أي تأهيل أو تدريب عدا دراساتهم الطبية والصحية، سواء في كليات الطب أو المعاهد الصحية؛ لذا نناشد الجهات المعنية أن يهتموا بهذه الشريحة من العاملين في مستشفياتنا اليمنية ويمنحوهم القدر الكافي من التدريب والتأهيل كي يتمكنوا من أداء واجباتهم على الوجه المطلوب.
- الأخ فيصل عبد الوهاب مرشد ممرض يعمل في قسم الطوارئ بهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء يقول: مشكلة طوارئ مستشفى الثورة الازدحام الشديد فيها وفي الأغلب تصل حالات كثيرة، لا تعد إلى هنا خلال الأربع والعشرين ساعة أما عن تأهيل العاملين هنا فبعض الزملاء فقط من حصلوا على دورات في مجال الطوارئ، أما الأغلب فلم يتلقوا أي تأهيل أو تدريب منذ التحاقهم بالعمل هنا؛ لذا ندعو المعنيين بهذه الأمور إلى الاهتمام بالبشر قبل اهتمامهم بالحجر؛ لأن الإنسان هو من يبدع وهو من ينتج.
حسب الحاجة
الأخت كوكب محمد خميس ممرضة تعمل بقسم الطوارئ في هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء تقول: هناك بعض الزملاء اليوم يؤهلون في مجال الطوارئ بشكل خاص، فمنهم من يدرس تخصص انعاش قلبي ومنهم من يدرس حوادث وكوارث، ومنهم من يدرس طب طوارئ، بس الذي يعيب هذه الدورات أنها تمنح لأشخاص معينين المفروض توزع هذه الدورات حسب الحاجة وحسب الاختصاص، والمشاكل التي نواجهها هنا كثيرة منها قلة الوعي عند المرضى وأولياء أمورهم؛ إذ تصل حالات ليست من تخصصنا كحالات الحروق وعضات الأفاعي وعضات الكلاب وغيرها، فالمريض عندما يصل إلينا لا نستطيع أن نقدم له شيئاء والسبب أننا لسنا مؤهلين، لاستقبالها ولعدم توفر الأدوية اللازمة، مع العلم أن هناك مستشفيات متخصصة لهذه الحوادث كالمستشفى الجمهوري كما تصل حالات أطفال مصابين بسوء تغذية والذي يفترض إسعافهم رأسا إلى مستشفى السبعين؛ لذا أتمنى من الجميع فهم مبدأ التخصص ليخف الضغط على قسم الطوارئ بالمستشفى وعلى المستشفى بشكل عام.
فعاليات توعوية
بعد إجراء اللقاءات سالفة الذكر كان من الضروري زيارة كلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية كي تكتمل الحلقة، وعند زيارتي لهذه الكلية كانت المصادفة الجميلة هي حضوري احتفال تدشين الدفاع المدني للفعاليات التوعوية والإرشادية في مجال الدفاع المدني، بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني وبالشراكة مع كلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية، وقد ألقيت في هذا الاحتفال عدد من الكلمات، أبرزها كلمة وكيل وزارة الداخلية لقطاع خدمات الشرطة اللواء عبدالرحمن البروي والذي قال: أقدر الجهود الطيبة التي يبذلها منتسبو الدفاع المدني في إنقاد حياة المواطنين عند الحوادث والكوارث وفي جميع الأحوال والظروف، ولا أ نسى في هذا المقام الإشادة بالجهود التي تبذلها كلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية التي بدأت بالتدريب والتأهيل في هذا المجال، وهذه الجهود تؤكد النجاح المتوقع للكلية في تخريج كوادر مؤهلة تأهيلا عاليا ونتمنى للجميع التوفيق والنجاح في مهامهم العلمية والعملية.
إيجاد الشراكة
بعد انتهاء الحفل استطعت أن ألتقي بالدكتور محمد عبدالله الوشلي عميد كلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية، والذي تحدث لنا قائلا: كلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية نشأت من خلال دراسة للواقع ودراسة جدوى ودراسة أكاديمية علمية؛ إذ وجدنا أن الكادر فيما يخص علوم الطوارئ يكاد يكون معدوما، خاصة في طب الطوارئ والحماية المدنية وعلوم الكوارث، فعلى سبيل المثال لا الحصر اليمن تحتاج إلى (6000) فني طب طوارئ وحتى الآن لا يوجد من هذا العدد شيء يذكر، فأنشأنا هذه الكلية التي تعتبر أول كلية مجتمع متخصصة في علوم الطوارئ في اليمن تحت إشراف وزارة التعليم الفني والتدريب المهني، وأسميناها كلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية حتى تشمل كل تخصصات ومجالات الطوارئ سواء كانت صحية أو تقنية، وقد عملنا على إنشائها ككلية خاصة تهدف إلى تخريج كوادر صحية وتقنية مؤهلة تأهيلا عاليا، بما يواكب سوق العمل وتساهم في تحسين الوضع الصحي والتقني، من خلال نظام أكاديمي متكامل وفقا للمعايير المحلية والإقليمية، ونسعى نحن في كلية علوم الطوارئ إلى إيجاد الشراكة مع كل الجهات الحكومية والخاصة حتى يؤهل الكادر الأكاديمي الذي يعمل في الميدان تأهيلا وتدريبا علميا يستطيع أن يقدم خدمة وطنية لكل أفراد المجتمع.
شبه منعدم
وأضاف الوشلي قائلا: كانت دراستي في علوم الكوارث حتى حصلت على الدكتوراه وكان من مخرجاتها أن كادر الطوارئ المؤهل شبه منعدم فاليمن الآن بحاجة إلى (6000) فني طب طوارئ؛ لذا نحتاج إلى تكاتف الجهود خاصة الجهات الحكومية، وقد وضعنا أكثر من مشروع للجهات الحكومية لإنشاء أكاديمية لعلوم الكوارث والأزمات، حتى تستطيع إيجاد موطئ قدم لمثل هذه التخصصات، وعليه أتوجه إلى كل الجهات الحكومية التي لها علاقة بعلوم الطوارئ والخدمات الصحية بأن يشدوا الهمم في هذا المجال ويعملوا على إيجاد شراكات مع القطاع الخاص، وإنشاء الكليات المتخصصة في هذا الجانب حتى نستطيع تغطية الفجوة الكبيرة لهذه التخصصات، وللحاجة الماسة لها في مجال التنمية، فالتنمية لن تكون إلا اذا كان هناك استعدادات للكوارث وتجهيزات للأمن والسلامة في كافة المرافق وفي كل مكان ببلادنا الحبيبة.
منهج تخصصي
كما تحدث إلينا الأخ ناصر علي محمد نائب العميد للشؤون الأكاديمية وأحد المدرسين بكلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية بالقول: أنشئت كلية الطوارئ للحاجة الماسة ولضرورة وجود مؤسسة تعليمية يمنية تؤهل في علوم الطوارئ؛ لأن معظم العاملين في مجال الطوارئ سواء في المستشفيات أو في الدفاع المدني أخذوا المهنة بالخبرة فقط؛ ولم يؤهلوا ولا نشكك في قدراتهم، لكن يظل الشخص المؤهل والمتخصص هو القادر على القيام بالمهام الموكلة به على أكمل وجه.
ويضيف قائلا: قبل أن تنشأ الكلية كانت المستشفيات الحكومية والخاصة تضطر لعقد دورات لمنتسبيها في خارج الوطن، لكن بعد إنشاء الكلية أصبح لهذه المستشفيات القدرة على عقد هذه الدورات داخل الوطن، منهج الكلية وضعته لجنة من الأكاديميين والمتخصصين في مجالات الطوارئ والتخدير والكوارث والحماية المدنية، والمنهج لم يوضع اعتباطاً وقد استرشدنا بجامعة سودانية تدرس نفس الأقسام وجامعة تركية وجامعة سعودية تدرسان علوم الطوارئ والعلوم التي تدرس لدينا مع مراعاة اختلاف المشاكل والكوارث التي تحصل ببلدنا دونا عن أي بلدان أخرى؛ وقد اطلع عليه عدد من المستشارين وأشادوا به.
وأردف: لدينا الآن عدد كبير من الطلاب المتخرجين من كليات الطب جاءوا إلينا ليكملوا تأهيل أنفسهم في طب الطوارئ، ونحن استقبلناهم وهم الآن يكملون المقاصات وسنؤهلهم في هذه المجالات، ويواصل حديثه بالقول: كنت أتمنى من وزارة الصحة أو وزارة الداخلية أن تتبنى هذه الكلية، وأن تكون هذه الكلية كلية حكومية كي تتسع لشريحة المستفيدين من هذه الكلية الذين بدورهم سيخدمون الوطن والمواطن وقت الشدائد والأزمات والكوارث لا قدر الله.
تخصصات نادرة
بعدها التقيت مع عدد من طلبة الكلية الذين تظهر في ملامحهم الحماسة واستشراف المستقبل, الأخ مهيب أحمد سلطان يدرس المستوى الأول قسم طب طوارئ يؤكد أن التحاقه بكلية علوم الطوارئ بسبب وجود تخصصات نادرة فيها ويقول: أستطيع مستقبلا إن شاء الله من خلال تخصصي أن أخدم وطني وأبناء وطني ويوجد تخصصات موجودة هنا في هذه الكلية وغير موجودة في أي جامعات أو كليات أخرى في اليمن، كطب الطوارئ والتخدير وحماية مدنية وإدارة منظمات، أتمنى لي ولزملائي مستقبلا زاهرا نستطيع فيه أداء رسالتنا الإنسانية على أكمل وجه.
أما حمدي الوهابي والذي يدرس بقسم التخدير والإنعاش القلبي فتحدث قائلا: مستشفيات بلادنا الحكومية والخاصة تفتقر إلى أخصائي تخدير؛ لذا حرص مؤسسو الكلية أن يكون بها قسم تخدير والدراسة في هذه الكلية وفي تخصصي دراسة راقية تعنى بتفاصيل تخصص التخدير في سبيل الارتقاء بهذا القسم بجميع مستشفياتنا والاستغناء عن الأيادي العاملة الأجنبية في هذا التخصص، وإحلال الكادر اليمني. ويواصل الوهابي حديثه بالقول: أتمنى من الدولة الاهتمام بالكلية وتحويلها إلى جامعة حكومية؛ لأنها أول كلية تتخصص في مجال الكوارث والإسعافات والتخدير و تخرج أخصائيين يخدمون وطنهم وشعبهم في هذه المجالات.
حاجة ماسة
الأخت سبأ ناصر السيلي والتي تدرس بقسم إدارة منظمات فتقول: كليتنا أول كلية في اليمن تدرس أقسام الطوارئ بشكل عام وما دفعني للدراسة فيها هي حاجة بلادنا الماسة لمتخصصين في مجال الطوارئ سواء للمستشفيات أو المؤسسات أو الأماكن العامة، ومع التغييرات المناخية الموجودة في العالم كله، فبلادنا مثل غيرها من بلدان العالم مهددة بالكوارث الطبيعية؛ لذا فأغلب ما ندرسه في كليتنا يركز على كيفية مواجهة أضرار هذه الكوارث والإنقاذ السريع للناس المتضررين من هذه الكوارث, والدراسة في كليتنا ممتعة ويبدأ في المستوى الثاني التطبيق العملي, أتمنى من الكلية أن تمنح شهادة البكالوريوس للدارسين فيها وذلك لأهمية التخصصات الموجودة فيها، وأتمنى للزملاء والزميلات في الكلية التوفيق والنجاح في خدمة وطننا الحبيب الذي هدفنا خدمته أولا وأخيرا، وأود أن أوجه رسالة إلى أصحاب القرار ابتداء برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وجميع المعنيين للاهتمام بكليتنا ودعمها وتحويلها إلى قطاع حكومي بدلا من إيفاد البعثات الدراسية إلى خارج الوطن.
أما سيف علي ناصر، طالب أيضا بالكلية يؤكد أنه التحق بالكلية حبا في تخصصاتها المتنوعة والجديدة والتي تحتاجها بلادنا وهو يطمح كما يقول إلى مواصلة الدراسة حتى بلوغ أعلى المراتب العلمية في تخصصه خدمة لوطنه الذي يحبه أكثر من حبه لنفسه.
ما خلصت إليه في هذا الاستطلاع هو ضرورة تأهيل وتدريب كوادر أقسام الطوارئ في مستشفياتنا الحكومية والخاصة، ووحدات الدفاع المدني وغيرها من وحدات الطوارئ أينما وجدت، فالمهام المسندة إليهم من أقدس المهام، فجميعها تتعلق بحياة الإنسان, أما بادرة إنشاء كلية لعلوم الطوارئ فهي بادرة جيدة وهي دعوة للجهات المختصة في تبني نشاطاتها وتحويلها إلى جامعة حكومية متخصصة في تعليم وتأهيل علوم الطوارئ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.