شهدت مدينة عدن بعد عصر أمس مهرجاناً جماهيرياً حاشد نظمته السلطة المحلية بالمحافظة للاحتفاء بالذكرى الأولى للانتقال السلمي للسلطة وتجسيد الإجماع الوطني في انتخاب الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً الجمهورية. وتقاطر عشرات الآلاف من المواطنين من أبناء محافظات عدنوأبينوشبوة والضالع ولحج إلى ساحة العروض بمديرية خور مكسر التي أقيم فيها المهرجان حاملين علم الجمهورية اليمنية واللافتات المعبرة عن أهمية يوم ال21 من فبراير في تاريخ اليمنيين ولتأكيد تمسكهم بالوحدة المباركة وتأييدهم للحوار الوطني الشامل لبلورة الحلول الصائبة لكافة قضايا الوطن وفي مقدمتها إيجاد الحل العادل للقضية الجنوبية وكذا رفضهم لأية مشاريع تآمرية تستهدف المساس بثوابت الوطن ومنجزاته ومكاسبه. وردد المشاركون في المهرجان بصوت واحد: "قلناها مليون مرة .. الوحدة مستمرة" .. كما هتفوا بشعارات وطنية تمجد الثورة اليمنية الخالدة وثورة الشباب وتضحيات الشهداء في سبيل تحقيق التغيير والانتقال السلمي للسلطة وترفض مخططات الفتن ومشاريع العنف التآمرية التي تسعى إلى خلق الصراعات والفرقة والشتات بين أبناء الوطن اليمن الواحد. وفي المهرجان الذي بدئ بالسلام الجمهوري ثم آيٍ من الذكر الحكيم, ألقى وزير الخدمة المدنية والتأمينات نبيل عبده شمسان كلمة نيابة عن رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني عبر في مستهلها عن سعادته للمشاركة في هذا المهرجان للاحتفال بالذكرى الاولى بيوم الإجماع الوطني للتداول السلمي للسلطة، ممثلاً عن الأخ رئيس الجمهورية الذي اختاره كافة اليمنيين رئيساً توافقياً لقيادة التغيير وممثلاً عن حكومة الوفاق الوطني، ناقلاً إلى الجماهير المحتشدة تحيات الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حكومة الوفاق الوطني الأخ محمد سالم باسندوة وإلى كل الناخبين والناخبات الذين زحفوا وبشكل غير مسبوق إلى صناديق الاقتراع في 21 فبراير 2012م ليصنعوا مجداً جديداً لتجسيد التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع. وقال : "إن يوم ال21 من فبراير هو اليوم الذي خرج فيه اليمنييون برجالهم ونسائهم من تلقاء انفسهم وبدون دعاية انتخابية او دفع من مرشح ولكنهم اندفعوا لممارسة حقهم الديمقراطي من أجل حماية وطننا الغالي من الانزلاق إلى حرب أهلية من شأنها تحويل اليمن إلى دويلات ومشيخات وقبائل متناثرة تدار من المليشيات وتجار الحروب". وأضاف: "إن اليمنيين خرجوا في 21 فبراير ليقولوا نعم للتداول السلمي للسلطة، نعم للمشير عبدربه منصور هادي قائداً للتغيير السلمي وبانياً للدولة المدنية الحديثة ودولة المؤسسات والحكم الرشيد من خلال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي توافق عليها أطراف العمل السياسي مما جنب اليمن حرباً أهلية بدت معالمها في أمانة العاصمة وفي أكثر من محافظة" .. مشيراً إلى أن هذه المبادرة تحقق طموحات وأهداف وآمال شباب وشابات اليمن الذين خرجوا بثورة شبابية سلمية للمطالبة بتغيير سلمي يمكنهم من العيش الكريم في دولة مؤسسات تخضع قراراتها وتصرفاتها لمعايير الحكم الرشيد ويعتمد اداؤها على معاير ترسخ العدالة والمساواة بين المواطنين وتعلي سيادة القانون وتكافح الفساد. وأشاد الوزير شمسان بتوافد المواطنين الى ساحة العروض من مسافات بعيدة للاحتفال بالذكرى الاولى ليوم التداول السلمي للسلطة يوم الحرية والتغيير يوم الإجماع الوطني الذي تجسد بانتخاب الأخ عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية وأصبح يمثل عنواناً لانتصار الإرادة السياسية اليمنية التي غلبت مصلحة المواطنين على الانتصار لأي مصالح أو أطراف أخرى. وأشار إلى أن الاحتفال بهذا اليوم التاريخي وبهذا الحشد الكبير في ساحة العروض بمحافظة عدن يعطي رسالة بالغة الدلالة وواضحة المعنى لكل المتربصين والمتآمرين.. بأن اليمن سيظل موحداً وأن عجلة التغيير التي انطلقت في ال21 فبراير 2012م لن تتوقف حتى تحقيق كافة أهدافها، مؤكداً أن تحقيق تلك الأهداف مسؤولية وطنية وأخلاقية للمضي قدماً نحو تحقيق كافة الغايات والطموحات، مستندين إلى مرجعية ارتضاها الجميع وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. واستطرد وزير الخدمة المدنية والتأمينات قائلا:"إن من الأهمية بمكان ونحن نحتفل بالذكرى الاولى لانطلاق عجلة التغيير أن نستحضر أمامنا وضع اليمن عند التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتولي الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي قيادة البلاد وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وعرض الانجازات التي تحققت". وأردف: "إن الوضع الذي كان قائما مازال في ذاكرة كل يمني جلياً واضحاً حيث يتذكر اليمنيون أن تنقلهم كان من شارع الى شارع أمر محفوف بالمخاطر وربما يكون شبه مستحيل وأن كافة الخدمات إن لم نقل ربما كانت منقطعة وفي مقدمتها الكهرباء والمشتقات النفطية". وأشار إلى أن مجمل الاوضاع الاقتصادية والمالية والادارية وصلت الى حالة الانهيار وأن محافظة أبين وبعض مديريات شبوةوالبيضاء كانت تحت إدارة العناصر الإرهابية للقاعدة وأن هناك محافظات ومديريات خرجت عن سلطة الدولية وعن إدارتها. وقال: "واليوم وبعد مرور عام من التغيير نستطيع ان نقول: إن الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني واللجنة العسكرية قد حققوا نجازات عديدة نورد بعضها من زاوية النتائج وزاوية النتائج لا يستطيع احد ان ينكرها”. وتابع : “من ابرز النتائج أن الطرق اصبحت مؤمنة والتنقل داخل المدن اصبح متاحاً لكل مواطن وأن الميليشيات والجماعات المسلحة والدوريات العسكرية عادت الى ثكناتها وأن آثار المواجهات المسلحة وآثار الصراع السياسي والمتاريس قد تم إزالتها من داخل المدن”. ومضى قائلاً: "إن الوحدات الأمنية قد تولت المهمة في داخل المدن التي كان يتشاطرها اطراف كثيرة وأن القاعدة قد دخرت من محافظة أبين ومن شبوة ومن محافظة البيضاء وأنه تم إعادة الخدمات الى المواطنين وفي مقدمتها خدمة الكهرباء والمشتقات النفطية بالاضافة الى مساندة المجتمع الدولي والدولي والاقليمي من خلال الزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية الى عدد من الدول الشقيقة والصديقة وكذلك زيارات رئيس الحكومة التي تكللت بعقد مجلس الامن ومجلس التعاون الخليجي لعدد من الجلسات الدائمة والمساندة لعميلة التغيير وتنفيذ التسوية السياسية في اليمن وفقاً للمبادرة الخليجية”. ونوه شمسان بعقد مجلس الأمن الدولي لجلسة خاصة في اليمن كسابقة اولى على المستوى الاقليمي الى جانب عقد مؤتمر المانحين واجتماع اصدقاء اليمن في كل من الرياض ونيويورك والذي توج بحشد الدعم الدولي لليمن من خلال إعلان مجتمع المانحين تعهدات لسد الفجوة التمويلية لخطة التنمية في اليمن بما يقارب 9 مليارات دولار. ولفت إلى أن إعلاء سيادة القانون وإزالة المظالم وإعادة الحقوق إلى أصحابها كانت حاضرة وبقوة في توجهات وتوجيهات الأخ رئيس الجمهورية، موضحاً انه تم تغيير كثير من القيادات المعيقة للتغيير وكذا تشكيل لجنتين لمعالجة اوضاع الاراضي والموظفين والمتقاعدين في المحافظات الجنوبية الى جانب إصدار المدونة المتعلقة بمبادئ الحكم الرشيد وغيرها .. موضحاً أن هناك انجازات كثيرة تحققت في ظل اوضاع بالغة الصعوبة والتحقيق بالاضافة الى ان ما يصلح في النهار يخرب في الليل وقبل ان تعود فرق الإصلاح من مواقعها. وقال الوزير شمسان: “نحن نحتفل اليوم بالذكرى الاولى لانطلاق عجلة التغيير ونحن على موعد قريب مع حدث لا يقل اهمية عن هذا اليوم، إنه مؤتمر الحوار الوطني الذي سينطلق في 18 مارس القادم ويجتمع فيه رجال وشباب ونساء اليمن الذين يمثلون أبناء المجتمع اليمني بمختلف انتمائهم وأطيافهم لمناقشة مستقبل اليمن في حوار فعال مبني على الانفتاح والتكافؤ والاحترام المتبادل” .. مشيراً الى ان المؤتمر لم يستثنِ احدًا سواء في الداخل او الخارج ويكفل للجميع حق التحاور دون خطوط حمراء ووفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وفي مقدمتها القضية الجنوبية وقضية صعدة وكذا مطالب الشباب الذين عبروا عنها في ثورتهم الشبابية. وبين شمسان ان تحديد الأخ رئيس الجمهورية لموعد انطلاق مؤتمر الحوار لم يأتِ الا بعد ان توفر للمؤتمر قدر كبير من مقومات النجاح التي أهمها الإعداد والتحضير الجيدان والمشاركة الواسعة وتوافق شركاء العمل السياسي وبدعم ومساندة وإصرار المجتمع الدولي والاقليمي وإدراك المجتمع اليمني أهمية نجاح الحوار لمواصلة عملية التغيير وبدونه أو في حال فشله لا قدر الله ستعود الاوضاع الى ما قبل التوقيع على المبادرة الخليجية.. مؤكداً أن هذا الوضع لا يمكن أن يسمح به رئيس الجمهورية ومن خلفه كافة أبناء الشعب اليمني التواقين إلى التغيير وبناء الدولة اليمنية دولة العدل والمساواة. فيما قال محافظ عدن المهندس وحيد علي رشيد: إن هذا اليوم يعتبر يوماً فارقاً في حياة شعبنا اليمني باعتباره يمثل الذكرى الأولى لأول انتخاب سلمي للسلطة ظل ينتظرها الجميع منذ خمسين عاماً .. مضيفاً: "إن الله عز وجل شاء أن يأتي هذا الإنجاز على يد المناضل الرئيس عبدربه منصور هادي الذي قبل التحديات ليقود اليمن في هذه المرحلة الصعبة". وأشار إلى أن هذا القائد الذي قبل ان يكون قائداً للوطن في لحظة تخلى فيها الجميع عن المسؤولية وفي لحظة وزّع الفرقاء المحافظات إلى قطاعات ليس لها من دور الا التناحر والتقاتل وكأنهم لا يعيشون إلا على دمائنا .. منوهاً بأن قدر الله كان الأغلب فسخر لنا الاشقاء والاصدقاء وسخر لنا هذا الرئيس الشجاع والقائد المحنك. وأضاف: "إن التغيير السلمي الديمقراطي وبناء الدولة اليمنية الحديثة هو هدفنا الآتي في 21 فبراير 2014م، إننا ونحن نخطو اليوم في اتجاه مؤتمر الحوار الوطني ندعو الجميع ولا نستثني احداً حتى أولئك الملوثين بالماضي الذي أساء إلينا وسفك دماءنا واغتصب حريتنا حتى هؤلاء نفتح لهم صدورنا ونقول لهم: تفضلوا الى طاولة الحوار. ولفت إلى أن مدينة عدن كونية لا يجوز تقديمها في اي مشروع طائفي وبأي مشروع جهوي باعتبارها عاصمة اقتصادية ومدينة البحر والخدمات .. موضحاً أن من اراد الرفاه والخدمات وأراد الاقتصاد فعليه بهذه المدينة ومن اراد السوء فعليه أن يغادرها ويبحث عن منطقة اخرى. واختتم محافظ عدن كلمته بالقول: ”إن دماء العدنيين ودماء اليمنيين ليست حلالا وستؤرقهم في الدنيا قبل الآخرة“.. مؤكداً اهتمام السلطة المحلية في تطوير الخدمات في المحافظة في جوانب الكهرباء والمياه والتعليم والصحة والنظافة والامن. وكان الأمين العام لمجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية الدكتور عبدالله العليمي ألقى كلمة رحب فيها بالجماهير الغفيرة التي قدمت من المحافظات الجنوبية الى مدينة عدن للمشاركة في هذا المهرجان .. لافتاً إلى ان يوم 21 فبراير يعتبر يوماً تاريخياً تجلت فيه معنى الحكمة اليمنية وحكمة الشعب من خلال الانتقال السلمي والآمن للسلطة. وقال الدكتور العليمي: ”إن الشعب اليمني اثبت في هذا اليوم أنه قادر على كبح جماح الشر وأن يتوافق ويرتقي الى مستوى المصلحة الوطنية العليا” .. مؤكدا اهمية الحوار الوطني الشامل الذي تحتضنه العاصمة صنعاء وتدشن اعماله في الثامن عشر من مارس القادم. ووجه العليمي في كلمته ثلاث رسائل، الأولى رفعها الى الأخ رئيس الجمهورية وأكد فيها وقوف الجميع معه مادام مع الوطن وأنهم جنوده ما دام مع التغيير وأنهم سنده ما دام مع البناء .. منوهاً إلى حلم اليمنيين في بناء دولة النظام والقانون والعيش في ظل حكم ديمقراطي عادل. وأكد العليمي في رسالته الثانية التي وجهها الى ابناء الجنوب الشرفاء بأن القضية الجنوبية هي قضية سياسية وحقوقية عادلة بامتياز وأن الجنوب للجميع والجميع معنيون بالدفاع عنها وحلها حلاً عادلاً .. معبراً عن رفض القوى الثورة الجنوبية لثقافة الإقصاء والتهميش، ودعا الجميع الى الالتقاء والتوافق وبما يمكن من الانتصار للقضية الجنوبية. وفي الرسالة الثالثة دعا الدكتور العليمي أبناء الوطن الأحرار الى عدم السماح بالعنف .. مؤكدًا ضرورة التمسك بمربع الامن والاستقرار وأن يكونوا رسل سلام . الأمين العام للائتلاف الثوري للمرأة الجنوبية نادية منيب أوضحت من جانبها أن اليمنيين ابهروا العالم بسلميتهم ووعيهم وسطروا افضل ملامح النضال والتغيير والذي تجسد بالانتقال السلمي للسلطة في أول مرة في تاريخ اليمن السعيد .. مشددة على ضرورة تحمل الجميع لمسئولية بناء الوطن في هذه المرحلة . وقالت: "إن اليمن في طورها الثاني بعد يوم 21 فبراير يوم الانتقال السلمي للسلطة تحتاج منا جميعاً الى لملمة الجراح والتعالي على الآلام وجعل همنا جميعا بناء الوطن بناء اليمن الجديد” .. لافتةً إلى أن هذا اليوم لن تنساه جماهير الشعب اليمني وأن الوطن يحتاج الى تكاتف جميع ابنائه لبنائه. وخلال المهرجان قدمت وصلة إنشادية وطنية للمنشد محمود كارم، نالت استحسان الجميع وتم إعلان منح الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية درع التغيير من قبل مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية وتسليم الدرع إلى وزير الخدمة المدنية والتأمينات نبيل عبده شمسان. حضر المهرجان رئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور ومحافظ أبين جمال العاقل ووكيل جهاز الامن السياسي لمحافظات عدن ولحج وأبين اللواء ناصر منصور هادي ووكيل محافظة عدن لقطاع الاستثمار وتنمية الموارد أحمد الضلاعي وقيادات فروع عدد من الاحزاب والتنظيمات السياسية وأعضاء المجلس المحلي بمحافظة عدن ومدراء عموم المكاتب التنفيذية وأعضاء المجالس المحلية في مديريات المحافظة وقيادات عدد من منظمات المجتمع المدني والقيادات النسوية وممثلي الشباب والشخصيات الاجتماعية.