عباس طاهر كم تمنيت من القاضي عبدالوهاب قطران عدم الرد على مثل هذه الأصوات النشاز وعدم مجاراتها في مضمار قامت بإختياره عنوةً لهدف تسعى لتحقيقه بأي وسيلة. ردّك على شخص لا يستحق — خصوصًا من يسعى خلف الشهرة بأي وسيلة — قد يجرّ وراءه تبعات سلبية ونتائج عكس المتوقع. بعض الأشخاص يفتعلون الجدل أو يستفزون الآخرين فقط لجذب الانتباه. فيتحول ردّك إلى فرصة بالنسبة لهم، حيث تمنحهم منصة مجانية للوصول لجمهورك والترويج لأنفسهم. إن الرد على شخص غير ناضج أو سطحي او مغمور قد يُظهرك وكأنك جزء من نفس الأسلوب. فالناس قد لا تميّز من المخطئ، فتراك طرفًا في صراع لا يرقى إلى مستوى شخصيتك. مثل هؤلاء حين تذكره أو ترد عليه، قد يقتبس ردك، أو يستخدمه ك "منصة ارتقاء"، ولمجرد ذكرك اسمه يُعد انتصارًا له. إن قابلية التكيف مع الظروف المتقلبة التي تتبناها هذه المرأة لم تعد مجرد سلوك فردي، بل أصبحت تمثل نموذجًا لأزمة اجتماعية وسياسية أعمق، تسببت في دفعها وغيرها إلى اتخاذ مواقف تُظهر هشاشة أخلاقية واضحة في ظل واقع سياسي معقد. هذه الحالة تجسد بجلاء التناقض القيمي الذي يعيشه البعض، نتيجة الانفصام بين المبادئ المُعلنة والسلوكيات الفعلية. ما تمارسه هذه المرأة من تلوّن سياسي وأدوار مزدوجة، ما هو إلا انعكاس لتراكمات نفسية واجتماعية شكّلت رؤيتها وسلوكها الضحل، في ظل بيئة أنتجت نمطًا من التفكير المشوه، وقد بدا جليًا في شخصيتها المرتبكة. لقد أصبحت هذه المرأة حبيسة خيارات ضيقة، تماثل ضيق أفقها وتصلّب تفكيرها، تتأرجح بين الخضوع لصوت خافت وذليل لضميرها وفق ما يطلبه المجتمع، وبين الانسياق خلف إرادة من يدير توجهها ومواقفها، (ولي نعمتها ) حتى لو تعارض ذلك مع القيم التي تتغنى بها. ما أود قوله: أن الصمت في بعض المواقف ليس ضعفًا، بل استراتيجية ذكية، فتجاهل من لا يستحق قد يكون أقوى رد، لأنه يحرمهم مما يبحثون عنه: الانتباه والضوء. تضامننا الكامل مع القاضي قطران