الانترنت والفيسبوك، البريد الالكتروني أو الإيميل مصطلحات تتكرر على مسامعه كل يوم، يعتقد أنها من أمراض العصر كالسرطانات أو الإيدز ..إلخ. أميته أفقدته الكثير فعندما يسمع أياً من هذه الكلمات يقول: مساكين كل الناس أصبحوا أمراض هذه الأيام.. اقترب موعد الساعة.. ويسأل الله العفو والعافية ويحمده على الصحة والعافية. يعود إلى بيته منهكا كل يوم فيصلي العشاء والوتر ويبتهل إلى الله أن يجيره من عذاب النار ويجنبه الانترنت والفيسبوك (ينطقها بلغته البسيطة مكسرة) اللهم آمين ويمسح على وجهه ويضع الراديو بجانب أذنه وينام. علا صوته مرة بالدعاء وابنته ذات العشرة الأعوام قريبة منه، فلم يستسغ عقلها الصغير حكاية دعاء أبيها، فخاطبته ما علاقة الفيسبوك والانترنت بدعائك وصلاتك يا أبي؟ أجابها: أدعو الله يحفظنا ويحفظكم ويجنبنا هذه الأمراض.. تجيبه: ليست أمراضاً يا أبي، هذه أدوات تواصل يتواصل الناس بها مثل التلفون والجوال والبريد العادي لكنها أسرع .. ووجدتها الطفلة فرصة لتقنع أباها بأن يدخل التقنية هذه إلى البيت مثل الهاتف والتلفاز وتتفاخر أمام زميلاتها. قال لها: وما أدراك؟ أجابته ندرس هذا بالمدرسة، وزميلاتي كلهن معهم بالبيت انترنت بالبيوت ويدخلن الفيسبوك والانترنت. حمد الله على أنها ليست أمراضا وسرعان ما اقتنع بها ليعرف حقيقة هذه الأشياء الغريبة على ثقافته فتجرأ على أن يطاوع ابنته بالدخول إلى عالم الأمراض خاصة بعد وعد ابنته له بتعليمه استخدامها، وتشبيهها بالهاتف الجوال من حيث السهولة فهو يعرف استخدامه جيدا. استعان بقريب له يفهم في تلك الأشياء بأن يجهز له كل تلك التقنية بعد تدبير المبلغ المناسب.. فبدأ من حيث انتهى الآخرون لم يبدأ بتعلم الكتابة بعد تجهيز حساباته في الماسينجر والفيسبوك بدأ مباشرة في الدردشة الصوتية والمرئية.. أصبح مريضاً جديدا ومن نوع آخر بالصوت والصورة، مريض ضجر منه الجميع.. ترك أصدقاءه الأولين الذين كان يجلس معهم قبيل المغرب بعد عودته، وأصبح له أصدقاء جدد ومجتمع جديد حتى دعاؤه الذي كان مداوما عليه اختصره وعلى عجل يتناول عشاءه والسماعة على أذنيه ..ترك كل روتينه القديم جانبا.. لم يبق إلا أن يترك عمله الذي يقتات منه هو وأولاده لكن الدافع أقوى.. فكل يوم أربع ساعات كافية في التواجد على مصحة الفيسبوك..