أقيم صباح أمس حفل إشهار ملتقى التصوف الإسلامي بمحافظة تعز وبمشاركة كوكبة من علماء ومشائخ الفكر الصوفي وجمع غفير من المريدين والمثقفين والشخصيات الاجتماعية من المحافظة وخارجها وفي حفل الاشهار الذي بدئ بآيٍ من الذكر الحكيم ألقى العلامة الشيخ سهل ابراهيم عقيل مفتي محافظة تعز كلمة الافتتاح أشار فيها إلى اهمية دور العلماء في صنع التحولات والتغيير في المجتمع مستشهداً بسيرة السلف الصالح من علماء الفكر الصوفي الذين قاوموا الطغاة وبذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل حرية وكرامة شعوبهم ولإعلاء كلمة التوحيد ونبذ مكامن الفرقة والغلو والفتن. كما القى السيد عبدالباسط محمد يحيى الجنيد كلمة استعرض فيها تاريخ دخول وتطور العلم الصوفي إلى اليمن وكيف التزم هذا الفكر واقترن بالزهد والمجاهدة في العبادات تحت سقف صوفي واحد على أرجاء الوطن الموحد، مادفع بهذا الفكر إلى توحيد القلوب والرؤى في الزمان والمكان بين صوفية الزيدية أو التهامية والتصوف في بلاد المعافر وحضرموت. كما عرجت الكلمة على الحضور الفاعل والمؤثر للفكر الصوفي في اليمن عبر القرون الهادف بسعيه في تأصيل قيم المحبة في المجتمع ورأب الصدع بين فرقاء المجتمع الواحد وتطوير وسائل ومفاهيم المعرفة والارتقاء بالدور التربوي والاجتماعي. من جانبه أكد الشيخ العلامة عبدالباري السروري في كلمته أن التصوف (فكر) لا (مذهب) لاينقسم على نفسه وعلى غيره ولاينبغي الفصل بين "التصوف الشيعي والسني أو الحنبلي والشافعي".. فالتصوف فكر موحد يهدف إلى نشر مفاهيم التوحيد. ودعا في كلمته إلى ضرورة الإلمام بفقه التحولات في ظل التغييرات, محملاً الدولة مسئولية إعطاء شريحة المتصوفة الاهتمام والرعاية الوافرة كونها تمثل مكوناً اجتماعياً وثقافياً وفكرياً لايستهان به في النسيج المجتمعي خاصة في مؤتمر الحوار الوطني. كما ألقيت في حفل إشهار ملتقى التصوف الإسلامي المقام في مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة قصائد شعرية لعدد من الشعراء.. وقد حضر الحفل عشرات العلماء والمثقفين والمسؤولين والشخصيات الاجتماعية من داخل المحافظة ومن خارجها.