لن ننساكم أيها الشهداء يا من أنرتم لنا طريق الظلام، وأرويتم بدمائكم الطاهرة شجرة الحرية لتنال الأجيال القادمة قطوفها يا من أغمضتم على جراحكم الجفون لتشفى جراح اليمن، نقبل نعالكم التي أطلعت لنا الكبرياء، نقبل خطىٍ أثمر ترابها بعزة حياة. لقد كنتم شلال الخصب السخي في تربة المواسم والوقود الذي ألظى أفئدة الثوار ليواصل دربكم الثوري المحفوف بالمخاطر لقد خلقتم فينا روح التضحية والإقدام وعشق الشهادة. علمتمونا معاني الإصرار والعناد في سطور دماءٍ عُرجت بنا لبوابة الفجر الجسور. اتقدتم قرابين في ساحة “تعز” تعلمون الدنيا كيف يتحول الأحرار لأكوام رمادٍ في معبد عشقٍ اسمه الوطن، لولم نراكم أمامنا تستشهدون وأنتم حاملين الأعلام والورود لما تحولنا لبيارقٍ توقد ضحى الثورة، ولنيازكٍ تدك عروش الظالمين. قد كنتم لنا الارتطام الذي يشطئ نواة النجوم.. لقد رسمتم لنا طريق الخلاص وعلمتم الدنيا فلسفة الثورات وصديتم الدبابات بصدورٍ تسطع بحب الوطن وعزيمة الإيمان. لقد سطرتم الربيع العربي بمعاني الحب والسلام وخصوبة الأحلام. تركتم السلاح في بيوتكم وخرجتم تطلبون المنايا على غصن زيتونٍ يفتح بوابة النهار. هذا العيد عيدكم يا أقمار تسمد الأرض بالعنفوان. ستظلون الرعود التي تترع الجداول وألسنة البرق التي تجزر قاب الطغاة وتحرق مملكة كل ظالم. ستظلون النبض الثائر الذي يقطن ضمير الشعب. كيف نرد لكم الجميل وأنتم كل سخاء الكرم هذا العرس هو عرسكم فاملأوا السموات رقصاً وغناءً تحية إجلالٍ لكم يا من تمزقتم أشلاءٍ لتسلم أرواحنا وتسابقتم على الموت لنحيا كراماً نمتم لتصحو نهضة الوطن صمتم لتفصح البلاغة الثورية وتتوهج المشاعر الوطنية. هذه الأعراس لكم يا قناديل كل الأعياد.