عندما نتحدث عن مؤتمر الحوار فإننا هنا نتحدث عن أمر استثنائي بقينا ننتظره أشهرا حاملين معنا الهموم ومشقة الحياة علّ هؤلاء السياسيين كانوا يوما سببا فيما نحن فيه اليوم يستجيبون لنظرات الناس اليهم فيعيدون نظرتهم إلى الشراكة في قيادة الوطن ويذهبون به إلى الملامح التي لا زلنا منذ الطفولة نشعر بها عباءة للآخرين فيما ليس لنا نحن إلا الحلم. اليوم مع مجيء الحوار يظهر من ينسحب ومن يقاطعه.. نتفق مع بعضهم ولا نبدي نفس الموقف مع آخرين. يوميات الحوار توقفت لحظات مع اكاديميين ومحللين سياسيين تستقرئ رؤيتهم.. أين الإخفاق وأين الإصابة في الانعزال عن الحوار. بداية يرى الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ العلوم السياسية في مقاطعة مؤتمر الحوار “عبطاً سياسياً” حسب تعبيره.. ويؤكد بأن أي مقاطعة “يجب أن لا تكون إلا وفقا لأجندة بديلة وتحالف جديد” كي تكون المقاطعة مؤثرا.. وقال ل “يوميات الحوار”: اذا قاطع الواحدون دون أجندة ودون بديل ودون حلفاء فإنه لن يؤثر لأن المسألة ستستمر وبالتالي هو من سيخسر. وأضاف بالنسبة للرافضين من الحراك الجنوبي الدخول في الحوار “أنا أرى أن الجنوبيين يجب أن يكونوا حاضرين بقوة سواء بنفس الدولة أو بدولة بديلة.. يجب أن يكون لهم حضور قوي مع الفيدرالية”. وبشأن المقاطعين من المعارضة الجنوبية في الخارج قال: أنا لست مع المقاطعة إلا اذا كان لديهم بديل، البديل غائم لديهم، أنا أتمنى أن يكون هناك اصطفاف وطني واسع بين كل القوى الوطنية في الشمال والجنوب لتقديم بديل، ولو قاطعت تكون على بينة من أمرها أما أن تقاطع دون أن يكون لديك تصور ولا معك قاعدة واسعة ولا معك حلفاء هذا نوع من العبط السياسي. مصالح خاصة الأستاذ الدكتور محمد سعد القحطاني أستاذ الآثار القديمة بجامعة صنعاء أكد بأن المقاطعة لا تجدي نفعا. ويرى بأن هؤلاء تحكمهم المصالح الخاصة.. مشيرا إلى أن بعض المقاطعين أو من اعلنوا انسحابهم أو تعليقهم المشاركة في مؤتمر الحوار “هم ممن يلعبون على الجانبين رجل في السلطة ورجل في المعارضة” حسب قوله. وأضاف ل “يوميات الحوار”: أنا استغرب أن بعض هؤلاء كانوا ممن نادوا للحوار فما الذي يجعلهم يغيرون موقفهم فجأة”.. وقال “اذا كانت هناك مطالب أو تحفظات في مواضيع بذاتها فليحددها”.. وزاد الدكتور القحطاني “الانسحاب أو تعليق المشاركة في الحوار عملية لا تجدي نفعا فالأمور مكشوفة والناس تدرك هذه الانفعالات أو هذه والمواقف التي تهدف في الأول والأخير للمكاسب السياسية لا أقل ولا اكثر. هنا المشكلة فيما يؤيد الدكتور احمد عبدالواحد الزنداني الأستاذ بقسم العلوم السياسية جامعة صنعاء مثل هذا الانسحاب. وقال ل “يوميات الحوار”: أنا مع مبدأ الحوار ولكني في الوقت ذاته مع من رفض أو انسحب من المشاركة في هذا الحوار لأنه لم يعكس أو لم يقم على أسس ومبادئ سليمة منذ البداية.. وأضاف: كأكاديمي اعتقد انه حوار لا يقوم على تمثيل الإرادة الشعبية تمثيلا حقيقيا فهو حوار في طريقه إلى الفشل. مراهنة على الفشل رؤية الكاتب والمحلل السياسي يحيى علي نوري لهذا الأمر تبدو مختلفة فهو يرى أن المقاطعين لمؤتمر الحوار الوطني أشخاصاً كانوا أم تكتلات يراهنون على فشل الحوار بل وسيظلون في حالة انتظار لتحقيق رهانهم حسب قوله.. مشيرا إلى أن هؤلاء المراهنين بدأوا يشكلون مواقفهم ورؤاهم على أساس هذه النتيجة التي لا تخطر إلاّ على بالهم دون أن يشاطرهم فيها السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني المندفع بقوة نحو إنجاح الحوار الوطني الشامل ورسم ملامح وطنه على المستويين الآني والمستقبلي.. وخلص يحيى نوري إلى مخاطبة المقاطعين للحوار بالقول: نقول لكل مقاطعي الحوار وهم قلة بالطبع إن الباب مازال مفتوحاً لمشاركتكم وان الشعب اليمني مازال ينتظركم أن تعودوا إلى الصواب وأن تنتصروا لإرادته الحرة.. وأن تشاركوا بفاعلية في بناء حاضره ومستقبله وحتى تشاركوا مع كل ممثليه بمؤتمر الحوار في رسم ملامح المستقبل اليمني القائم على أسس وقواعد قوية وراسخة للدولة اليمنية الحديثة التي تحمي وترعى الجميع. أمر طبيعي من جهته ينتقد الدكتور بكيل الزنداني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة صنعاء تصوير الأمر بأنه توزيع سياسي مؤكدا بأنه ليس كذلك وإنما هو أمر يتعلق ب27 مليون يمني صغيرهم وكبيرهم.. وقال ل “يوميات الحوار”: أنا أتصور شخصيا أن قضية المقاطعة هي طبيعية قد تحدث في أي مكان لكن المشكلة الحقيقة لدينا أن هناك أخطاء ارتكبت في تشكيل اللجنة، وهذا الخطأ سابق وقد تحدثنا عنه منذ إنشاء اللجنة الفنية للحوار إذ كان يجب أن يكون هناك اهتمام ودراسة اكثر واستشارة خبرات.. وأضاف: أنت تتحدث اليوم عن (27) مليون يمني هذا هو المفترض، لكن ما نراه انهم إنما يمثلون قوى سياسية محددة.. نحن نريد قوى تمثل الشعب اليمني بكل فئاته ومكوناته ولا تمثل القوى السياسية النفعية فقط، أنا اعتقد أن المقاطعة هي نتيجة أن بعض القوى لم تلتق مصلحتها مع الحوار وبالتالي تنسحب وهذا طبيعي لكن لو كان هناك دراسة عميقة للمشكلة اليمنية وتمثيل حقيقي بشكل اكبر مع استشارة الخبراء كما هو حاصل في أي دولة تستشير الخبراء والمتخصصين في كل المجالات وتشكل الفرق لكان الأمر مختلف.