احتفت مكتبة الكونجرس الأمريكية يوم الأربعاء الماضي بذكرى تأسيسها، والتي تعتبر أكبر مكتبة على مستوى العالم وأكثر تكلفة وأماناً، وتعد من المعالم البارزة في عاصمة الولاياتالمتحدةالأمريكيةواشنطن، ولها دورها البارز في مجال المكتبات ومراكز المعلومات، وذات شأن كبير في تطوراته المختلفة. تأسست المكتبة في 24 أبريل 1800م بمرسوم رسمي من الكونجرس الأمريكي لتخدم أعضاءه، ويعود الفضل في إنشائها للرئيس الثالث للولايات المتحدة، توماس جيفرسون الذي وقع على القانون الذي أرسى دورها ومهماتها، وكان جيفرسون متعدد المواهب، فكان كاتباً، دبلوماسياً، قانونياً، ومهندسا.. وكان لهذه المواهب المتعددة السبب الرئيسي في اختياره نائباً للرئيس الثاني لأمريكا جون أدمز(1735 - 1826م).. الذي أمر بتأسيس المكتبة وتعزيزها بالكتب بمبلغ 5 آلاف دولار.. وقد نقشت عبارة “مكتبة الكونغرس، هي المكتبة الأكبر، والأكثر تكلفة، وأماناً في العالم” على قبة مبنى تومس جيفرسون، وهي البناية الرئيسية للمكتبة. وتعتبر المكتبة أكبر مكتبة في العالم والمرجع الأول عالمياً للكثير من المراجع، وتضم أكثر من 130 مليون مادة من كتب ووثائق وما شابه، منها 29 مليون كتاب على شكل كاتالوج ومواد مطبوعة ب460 لغة في المكتبة وتحوي أيضاً أكثر من 58 مليون وثيقة، وتعتبر أكبر مرجع للمواد الحقوقية والخرائط والأفلام والمعزوفات الموسيقية، كما أنها تضم الوثائق المؤسسة للولايات المتحدة، وتضم 300 ألف كتاب عربي وأول مصحف مترجم، كما أنها تحتفظ بنوادر المخطوطات العربية والتي تعود مئات السنين، ولوحات فنية “للمسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي وبيت الرسول “صلى الله عليه وسلم” والمسجد الأقصى” قبل مئات السنين.. تعرضت المكتبة لحريقين في تاريخها، أحدهما على يد الإنجليز عام 1814، والثاني عام 1851، فقد ظلت ملحقة بمبنى الكونجرس منذ إنشائها، وتوسعت في قاعات المبنى الذي أحرقة الإنجليز في 24 أغسطس 1814، وفقدت المكتبة مقتنياتها فعوضتها في 30 يناير 1815، بشراء مكتبة توماس جيفرسون، لتعوض جانباً من ما فقدته.. لكنها ظلت جزء لا يتجزأ من مبنى الكونجرس.. وفي عام 1851، تعرضت المكتبة لحريق آخر كبير، ودمرت النيران ما يقرب من 35 ألف كتاب، من إجمالي 55 ألف كتاب من الذي كانت تقتنيه المكتبة.. وتم الإشارة إلى أن سبب الحريق هو عيباً في أحد المداخن، وعرض حينها توماس والتر على الكونغرس خطة لبناء جناح جديد للمكتبة بمواد غير قابلة للاشتعال.. تم افتتاحه في 23 أغسطس 1853 في حفل كبير، والذي جعل الصحافة تطلق علية “أكبر جناح في العالم”، وظلت المكتبة على مساحتها لفترة وجيزة، في عام 1865، وتم إضافة جناحين آخرين لها وكانت تنمو بجنون. في الأعوام من 1864 في نهاية الحرب الأهلية حتى نهاية عام 1897 تم تعيين اينسويرث راند سبافورد كمسئول عن المكتبة وكان له الدور البارز في تأسيسها وتطويرها، ولأنه كان مسئول حقوق التأليف فقد صدر قانونًا عام 1870م عُرف بقانون حق المؤلفين قضى بوضع نسختين من كل كتاب في المكتبة فأصبح لديه خلال فترة وجيزة عشرات الآلاف من الكتب والخرائط والمطبوعات والتسجيلات الموسيقية.. وطالب من الكونجرس بتغيير مكانها لأنها لم تعد تتسع للكتب الموجودة، فأمر الكونجرس عام 1873 ببناء مكان جديد للمكتبة أثار جدلاً طويلاً ثم وافق عليه عام 1886م على أن يشيد على الطراز الإيطالي موازياً لبنيان عصر النهضة الإيطالي الكلاسيكي.. واسند تصميم المبنى للمهندسين جون سميثر وبول بلير وتم إنجازه بعد أحد عشر عاماً أي عام 1897م وأطلق عليه مكتبة الكونجرس.. وظلت على هذا الاسم فترة 79 عاماً حتى يوم 12 أبريل عام 1976م تم تغييره إلى مكتبة توماس جيفرسون في الحفل الذي أقامه البيت الأبيض بذكرى ميلاد توماس جيفرسون الرئيس العبقري ذو المواهب المتعددة وحضر الحفل الرئيس جيرالد فور وعمل في تصميمها خمسين من أشهر الفنانين والنحاتين حتى طلعت بصورة زاهية رمزاً للثقافة والإبداع والأدب وهي تعتبر مفخرة للشعب الأمريكي. في الأول من نوفمبر 1897 افتتحت المكتبة أمام الجمهور لتصبح أول مكتبة عامة لكل الشعب الأمريكي، وأول مكتبة بهذا الحجم مفتوحة أمام عامة الشعب.