علي جرو جزء من أمنية .. خرجنا أنا و حسام من المدرسة .. اسمها كان يغريه فيقول بضحكات متحسرة: مدرسة الشهيد أحمد محيي الدين .. تخيّل أن تسمّى باسمي: مدرسة الشهيد حسام الأصيل. ضحكنا يومها معاً حد الدموع. بعد ثلاثين عاماً .. غضبُ حسام كان جامحاً لأن الطعام الذي سيوصله للمنكوبين و اللاجئين المكوّمين في مدرسة الشهيد أحمد محيي الدين سيكون بارداً. أوصل الطعام و قبّل عدداً هائلاً من الأطفال و أطعم بيديه طفلاً مريضاً يتيماً ثم مضى .. قيل : إن القذيقة التي مزّقت جسد حسام في طريق عودته كانت تستهدف المدرسة كما أن جسده عاد ساخناً إلى زوجته و طفليه الصغيرين. بكيت يومها وحدي بلا دموع. Mustafa Taj-Aldin Almusa قصة قصيرة : ( المعطف ) : لشتاءين وهو لا يغادر أحلامها.. لشتاءين وهي تحرم نفسها من كل شيء, حتى تدخر ثمنه.. لشتاءين وهي تتخيله على كتفيها, في أحلام ٍوردية الموسيقا.. الآن فقط..أصبح بحوذتها كل ثمنه, جمعت صديقاتها ليشاركنها هذه اللحظة التاريخية في حياتها, وأسرعن إلى أضخم معرض للمعاطف في المدينة..حيث اشترت معطف فروٍ فاخر جداً.. أثناء العودة بكت فرحاً في السيارة, وصديقاتها يزغردن. في منزلها..وتحت صمت الصديقات, اقتربت من تلك المرآة الطويلة وهي تحبس أنفاسها في صدرها..ثم ارتدت على جسدها معطف الفرو. عندئذٍ عاصفة تصفيق صديقاتها هبّت بصخبها على الغرفة.. مع صدى شهقاتهن الأنثوية. هي تمنت في سرها خلال ثانية, أن تموت كل الفصول الثلاثة, وأن يظل فصل الشتاء فقط على قيد الحياة, ليظل هذا الفرو على كتفيها إلى الأبد. لدقائق ظلت تداعب معطفها وكأنه عشيقها, وتتأمله بوله على السطح الزجاجي للمرآة, وقد سحرها بهاؤه...لتفوح من روحها, نشوة ٌعارمة. لكنها,لم تنتبه أبداً, إنها هي نفسها لم تكن موجودة في المرآة نهائياً. فقط معطف الفرو وحده.. كان موجوداً في المرآة... أحلام المقالح عندما تتعلّم الأنثى أن تحب نفسها و تدلّلها يكون من الصعب عليها أن تقبل بغير رجل يراها كوكباً مضيئاً يدور فى مداره متفرداً . لا يمكن أن تكون أميرة إلا لمن يعاملها على أنها ملكة قلبه وأميرة نساء الأرض . حبّي نفسك ودلليها .. لاتقلّلي من قدرك أبداً من أجل صدقة عاطفية يمنحك إياها رجل لايراكِ سوى مائدة شهية تُشبعه لساعات ، لأيام . أوربما أبقاكِ سجينته لسنوات طويلة ،سجينة غير مسموح لها أن ترى الشمس إلا من عينين لاترى سوى نفسها فقط. كوني أنتِ بكل ما بداخلك .. لاتسمحي أبداً لأحد أن يأخد مكاناً لايستحقة من أيامك وعمرك .