أكد رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أن من بين ابرز الأسباب التي أدت إلى تراجع العملية التعليمية في الفترة الماضية هو الافتقار إلى الإدارة المدرسية الراشدة. وشدد الأخ رئيس الوزراء أثناء تدشينه أمس بصنعاء مشروع تطوير التعليم الأساسي (المرحلة الثانية) على المسؤولين عن هذا القطاع الحيوي السعي وفق خطط وبرامج علمية إلى الارتقاء بمستوى الإدارة المدرسية بمفهومها الشامل، والوصول بها إلى أن تكون رشيدة. ووجه وزارة التربية والتعليم بأن تولي هذه المسألة جل الاهتمام، كونها المسئولة عن تنفيذ سياسات التعليم بشكل مباشر.. مؤكداً ضرورة العمل على تطوير مفهوم التربية لدى المدرسة ليشمل عملية النمو المتكاملة للطلبة: روحية، معرفية ، عقلية وجسدية. من اجل الحصول على جيل متوازن في افكاره، متعايش مع بيئته محب لوطنه، متسلح بالعلم ويمتلك من المهارات التي تؤهله للاضطلاع بدور حيوي في خدمة وطنه وتحقق له في الوقت نفسه سبل العيش الكريم. وشدد رئيس الوزراء على أهمية إدخال تعليم اللغة الإنجليزية ابتداء من التعليم الاساسي، وهو ما يتم العمل عليه الآن. وأشار إلى أن إصلاح التعليم مهم جداً لحاضر ومستقبل الوطن .. وقال: “ التعليم ثم التعليم ثم التعليم.. هو طريقنا إلى المستقبل”.. موضحاً أن طلبة اليوم هم صناع وبناة الغد.. وعبر الأخ باسندوة عن سعادته للمشاركة في تدشين المرحلة الثانية من هذا المشروع الذي يأتي امتداداً للمرحلة الأولى من مشروعي توسيع وتطوير التعليم الأساسي.. وقال: “ سعادتي كبيرة عندما أدشن مثل هكذا مشاريع كونها تستثمر في الإنسان الذي يمثل هدف التنمية وأداتها ووسيلتها”.. ونوه بما تبذله وزارة التربية والتعليم من جهود في سبيل الارتقاء بالعملية التعليمية والتربوية.. معرباً عن الشكر للبنك الدولي الشريك الأكبر في التنمية في اليمن، وللأصدقاء المساهمين في تمويل التعليم الذي يمثل بوابة الولولج إلى المستقبل.. مثنياً على كل من ساهم في دعم هذا المشروع، الذي يستثمر في واحد من أهم القطاعات المرتبطة بحاضر ومستقبل اليمن. وأشار إلى أن مهنة التعليم هي من أشرف المهن ويجب أن تكون مقدسة.. معرباً عن تطلعه في ان يستعيد المعلم شخصيته كما في الماضي البعيد وأن يتبوأ المكانة اللائقة من الاحترام والتقدير من قبل المجتمع. ولفت رئيس الوزراء الى أن الفجوة القائمة اليوم في الإنفاق على التعليم كبيرة بين الدول الفقيرة والغنية، ما يستوجب التعاون بين جميع الدول من اجل تضييقها.. وقال: “ما ننفقه اليوم على التعليم لا يمكن أن نصل من خلاله إلى ما نريد”.. ودعا الدول الغنية الى الإيفاء بالتزاماتها وتعهداتها الدولية بمساعدة الدول الفقيرة للنهوض من كبواتها، ذلك أن تدني مستوى الإنفاق التعليمي وعدم الأخذ بالأدوات والوسائل التقنية الحديثة في العملية التعليمية وخاصةً في مرحلة التعليم الأساسي، حتماً لن يؤدي إلى إنتاج مخرجات مجودة تلبي تطلعات وآمال الشعوب الفقيرة في التنمية البشرية والمستقبل الأفضل. وقال: "كم نحن بحاجة إلى شوامخ وشخصيات مجددة تثري حياتنا الثقافية والاجتماعية والدينية والفكرية والعلمية والفنية حتى لا ينضب معيننا وقد كان بالأمس هادراً، هامات شامخة حزبها الوطن ومذهبها الدين الإسلامي، وقدوتها محمد صلي الله عليه وسلم". وأكد الأخ رئيس الوزراء أن حكومة الوفاق الوطني ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها عازمة على مواجهة كل الصعوبات والعراقيل، مستعينين بالله وبجهود كل الصادقين والمحبين والمخلصين لهذا الوطن الغالي والحبيب إلى قلوبنا.. وقال: “ هذا قدرنا وعلينا أن نواجهه بكل عزيمة وشجاعة”.. ولفت إلى أن بناء الوطن لا يكون الا بأبنائه، وعلينا جميعاً أن نبني وطننا وسيساعدنا الآخرون، ولا يجب ان نظل متقاعسين عن البناء وتحقيق التنمية المنشودة. كما دشن رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أمس الحملة التعريفية لمشروع إنشاء مؤسسة التشغيل المهني للشباب و الشابات، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية و القطاع الخاص و المانحين وخريجي التعليم الفني و المهني.. وفي حفل التدشين ألقى الاخ رئيس الوزراء كلمة عبر في مستهلها عن أمله في أن تمثل هذه المؤسسة، خلال الفترة القادمة، إطاراً تكوينياً ملهماً للشباب والشابات الخريجين من معاهد التعليم الفني والتدريب المهني المنتشرة على امتداد اليمن، يحفزهم إلى تبني مشاريعهم الخاصة، ويمدهم بالاستشارات اللازمة لإنجاح مشاريعهم ويصطحبهم في مرحلة التأسيس، ويشكل واسطة موثوقة بين المشاريع ومصادر التمويل المتاحة.. وقال: “إن مؤسسة التشغيل المهني لا تمثل مصدر تمويل مباشر، لكنها في اعتقادي تمد الشباب برأس المال الحقيقي وهو المعرفة والخبرة والمساندة، والاستشارات الملهمة للشباب في مرحلة الإعداد لتنفيذ مشاريعهم، من خلال مراكز للتدريب والاستشارات ستنشأ في عشرين محافظة بحسب تقديرات وزارة التعليم الفني والتدريب المهني”. ووجه الاخ باسندوة وزارة التعليم الفني بأهمية الحرص على استكمال البنيان الاساسي لمشروع مؤسسة التشغيل المهني، لتكون المؤسسة جاهزةً لتقديم الخدمات لأبنائنا الخريجين من التقنيين والمهنيين، وبما يتطابق مع الأهداف التي أنشئت المؤسسة من أجلها. وقال: “إنه لمن دواعي السرور والغبطة أن نخطو في الحكومة خطوةً مهمةً باتجاه اهتمامات وأولويات أبنائنا شباب وشابات هذا الوطن، الذين حملوا على أكتافهم عبء التحول المصيري لليمن نحو مستقبل أفضل ومشرق، عبر ثورة قدموا خلالها التضحيات الجسام”. وأكد رئيس الوزراء أن من حق الشباب أن يكون الحاضر والمستقبل لهم، فهم صناع التغيير الذي يعيشه اليمن.. مشدداً على ضرورة تعاون الجميع من أجل بناء واقع ومستقبل أفضل للجيل القادم. ولفت الأخ باسندوة الى تزامن هذا الحدث مع المؤشرات الإيجابية التي تصدر عن مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي قطع حتى اليوم أشواطاً مهمة وبلور أفكاراً نيرة فيما يخص صياغة مستقبل الدولة اليمنية المدنية الحديثة على قاعدة التوافق الوطني. وقال: “لعل ما تم إنجازه في مؤتمر الحوار الوطني حتى الآن يمثل رداً عملياً على أولئك الذين يحلمون بتعطيل مسيرة الانتقال السياسي في هذا البلد، ونؤكد لهم أنه مهما عملتم ومهما تورطتم في الأعمال التخريبية، فلن توقفوا عجلة التغيير التي تحركت ولن تعود إلى الوراء”. وأكد رئيس الوزراء أن من يحاولون عرقلة مسيرة التاريخ واهمون، فهم لن يستطيعوا مهما عملوا، لأن التاريخ يذهب الى الأمام ولا يعود للوراء.. متطرقاً الى ما يعانيه الشعب اليمني من الافعال التخريبية والاعتداءات المتكررة على خطوط نقل الكهرباء وتفجير أنابيب النفط.. مؤكداً أن هؤلاء المخربين المنبوذين من المجتمع سيلقون جزاءهم ولن يتم التهاون معهم. وأشار إلى أن الحكومة بصدد تنفيذ مشاريع جديدة في قطاع الكهرباء وفق رؤية استراتيجية جديدة لمواقع انشائها، ومن شأنها ان تحقق الاستقرار وتأمين الاحتياجات في هذا القطاع الحيوي والهام. وتطرق الأخ باسندوة الى الآثار السلبية لمظاهر حمل السلاح.. مشددًا على ضرورة التخلي عن هذا السلوك غير الحضاري.. وقال: “ عقب ثورتي سبتمبر وأكتوبر لم تكن المظاهر المسلحة على هذا النحو اللافت للنظر والمستفز للمواطنين”.. واستعرض رئيس الوزراء ما تقوم به حكومة الوفاق الوطني من جهود وما حققته من نجاحات، وما تواجهه من تحديات أعاقت تحقيق كل ما كان يطمح إليه.. مرحباً بهذا الخصوص بالنقد البناء غير الهدام. وقال: “نحن نرحب بالنقد البناء لأداء الحكومة، لكن كما يوجد تعثر بسبب التحديات، فإن هناك ايضاً قصص نجاح لا ينبغي إغفالها، وجميعنا علينا أن نغلب مصلحة الوطن في المقام الأول”. وأضاف: “ أنا انتمائي للوطن وليس لأي حزب، ولا افكر في الانتماء الحزبي، فالوطن هو الذي ينبغي ان ينتمي إليه الجميع بدرجة أساسية”. ولفت الأخ باسندوة الى الجهود المبذولة لمكافحة الفساد رغم كل الصعوبات.. داعياً الجميع إلى التعاون لاجتثاث هذه الآفة التي تضر بالتنمية ومصالح المواطنين.