السلطة المحلية بحضرموت تصدر بيانًا هامًا تؤكد فيه تأييدها للقرارات والتوجهات المتخذة من المجلس الانتقالي الجنوبي    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    الإعلامية مايا العبسي تعلن اعتزال تقديم برنامج "طائر السعيدة"    الصحفي والمناضل السياسي الراحل عبدالرحمن سيف إسماعيل    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    الرياض: تحركات مليشيا الانتقالي تصعيد غير مبرر وتمت دون التنسيق معنا    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    ويتكوف يكشف موعد بدء المرحلة الثانية وحماس تحذر من خروقات إسرائيل    باكستان تبرم صفقة أسلحة ب 4.6 مليار دولار مع قوات حفتر في ليبيا    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    شرعية "الروم سيرفس": بيع الوطن بنظام التعهيد    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    بيان بن دغر وأحزابه يلوّح بالتصعيد ضد الجنوب ويستحضر تاريخ السحل والقتل    الجنوب العربي: دولة تتشكل من رحم الواقع    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    حضرموت.. قتلى وجرحى جراء اشتباكات بين قوات عسكرية ومسلحين    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    الأحزاب والمكوّنات السياسية تدعو المجلس الرئاسي إلى حماية مؤسسات الدولة وتحمل مسؤولياته الوطنية    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    ذمار.. مقتل مواطن برصاص راجع إثر اشتباك عائلي مع نجله    النائب العام يأمر بالتحقيق في اكتشاف محطات تكرير مخالفة بالخشعة    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    مؤسسة الاتصالات تكرم أصحاب قصص النجاح من المعاقين ذوي الهمم    شباب عبس يتجاوز حسيني لحج في تجمع الحديدة وشباب البيضاء يتجاوز وحدة حضرموت في تجمع لودر    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    لملس يتفقد سير أعمال تأهيل مكتب التعليم الفني بالعاصمة عدن    أبناء العمري وأسرة شهيد الواجب عبدالحكيم فاضل أحمد فريد العمري يشكرون رئيس انتقالي لحج على مواساته    الدولار يتجه نحو أسوأ أداء سنوي له منذ أكثر من 20 عاما    الرئيس الزُبيدي: نثمن دور الإمارات التنموي والإنساني    مصلحة الجمارك تؤيد خطوات الرئيس الزُبيدي لإعلان دولة الجنوب    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    هدوء في البورصات الأوروبية بمناسبة العطلات بعد سلسلة مستويات قياسية    رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة الدكتور "بامشموس"    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    تونس تضرب أوغندا بثلاثية    اختتام دورة تدريبية لفرسان التنمية في مديريتي الملاجم وردمان في محافظة البيضاء    وفاة رئيس الأركان الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة في أنقرة    إغلاق مطار سقطرى وإلغاء رحلة قادمة من أبوظبي    البنك المركزي يوقف تراخيص فروع شركات صرافة بعدن ومأرب    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    هيئة الآثار: نقوش سبأ القديمة تتعرض للاقتلاع والتهريب    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرجل.. ومعضلة ما بعد الأربعين
نشر في الجمهورية يوم 03 - 08 - 2013

لم أراهق، لم أتمتّع بشبابي.. شغلني العلم ثم العمل.. كلمات اعتدنا على سماعها من بعض الأزواج الذي يتجاوز سن الأربعين الذي من المفترض أنه في سن النضج.. يتغاضى عن الشيب الذي يغزو شعر رأسه ويصر على أنه وقار.. يرى في التجاعيد التي ترسم سني عمره على وجوهه بأنها دليل الخبرة، فيمضي باحثاً عن شابة في سن أولاده يجدّّد معها شبابه ويثبت للجميع وهذا الدافع الأكبر أنه لايزال شاباً يتمتع بالقوة..
الرجل بعد الأربعين.. جملة وحالة وموقف جديد من الحياة.. هذا الموقف وهذه الحالة هما مرحلة مهمة في حياة الرجل، وهي مرحلة ربّما يختلف البعض في تسميتها، وفي أوصافها، لكنها تعني الكثير للرجل, يعني للبعض النضج النفسي والعاطفي، وللبعض الآخر قد يعني أموراً أخرى، فماذا عن تلك المرحلة المهمة المؤثّرة في حياة الرجل، كيف نصفها، وكيف ننظر إليها، وكيف يتعامل معها الرجل وكذلك المرأة تجاه شريكها، وكيف ينظر الرجل إلى نفسه في هذه المرحلة، وهل هي فعلاً كما يردّد «مراهقة متأخرة»..؟!.
يجيب عن هذه الأسئلة وغيرها استطلاعنا, هذا فتابعوا مشكورين...
التعويض المنشود
ياسر اليوسفي يقول:
لا أعتقد أنّ العمر يحدّد سن اليأس أو أزمة منتصف العمر، فالحيوية والنشاط والقوة والثقة صفات غير محتكرة على الشاب أو المسن، فقد يعيش شاب عمره بالعشرينيات أو الثلاثينيات حالة من اليأس والشعور بالعجز والإحباط المستمر بعدم قدرته على التكيُّف، وكذلك ضعفه في مواجهة المواقف الصعبة وحل مشكلاته، أرى أن سن الأربعين قمة الحيوية والنشاط والأداء والإصرار، فهو سن النضج الفكري والعقلي والاتزان النفسي، فالرجل في هذا العمر يكون قد اكتسب الخبرات وعاش تجارب عديدة وكافح ليعيش حياة كريمة؛ إلا أنّه من الطبيعي أن يشعر الرجل في هذه المرحلة بالخوف من القادم والمستقبل، وقد يعيش الفرد أزمة إن صح التعبير، فالعمر في هذه المرحلة حرجة، وأكثر ما يشغل بال الرجل خوفه من أية مشكلات جنسية، فنجده يبالغ أحياناً في الاهتمام بنفسه وأناقته وسعيه إلى البخث عن مصادر السعادة واللذة الفسية
إن ما يسمّيه البعض ب«التعويض المنشود» ليس له سنّ، والأربعيني كالعشريني تبقى رغباته تحت قائمة الطلب فيما يُسمى ب«متعة الحياة الدنيا» ربما تكون أصابع التهم عليه أكثر وأكبر إن طالب بالزواج من أخرى للتعويض؛ ولكنه حق مشروع إذا توافقت الأسباب مع العقل كعلّةٍ بحواء، وهذا لا يعني مراهقة وسعي وراء رغبة، تذكروا الأربعيني يفرق عنه من العشريني مسافة عشرين عامٍاً قضاها برسم خطّة ليوم الزوج المنشود، فلتباركوا له أو دعوه وشأنه مالم ينتهك حقوق أحدكم.
لا للنظرة الدونية
أم عبدالله - زوجة تقول:
عندما تصل المرأة إلى عمر الأربعين كثيراً ما تسمع عبارات الإحباط بأنها سوف تصاب بهشاشة العظام واكتئاب وأزمة منتصف العمر؛ وكأننا نقول عفواً انتهت صلاحيتك, ومن تسمع مثل عبارات التحطيم، هل تظنون أنها سوف تعطي؟!.. بل ستتوقف عن العطاء وتظل تفكر بأمور ليس لها أساس من الصحة, سوف يستقبل العقل الباطن هذه الكلمات، ويرسل رسائل سلبية تجعلها تتوقف عن العطاء, سوف تنظر إلى نفسها نظرة تجعلها تصاب فعلاً باكتئاب.
أقول لكل زوجة: لا تسمعي لكلمات الإحباط, وجدّدي حياتك وطوري شخصيتك، حاولي أن تسعيدي نفسك وزوجك مهما كان عمرك ولا تحسبي عمرك, فالمرأة كلما كبرت كانت كالشجرة التي تظل أولادها بحنانها.
لقد عشنا في مجتمع ذكوري يفرق بين الرجل والمرأة بالعمر, ولقد تزوّج الرسول صلى الله عليها وسلم بخديجة رضي الله عنها وهي في الأربعين، وعندما قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: لقد أبدلك الله خيراً منها, قال لها:«والله ما أبدلني الله خيراً منها، صدّقتني وكذّبني الناس، ورزقني الله منها الولد...».
لا للنظرة الدونية للذات والآخرين, العمر تجميع خبرات ورصيد للحب وليس هو ما يحدد قيمتنا.
التوازن النفسي للرجل
سن الأربعين هو قمة الرشد واكتمال العقل، يقول الله سبحانه وتعالى: «حتى إذا بلغ أشدّه وبلغ أربعين سنه قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ، وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأصلح لي في ذريتي، إني تبتُ إليك، وإني من المسلمين» فعند الأربعين يبلغ الرجل أشدّه، وهي قوته وحنكته ورزانة العقل، فلا يوجد في عمر الإنسان سوى فترة واحدة للمراهقة؛ وهي من عمر الخامسة عشر إلى العشرين، أما ما يسمّى «مراهقة في سن متأخرة» فهي ليست مراهقة؛ لأن من تجاوز العشرين أو الثلاثين شخصيته قد حدّدت أهدافها؛ ولكن يكون لديه مرض النقص في العلاقات العاطفية، ويحاول أن يعوّضها بتصرفات تشابه المراهقين، وهذا مرض نفسي، وقد يكون فتور العلاقة الزوجية بعد عشر إلى خمس عشرة سنة من الزواج من الأسباب التي تجعل الرجل يبحث عن تجديد، فالزوجة منشغلة مع الأولاد وفي البيت، والرجل يشعر أنه أصبح في معزل عن هذه الزوجة ومن ثم يأخذها ذريعة للبحث عن حياة تعيد إليه شبابه عوضاً عن تجديد حياته هو مع زوجته التي قد لا تجد للراحة طعماً في ظل انشغالها بالأولاد والبيت وأمور أخرى وفوق؛ كل ذلك يرى أنها مقصّرة في حقوقه، ففي الوقت الذي يكون فيه التغيير عند المرأة يتمحور حول تطوير الذات، فإن التغيير عند الرجل يأخذ غالباً شكلاً آخر يتمثّل في محاولة العودة إلى الشباب أو “التصابي” كما يحلو للبعض تسميته، فهم يحاولون أن يثبتوا لأنفسهم ولأقرانهم أنهم مازالوا يتمتعون بالشباب والجاذبية والقوة التي كانت لديهم منذ عقدين من الزمن.
إنّ الرجل الطموح، وبغض النظر عن العمر، يسعى إلى تحقيق ذاته والبحث عن المال والسلطة والمنصب، وهذه حاجات نفسية واجتماعية، إلا أنّ الدوافع الفسيولوجية التي تحرّك الغريزة الجنسية حاجات متأصلة في الرجل، ومدرسة التحليل النفسي تعزّز وتدعم هذا الاتجاه، وتعتبر الغريزة الجنسية من أقوى الغرائز عند الرجل، فالرجل بطبعه غريزي، والمرأة بطبعها عاطفية، والغرائز وإشباعها بطريقة معتدلة تعمل على الاتزان النفسي عند الرجل، ولكي يتزن الإنسان لابدّ من إشباع حاجاته النفسية والفسيولوجية، والعمل على إعادة توازنه بشكل عام.
كيف تؤثر هذه المرحلة على الحياة الزوجية..؟!
الدكتور عبدالقادر المشرعي، تخصُّص أمراض نفسية وعصبية يقول:
يعتمد ذلك على العمر الذي تم فيه الزواج، فإن كان مبكّراً، بمعنى أنّه مرّ على الزواج أكثر من 15 سنة، فهنا قد يعاني الرجل الفتور في علاقته مع زوجته، وتتحوّل العلاقة الزوجية المبنية على الحب إلى علاقة عشرة ومسؤوليات أسرية وتربية الأطفال والاهتمام بإرضاء وإشباع حاجات أفراد الأسرة، إلا أنّه أحياناً عندما تكون المرأة محافظة على رشاقتها وحيويتها وجمالها وأنوثتها وهدوئها، تصبح العلاقة أكثر حناناً وعاطفية، المشكلة الرئيسة تكمن في عدم قدرة الزوجين على تفهُّم بواعث وأسباب التغييرات المفاجئة عند الطرف الآخر, فكل طرف يتوقّع أن يبقى الطرف الآخر ثابتاً دون أي تغيير، وفي حال أبدى طرف رغبته بالتغيير فإن الطرف الآخر قد يقرأ ذلك على أنه تذمر وعدم رضا؛ فإذا أبدت المرأة مثلاً رغبة في الانضمام إلى نادٍ رياضي نسائي لتحسن من شكل جسمها، قد يفهم الرجل ذلك على أنه محاولة للابتعاد عنه, لذلك يجب طرح أي تغيير جديد بهدوء وإظهار تأثيره الإيجابي على العلاقة الزوجية بشكل عام، سواء أكان ذلك صادراً من الرجل أم المرأة.
ولكي تستمر العلاقة الزوجية بنجاح؛ يجب على الرجل والمرأة أن يتقبلا أن حياة الأسرة لها أكثر من جانب: علاقة الزوج بالزوجة، علاقة الزوجين بالأولاد، علاقة الأسرة بالأقرباء والمجتمع المحيط، بالإضافة إلى تأثيرات العلاقات الخارجية بالعمل ومع الأصدقاء وغير ذلك، وفي الوقت الذي قد تكون إحدى هذه العلاقات ناجحة جداً، يجب على الطرفين أن يتقبلا أن العلاقات الأخرى قد لا تكون بنفس المستوى من النجاح.
كيف تتصرفين مع مراهقة زوجك
عندما تواجهك مثل هذه المشكلة مع زوجك، لا تجزعي ولا تجازفي بعشرتك معه في لحظة غضب، فقط اتبعي هذه الخطوات:
- لا تتفاجأي إذا ما صدر عن زوجك أي تصرف بعيد عن الرزانة والمنطق، فعليك أن تكوني أنت الرزينة والحكيمة والواعية لتعرفي كيف تتعاملين مع الموقف.
- لا تنتقدي أي تصرُّف من قبله قد يزعجك أو يثير حفيظتك، وتجاهلي الأمر كأنه لا يحصل أمامك.
- اثني على مظهره وأناقته وذوقه في اختيار الملابس، واطلبي إذنه لتنتقي لنفسك نفس الألوان التي يرتديها لتشكلا معاً ثنائياً منسجماً، وبذلك تلفتان الأنظار معاً فينتبه أنه ليس الجذاب الوحيد في البيت.
- حاولي التقرُّب منه أكثر من السابق، واشعريه أنك تحرصين على سعادته، واعلني منزلك واحة خالية من المشاكل، لأنك في هذه الفترة ستحلينها وحدك من دون أن تلجأي إليه أو تخبريه بالذي حصل.
- اشعريه أنك تقفين إلى جانبه تدعمينه في كل خطواته وتصرفاته لكي يشعر أن هناك من يقف بجانبه ويتفهمه.
- لا تتخذي من مراهقة زوجك فرصة للضحك والمداعبة أمام الأهل والأصدقاء، وإلا حصدتِ سلبيات ما يترتب على ذلك.
- اشعريه واشعري معه أن هناك الكثير من الأحلام التي لم تتحقق، وأنك معه تأملين بتحقيقها، وأن غداً جميلاً ومشرقاً ينتظركما معاً، فالأهداف المشتركة دوماً سواء كان الزوجان في سن صغيرة أم كبيرة هي ما تزيد قرب الزوجين من بعضهما وتجعل الأمل في الغد يتجدّد دوماً.
- امسحي عن وجهك قناع الزوجة التقليدية، وارتدي قناع الزوجة القوية المحنّكة القادرة على قيادة دفة المنزل بصمت وروية, وحاسبي نفسك قبل أن تحاسبي زوجك، لأنك المسؤولة الأولى عن أي تغيير قد يطرأ على زوجك.
- اهتمي بنفسك وبمظهرك، وعزّزي ثقتك بنفسك، وتمسّكي بكبريائك، البسي ومارسي الرياضة، اهتمي بغذائك، تجملّي، دعيه يرى الشباب معك لا بعيداً عنك، ولا تقولي إني كبرت وراحت عليّ، فإن شعرتِ بذلك سيشعر هو به ويبحث عن أخرى.. يقال إن الاعتناء بالزوج مثل الاعتناء بالزرع تماماً، إذا أهمل جفّ ومات، وإذا اعتنيت به نما وترعرع وطرح.. إنها معادلة بسيطة يمكنك أنت ولكل زوجة اتباعها.
الأخت ابتسام الوجيه - أخصائية نفسية تقول:
إنها مرحلة حرجة جداً لكل من الزوج الذي يبحث عادة عن استرجاع صباه مع فتاة صغيرة ترجع إليه شبابه، والزوجة التي تُصدم فجأة بمشكلة عاطفية تمس كيانها أولاً وكيان مؤسستها الزوجية ثانياً، طبعاً بالإضافة إلى مشاكل الأولاد والمعيشة و«كلام الناس» وغالباً ما تفرز هذه المرحلة حالات انفصال وطلاق بعد سنوات عديدة من العشرة الجميلة، فقط لأن المرأة لم تعرف كيف تتكيف مع صعوبة المرحلة الجديدة على حياتها ولا مع احتياجات زوجها, ولا تستطيع أن تتفهّم الاختلافات الطبيعية بين الرجل والمرأة, فالرجل يتسع قلبه لأكثر من امرأة ويتزوج شرعاً ويضحك على نفسه أنّه طبّق الشرع في تعدُّد الزوجات، وقد يكون غير عادل أو منصف في التعامل مع زوجاته، ويفضّل دائماً الثانية على الأولى، ومن هذه المنطلقات يجب على الزوجة أن تكون ذكية في التعامل مع زوجها ما بعد الأربعين، فهي تحتاج إلى استشارات في مجال الغذاء والتجميل وعلم النفس حتى تستطيع التعامل مع زوجها الذي يفكر في الزواج عليها, وعليها الاهتمام بنفسها وبجمالها واحترام ذاتها، وتكون لديها عزّة النفس، فهي التي تتمتع بالجاذبية، والرجل هو الذي يدفع المهر ويركض وراءها لإرضائها، والفطرة تؤكد ما أقول، ولذلك عليها أن تتعامل معه بفن ولباقة، وأن تكون مصدر راحة للأسرة بهدوئها وبساطتها وفطرتها الأنثوية.
إليك أيها الرجل
محمد حسن السري - زوج يقول:
نجد في كثير من الأحيان ما تتخذ ما يسمّى ب«أزمة منتصف العمر» عند الرجل مسار مدمر، كهدم الزواج وتمزُّق حياة العائلات والأطفال، ويجب أن نحلّل التصرفات السيئة لأزمة منتصف العمر عند الرجل إلى أمراض نفسية كالنرجسية؛ مع انعدام السيطرة على الانفعالات بدل من إلقاء اللوم على العيوب السلوكية؛ لذلك لا يجب لوم الرجل الذي ينشأ في بيئة تعزّز النرجسية والإحساس المفرط بالذات أو حب النفس، أو الرجل الذي ربّى فيه والداه أن ما يريده هو الأهم ولا يمكن التنازل عنه أو حتى تأجيله.
إن أفضل ترياق لأزمة منتصف العمر عند الرجل هي أن يتعلم أن يقول إن القيام بهذه الأمور ليس أمراً سهلاً ولا يستطيع أي رجل الإقدام عليها، والتفكير وتذكير النفس أن العالم لا يدور حول احتياجاتنا الخاصة أو حول رغباتنا فقط، بل إن إسعاد المقربين منا أبناءنا وزوجاتنا هو الرضا بحد ذاته، والانصراف عن الأنانية المدمرة لنا ولغيرنا..
لماذا يفكّر الرجل في الزواج بعد سن الأربعين..؟!
الدكتورة أماني الصلوي - علم اجتماع تقول:
تحدث استثناءات قليلة جداً هي تلك التي تستطيع المرأة أن تحتفظ بمشاعر رجلها ناحيتها حتى آخر العمر, أما القاعدة هي أن الزوج في الأغلب الأعم وبعدما يتوارى جمال امرأته وشبابها وتدخل مكرهة نحو سنواتها العجاف يشعر أن من حقه أن يسعى نحو ما يجدّد له بعض شبابه, سواء على المستوى العاطفي أم على المستوى الحسّي؛ فيلجأ إلى أن يتزوّج أو يحب، أو يميل أو حتى يكبت إذا لم يجد أياً مما سبق متاحاً.
وبالطبع فإن ذبول تلك الفتنة وأفول شمس ذلك الشباب سوف يفرض واقعاً جديداً تفتقد المرأة فيه أدوات النقاش المقنع, كما أن عدم توفر الزوجة الصديقة التي تشارك الزوج أحلامه وهواياته وتوفر له الأمان والاستقرار والمشاركة الفعلية من الأسباب الأخرى التي تؤدّي إلى وقوع الزوج في فخ المراهقة الثانية، فقد تحدث مراهقة الأب كرد فعل على مراهقة الابن، حين يراه مفعماً بالشباب، فيوقظ فيه شباباً وذكريات، فيتمرّد بطريقته الخاصة على شعره الأبيض وشكله الجديد، بكل الطرق من صبغ الشعر إلى ارتداء الملابس الشبابية, وقد يصاب الرجل بما يسمّى «المراهقة الثانية» عندما يشعر أن الأحلام قد تلاشت، والمشاريع التي فكّر وأمّل بتحقيقها قد انتهت أو لم يعد هناك وقت أو فائدة لتنفيذها، وأن الباقي من العمر أقل من الذي راح، وأكثر الأمور التي تصيب الرجل باليأس والإحباط أن يشعر أن لا جديد يعمله أو يتعلمه، أو ليس من أحد بحاجة إلى رأيه أو رعايته.
وخلاصة القول هي أن رجل الأربعين يريد أن ينفي تهمة الكبر عنه، ويثبت لنفسه أولاً ولكل المحيطين به أنه لايزال ينبض بالحيوية والشباب.
أخيراً:
إن المرأة التي تعرف كيف تنفخ “قبلة الحياة” من روح حياتها مع رجلها بتحديد مشاعرها ناحيته كلما نالت منها “روتينية” الأمان وبلادة النسيان، وباستدعاء كبريائها تجاهه كلما اطمأن إلى استسلام الأنثى وسكون الحلال، وقدّمت نفسها له في ثوب جديد وصورة جديدة كلما أصابه “نفور” اختلاط الطعم السابق باللاحق وزهد امتلاك المتاح.
إن المرأة التي تعرف كيف تفعل كل ذلك سوف تحتفظ بزوجها إلى الأبد ولو طاردته كل نساء العالم, ولسان حاله يقول كما قال قيس بن الملوح من قبله:
مازالت في النفس حاجات إليك كما هي!..
هناك عوامل عدة تسهم في مرور الرجل بمرحلة المراهقة الثانية؛ منها ما يتعلّق بالرجل ونفسيته، ومنها ما يتعلّق بالمرأة “الزوجة” شخصيتها، تعاملها مع زوجها اهتمامها بعش الزوجية، ومنها ما يخلفه المجتمع باختلاف نظرته لكل من الرجل والمرأة وهما في سن الأربعين.
عندما يشعر الرجل أنه اقترب من سن الأربعين يريد أن يثبت لنفسه ولكل من حوله أنه مازال قوياً وجذّاباً ومؤثراً، وربما هذا ما يفسّر بحثه عن الفتاة صغيرة السن، لا من تساويه عمراً؛ ليقول علناً: انظروا مازلتُ شاباً ومرغوباً.
وعموماً يرغب رجل الأربعين أن ينفي تهمة الكبر عنه، ويثبت لنفسه أولاً ولكل المحيطين به أنه لايزال ينبض بالحيوية والشباب، بالنسبة للنساء فمعظمهن يعتبرن أنهن تعدّين مرحلة الخصوبة والشباب عندما يكبر أولادهن ما يغضب أزواجهن الذين يرفضون الاعتراف بمظاهر الشيخوخة، ويرون في زوجاتهم ما يذكرهم بما لا يريدون تذكره، ما يثير المشاكل الزوجية بينهم، حيث تتهم الزوجة زوجها بالتصابي، بينما يراها هو امرأة استسلمت لبوادر الشيخوخة.. فيبدأ بالبحث عن أخرى.
أحياناً تتسبّب المشاكل الزوجية ووجود فجوة بين الزوج وزوجته في رغبة الرجل بالارتباط بزوجة أخرى؛ إذ أنه يرى أنه اضطر ولسنوات طويلة أن يتحمّل زوجته من أجل تربية الأولاد، وبطبيعة الحال فإن هذه الفجوة تتسع أكثر فأكثر عقب خروج الأولاد من البيت، ولذلك يبدأ الزوج في البحث عن أسلوب جديد للحياة بعد ذلك.
وأحياناً يكون اقتحام الروتين والملل للحياة الزوجية خاصة بعد الانتهاء من مشاكل تربية الأولاد وخروجهم من منزل الأسرة سواء بالزواج أم للعمل في الخارج سبباً في تفكير الزوج بنفسه، بحثاً عن التجديد وأملاً في أن يجد ما يشغله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.