دار التوجيه الاجتماعي لرعاية الأيتام في محافظة الحديدة والذي يرجع تأسيسه إلى العام 1974م كمؤسسة حكومية تعول عليها وزارة الشئون الاجتماعية والعمل رعاية وتأهيل الأطفال والأحداث الأيتام المحرومين من أسرهم وتقديم الرعاية الاجتماعية والتربوية والتعليمية والثقافية والصحية لهم .. وتنشئتهم تنشئة صالحة وقويمة تقوم على غرس القيم والمبادئ والأخلاق الفاضلة والسلوك السوي في نفوسهم لتصنع منهم مواطنين صالحين لأنفسهم ومجتمعهم ووطنهم، وأدوات بناء وتنمية للوطن من خلال تعليمهم وتدريبهم ورعايتهم وتأهيلهم (اجتماعياً وثقافياً وتعليمياً ومهنياً وصحياً ..) ليساهموا فيما بعد في تنمية الوطن ونهضته وأن يعتمدوا على أنفسهم في المستقبل القريب عند تخرجهم من الدار.. حيث تقوم الدار بتنفيذ جملة من البرامج والمشاريع التنموية والتعليمية والتدريب الفني والمهني لتحقيق ذلك.. زرنا الدار ووقفنا أمام جملة من المتغيرات فيه في إدارته الحالية والتي يقودها الأستاذ الفاضل أحمد يوسف الحودلي وتجولنا في أروقته ومرافقه المختلفة والتقينا خلاله مع عدد من الأطفال الأيتام النزلاء فيه وتعرفنا على أبرز مهامه ومتطلباته ومعوقاته وخرجنا بهذه الحصيلة: زارهم / فضل سعيد بداية المشوار ما إن تلج قدماك إلى دار التوجيه الاجتماعي لرعاية الأيتام في محافظة الحديدة حتى ينتابك شيء من روحانية المكان واستعطاف ساكنيه الأربعين يتيماً هم من يقطنون المكان ويضفون عليه نوعاً من صدى الأمل في نفوس كل زائريهم .. إدارتهم الجديدة التي تم تعيينها مع نهاية العام الماضي بريادة المربي الفاضل أحمد يوسف الحودلي بعد اهتمام ومتsابعة جادة من قبل المهندس محمد عبد الله حجر مدير مكتب الشئون الاجتماعية والعمل الأب الروحي للدار جاءت إدارته لتسقط عنه شعاره السابق “اليتم دموع وشقاء” لتستبدلها اليوم بشعار “اليتم أمل وبسمة” أمل لا يصحبه استعطاف الناس لتقديم يد العون والمساعدة لهم .. أمل للحياة بمنظار تفاؤلي لإعدادهم الإعداد الجيد واللازم كي يكونوا أدوات بناء وتنمية تساهم في صناعة يمن مشرق يعتمدون به على أنفسهم ، فهم في هذا الدار يأخذون جرعاً كافية من التعليم الفني والتدريب المهني في عدة مجالات أبرزها (النجارة – الحدادة – تكييف وتبريد – كهرباء – صيانة جوالات) ليطبقوا هذا الشعار في ورشهم المعدة لتلك المهن ويحققوا أهداف الدار واستراتيجيته الجديدة للاعتماد على النفس وإيجاد مهنة لهم تكون مصدراً للعيش والعمل بابتسامة والتي غابت عنهم لأعوام طويلة سبقت . ميزانية لا تفي بالغرض تعتمد الدار بنسبة كبيرة في تشغيله على مكتب وزارة الشئون الاجتماعية والعمل وبرغم كل الجهود المبذولة من الجهة الحكومية إلا أنها مع ذلك لا تفي بالغرض بل ولا تكفي لتشغيله لعشرة أيام، خصوصاً مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وعدم استقرارها، فالدار يقطنه قرابة خمسين نزيلاً بشكل دائم وهناك (150) يتيماً يترددون عليه بشكل يومي والذين هم ضمن برامجه ومشاريعه ورعايته الاجتماعية والتعليمية، وتبلغ ميزانيته التشغيلية والرعاية مبلغ (520) ألف ريال، ويبلغ عدد موظفيه وعامليه من غير المدرسين في المدرسة (41) بين موظف وعامل ومشرف وفراش وطباخ ومزارع ومدرس تحفيظ .. وهناك (13) متطوعاً ومتطوعة يعملون فيه ويتقاضون مكافئات مالية ما بين (7 – 30) ألف ريال شهرياً .. شركاء حقيقيون كما تعتمد الدار على الدولة للاستمرار في العطاء تساهم معا العديد من المؤسسات والجمعيات الاجتماعية والخيرية والأفراد ورجال الأعمال والبر والإحسان والمبادرات الشبابية خصوصاً في شهر رمضان وأبرز تلك الجهات مدرسة الأمل الأهلية ومؤسسة وقف الواقفين واللتان نفذتا للأيتام خلال الشهر الفضيل عددا من المشاريع أبرزها وجبتا الإفطار والعشاء وكسوة العيد وتوزيع المواد الغذائية والهدايا إلى جانب ما تساهم به العديد من المؤسسات والجمعيات الاجتماعية والخيرية والأفراد معظمهم من النساء واللاتي لا ترغبن بذكر أسمائهن في الإعلام. صعوبات وطموحات في أي عمل لابد من وجود عدد من الصعوبات والمنغصات والعقبات في طريق سيره نحو تحقيق أهدافه، وعمل دار الأيتام واحد منها فهو بحاجة إلى جملة من المتطلبات الضرورية أبرزها: توفير كفالات ومرتبات للمتطوعين - مولد كهربائي – تأهيل الورش وتوفير مواد الخام لها - تأثيث القاعة – وسيلة مواصلات – تجهيز صالة الطعام والمطبخ – مكينة خياطة – توفير صالة رياضية وللألعاب – إصلاح دورات المياه – إصلاح وترميم الإدارة – إعادة ترميم الفصول الدراسية – معمل كمبيوتر) والأبرز أن دار التوجيه الاجتماعي لرعاية الأيتام في محافظة الحديدة والذي تأسس في العام 1974 م قد انتهى عمره الافتراضي منذ سنين حيث لم تمسه يد الصيانة والترميم من ذلك التاريخ إلى اليوم، وما يخشاه القائمون اليوم انهيار جزء أو كل الدار على قاطنيه وهو ما لا يتمنونه، لكن قد يسبق السيف العذل وحينها قد يحصل ما لا يحمد عقباه .. وعن طموحاته يتحدث مدير الدار أحمد يوسف الحودلي بالقول: نطمح مستقبلاً إنشاء مشروع استثماري يعود بالنفع على الأيتام وتأهيل ورش التدريب الفني والمهني وتوفير المواد الخام لها حتى يتسنى للأيتام الاستفادة منها وأن يعتمدوا على أنفسهم في المستقبل لا أن يمدوا أيديهم للناس أن يتصدقوا عليهم أو يمتنعوا من العطاء ، فإن فُعلت هذه الورش وبدأ فيها العمل ستعود بالنفع على الأيتام وعلى المجتمع كذلك والدار. رسالة ودعوة رسالة ودعوة نضعها بين يدي المحسنين ورجال البر والمؤسسات الاجتماعية والجمعيات الخيرية ومن يبحثون عن الأجر والمثوبة عند الله، لزيارة دار الأيتام بمحافظة الحديدة وقاطنيه ال (50) يتيماً هم بحاجة ماسة اليوم لزيارتكم والوقوف إلى جانبهم في هذا الشهر الفضيل والذي يعقبه عيد الفطر المبارك ، كي يحسوا بأن مجتمعنا اليمني لا زال مجتمعاً متماسكاً يسوده الحب والعطاء والعطف والتراحم فيما بينهم ، ليتعزز لديهم وفي خلجات أنفسهم أن الإيمان لا زال يماناً والحكمة يمانية ، فهم اليوم يدعونكم لزيارتهم لا أكثر، ولا تنسوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين” وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها وفرق بينهما.