- كرة القدم إبتسمت لبايرن ميونيخ وخاصة لمدربه الجديد غوارديولا ، فانتزع كأس السوبر الأوروبية من بين أيدي تشيلسي ومدربه الجديد مورينيو .. وبالطبع ، فقد عادت أيام الصراع الكلاسيكي بين “البيب والمو” مرة أخرى بعد طول غياب ، ولكن هذه المرة بلغة جديدة وعلى أرض جديدة وبوظيفة جديدة لكل منهما مع البايرن والبلوز ، ولكن الإثارة و المتعة والتحديات التي كانت بينهما إبان عصر البارسا والريال ، لازالت هي نفسها بنفس القوة والذكاء والخداع والصمود حتى النفس الأخير. - غوارديولا - من وجهة نظري - ليس فائزاً عظيماً، وكذلك مورينيو ليس خاسراً كبيراً، وقد استفاد كلاً منهما من المباراة الكبيرة ، بإعادة تلميع إسمه عالمياً رغم اختلاف الزمان والمكان ! - البيب لو خسر كان سيدخل مبكراً مرحلة الأزمات مع صحافة وجماهير البايرن خاصة بعد خسارته مباراة السوبر الألمانية أمام دورتموند ، ولولا هدف الثانية الأخيرة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع ، وإبتسامة ركلات الترجيح للفريق البافاري بعد إطاحة لوكاكو بالركلة الأخيرة للبلوز ، لكانت الانتقادات قد بدأت تطارد المدرب الكبير الذي جاء البايرن بأحلام صعبة وربما شبه مستحيلة في الاحتفاظ ببطولات دوري الأبطال ودوري وكأس ألمانيا التي حققها البايرن الموسم الماضي مع الجنرال هاينكس. - أما مورينيو الباحث عن إعادة أمجاده مع البلوز وحلم البريمييرليغ والتشامبيونزليغ ، بعد فترة 3 سنوات لم ترق لأحلام وتطلعات جماهير ريال مدريد الرهيب ، فهو أدى المباراة بمستوى أفضل مما كان متوقعاً ، لأنه أحرج البايرن الخرافي وتقدم عليه مرتين ، وفي المرة الثانية كان فريقه ناقصاً لطرد لاعبه راميريز ، ولم يتوان عن المواجهة رغم قوة المنافس ، وكان يحتاج لبعض الحظ وقليل من الصمود في الثواني الأخيرة. - أخيراً .. ألف مبروك لغوارديولا ويستحق التهنئة بلقبه الأول مع البافاري الذي سيكون دافعاً لمواجهة باقي التحديات الألمانية والأوربية ، وبالمقابل “هاردلك “ لمورينيو على جسارة المواجهة وضياع اللقب في الثواني الأخيرة وربما تكون هذه المباراة كلمة سر لعودة بلوز مورينيو الفائز بأول لقب له في البريمييرليغ .. وعموماً لقد استمتعنا بمباراة من الطراز الرفيع ، رغم أنه لم يكن أحد طرفيها الكبيرين برشلونة أو ريال مدريد ، فهل جمال وحيوية ومتعة الأداء مسؤولية اللاعبين أم المدربين ، أم أن التحديات والحوافز وظروف المباريات هي التي تصنع الفارق خاصة عندما تكون عصا القيادة في أيدي سحرة التدريب الكروي الحديث أمثال جوارديولا ومورينيو، وكل منهما يسعى لصناعة أمجاد جديدة في عهد جديد ؟.