Marwan Al-Ghafory سنة حلوة يا «حزب الإصلاح»! أمنياتي أن تكونوا في العام أفضل حالاً، وأن يكون أعضاء الحزب قد قرأوا من الكتب أكثر مما جلبوا من الأعضاء الجدد. وأن يقتنع كبار السن أن الزمن الجديد، السريع، والمعقّد يحتاج العقول الأفضل والأجد. وأتمنى أن ينظر الإصلاح إلى القرن العشرين فيرى التجربة الإنسانية كلّها، لا سيرة الشيخ البنا فقط..لقد مات أكثر من سبعة مليارات شخص في القرن العشرين.. هؤلاء دفعوا الحضارة البشرية بسرعة لم تكن لتخطر على بال”جول فيرن”نفسه أن يُصاب بتلك الرهبة البشرية العميقة، والمتأملة، عندما يدرس أربعينيات القرن الماضي.. ليس لأنها شهدت مقتل حسن البنا، بل لأن البشرية خاضت حرباً مدمّرة وقتلت من نفسها 55 مليون إنسانا على الأقل. أن يسأل نفسه بعمق: من لطّخ الحضارة بالدم، هتلر واستالين ..أم عبد الناصر؟ أتمنى أن يُراجع الإصلاح مصطلح الأدب الإسلامي الذي أصبح ماركة بلا منتج. أن يطبع علاقته بالموسيقى فهي واحدة من أكثر تجلّيات الجمال الكوني خصوبة وعمقاً وإنسانية وخلوداً. أن يتأمل الخالق من جديد، الخالق اللانهائي الذي لا يحدّه شيء ولا يحتكره أحد. فإذا كانت الشمس لا تنخسف لموت أحد أو لحياته، فالإله القدير لا يأبه لهذه النقطة التائهة: الأرض..أتمنى، كمواطن يمني منهك، أن يتخلص الإصلاح من وزنه الزائد، فالرحلة طويلة، ولن تقوى فقراته على هذا الحمل المتناقض لفترة طويلة..أتمنى أن يدفن نفاياته السامة، وعبواته المدمرة. أتمنى على الإصلاح أن يكتشف المرأة، السينما، الموسيقى، النقد الأدبي، قصيدة النثر، الرواية الحديثة، ال... أن يعترف أن وجوده خارج كل هذه المنجزات والموجودات الحضارية هو وجود خارج المدار. أتمنى على الإصلاح أن يمر عبر عملية إصلاح ديني عميقة، ثم نهضة من الداخل. فالتروس القديمة لن تقود شاحنة ضخمة حتى تخوم المستقبل.. ربما أقل من ذلك كله. أتمنى أن يكترث، ليستمر.. أن ينأى عن فكرة الخير والشر، والفسطاطيين. أن يدفن فكرة التمكين والخلافة في العراء، ويعود إلى العالم الفيزيائي المحسوس.. لن ينتصر في معركة الفيزياء / الوجود إلا من يفهم قوانينها وتقنياتها التطبيقية.. فالعالم مجرّة كبيرة من مشاريع وبرامج ومسودات هي خليط من الجودة والرداءة والنزاهة والاحتيال بنسب متفاوتة. وهذه هي المعركة المتحضّرة.. أن يفكر ملياً: السياسة ليست نظيراً لحروب البقاء..إنها مجرد سياسة، لا أقل ولا أكثر. نبيل البكيري مشكلة اليمنيين المستعصية، تكمن في فشلهم في إقامة تجربة دولة ناجحة سياسياً، طوال الخمسين السنة الماضية شمالاً وجنوباً، فتحوّل هذا الفشل في إقامة الدولة إلى ما يشبه عقدة المصاب بمرض عضال، يمكن الشفاء منه بعلاج قاسٍ جداً، يتخيّل المصاب أنه لن يستطيع تحمّله لقساوته و إيلامه ، فيما هو يندفع هرباً من ذلك العلاج إلى تجريب كل الوصفات العلاجية الشعبية المتاحة أمامه ، و التي يرى أنها أقل إيلاماً و مرارةً من الوصفة الحقيقية، فيلجأ إلى تجريب تلك الوصفات الشعبية ولو كان هذا التجريب سيؤدي إلى الهلاك، فهو لا يهمه ما دام وقد حكم مسبقاً على قساوة الوصفة الطبية الناجعة، هذا عدا عن كونه أصلاً غير جاد في العلاج، لتحوّل المرض لديه إلى ما يشبه الحالة الوظيفية للتسوّل و الاسترزاق بها.