أنا كُلُّهُم أبتاهُ طفلُك كلهم .. أنا كلُّهم أبتاهُ .. أنا الجوعىْ أنا العطشىْ أنا الفقراءُ والبؤساءُ والموتىْ فلمَ سؤالك من أكون ..!! أنا طفلُ هذا العالمِ الوحشيّْ ونبيَّ أفلاطون ْ مذ ولَّى وغادرَ دونَ أن ينسى وداعاً يارفاقُ خولني نبياً للسلام .. أنا سيدي حلمٌ تكسر في الظلام.. أنا تهمةٌ سقطت كما سقط الكلام أبتاهُ إِنِّي كلهم صوت الحزانى والحيارى والسكارى والحمام أبتاه بعضي كلهم وكلهم بعضٌ منَ المسجونِ في رحم الغمام فلمَ السؤال وأنا السؤال بِرُمته !! وأنا الحقيقةُ حين غابت عن سمانا كلُّ اطيافِ الحقيقه وأنا الخديعة في الثياب اللامعاتْ وأنا الهزيمة تلبس الضحكات بالحلل الانيقة ياسيدي دعني وحيداً دون أن اضطر للتبرير والتزوير دعني كسيراً دون موالِ العتابِ الجاهليّ أنا قائدٌ أنا قاتلٌ أنا فارسٌ وأسيرْ فلمَ التذَكُّرُ رغمَ أنَّا قد نسينا من نكون ولمَ ستندهشُ الجموعُ اذاْ تفشتْ في عروقِ القلب آياتُ المجون أنا عصرنا النازيُّ ممزوجاً بألوان الجنون أبتاه إنِّي كلهم لكننيْ أبتاهُ أجهلُ من اكون فأنا الذي قَتَلَتْهُ غيلانُ القبيلةِ قبل موعدِ موتهِ المكتوب في كتب السماء وأنا الذي أشرقتُ في وسط النهارِ لكي أموتَ بلا مساء أنا العربيُّ ياأبتي يخون ولا يخون أنا طفلةٌ حبلى وطفلٌ جاء من زمن الرجال القادمين من الهلام يغتالني صوتُ الحقيقةِ منذُ أن نام النيام أنا صرخةُ المظلومِ تُفزِعُ ظالماً سكب الرخامَ على الرخام أنا يا أبيْ مجهولُ في زمنِ العمالةِ والخيانةِ والتنطعِ والتعنترِ والتبخترِ والحرام أنا لا أعانيْ الإنفصام لكنني أبتاه حقاً كلهم جرمُ العبارةِ والكلام أنا تارةً فرحُ القصيدة قبل أن تَصِل الفطام وتارةً خرى البكاءَ على ضفاف الحلمْ والحلم حقاً لايُلام أبتاه لاتسالْ فتىً متهوراً متطرفاً متوحداً ومثقفاً متسرعاً متحملاً ومكسراً ومُهَدْهَداً عنْ منْ يكون ولمَ السؤال .. وأنت حقاً لستَ تعرفُ من تكون !! دعِ السؤالَ ينامُ رغماً عنهُ في عمقِ الظنون فالعالمُ العربيُّ لايعطيْ احتمالاتٍ لنعرفَ من نكون نحن التناقضُ حينَ لايَبْقَىْ التناقضُ غيرَ شئٍ مِن سكون أبتاهُ إنكَ كلهم أبتاه إنِّي كلهم لكننا أبتاهُ نجهل من نكون