Fuad Alsalahi هذا المساء زرت معرض الكتاب مع ابني الذي يدرس في الصف السابع وفتشنا جميع دور العرض ..هو لم يجد ما يناسب سنه من كتب ابداعية وانا لم اجد ما يناسبني من كتب ثقافية وعلمية.. فقال لي هذا معرض أي كلام مش زي معرض القاهرة اللي زرناه العام الماضي او بيروت اللي كنا فيه قبل سنتين .. فقلت له اليمن غير الدول الأخرى لأنها ليست دولة بالاصل .. ثم وجدت عدداً من الاصدقاء وكانت ملاحظاتهم سلبية عن المعرض ..وهو الامر الذي يعني في دلالاته اننا لسنا ازاء معرض للكتاب بما يعني هذا الامر من نشاط ثقافي رفيع المستوى وحضور دور النشر الممتازة والعقلانية والعلمية بل وجدت المعرض اقرب الى مفرشين لبيع كتب تراثية واخرى تخدم اطرافاً حزبية داخل اليمن وخارجه وهم اشبه بالمفرشين الموجودين في ميدان التحرير ..مع العلم ان باعة الكتب القديمة في مصر لهم اعتبار ومكانة كبيرة لدى كل المثقفين وهم يحظون بمكان مرموق داخل معرض القاهرة ولايوجد مثقف مصري الا وزار “سور الازبكية “ حيث باعة الكتب القديمة وهي كتب يتم ترتيبها وتصنيفها وفيها كل التخصصات العلمية والثقافية والدينية والتراثية ايضا وفي بلادنا حيث يتولى يساريون ادارة وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب لم يستفيدوا من اي خبرات سابقة في ادارة المعارض وتنظيمها بل اقاموا المعرض من باب التقليد السنوي مثله مثل ضربة البرع في الاعياد كتقليد للرقص الشعبي القبلي .. فكل دور النشر ذات الاهتمام بالثقافة العلمية غائبة من بيروت وتونس والمغرب وحتى من مصر ناهيك عن غياب دور النشر العربية التي تعمل في الدول الغربية وامريكا .. وللعلم هناك آلاف المجلات العلمية والكتب التي تناولت قضايا الشرق الاوسط وثورات الربيع وأزمات الدول العربية وقضايا العولمة وثقافة الانترنت ولم اجد ايا منها داخل هذا المكان المسمى مجازا معرضاً للكتاب وهنا اقترح تشكيل لجنة خاصة من مثقفين واكاديميين وناشرين محليين ليكونو أهم من ينظم هذا المعرض سنويا ويخلى سبيل وزارة الثقافة وهيئتها لانهم اعجز من ان يتولوا هذه المهة . والمثير للسخرية اختيار اماكن لاتصلح لأن تكون معرضا للكتاب فالعام الماضي تم اختيار ساحة نادي ضباط القوات المسلحة وهي اصغر مساحة لاتستوعب المعرض وفقا لأصوله المتعارف عليها عربيا على الاقل ولا معرض اكسبوا يصلح لأن يكون معرضاً للكتاب ناهيك عن معرفة الناس كيفية السيطرة على المكان “المعرض” والاصل في اليمن ان معرضاً كان يقام في جامعة صنعاء ضمن آلاف الطلاب كجمهور مستهدف من المعرض وفي مكان لائق علميا وثقافيا ومعنويا مع العلم ان اقامة المعرض داخل الجامعة سيكون بسعر رمزي للوزارة وللناشرين وهنا سيتم استخدام القاعات الكبيرة للمحاضرات العامة ..لكن السؤال هو منذ متى كانت الثقافة محل اهتمام الحكومات اليمنية او اهتمام الاحزاب ومراكز القوى .. وما وجود وزارة الثقافة الا وجود برتوكولي وكمالة عدد .