ستبقى "سلطان" الحقيقة وفارسها..    حزب البعث يكشف ملابسات اختطاف رامي محمود ويطالب بسرعة الافراج عنه    اجتماع أمني بالعاصمة عدن يبحث تنظيم العمل وضبط السوق السوداء    انتشال جثث 86 مهاجرًا وإنقاذ 42 في حادثة غرق قبالة سواحل أبين    مسيرتان طلابيتان بالضالع تنديداً بجرائم العدو الصهيوني في غزة    أياكس الهولندي يتعاقد مع المغربي عبدالله وزان حتى 2028    فريق شباب الحزم يتوج ببطولة العدين الكروية بنسختها الرابعة    مقتل مرتكب المجزرة الاسرية بإب    لا تليق بها الفاصلة    المشروع الأميركي – السعودي: نزع الشرعية عن المقاومة تمهيداً لفتنة داخلية!    البنك المركزي يسحب تراخيص منشأتين للصرافة ويغلق فروعهما    هناك اعلاميين رخيصين من الجنوبيين لمجموعة هايل سعيد    الشيخ الجفري يزور أبو الشهداء والد الشهيد عبداللطيف السيد    الوزير باجعاله يؤكد أهمية حصول ذوي الإعاقة على كامل حقوقهم    الرئيس المشاط يعزي آل القاضي وعزلة سهمان في الطيال    محافظ عدن يقر رفع حافز المعلمين إلى 50 ألف    اللواء بارجاش: مخطط حوثي لاستهداف حضرموت عبر خلايا محلية وسنواجه بحزم    تعز.. اختتام دورة الرخصة الآسيوية (C) لمدربي كرة القدم    النفط يتراجع وسط تصاعد المخاوف من فائض المعروض    المجلس النرويجي للاجئين: "إسرائيل" تخرق القانون الدولي في غزة يوميًا    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    الحديدة: تدشين المرحلة 2 من مشروع إعادة تأهيل وبناء المنازل للمتضررين من السيول    رسميا.. (ستارلينك) تدشن خدمتها من العاصمة عدن    قرعة آسيوية ساخنة بانتظار ناشئي اليمن في كوالالمبور الخميس المقبل    وزير الشباب ومحافظ ذمار يتفقدان مدرسة الثلايا ومكتبة البردوني    هيروشيما: الجرح الذي لم يندمل    وزارة الزراعة تناقش استعدادات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف    أي إصلاحات وحماية للعملة الوطنية وقطاع الاتصالات يسلم لشركة أجنبية    فعالية احتفالية بذكرى المولد النبوي بذمار    متوسط أسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 5 أغسطس/آب 2025    شهادات مروعة عن تعذيب وانتهاكات داخل معتقلات الأمن السياسي بمأرب    المملكة تطلق 5 مشاريع إغاثية وتعليمية في اليمن ولبنان تخدم أكثر من 57 ألف مستفيد طج    إصابات إثر تصادم باصين للنقل الجماعي بمحافظة حضرموت    مليشيا الحوثي تختطف ثلاثة معلمين بينهم مدير مدرسة في إب    جراء الهجمات الحوثية.. "ميرسك" ترفع رسوم الشحن في البحر الأحمر    عدن.. البنك المركزي يحدّد سقف الحوالات الخارجية للأغراض الشخصية المُرسَلة عبر شركات الصرافة    أيادي العسكر القذرة تطال سينما بلقيس بالهدم ليلا (صور)    النائحات المستأجرات    شوقي هائل سعيد انعم يقتل الشعب ويشرب دمائهم لحصد المليارات    أصحيح هذا.. قائد عسكري كبير يسخر طقم مسلح لحماية مطعم متمرد على الأسعار    جريمة مروعة.. مواطن يقتل 4 من عائلة زوجته في إب ويصيب آخرين ويلوذ بالفرار    نيمار يوجه رسالة إلى أنشيلوتي بعد ثنائيته في الدوري البرازيلي    «سيدات النصر» .. لياقة وسرعات    مودريتش: بطولات الريال لم تخمد حماسي    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    توجيه الرئيس الزُبيدي بتكريم أوائل الثانوية.. تقدير واحتفاء جنوبي بالعلم والتفوق    الحكومة تجدد تأكيدها: الحوثيون حوّلوا المساعدات الدولية إلى أداة تمويل لحربهم    الحديدة: فريق طبي يقوم بعمل معجزة لاعادة جمجمة تهشمت للحياة .. صور    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    تضهر على كتفك اعراض صامته..... اخطر انواع السرطان    حضرموت التاريخ إلى الوراء    تعز تتهيأ مبكرا للتحضير للمولد النبوي الشريف    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخرجات مؤتمر الحوار تأتي منسجمة مع أهداف ثورة أكتوبر المجيدة
أعضاء في مؤتمر الحوار الوطني ل(الجمهورية):

خمسون عاماً مرت على اندلاع ثورة ال14من أكتوبر الخالدة، و التي تعتبر من كبريات ثورات التحرر الوطني في العالم، واليمنيون تواقون لبناء دولة تعُبر عن مكنونات الشخصية اليمنية شمالاً وجنوباً.. خمسون عاماً ولاتزال الذكرى محفورة في ذاكرة أبناء الشعب اليمني الواحد بأن ثورة أكتوبر استطاعت أن تقضي على43 مستعمرة وإمارة ومشيخية وسلطنة في الجنوب اليمني.. خمسون عاما وبريطانيا كانت هي المحتلة للجنوب اليمني, واليوم هي من الدول الراعية للمبادرة الخليجية التي أنهت الصراع السياسي على السلطة في اليمن، وهي من الدول الراعية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تتزامن جلساته الختامية العامة مع احتفالات الشعب باليوبيل الذهبي لثورة ال14 من أكتوبر, مفارقات عجيبة تحدث في تاريخ الأمم لكي تسود قيم الخير والمحبة والسلام, وبعد مرور أحداث ووقائع على مدار الأعوام الماضية تشكل واقع جديد يعيشه اليمنيون مضطرين للتكيف معه من أجل أمن واستقرار البلاد, لغطَ وجدل يتكرر مع بروز مشكلات وتعقيدات في المشهد اليمني حول عدد من القضايا التي تثار في المناسبات الوطنية الكبرى فإلى اليوم تبرز تساؤلات ملحة حول “هل ثورة ال14 من أكتوبر 1967 امتداد لثورة ال26 من سبتمبر1962؟” و”لماذا يترحم بعض أبناء المناطق الجنوبية على أيام الاحتلال البريطاني؟” و“هل تحققت أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر؟.. صحيفة «الجمهورية» أجرت لقاءات مقتضبة مع عدد من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل عن الحزب الاشتراكي اليمني والحراك الجنوبي ليجيبوا عن تلك الأسئلة ويتحدثوا عن بعض ثمار ومخرجات الحوار الوطني الشامل وماذا يريدون قوله بكل حرية وشفافية, فإلى اللقاءات التالية:
ثورة الشعب
في البداية التقينا بالمناضل الأخ يحيى الشامي عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني والذي كانت له بصمات واضحة في دعم ثورتي سبتمبر وأكتوبر, يتذكر الأستاذ الشامي في مستهل اللقاء الدور الذي كان يمارسه عند اندلاع ثورة سبتمبر، حيث يقول:
ثورة أكتوبر اندلعت وأنا كنت طالباً في جامعة القاهرة, وحينها كنت قد عدت من صنعاء بعد قيام ثورة 26 من سبتمبر, لأنني كنت موجودا في صنعاء قبل ثورة سبتمبر أنا ومجموعة من الطلاب لمساندة الثورة, ولأننا كنا نعرف أن الثورة قام بها مجموعة من الضباط ومعهم عدد قليل من الجنود وكان لابد أن يُفتح باب التطوع للطلبة الدارسين في الجامعات المصرية والعربية، حتى ينضموا إلى جيش الثورة سواء كان هذا الطالب من الشمال أو من الجنوب وجاءت الدفعة الأولى, وأتذكر زميلي الطالب صالح العولقي شارك في الدفاع عن ثورة سبتمبر وهو من أبناء المناطق الجنوبية, فثورة 26 سبتمبر لعبت دوراً كبيراً للتمهيد لثورة أكتوبر, وما يميز ثورة أكتوبر ليس أنها ثورة حررت الجنوب اليمني من الاستعمار البريطاني فحسب, وإنما ترجمت أهداف ثورة سبتمبر منطلقة من ترجمة فعلية وملموسة لأهداف سبتمبر وخصوصا الهدف الذي ينص على إزالة الفوارق بين الطبقات, إذاً هناك تداخل قوي بين ثورة سبتمبر وثورة أكتوبر.
ولا ننسى أن بريطانيا كان لها دور سلبي في دعم الملكيين بعيد ثورة سبتمبر وذاك لإجهاض الثورة في الشمال, كما لا ننسى أن مؤتمر القوى الوطنية اليمنية الذي حضرته أكثر من 1000 شخصية من سياسيين وشخصيات اجتماعية كبيرة وضباط وقياديين من حركة القوميين العرب كانوا قد اجتمعوا في صنعاء واعلنوا انطلاق شرارة ثورة 14 أكتوبر.
وأضاف: وأنا ضد الافتعال الكبير حول أن هناك ثورة واحدة أم ثورتين لأن ثورة سبتمبر قام بها الشعب اليمني وثورة أكتوبر أيضاً قام بها الشعب اليمني, ثورة سبتمبر ذات مهمة ديمقراطية في الأساس وهي القضاء على النظام الإمامي المستبد وكان من أهدافها التهيئة لتحرير الجنوب, وثورة أكتوبر هي ثورة ضد المستعمر ذات طابع وطني وذات طابع ديمقراطي بالمعنى الشعبي, وبمعنى التمهيد باتخاذ إجراءات تقدمية لصالح الكادحين من العمال والفلاحين والموظفين والمثقفين مع ترك الباب مفتوحا أمام رأس المال الخاص في أن يلعب دورا كبيرا في بناء الوطن لأنه شعب واحد، وأقول بسبب ضعف الجانب الثوري في إطار الصف الجمهوري شمال الوطن وما أصابه من إجراءات صدرت من جانب القوى التقليدية ضد القوى الثورية ضمن الصف الجمهوري ربما كان السبب من وراء النزوع اليساري ضمن ثورة أكتوبر في الجنوب, يعني كنوع من رد الفعل تجاه التحولات ذات الطابع اليميني داخل الشمال، فحصل نوع من رد الفعل بنزوع يساري في الجنوب.
وأقول إن هذا أدى إلى أن يكون هناك نوع من الشطط والتطرف في هذا النزوع, وأقول في فترة لاحقة وتحديدا منذ عام 1973م طرحت أنا وآخرين مع قيادة ثورة أكتوبر ضرورة أهمية مراجعة الممارسة السياسية بحيث تكون منسجمة مع البرنامج النظري لثورة أكتوبر ومع البرنامج النظري للجبهة القومية لأن الممارسة السياسية كانت تتجاوز ما هو مطروح نظرياً في البرنامج وهذا أدى إلى أن يضعف دور بعض القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في بناء دولة الاستقلال في جنوب البلاد واثر هذا النزوع نحو التطرف اليساري سلبا نحو موقف الحركة الوطنية في الشمال من جانب بعض القوى التي تعاطفت معها نحو السلبية لأنه كان يقال هؤلاء من هؤلاء ولا فرق لذلك ابتداء من 68 مرورا بعام 71 تعرض اليمنيون إلى سلسلة واسعة من إجراءات القمع والتنكيل ضد العناصر الوطنية سواء كانت مدنية أو عسكرية وكان هناك نوع من ردود الفعل العفوية ضد هذه السياسة وتدخل العسكر مما أدى إلى أن يحصل ذلك الصراع العنيف ما بين السلطة والجبهة الوطنية الديمقراطية التي تشكلت.
مرحلة نقاء وصفاء
من جهته الدكتور لبيب عبدالعزيز إبراهيم أستاذ جامعي هو أحد أعضاء مؤتمر الحوار الوطني عن مكون الحراك الجنوبي، رئيس مجموعة التنمية التعليمية والبشرية والصحية يقول:
أوجه التحية والإكبار والإجلال للشعب اليمني بمناسبة اليوبيل الذهبي لثورة 14 أكتوبر المجيدة, وأتمنى أن يتذكر ويعيش الشعب اللحظات الثورية الجميلة والحقيقية التي لا يمكن أن تعوض ولا يمكن أن تعود لأنها كانت مرحلة نقاء وصفاء وعطاء وجدي بعيدة عن المصالح الأنانية والفئوية والمشاريع الصغيرة التي دائما ما يروج لها التافهون المتنفذون والمنتفعون والمتاجرون بالأوطان, عندما نحتفل باليوبيل الذهبي لثورة 14 أكتوبر المجيدة علينا أن نتذكر أنها ثورة جاءت ضد الاستبداد والقمع والطغيان, الشعب في الجنوب هو الذي قام بهذه الثورة من أجل التخلص من القيود التي كانت تكبله ومن أجل استعادة الحرية, قام بها الشعب بتشكيلات من مجموعة من المكونات المقاومة للاحتلال البريطاني الغاشم مكونات عمالية وطلابية ونسائية اتحدت بعد أن شعرت بالظلم, وهناك قادة كما كنا نسميهم الصماصيم استطاعوا أن يؤسسوا مقاومة كبيرة ترفض العبث بأرض الجنوب وسلب حقوق الإنسان اليمني أمثال لبوزه والحداد وعواس والشمق والكثير الكثير ممن لم أذكرهم حتى لا تخونني الذاكرة، فالكل كان مناضلا ويقوم بدوره تلك المقاومة أنتجت ثمرة ثورة 14 من أكتوبر, وانطلقت شرارة الثورة من جبال ردفان محققه آمال وطموح الشعب, وإذا تحدثنا عن مرور 50 عاماً من انطلاق الثورة المجيدة, يتحتم علينا الوضع أن نقارن كيف كان الوضع أثناء الاستعمار البريطاني البغيظ, الممارسات التي كان يقوم بها المحتل ونشر ثقافة البغض والكره والعنصرية, بعد مرور أعوام على طرد المحتل من أرض الجنوب, لم يستقر الوضع حتى جاءت ثورة الشباب الشعبية السلمية, وبالرغم أن الاستعمار البريطاني أنشأ نظاماً تعليمياً ونظاماً صحياً ونظاماً إدارياً ونظاماً عسكرياً ونقل بعض مظاهر الحداثة إلى الجنوب لكنه في الأول والأخير يسمى “احتلال”.
وأضاف: صحيح أن بريطانيا الآن هي إحدى الدول التي ترعى مؤتمر الحوار الوطني الشامل, وقبل 50 عاماً كانت الدولة المحتلة التي خرجت بالقوة والإكراه من أرض الجنوب والبريطانيون كانوا يدركون أن الشعب اليمني سيقوم بثورة عارمة ومهما كان الشعب بسيطا وطيبا لكنه لا يرضى على نفسه الذل والهوان والانكسار والخضوع والذل والامتهان, والممارسات التي أقدم عليها النظام السابق كانت أعظم من ممارسات المحتل البريطاني, وكان يعلق كل أخطائه على شماعة الوحدة, الوحدة شيء عظيم واللحمة مطلوبة بين مكونات أي شيء فهي تؤدي للقوة, لكن للأسف النظام السابق والقوى المتنفذة أساءت للوحدة اليمنية المباركة.
وأردف: وإحدى الأخطاء التي ارتكبت في هذا الحوار مشاركة البعض غير المرغوب فيهم لكننا تجاوزنا كل ذلك حتى ينجح الحوار ونبني اليمن الحديث الذي ينشده كل أبناء اليمن في كل بقعة, وما لم يتم إيجاد حلول جذرية للقضية الجنوبية وقضية صعدة, وحل شامل لهاتين القضيتين فلن ينجح الحوار الوطني وجميع المكونات السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار تدرك ذلك جيدا وبالرغم من وجود مغالطات تمارس عبر وسائل الإعلام التي أصبحت أغلبها صفراء وخصوصاً التابعة للأحزاب السياسية تروج عكس ذلك، أنا لا ألوم المكونات البسيطة في مؤتمر الحوار الوطني لأنها صغيرة ولا حول لها ولا قوه, نحن ليس معنا إلا الله سبحانه وتعالى والمجتمع الدولي ولن نوقع على أي ورقة إلا بالحلول التي تتناسب مع الشعب اليمني في الجنوب.
وكنا قبل بدء الجلسة الختامية للمؤتمر قد أنجزنا في المجموعة الخاصة بالتنمية التعليمية والبشرية والصحية والتي كلفت برئاستها, أنجزنا عددا من الأعمال الهامة ومنها دراسة خاصة ولعمل مقارنة للأنظمة الصحية المختلفة في العديد من الدول الناجحة في مجال الرعاية الصحية، وأجرينا الكثير من الحوارات مع ضيوف وخبراء يمنيين وعرب وأجانب والبنك الدولي وجهات أخرى وبين المجموعة بالإضافة إلى أننا قمنا بالنزول الميداني وتواصلنا مع المجتمع, كل ذلك حتى نخرج بنص دستوري من شأنه تكون فيها الهيئات الصحية في اليمن متمتعة بالاستقلالية وتقديم رعاية صحية شاملة ومتكاملة, نحن نريد بناء وطن كل في تخصصه, وهناك من يريد هدم الوطن، بل إنه يشارك في هدمه, المفترض أننا بعد 50 عاماً من خروج المستعمر البريطاني نكون على قدر عال من المسؤولية في بناء اليمن, الشعب يتطلع للعيش بكرامة وحرية ورفاهية إلى متى سيظل حالنا هكذا, أبناء الجنوب ظلموا واضطهدوا, عانوا من الاحتلال وما بعد الاحتلال وما بعد وما بعد..؟!
فرصة كبيرة
من جهته الأخ عبدالرحمن صالح الصامتي الناشط في الحراك الجنوبي، مؤسس ملتقى أنصار الأيام لمديرتي الحوطة وتبن في محافظة لحج وعضو مؤتمر الحوار الوطني يقول:
أنا من مواليد 1962م, مواليد الاستقلال والحرية ولهذا نناضل من أجل الحرية والاستقلال, كانت هناك أساليب قمعية يمارسها الاحتلال مثل سلب الحقوق والحريات وتكميم الأفواه, كان البريطانيون يؤممون الموانئ والممرات المائية من أجل مصالحهم وليس من أجل مصلحة الشعب اليمني والآن المتنفذون يمارسون نفس الدور، ذكرى ثورة أكتوبر هي ذكرى عزيزة على قلب كل يمني, هي ذكرى تتجدد مع تجدد نضالات الشعب اليمني البطل نحو الحرية والاستقلال وهذه الذكرى تقودنا إلى التفكير بالمستقبل والبناء والعطاء والتنمية, ويصادف اليوبيل الذهبي للثورة الأكتوبرية, الحوار الوطني حول القضية الجنوبية التي تعتبر أساس القضايا التي نوقشت على مدى 6 أشهر مضت والآن نجني الثمار، كان لابد أن تخرج جميع الفرق والمكونات الحقيقية للحوار بموقف واحد تجاه القضية الجنوبية والآن هناك فرصه كبيرة ونتمنى أن نصل إلى حلول وسطية ترضي جميع الأطراف، فلابد أن تكون العلاقة بين الشماليين والجنوبيين علاقة أخوة دائمة, وكان لأبناء الشمال دور ومشاركة كبيرة في طرد المستعمر البريطاني الذي لم يخرج إلا بعد ثورة عارمة مسلحة طردته من غير رجعة, وثورة أكتوبر ثورة شعبية مسلحة اختلطت ما بين النضال السلمي والكفاح المسلح خاضها آباؤنا وأجدادنا ما قبل 1962م, خاضوا معارك ضارية مع المستعمر البريطاني وتكللت بالنجاح في 30 نوفمبر, ولم تكن مشاركة الحراك الجنوبي في الحوار الوطني إلا على أنها نابعة من الحرص على مستقبل أبنائنا، وشاركنا عن قناعة تامة لكننا التمسنا عدم الجدية في تنفيذ النقاط 20+11 الحقوقية في أغلبها بعد أن انتهينا من المراحل الثلاث لمناقشة جذور ومحتوى ورؤى حل القضية الجنوبية وإحساسنا أن الأمور لا تسير في الطريق السوي فتم التعليق بعد إجازة عيد الفطر وقدمنا رسالة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي والى الدول الراعية للحوار وطالبنا بتنفيذ النقاط وحددنا خيارنا بعد أن ينتهي الحوار إلى التفاوض وبعد تقديم الاعتذار لشعب الجنوب عن حرب صيف 1994م رغم ما حواه هذا وتم الاعتذار واعتبرناه خطوة في الاتجاه الصحيح وبعد أن التقينا بمعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر أكد لنا أن الحوار لحل القضية الجنوبية سيكون ندياً مكوناً من 8 أفراد من الجنوب وشكلت لجنة 8+8, وناقشنا القضية بجدية أكبر وبعد شد وجذب توصلنا لاتفاق تعثر الاتفاق وحاولنا أن نلملم الأمور, وكما قلت حتى الآن الفرصة موجودة لحل القضية طالما أن الإرادة موجودة وذكرى ثورة أكتوبر تحتم علينا أن نتحد ونتفق من أجل الجنوب ومن أجل اليمن.
نتائج طيبة
أما الأخ فهمي السقاف, الناصري السابق عضو مؤتمر الحوار عن الحراك الجنوبي والعضو في فريق العدالة الانتقالية فيرى أن الاحتفال باليوبيل الذهبي لثورة أكتوبر هو احتفال بإحياء القيم الثورية التي لا يمكن أن تضمحل مهما كانت الظروف والمحن والإشكاليات التي تعمل على إعاقة مسيرة التنمية والبناء لهذا الوطن المليء بالثروات والمليء بالكفاءات في الشمال والجنوب, ولقد تربينا وترعرعنا في مدارس الجنوب على الوحدة ليست اليمنية فقط بل حتى العربية, وللأسف أن المتنفذين تحاصصوا الحكم وبوجه قبيح، نريد أن نحافظ على اليمن لا نريد المحاصصة, والدليل على صحة كلامي أن فرنسا كانت ضد مسألة الفيدرالية, والآن هي مع الفيدرالية جملة وتفصيلاً, ولا نريد تمزيق اليمن وتوزيع الحروب على أهلنا, قطعنا أشواطا كبيرة في الأعمال التي أوكلت إلينا في فريق “العدالة الانتقالية“ وقد اكتشفنا أشياء كان من الصعب أن تكتشف لولا الحوار وطالبنا بالإفراج عن عدد من المخفيين قسراً منذ 19 عاماً منهم 150 عسكرياً ومدنياً جنوبياً ونساء وأطفالاً من اليمن, بينهم زوجة القيادي الجنوبي شعفل عمر ونجله جلال, وتلقينا وعوداً من اللواء غالب القمش رئيس الأمن السياسي بالكشف عن رفات الرئيس سالم ربيع علي وقيادات الانقلاب الناصري, ورد علينا القمش أن ارشيف جهاز أمن الدولة فيما كان يُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تم إتلافه أو حرقه في عام 1990، أي مع الدخول في الوحدة، وهذا في واقع الأمر إشكال حقيقي، وتم الإفراج عن بعض المخفيين وخرجنا بنتائج طيبة, لكن الجانب السياسي للقضية الجنوبية تعثر حله بسبب تدخلات القوى النافذة وإن شاء الله لن نخرج من مؤتمر الحوار إلا بعد الاتفاق والوفاق.
شيء جميل
الشيخ علي حسن البجيري شاعر وناشط في الحراك الجنوبي وهو عضو بمؤتمر الحوار الوطني عن فريق الحقوق والحريات, قال:
الوطن أغلى ما يملكه الإنسان وأن الوحدة شيء جميل ولا أحد يكرهها لكن ممارسات النظام السابق قامت بتنفير أبناء الجنوب لأنها كانت ممارسات مكروهة.. ويضيف البجيري: هي فرصة جميلة أن نرسل التهاني والتبريكات للشعب في الجنوب والشعب اليمني والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة اليوبيل الذهبي لثورة 14 أكتوبر الخالدة, نتذكر في ذكرى أكتوبر العظيمة نضالات الثوار وكيف كان يتم تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة في العمل الكفاحي السري والعلني، قبل مرحلة الكفاح المسلح أو قبل إعلان الثورة كان هناك كفاح وانتفاضات وملاحم وطنية في عدن وفي الأرياف وكانت العمليات العسكرية في عدن حضرموت وشبوه وأبين شاركت فيها كل القبائل, قبائل الفضلي والعبدلي والحجيلي وكل ذلك كان مصاحباً للعمليات الفدائية العسكرية المصاحبة لمسيرة النضال الوطني, وكان لعناصر حركة القوميين العرب دور كبير في ثورة أكتوبر، كان هناك حوار من قبل بين التنظيمات والأطراف التي تكونت منها فيما بعد الجبهة القومية كحركة القوميين العرب قبل اندلاع الثورة وكانت هذا الحوار لتشكيل جبهة لتوحيد وتنظيم الكفاح المسلح, كل ذلك دون في التاريخ وعلينا أن نستلهم من هذا التاريخ الناصع والمشرق للشعب اليمني, وفي مؤتمر الحوار وعلى وجه التحديد في فريق الحقوق والحريات ناقشنا العديد من القضايا والمشكلات وخرجنا بحلول سياسية ومدنية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية تخص المرأة والشباب والطفل والمهمشين وذوي الاحتياجات الخاصة والمغتربين والأقليات والنازحين واللاجئين وكل الفئات, نتمنى أن تحل كافة قضايانا في مرحلة ما بعد الحوار ونبني اليمن الجديد الذي نحقق فيه أهداف ثورة أكتوبر التي لم تتحقق والمتمثلة بإعادة توحيد الكيانات العربية الجنوبية سيراً نحو الوحدة العربية والإسلامية على أسس شعبية وسلمية وإقامة نظام وطني على أسس ثورية سليمة يغير الواقع المتخلف إلى واقع اجتماعي عادل ومتطور وبناء اقتصاد وطني قائم على العدالة الاجتماعية يحقق للشعب السيطرة على مصادر ثرواته وتوفير فرص التعليم والعمل لكل المواطنين دون استثناء، وإعادة الحقوق الطبيعية للمرأة ومساواتها بالرجل في قيمتها ومسئولياتها الاجتماعية وبناء جيش وطني شعبي قوي بمتطلباته الحديثة تمكنه من الحماية الكاملة لمكاسب الثورة وأهدافها, وبالعزيمة والإرادة سوف تتحقق.
إعادة اللحمة
بدر باسلمة عضو مؤتمر الحوار الوطني عن الحراك يقول: ثورة أكتوبر امتداد طبيعي لثورة سبتمبر ونضال الشعب اليمني نضال واحد وثورة أكتوبر هي ثورة عودة الحرية والكرامة, لكن القوى الطامعة تكالبت على الجنوب اليمني وحولته إلى مركز صراعات واستقطابات اشتراكية وغربية، ومن المؤكد أن المحافظات الشمالية تعاني ما تعانيه المحافظات الجنوبية والمواطن لم يستفد, لكن عيب أبناء المحافظات الشمالية أنهم سكتوا عن الظلم وأبناء المحافظات الجنوبية خرجوا في 2007 في ثورة سلمية, الآن نحن بصدد إعادة اللحمة الوطنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.