إن اصل الصراع في اليمن سياسيا وإن تدثر بالايديولوجيا وتمسّح بالطائفية وكل الصراع واساسه هو على السلطة وما الايديولوجيا الا وقود للسياسي لا العكس بدليل المعطيات التالية: 1 -تاريخياً اليمن لم تشهد صراعاً طائفياً او مذهبياً وما يسمى شافعية وزيدية والمعتنقون لهذين المذهبين ليسا محط صراع البتة وانهما اقرب حسب لغة الفقهاء واستنتاج السفيرة الامريكية -باربرا بودين-في اليمن سابقاً اقرب الى السلف الصالح الاوائل اي الصحابة وكبار التابعين وليس جماعات السلفية الجهادية اليوم. -اضافة إلى أن مفهوم التسامح ولغته هي السائدة ولا تمايز يذكر بينهما عدا في المنهج وبعض المسائل الفرعية والهامشية ناهيك عن ان ارومة المذهبين ومعتنقيهما من ذات النبع ومن مشكاة واحدة،لاسيما وان العلاقات الاجتماعية والمصالح المتبادلة والهوية الوطنية الجامعة يمنياً هي المتجسدة في حقل الفعل والواقع العملي وحقائقه العنيدة. 2 -عند التدقيق وتجوال النظر في بنية الادعاءات بوجود هويات وجماعات مختلفة ومظلومة وتعاني من إقصاء وظلم ليس اساسياً في اي بحث وسبر للمعلومة وحتى في حال افترضنا وجود هكذا جماعات فإنه يتنافى مع الآتي: -لا فوارق تذكر ولاتمايزموجود ومتجسد بل هو اقرب للاسطورة والوهم والخرافة ليس من جانب العادات والتقاليد فحسب بل وحتى الممارسات على الصعيد الشخصي والثقافة السياسية وحتى وصولاً للمشتركات في الرموز والطقوس حد التطابق والتماهي وصعوبة عدم الفصل،وان بدأت تبرز رموز اخرى الآن. - كما ان الشكوى بالظلم والجأر بها نشاهدها داخل ذلك الكنتون المغلق افتراضاً وحتى فيما بينهم كأعضاء في تلك الجماعة ومنتمين لثقافة معينة وفكر مختلف بل وقد يصل لممارسة العنف بين الاعضاء انفسهم والشواهد على ذلك كثيرة. -فضلاً عن ذلك نجدالرفض من اقرب المقربين لهؤلاء الاعضاء ليس على مستوى الفئة او الطائفة -افتراضاً- بل ومن ابناء وآباء وابناء عمومة وخؤولة داخل الاسرة الواحدة والذي قد يكون احد اعضائها مجاهراً بالتميز. س/هل يوجداطراف قد توظف هذا الصراع واستغلاله(سلبياً)وحضاً على الطائفية: * نعم هناك من يوظف هذا الصراع للاسف ويدفع به نحو المنحى الطائفي وهذه الاطراف نستطيع القول بأنها مراكز القوى والنفوذ المتسلطة والفاسدة ليس لكونهم يمتلكون الوسائل القادرة على الدفع والتوظيف فحسب بل وللأسباب الآتية: -إعادة ترميم لتلك التخب التقليدية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً لاسيما بعد التصدعات التي احدثتها الانتفاضة الشعبية العارمة 2011 والتي تمخضت عن حالة ثورية مدهشة يمكن البناء عليها وتغيير المعادلة باتجاه الانفراج والامل والمستقبل خصوصاً وان ذلك قد يلحق بتلك النخب التقليدية فقدانها لبعض الامتيازات ولذلك فقد تكون وراء ذلك واذكاءه على هذا الاساس. -ناهيك عن ماتقدم فليس ماذكرنا هو السبب الوحيد بل ان الثورة التي اخرجت رأس السلطة وبعد تدخلات اقليمية ودولية قد ابقت على اساسيات النظام الهدامة والبنى والاطر والمؤسسات فيه اي ابقاءه معنى ومبنى ولذلك فإعادة نمذجته والابقاء عليه هو احد الاهداف من وراء التسييس للصراع وادخال مفخخات الطائفية فيه ناهيك عن ان ذلك قد يكون طريقاً اسهل لتصفية الثورة وترميم التصدعات والشروخ المستحدثة بتلك القوى وصفوفها خصوصاً والوقائع تدلل على ذلك وما تقاربات الخطابين من قبل الزنداني وعبد الملك الحوثي إلا أحد مؤشراته وما جاء فيهما من مضامين ودلالات الزمان والمكان. -ان من الاهم التركيز على ان هذا الانقسام -تجاوزاً- بفعل الطائفية في حال افتراضنا لذلك يكاد يكون منعدماً داخل النخبة الحاكمة تقليدياً وتحالفاتها المتجاوزة للطائفية ذاتها وحتى الاطراف الممسكة بالسلطة اليوم/وما ظهور نوع من هذا الصراع الا بوصفه على المكانة والاستحواذ ومد اذرع النفوذ وترسيخه وليس العكس. *كل هذا لايعني سوى ان الصراع ومحركاته سلطوية بالاساس وفقاً لمعطى الفئوية التسلطية القذرة. -وان استدعاء الطائفية يتم بسياسة ممنهجة ومدروسة تعتمد سياسة الالهاء وخلق اليأس واستمرار هكذا وضع والتكسب من خلاله لاسيما وان هكذا سياسات تسّوق وبقوة من قبل اطراف دولية واقليمية وتبعاً لمتغيرات مفهوم القوة وامتلاكها ووسائل حيازتها ودخول فاعلين من غير الدول في هكذا صراع وتلكمُ سياسات خصوصاً وان الاطراف المستحكمة بهكذا صراع وقواعده قد ربطت مصالحها بالخارج اكثر من الداخل سواء عبر شبكات الادارات الاستعمارية ابّان الاحتلالات او اليوم عبر الشركات المتعددة وحتى المنظمات والنوادي المنشأة بصفة المحلية وهي ليست سوى امتداد لهكذا شبكات وسياسيات مترابطة ومتداخلة فيما بينها. -هذه النقطة الاخيرة اي التي تسبق هذه الفقرة بالذات هي جواب على سؤالك(هل ثمة اطراف سياسية تدير الصراع تحت مسمى الطائفية):خصوصا وان من يؤمن بهكذا افكار ويعتنقونها لديهم فكرة موغلة في الغباء الفاحش والعجز الفاضح والتبلد للعقل ازاء المتغيرات المستجدة محلياًً ودولياً واقليمياً وبحيث اصبحت مصدراً لاكتساب التعاطف والدعم المادي والمعنوي سواء من اطراف داخل النظام والسلطة على مستوى الدائرة الوطنية او حتى على مستوى الدائرة الاقليمية والدولية والتقاء مصالح الطرفين حيالها واستخدام معظمها كأدوات للاستمرار والبقاء والاستغلال البشع . *والهدف من هذا كله هو تتويه الشعب والثورة عن متطلب تحرير الدولة من الاغتصاب الفئويحزب،مذهب،قبيلة،جماعة،طائفة،فئة،نخبة،طبقة،عسكر،عائلة.