في مشواره مع كرة القدم في “ عدن” وعبر عميد أندية الوطن ..قصة إعجاب لم تتكرر كثيراً في جيله وفي الأجيال التي جاءت بعده .. بل إنني أجزم أنها حالة انفراد تميزت بخصوصيات ذات شان بما يمتلكه كلاعب وسط محوري صاحب مجهود خارق ونزعة هجومية كان بها يصل إلى شباك الخصوم وفي مواعيد مهمة . هو النجم “ طارق قاسم” صاحب الحضور القوي في ثمانينات القرن الماضي في صفوف التلال أيام العز والزمن المختلف برفقة كتيبة من النجوم الكبار .. هذا النجم كتب في حاله وما يعيشه الكثير وتناوله أقلام كبيرة وحاضرة في عمق العمل الاعلامي بمشاويرها .. ومع ذلك لم يتغير شي وظل في نفس المكان وعلى نفس الصيغة وبنفس الملامح التي ترتسم في يومياته منذ ان ودع الملاعب وهو الذي كان قادرا على العطاء لسنوات ، بسبب سوء الحال والمعاملة التي وجدها في ردود أفعال من يقوموا بإدارة التلال والرياضة في ذلك الوقت. هذا النجم الذي صال وجال وأمتع وأفرح وأحزن مدرجات ملعب الحبيشي وعشاق كرة القدم في كل أنحاء الوطن في سنوات لم يكن المجال مفتوحا للنجومية سوى لمن يمتلك القدرات الخاصة والموهبة الحقيقة ..لم يجد اليوم من يكتب له تلغراف شكر وعرفان وتقدير لكل ما قدمه حتى بعد “ثلاثون” عاما منذ ان طلق كرة القدم بالثلاث .. هي الفاجعة التي قد تلمسها الجميع ووقف عليها لأنها تمر باتجاه تاريخ ومشوار لافت في كرة القدم العدنية في سنوات عزها قبل ان تنقض عليها الظروف وتحولها إلى إطلال ليس إلا ، بالكاد تستطيع الوقوف في بعض الأوقات لفترة بسيطة قبل ان تعود إلى وضعها المتأزم بفعل فاعل. كثيرة هي المواعيد التي حظيت فيها بمشاهدة هذا النجم الكبير يصنع العجب مع كرة القدم بألوان التلال في ملعب الحبيشي وعبر التلفاز مع المنتخبات التي مثل فيها الشباب والكبار في عدد من المحطات خارج الحدود. مرت السنوات وما أكثرها إلا ان كل الجهات وكل القادرين على تحريك المياه الجارية في وضعية “ النجم” الكبيرالذي يسكن قلوب محبي كرة القدم ولم يبارحها لحظة ، لم يضرب له الوقت الطويل الذي مر أي موعد خاص مع أي طرف مختلف ليكون هناك لمسة ذات صلة برد الجميل للاعب الذي صنع الإعجاب وتميز بين أبناء جيله بعد ان مر من طريق وعر كان فيه يشق سكة المرور من بين كوكبة العتاولة الذين كانوا يرتدون فانيلّة الشياطين في صيره . في قضية اللاعب طارق قاسم ، قصة الم وحزن تجد لنفسها حضور كلما التقيت هذا النجم الكبير الذي يفاجئك بابتسامة دائمة لا تغيب في كل مرة تجده امامك .. لهذا كنت هنا أجدد المساحة وأضع عليها حروف بسيطة بقلم متواضع للتذكير بما يمر به هذا النجم الذي يرفض الحديث فيما يخصه ويكتفي بالقول انه راض بما قدره الله له “ ونعم بالله” لكن علينا واجب وعلى كل الجهات واجب اكبر يجب ان تظهر فيه لتقديم سطور مختلفة عما حملها سيناريو السنوات الماضية للنجم الكبير الذي لم يتم حتى تكريمه من التلال “ النادي” الذي قدم له العطاء الكبير وتوجه بألقاب عدة لم نعد نجدها في هذا الزمن . أيها السادة يا من تديرون كرة القدم اليمنية ويا من تمسّكوا اليوم بإدارة الشأن التلالي .. هذا هو لاعب الرئات الثلاث “طارق قاسم” إسألوا عنه ان كنتم لا تعرفون شيئا في مشواره .. قبل أيام كانت فضائية عدن تبث مباراة أقيمت في العام 1981م ، وجمعت فريقي التلال والقوات المسلحة .. وشاهدت هذا القصير يطرب بين مجموعة من النجوم الكبار كلاعب واعد يشق الطريق نحو النجومية ، بأداء فيه اللمسة والروح والحماس والإحساس بالمكان .. هذا النجم الذي بزغ في بداية الثمانينات وتوقف في منتصفها ، يحتاج بل يستحق ان نقيم له ما يستحق وان نقدره بما يستحقه بعد عطاء سنوات ماضيه يتذكرها الجميع اليوم بعدما عجزت الأمهات بأن يأتين بنجوم مشابهة لتلك التي رافق فيها “ طارق قاسم” طوابير من النجوم بألوان كل الأندية العدنية في تلك الحقبة. لن أخوض في تفاصيل الوضع الذي يعيشه النجم الكبير “ الذي يقتات ويعيش “ على بيع القات في سوق عدن ، فتلك حكاية قد عرفها الجميع .. نحن هنا نرسل الرسائل لمن لديه الضمير ليضع موعد مختلف في حياة لاعب اطرب وقدم مالم يقدمه الكثيرون في تاريخ التلال وكرة القدم اليمنية .. هناك إمكانية إذا أخلصت النوايا ..