رغم الإنفاق الكبير والميزانيات الضخمة على اللعبة الشعبية الأولى تبقى إنجازات كرة القدم في بلادنا منعدمة، في الوقت الذي تعاني منه ألعاب الظل والألعاب الفردية فقراً وعوزاً مادياً بالتوازي مع نجاحات، وإن قلت، إلا أنها تعتبر إعجازاً. ذلك أن الألعاب الفردية ترتكز على عامل التحدي والمغامرة، إن جاز القول، مهما كان الدعم ضئيلاً، فالإنجازات اليمنية الرياضية في المحافل العالمية والعربية والإقليمية مقتصرة على ثلة من الشباب في الألعاب الفردية تحدوا واقع الإهمال والتهميش الذي تعانيه الرياضات التي يمارسونها، وجعلوا من ذلكم التهميش منطلقاً لإنجازاتهم وتفوقهم على أقرانهم من رياضيي الجوار الذين يتمرغون في دعم مادي ونفسي ومعنوي. اللعبة الفردية ثروة، ذلك ماتنبهت إليه أعتى دول العالم، دول مثل الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وحتى بريطانيا تغيب إنجازاتها على المستوى العالمي في لعبة جماعية مثل كرة القدم، غير أنها تتربع على عرش ومقدمة ترتيب المشاركين في الألعاب الأولمبية، لسبب بسيط يكمن في اهتمامها بالمتفوقين من اللاعبين والموهوبين في الألعاب الفردية. فحتى لو كانت كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في اليمن وتستقطب جماهير من كل الفئات والمستويات إلا أن الإنفاق عليها بل والاهتمام الإعلامي بها لا يرقى إلى المستوى الفني المتدني الذي تشهده أنديتنا قبل منتخباتنا، ويبقى اليمن متخم بالمواهب والإبداع الرياضي الذي ينقصه التنقيب أولاً، ثم التشجيع، والدعم أخيراً، وباعتقادي أن ذلك يحتاج إلى إيلاء اهتمام أكبر بالألعاب الفردية أو تلك التي تسمى مجازاً بألعاب الظل. وهذا الأمر مناط بالدرجة الأولى بالمدارس باعتبارها المهد الأول الذي تُنمى فيه إبداعات الطلاب قبل أن ينخرطوا في الأندية التي من واجبها منح أولئك الموهوبين الخبرات الفنية لصقل مواهبهم ووضعها على طريق النجومية والإنجاز. وفي هذا الصدد أتذكر مشروعاً تبنته قبل فترة ليست بالبعيدة وزارة الشباب والرياضة وأقرته الحكومة معني بتكوين ما أطلق عليه ب (البطل الأولمبي)، هذا المشروع لا أدري أين حل به المطاف، هل انطلقت إجراءاته التنفيذية أم أصبح حبيس الأدراج كما تعودنا. المشروع يركز على ما ذهبت إليه من التركيز على المدارس كونها الحاضنة الأولى للمواهب الرياضية، وهذا ما يتطلب الاهتمام بهذه الفئة وإخراج المشروع إلى الواجهة وتطبيقه حتى نرى أبطالنا يعتلون منصات التتويج الأولمبية مراراً وتكراراً.