في حياتنا - بلا أدنى شك - ثمة أصوات تصل إليك، وثمة صوت تسافر معها، ومن الأصوات ما يحلق بك نحو آفاق رحبة من الجمال والمتعة، تأخذك دون أن تشعر أو تدرك أنك مسلوب الإرادة في الاستماع، تشد انتباهك بإيقاعاتها وصوتها المتميز وكلماتهُا ذات المعنى الرفيع، والمضمون الذي يحترم أذواق الناس، ويرتفع بهم عن دروب السفه والمجون.. الفنان الشاب ومهندس الألحان المتألق محمد علي والمعروف بمحمد السامي، يمتلك موهبة إنشادية راقية، ويمتاز بصوت جميل جسده في عدد من الأناشيد التي سجلها للجمهور اليمني، استطاع من خلال رسالته العظيمة، وهدفه المنشود الذي يجعلك تذعن له استماعاً، فيوصل إليك رسالتهُ دون أن تشعر بذلك، يؤصل فيك حب الآخر وحب الله ورسوله، ينسيك التشدق بالقبيح، ويفتح أمامك حباً مفتوحاً، يوقظ فيك روحانية الصلة فيما بينك وبين الخالق، فله في الواقع قضاياه وله في الدين دوره البارز من خلال الرسالة الإنشادية التي يؤديها.. ذاك هو المنشد محمد السامي.. كان لنا معه هذا اللقاء الجميل الذي حاولنا فيه أن نسبر أغوار شخصيته الفنية الممتدة منذ سنه المبكرة فإلى الحوار .. في البداية أهلا وسهلا بك أخي العزيز محمد، ثم هل لك أن تعطينا نبذة مختصرة عن المنشد محمد علي السامي، وحدثنا كيف تم اكتشاف موهبتك، ومن الذي اكتشفها ؟ اكتشف الآخرون جمال صوتي من خلال قراءة القرآن، ثم بعد ذلك بدأت بالإنشاد الذي دخلت عالمه من خلال المهرجانات والاحتفالات الخاصة بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، هي التي قدمتني لجمهوري، وعرفت الناس بما نقدمه من فن إسلامي أصيل نفتخر به حتى اليوم. .. محمد السامي منشدا عرفناك، ومؤثراً في فنك، ولك جمهورك الخاص بك، وكما يقال (من لا يتأثر لا يؤثر) من هي الشخصية الفنية المؤثرة في حياتك؟ عند الحديث عن الشخصية الفنية التي أثرت فينا كثيراً، دعني أقول لك بأنهم كثر وكثر جداً، لأن عالم النشيد زاخر بكثير من القدوات الذين عرفنا النشيد الملتزم من خلالهم، ودخلنا عالم الإبداع الإنشادي من خلال بوابتهم، وعرفنا النشيد رسالة وهدفا سام عبر تلك الكلمات التي صدحوا بها، ونشروها بين الناس، لكن دعني اخص منهم المنشد عماد رامي الذي يعود له كثير من الفضل لي ولغيري بعد الله عز وجل. .. ماذا لو تحدثنا عن مشاركاتك الخارجية؟ هذا الموضوع مهم للغاية ليس لأن محمد السامي شارك فيه لأنني شاركت فيه مع أكثر من فنان من اليمن وتحديدا من تعز، استطعنا أن نثبت قدم الأنشودة الإسلامية، أو دعني أقول الفن اليمني الذي شاركنا به من خلال مسابقة للمواهب أقيمت مصر شاركنا فيها وحصلنا المركز الأول الذي أهلنا لأن نحصل على الميدالية الذهبية، وتكرر الأمر مرة أخرى لنفس المسابقة سافرنا مع وفد من جامعة تعز شاركنا به للمرة الثانية وحصدنا فيه المراكز المتقدمة التي تشهد بأن ثمة أصوات في اليمن تمتلك من الإبداع ما يشهد لها محليا، المشاركة بالتأكيد أضافت لي الشيء الكثير، فقد استطعنا أن نشاهد ونطلع على ما لدى الآخرين من أصوات، ولكن دعني أقول للعدل والإنصاف، أننا وجدنا من بين اليمنيين ثمة أصوات تستحق المنافسة بين الأصوات العربية، وأكبر دليل على ذلك تصدرنا المراكز المتقدمة في مثل هذه المشاركات وهذه المسابقات. .. ماذا أضافت لك المشاركة ككورال من الفنان أيوب طارش؟ أضافت لنا الكثير، وبحق فقد كانت تجربة فريدة وغنية لنا، أن نشارك مع الفنان الكبير أيوب طارش، واقتناعه بنا يعد بحد ذاتها شهادة منه لنا، بالتأكيد المشاركة مع الفنان أيوب طارش إضافة محسوبة، ونقطة تحول تفتح لك الكثير من الآفاق، وتوسع لك الكثير من مدارك الفنان اليمني للحنكة التي عرف بها أيوب طارش الذي نتمنى له الشفاء. .. على ذكر طقوس الإنشاد، هل هناك ثمة وقت يفضل فيه السامي الإنشاد عن غيره من الأوقات؟ لا أرى أن هناك أوقاتا أجد نفسي مؤدياً أفضل من غيرها، أما لماذا فأقول لك، لأن الإنشاد رسالة، وهدف سام لمن اقتنع به، وصدقني أن النشيد الإسلامي فيه من الدعوة للقيم ما الناس بحاجة إليه حاجتهم للماء والهواء، لذلك فإننا مقتنعون بان ما نقدمه من فن إسلامي إطاره القيم، وسياجه الأخلاق هو حاجة الناس ومطلب الناس، ولذلك فقد ارتأينا أنه من الأجمل أن ننطلق من حاجات الناس التي هي بحاجة إلى من يذكرها بالفضيلة والخير، إذا لا طقوس للنشيد أو المنشد، فقط الألوية للرسالة التي يمثلها النشيد. .. هل أنت مع هذا الانفتاح الذي يعيشه بعض المنشدين من استخدامهم للتقنية الحديثة وإدخالها في أعمالهم الفنية، أم انك من المعارضين؟ طبعا مع هذا الانفتاح بشرط أن يكون من خلال سياج آمن لا تنتهك سيادة الشريعة الإسلامية التي نحن مطالبون بان ندور في فلكها، ولا أعتقد أن هناك في شريعتنا ما يمنع أن نستفيد من التقنية الحديثة في إيصال فنوننا إلى الآخرين الذي نحن بحاجة إلى أن نشدهم إلى فننا وما نقدمه من رسالة إنشادية راقية تدعو إلى الخير وتحض عليه. ..ماذا عن مشاركاتك الفنية في الداخل؟ بحمد الله أستطيع القول أنني قد شاركت مع زملائي في فرقة الرواد الفنية في العشرات من المهرجانات، والفعاليات الاحتفالية المتنوعة، منها ما هو للهم المحلي، ومنها ما هو للهم الخارجي كفلسطين وسوريا ودول الربيع العربي، ولا أنسى أن أتحدث عن الثورة الشبابية التي قدمتنا للجمهور اليمني، والتعزي على وجه الخصوص، فقد شاركنا في كثير من الأناشيد التي جاءت فكرتها من ثورتنا المظفرة .. وماذا عن أعمالك الفنية المسجلة أقصد أن تحدثنا عن ألبوماتك؟ أنا سجلت ما يقرب من عشرة أعمال تسجيلية، أذكر منها أول عمل لي قدمته قبل ما يقرب من “15” عام وعنوانه على ما أذكر “ميلاد أمة” ولي أيضا في الروحانيات شريط “روحانية صائم” إضافة إلى كوكتيل “أعراس لحجي”، ولي أيضا شريطان تم توزيعهما في المملكة العربية السعودي ، وتستطيع القول أن ما أقدمه من ألبومات في هذا السياق لا يعني شيئا أمام ما نقدمه في المهرجانات الاحتفالات التي أجد نفسي فيها كثيرا، نظرا لأنها تصل إلى اكبر قدر من المستمعين، والمقتنعين بفنك. ..هل ثمة وصية تريد أن توجهها لزملاء النشيد في اليمن؟ أنا كلمتي الأخير ة التي أتوجه بها لزملائي في النشيد أن نظل على العهد في الحفاظ على رونق الأنشودة الإسلامية التي أصبح لها جمهورها الكبير بين الناس، والإقبال عليها من المتذوقين يزدادون يوما بعد آخر، فيا أخوتي المنشدون لنرتفع حتى نكون عند المسئولية، وعلى مستوى الرسالة التي نحملها للنشيد الإسلامي، ويمكن إجمال وصيتي للمنشدين في اليمن هو أن يحافظوا على الموروث الإسلامي.