فكروا.. فعملوا.. فأبدعوا هكذا هم طلاب وشباب مركز اللغات والترجمة بجامعة إب عملوا بروح الفريق الواحد بحثاً عن الإبداع فكان في انتظارهم، وحصدوا ما اجتهدوا من أجله من خلال مشروع فني إبداعي هادف.. هو عبارة عن مبادرة من نوع أخر لتعريف الناس في كيفية اتخاذ القرارات المناسبة، فكان إبداعهم يكمن في فيلم شبابي متميز رغم الصعوبات التي واجهتهم من قلة الإمكانيات، إلا انهم واصلوا إصرارهم وعزيمتهم في اتخاذ القرار وتحقيق الأهداف التي عملوا من أجلها بإمكانياتهم المحدودة وبجهودهم الذاتية. الفيلم الشبابي الذي انتهى منه هؤلاء الشباب أسموه (القرار قرارك) من تأليفهم وإخراجهم، فكلهم مبدعون ولم يشارك أحد من خارج المركز فاعتمدوا على أفكارهم وذاتهم وإبداعهم، كما أتاحوا الفرصة للمرأة المبدعة لتشارك معهم في العمل. وحرصاً منا على تشجيع المبدعين قمنا بزيارة إلى مقر تواجدهم بهدف رفع معنوياتهم وتشجيعهم وإبراز مشروعهم الإبداعي إلى حيز الوجود.. وفور وصولنا إليهم وجدناهم كالفريق الواحد.. يعملون بصمت وكل واحد يحمل بصمة إبداعية وكل يكمل الآخر.. وتعمقنا معهم لنعرف حقيقة مشروعهم بصورة أوضح. فيلم هادف حيث تحدث إلينا الشاب علي الحميري (مؤلف العمل) حول فكرة العمل، قائلاً: بالطبع تم استنباط العمل فكرة العمل من واقع الناس ومن خلال معايشة البيئة من حولنا، وباعتبارنا كشباب جامعي كان لا بد لنا أن نسعى إلى بلورة هذه الوقائع من خلال كيفية اتخاذ القرار عبر قالب فني عن طريق فيلم إبداعي هادف مدته ربع ساعة، بالإضافة إلى أننا أعطينا لمادة اللغة الإنجليزية مساحة كبيرة في الفيلم لأهميتها في التخصصات. التخصص الجامعي الشاب علي الرفاعي (مشارك في التأليف) يضيف: بالنسبة لاختيار عنوان كان باتفاق الشباب المشاركين في العمل وذلك بأن الفيلم يتحدث عن كيفية اتخاذ القرار المناسب وعلى وجه الخصوص الطالب الجامعي، في تحديد تخصصه العلمي والجامعي دون التعرض للضغوطات بشكل عام، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للشباب في كيفية اتخاذ قرارات العمل وغيرها. الشاب عمر حيدرة احد المشاركين في التأليف قال: إن الفيلم يستعرض الصعوبات والمعوقات التي تواجه الطالب عند اختياره للتخصص الجامعي، ويهدف إلى توعية المجتمع عبر رسالة شبابية إبداعية فنية رائعة يتم من خلالها تشجيع وتحفيز الطالب الجامعي في اختياره للتخصص وتمكينه من اتخاذ قراره بنفسه بغض النظر عن العائد المادي من التخصص. بين الفنان والطبيب وحول المشاركين في الفيلم من المبدعين الشباب التقينا الشاب ريدان محمد الحشاش الذي تقمص شخصية الطالب حسام في الفيلم، حيث قال: إن دوره عبارة عن فنان تشكيلي يرسم بكل ألوان الطبيعة يحمل في مخيلته كل ما هو جميل، بدأت أبحث عن طموح في تغيير الواقع فتعرضت للضغوط الأسرية والمجتمعية بعد أن كنت أرسم ألوان الحياة ليأتي حلم في منامي أرى فيه أني أصبحت أدرس في مجال الطب، ومع ذلك تأثر الطالب حسام الذي تقمصت شخصيته بكلام معلمه وكيفية اتخاذ القرار المناسب وعواقب اختيار التخصص غير المناسب. نصح وتحذير ويضيف الشاب عماد أبو الرجال: تقمصت دور الطالب (فهيم) هذه الشخصية كان دورها مقتصراً على تقديم النصح والإرشاد وتوعية صديقي في الفيلم (حسام) في كيفية اختيار المجال الذي كان يهواه منذ صغره بل ويحذره من عواقب اتخاذ القرارات غير الصائبة. أما الشاب نوح البشك الذي تقمص دور الأب الذي فقد ولده بسبب خطأ طبي وردة الفعل من الأب لتقوم الممرضة بفضح الطبيب الذي قام بالعملية أمام الأب وبكل أمانة دون خوف من أحد مراعاة لضميرها وواجبها المهني. للمرأة دور بالطبع كان للمرأة المبدعة حضور لافت في الفيلم ودورها المتميز ورسالتها الإنسانية من خلال الطالبة رغد عبد الله المطري العنصر النسائي الوحيد المشارك في الفيلم، التي تقمصت دور الممرضة تحدثت إلينا قائلة: هذا الفيلم من إعداد زملائي الذين أحبوا بأن يكون لزميلاتهم دور فيه ورأوا إنني أكثر واحدة يناسبها دور الممرضة. وتضيف: وبحكم خبرتي في التمريض ووالدي دكتور ومدير مستشفى جبلة بادرت بمساعدتهم والتعاون معهم في هذا المجال وتم تصوير المشاهد في مبنى الطوارئ التوليدية، وكان دوري سهل هو أني قمت بتقديم الملف للدكتور فما كان إلا أن اخبرني بتجهيز غرفة العمليات وعند موت المريض صارحت أسرة المريض أن ولدهم قد توفى بل أكدت لهم بدون خوف أن سبب الوفاة خطأ طبي من الدكتور حسام.. مضيفة أن المرأة تلعب دورا كبيرا في المجتمع فهي شريكة الرجل في الحياة وتتميز بإبداعها وتميزها كغيرها من الرجال ولابد من إتاحة الفرصة لكي تشارك بشكل أكبر. وحول نجاح الفيلم من عدمه تضيف الشابة رغد المطري أتوقع بإذن الله أن يكون فيلما ناجحا جداً وخصوصاً أنه من أداء الطلاب وتأليفهم وإخراجهم ومونتاجهم وتصويرهم، وكل الشباب المشاركون من قاعة واحدة وأنا عندي إيمان جازم انه سيكون فيلم رائع وسيعجب الكل إن شاء الله رغم إننا لاقينا صعوبة في الدعم المادي. تنسيق وتعاون ويختتم الشاب ماجد قحطان محمد (منتج ومخرج الفيلم) حديثه قائلاً: لقد استمر تسجيل الفيلم الشبابي الهادف (القرار قرارك) شهرا كاملا.. حيث حاولنا بقدر الاستطاعة التنسيق بين الدراسة في الجامعة وبين أوقات تسجيل الفيلم، وعلى كل حال بعد إكمال النص من قبل الشباب وقراءته بشكل جيد حاولت أن أبلور هذا النص إلى واقع عملي في الحياة عبر رسالة لكل الناس وليس لطلاب الجامعة حول كيفية التفكير واختيار القرار المناسب.. وفي الحقيقة بحثنا عن وسائل وتجهيزات الفيلم وحددنا المواقع المناسبة للتصوير رغم الصعوبات التي واجهتنا كطلاب وبحدود إمكانياتنا المحدودة. وأضاف قحطان: حاولنا البحث عن كاميرات لكن للآسف كان الدعم لا يفي بالغرض ومع ذلك لم نشعر بالإحباط الذي واجهناه بصمودنا وإصرارنا وإبداعنا بل اتخذنا القرار الصائب ولله الحمد توفقنا في اتخاذ القرار المناسب حسب إمكانياتنا المتاحة وبجهودنا الذاتية وحصلنا فقط على كاميرتين متواضعتين بهدف تحقيق الرسالة التي خرجنا من أجلها وإيصالها إلى المجتمع، وبالأخص طلاب خريجي الثانوية وتم تصوير العمل من قبل الشباب وسام الحضرمي وعبدالله المليكي وعمر حيدره وبعد جهد جهيد وبفضل من الله ثم تعاون الشباب وعدم الاستسلام لليأس ومن خلال العمل الجماعي وبروح الفريق الواحد أنجزنا أول فيلم شبابي مستقل عن كل المبادرات، كما قمنا بعمل لمسات ومؤثرات صوتية من إبداع الشباب. وانتهينا بشكل كامل من منتجة الفيلم وإن شاء الله يرى النور في الواقع ويحقق الرسالة المرجوة، وهذا الجهد الذي نفذ هو من إعداد وتأليف وتمثيل وتصوير وإخراج طلاب مركز اللغات والترجمة بجامعة إب وكل ما ذكرناه عن الفيلم إنما يعد جزء بسيط من فقرات الفيلم بل ويحمل عدد من المفاجآت وبدوري لا أنسى أن أتقدم بالشكر الجزيل باسم المشاركين في فيلم ( القرار قرارك) إلى كل من ساهم في إعداد وإنجاح هذا المشروع الفني من المعلمات تهاني عشة وساره العواضي والمعلم المشارك في الفيلم علي درهم، وكذا شكر خاص للدكتور عبدالله المطري مدير عام مستشفى جبلة الذي أتاح لنا الفرصة في تصوير عدد من المشاهد داخل المستشفى.