تواصلاً لرحلات الغوص والابحار في أرخبيل العمالقة الافذاذ من نجوم الزمن الجميل في ملاعبنا المستطيلة أولئك النجوم الذين حفروا بإبداعاتهم وعطاءاتهم المتميزة أجمل اللوحات الخالدة في عقول ووجدان الأنصار والمتابعين ممن فتنوا بمهاراتهم وإنجازاتهم غير المسبوقة ،ها نحن اليوم وعبر هذه الاطلالة والمساحة الأسبوعية من رياضة الجمهورية والتي وصفها النجم الكبير سعيد دعالة بأنها إعادة لأولئك النجوم أمجادهم الغابرة حتى بات الكثير منهم يترقبها بشغف كبير كل يوم أحد ..إذن نجم هذه الاطلالة هو اللاعب المحوري وصانع الألعاب المتميز ملك الوسط وملك الكرات الثابتة صاحب التمريرات الذهبية القاتلة نجم الجزيرة الأسبق في كرة القدم الرائع جداً جداً فضل عبدالفتاح فارع مجاهد الشرجبي.. فإلى تفاصيل الغوص في أعماق وإبداعات وعطاءاته وذكرياته الحافلة بكل حالات الألق الفني والذهني والحضور المؤثر والحاسم. البدايات الأولى لفضل عبدالفتاح لم تكن البدايات الأولى لنجمنا الكبير والأسبق في نادي الجزيرة فضل بن عبدالفتاح الشرجبي مختلفة عن البدايات الكروية لاقرانه ،حيث كانت المحطة الأولى من خلال الحارة يوم أن كانت الحارات والاحياء تضم في جنباتها عديد الساحات والمتنفسات أما المحطة الثانية لانطلاقته الكروية فقد جاءت من خلال المدرسة يوم أن كانت الدوريات المدرسية تشهد العديد من المنافسات القوية والمثيرة والتي حكانت قد شهدت حالة من الألق والتميز اعتباراً من خمسينيات وستينيات القرن المنصرم عبر كوكبة من المدرسين السودانيين وغيرهم من المدرسين وفي ظل ذلك الاهتمام الكبير بالرياضة المدرسية ،وفي ظل ذلك الحضور والتميز لنجمنا العملاق فضل بن عبدالفتاح منذ اللحظات الأولى لانطلاقته الواعدة والمبشرة في الملاعب والساحات المدرسية فإنه قد شد عديد الأنظار نحوه ليس فقط من قبل المعنيين في الرياضة المدرسية بل ومن قبل المهتمين والكشافين في أكثر من ناد من أندية محافظة عدن ،حيث تسابق الكثيرون من أجل الظفر بخدماته وإبداعاته في أندية الانتصار الحسيني الجزيرة وعبر كل من علي جامع فاروق الطاهري الذبحاني بعد أن اقتنعت أنديتهم واقتنع ثلاثهم ببزوغ نجمه المبكر وفي خضم ذلك التنافس الشديد للفوز باستقطاب النابغة الصغير فضل بن عبدالفتاح فارع الشرجبي فإنه وبذكائه الفطري والذي تميز به كثيراً آثر إلا أن تكون وجهته الأولى صوب الجزيرة ليشكل منذ ذلك التاريخ في العام 69م إضافة نوعية للجيل الشمساني (الجزيرة) وقد جاء ذلك الاختيار بفعل العلاقة الوطيدة والحميمة التي كانت تربطه برفقاء الدرب في الحارة والمدرسة وهم يحيى فارع سلام جميل سيف تمباكو عبدالقادر حسن القادري اسماعيل سعيد لتنعكس تلكم العلاقات بالإيجاب على مستوى كل المنافسات الكروية للجزيرة وهي علاقات حيوية ومؤثرة باتت جل المدن الرئيسية اليوم تفتقر لوجودها لانها تشكل بيئة حقيقية ومناسبة لابراز الكثير من المواهب الواعدة باعتبارها الحاضن الأول لعديد النجوم أن وجدت الرعاية اللازمة. فضل عبدالفتاح وأهم المباريات في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم كانت الانطلاقة الأولى لنجمنا الرائع ابا عبدالفتاح وجمال من خلال تلك المواجهة الكروية التي خاضها مع تشكيلة الصف الثاني للجزيرة أمام فريق خنفر من محافظة أبين يوم أن كان الفريق يضم في صفوفه بالإضافة إلى نجم هذه الاطلالة كل من عبدالله حسن زكريا حمزة مراد مدهف العنبري نجيب علي سعيد وآخرين ليطسع نجم الشرجبي فضل بن عبدالفتاح بطريقة مذهلة كواحد من أفضل صانعي الالعاب بعد أن اسهم في فوز الجزيرة بثلاثة أهداف نظيفة. أما المحطة الثانية في مسيرته الرياضة المتألقة فقد تمثلت بتلك البطولة الكروية المفصلية على كأس سالم عمر والتي جرت منافساتها على ملعب التواهي وخلال تلك البطولة استطاع ابا عبدالكريم ومحمد أن يخطف الأضواء من عديد النجوم بعد أن سحب من تحت اقدامهم كل بساط حافظوا عليه طويلاً وقد كانت تلك البطولة بمثابة المحطة الأولى لانطلاقته الرائعة في سماوات النجومية والشهرة ليسهم إلى حد كبير في احراز فريقه الجزيرة لكأس البطولة وعلى حساب أندية عريقة وعملاقة هي الواي والهلال بعد أن تمكن الجزيرة من اقصائها لمرتبن رغم امتلاكهما لكوكبة ممتازة من المع النجوم في مدينة الشيخ عثمان مثل: عبددالله الهرر عثمان خلب عزيز سالم منير الدبعي المرحود كنور عبدالملك بانافع وآخرين من نجوم المنتخب الوطني وفي ذلك التجمع خاض الجزيرة المقابلة الختامية أمام فريق الواي ليحسمها الجزيرة 3/ 2 بعد أن كان الشرجبي فضل بن عبدالفتاح قد اسهم بفاعلية في صناعة عديد الكرات القاتلة إضافة إلى تنفيذه المحكم لعديد الفاولات التي كانت سبباً في احراز الجزيرة لكاس البطولة وكان نجمنا الرائع بن عبدالفتاح قد احرز احد أهداف المباراة الختامية فيما أحرز رفيق دربه جميل سيف هدفين وبرغم أن بطولة كأس سالم عمر ضمت عديد النجوم الواي والهلال من مدينة الشيخ عثمان مثل: منير مدهش صالح هزاع عبدالله السيد ايهاب عفارة نبيل سعدان مكي مرشد كمبا طارق السيد إلا أن نجم هذه الاطلالة بن عبدالفتاح كان هو النجم الأول وبلا منافس أما نجوم الجزيرة الذين لعبوا في تلك البطولة إلى جانبه فهم على سبيل المثال: جميل سيف انيس عبدربه محمد محمود عزيز الكميم زكريا حمزة مراد بامدهف جحاف جمال قائد. كأس المهرجان العالمي العاشر هذا وقد جاء ذلك الانتصار التاريخي الكبير لتلك الكوكبة الشابة بقيادة نجمها المتألق ونجم هذه الاطلالة من رياضة الجمهورية ليشكل دافعاً قوياً للنجوم الكبار الذين سبقوهم في الجزيرة كي يقدموا أجمل مالديهم من المهارات والخبرات في بطولة كأس المهرجان العالمي العاشر ،حيث وصلوا إلى المباراة النهائية ليلعبوا على كاس البطولة أمام شباب البريقة لتنتهي تلك المواجهة بفوز الجزيرة 4/ 1 بعد أن احرز مهاجم الفريق عبدالقادر حسن القادري أول الأهداف وبعد أن كانت الجماهير ترشح البريقة للفوز ليضيف يومها المهاجم يحيى فارع سلام هدفين آخرين فيما أحرز صانع الألعاب رياض علي سعيد الهدف الرابع وخلال تلك الفترة من مطلع السبعينيات كان فريق الجزيرة يتميز بهجومه الضارب المكون من جميل سيف يحيى فارع محمد علي الحبيشي القادري وكانوا جميعاً يشعرون بكثير من الارتياح للتمريرات الذكية والقاتلة المرسلة بدهاء من نجمنا الكبير فضل بن عبدالفتاح والتي لم تكن تحظى بتقدير وإعجاب زملائه في الفريق بل كانت تحظى بإعجاب كل المتابعين لإمكاناته الهائلة وفي مقدمتهم النجم الاسطوري ومدرب المنتخب الوطني الراحل علي محسن المريسي والذي كان يصفه باللاعب الذكي ويصاحب الامكانات العالية وكان يقول أيضاً ده لاعب كبير بينفذ المطلوب منه بكفاءة عالية أنا عائزه في المنتخب بس عايزه يخش شويه. مواقف طريفة وبالإضافة لعديد المباريات المفصلية التي خاضها نجمنا الكروي الأسبق ابا جمال وعبدالكريم في المسابقات المختلفة فإنه خاض مواجهات تاريخية مع فريقه الجزيرة أمام منتخب احدى المقاطعات الصينية ومنتخب مماثل من الهند ولنجمنا الجميل والرائع فضل بن عبدالفتاح مواقف طريفه ونادرة في أكثر من ملعب وأكثر من مباراة كتلك المباراة التي فاز فيها فريقه الجزيرة على طليعة لحج 5/صفر فبينما كان ينتظر احد زملائه لينفذ الرمية الجانبية أدرك بأنه يتباطأ في التنفيذ وكان قريباً من الحكم فخاطب زميله بالقول العب بسرعة وأيش لك من الحكم لحجي واللامش لحجي وفي مواجهة أخرى كان زميله القادري قد أفرط بالمراوغة وإذا بابن عبدالفتاح يقول للحكم زبط الخصم يا أخي طلعه إذا ما ينفع وحينما عاتبه القادري عقب المباراة على ذلك التصرف رد عليه يا أخي وأنت جالس تعجن ياتجيب لي الكرة جميل سيف كان رايح للجول وفي مواجهة أخرى جمعت الجزيرة أمام الميناء على كأس المجمع كان الجزيرة قد أحرز هدف بواسطة عزيز الكميم. إلاا أن الحكم المسرج الغى الهدف وعلى التو قام مدافع الميناء بارسال الكرة للمهاجم الدوبي والذي تمكن بدوره من اسكانها الشباك ليحتسبها الحكم هدفاً فيما كان من لاعبي الجزيرة إلا الانسحاب بعد اعترض بن عبدالفتاح على ذلك بهدف لتحتسب النتيجة 3/صفر للميناء وفي مباراة أخرى كان الجزيرة قد تغلب على التضامن 6/صفر وكانت الأهداف الستة بتوقيع يحيى فارع لكنها آتية من تمريرات ذكية لزميله فضل وعقب المباراة خرجت الجماهير مبتهجة بذلك الفوز واحتشد عدد كبير من الانصار حول النجم يحيى فارع ليصافحوه ويقبلوه بينما الصانع الحقيقي للأهداف فضل بن عبدالفتاح كان لوحده في حالة من الحزن والذهول فما كان من زميله يحيى إلا أن ذهب إليه ليحتضنه ويقول له ماحد يعرف بقدرك يا ابن عمي إلا أنا ولو مش أنت والله ماجبت جول. قالوا عن بن عبدالفتاح نجم الجزيرة الكبير أحمد محسن المشدلي وصف نجم هذه الاطلالة فضل عبدالفتاح بالقول فضل بالذات من أروع اللاعبين الذين لعبوا للجزيرة واحياناً يضرب باصحابه لكنه لعب في فترة من أروع الفترات وبزغ من بين مجموعة من ألمع النجوم ، كان فريقه والحديث للمشدلي من الشباب لكنهم ارتقوا لدفعة واحدة إلى الممتاز وحققوا بطولات متعددة. ويضيف المشدلي قائلاً: كان فضل يلعب في خط الدفاع فجئت كمدرب لانقله إلى مركز السنترهاف بعد أن غربلت الفريق غربلة كاملة وفضل يتمتع بقدرة وذكاء وهو صانع العاب متمكن بغير الأداء كيفما يشاء. واضاف المشدلي واصفاً بن عبدالفتاح بالقول أنه محور الفريق السنترهاف المايسترو والركيزة الأساسية وهو يلعب بدماغه بذكائه بفكرة أكثر من جسمه وكل العابه محورية وكان المشدلي في تلك الفترة قد نقل لاعب الفريق وجدي أنور من الظهير إلى حراسة المرمى ليقاسم الحارس عادل اسماعيل الحراسة. أما رفيق دربه يحيى فارع سلام الشرجبي فقد وصفه قائلاً: يتجه إلى المرمى والتمريرات ستأتية وكل مهاجمي الجزيرة يعتبرونه أساسياً في احرازهم للأهداف فهو لاعب وسط متمكن وبجانبه عبدالرحمن يوتان الذي يتميز بالقوة البدنية. ويضيف يحيى فارع واصفاً بن عبدالفتاح بأنه مفكر وصانع العاب وجندي مجهول إضافة إلى تمكنه من تنفيذ الركلات الثابته (الحرة المباشرة) وكانت في الجزيرة لجنة رياضية فنية مكونة من عبدالجبار عوض أحمد محسن المشدلي يحيى فارع ومن مهامها وضع التشكيلة التي كان ابا جمال اساسياً فيها بصفة مستديمة. أما رفيق دربه المهاجم الاسطوري جميل سيف فقد بدأ حديثه بالقول: شكر ل «الجمهورية الصحيفة» التي اعادتنا إلى قبل أكثر من 30 عاماً وقال: فضل إنسان لاعب فنان وموهوب وهو ملك النص وملك الكرات الثابته وهو من النجوم الذين نعتمد عليهم في خط الوسط مع المهندس اسماعيل عبدالعزيز وفضل بن عبدالفتاح جمع ما بين الفن والقوة والذكاء إضافة إلى ضحكاته وقفساته الجميلة وكذا المصائب التحكيمية. بطاقة تعريف الاسم/ فضل عبدالفتاح فارع مجاهد من مواليد 1955م الحالة الاجتماعية متزوج وله اربعة أبناء عبدالفتاح عبدالكريم جمال محمد.