لعنة الواقف هي رواية لبسام شمس الدين طبعتها دار عبادي للدراسات والنشر صنعاء، 2014م 1435ه. وتتجلى دراستنا النقدية لها من خلال المحاور الآتية: إقرار موقف الرواية مع مدلول التركيب وإضافة المصدر (لعنة) إلى فاعله (الواقف) وترك المفعول به الملعون على متن الرواية لعرض تصرفه. علمية الشخصيات بما يناسب مدلول أفعالها وأحداثها تأمل ناصر ونصرته، عماد ومغايرته عن سالفه، قرية الهجرة ومدلول الهجرة للمكان الجديد، ريشة وموافقة اسمها لإمكانات جسدها الحسية، خيرن ومفارقة اسمه مع صفته، عزيزة وامتصاصها لفعل الفقيه عبدالقادر السيء. الهيكلة التقليدية للشخصيات تضيء وجود ما هو عتيق وقديم في التالي من الرواية ص8تأمل ترتيب الشخصيات: جدي الملك مبخوت، أمين القرية جوهد، الفقيه عزالدين، الشيخ شيعان الحافظ لطرائف ولطائف الأخبار والأشعار. نظم متعارف عليها من قبل الآخرين وهم ماسكو زمام أمور المنطقة، كما كان عصرهم عصر خير بدلالة تويف البقرة الحلوب، التي بذبحها تتجه دلالة أفعال الرواية إلى تدهور أوضاع جسد ذلك وجود نوعية من الشخصيات مناقضة لسيرة الأوائل مثل صويلح بن جوهد مخالفاً لسيرة والده الطيبة. مخاطبة فنية صاخبة النبرة مع تناثر مدلولات دينية وظِّفت لنفي استقامة أفعالها، أيضاً اجتهدت الرواية في لمس خصوصيات المجتمع مع حدث قرار تسوية المرأة بالرجل وتنصيبها أميناً للقرية وعرض لثورة معارضة للقرار بأسلوب شيق لا يجعل المتلقي معادياً للقرار أو موافقة بقدر ما مستمتع بتلقائية الحدث ومماه للواقع وهو أبعد بفنيته عن حرفية الواقع التي تصب هموماً لا فن. عرض مباشر لفروق طبقية موضوع اجتماعي يجسده عماد، ناصر، ونعيمة. المقبرة بؤرة الرواية ودرب الرواية حيث القبر المكان المغلق يحفه صراع الأحياء مع الأموات يولد مع الصراع دلالة الجمود بقول شخصية ناصر: لا فرق بين الأحياء والأموات ص40، ولعلك تمعنت شكلين من المقبرة: الأولى مقبرة القرية المهملة المجني عليها التي سعى ناصر طيلة سطور الرواية التخييلية في تحسين وضعها. أما المقبرة الثانية فيشير إليها أحد المغتربين متحسراً على كونه أبيه مقبوراً في المقبرة وفي علاقة الشخصية بالمكان هذه دلالة على حياة الشخصية بنوعية المكان على لسان المغترب: هناك في الغربة المقابر مكللة بالورود والأزهار ص40. يوازي انزياح مدلول المقبرة وهي محل القاذورات وموطن الأسلحة ومحل إزالة مع سلطة (الجرافة) التي تصارع مبدأ الاستقرار يوازي سمك الإطار الديني المترهل. ألا ترى مراوغة الكتابة في إنتاج دلالتي المقبرة القريب والبعيد مع معنى (الواقف) القريب: المعتدل المنتصب قامة، وبعيد: الموقف للأموال في خدمة الله والمسلمين، وكذا ألا ترى سبل جذب المتلقي للرواية مع اختيار المقبرة مكان ملموس محسوس يزوره الكل رغم الوحشة إلا أن الاستئناس مولود مع معايشة المتلقي لوجهت نظر الكاتب التي تفرد عدة قضايا ألا ترى غلبة قضية المكان (المقبرة) وبروزه على زمني الرواية التاريخيين: الزمن الإمامي الذي لم يلفظ إلا بعد إشارة السطور السردية إلى أحداث في زمن الجمهورية، ذلك أن المكان يخرج بمحيطه وساكنيه عن المدلول المباشر مع ناثر تصوير يستوحي نسف الخير مع سيل العرم بإشارة الكاتب بداية الرواية بقول السرد: البراميل الفارغة تصدر ضجيجاً حين تتحرك. وعلى لسان شخصية (ناصر) بأسلوب ساخر: الفئران توهمنا أحياناً بأنها تجري كالثيران. الرواية ينطبق عليها تعريف الرواية وهي تحكي ما فات من قبل السابقين والسارد يظهر على مجمل الرواية إلى جانب ضمير المتكلم للراوي الذي يذكرنا بين تارة وأخرى أنه شاهد ومشارك في تفرعات الأحداث وكونه بطلاً من أبطالها. الانتقال من المحسوس(مشهد التعري) مع غلاف الرواية إلى المدلول المعنوي في تعري مواقف الشخصيات على مدى الرواية.