في منطقة تعز، يمكن تلمس الدور الذي تقوم به الطوارئ كإحدى الإدارات التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء، فهي المسؤولة عن ضمان وصول التيار الكهربائي إلى المنازل دون مشاكل من خلال استقبال البلاغات ومتابعة الأعطال وتنفيذ المهمات عند انقطاع التيار على هذا الحي أو ذاك بسبب عطل أو خلل في الشبكة أو الكابلات أو الأعمدة أو المحولات.. ولكن ليس من السهل اكتشاف الجهود التي يبذلها الجنود المجهولون في الطوارئ وهم يقومون بواجباتهم ويواجهون الصعوبات والمخاطر.. خاصة مع قطع التيار بصورة متكررة على منطقة تعز كغيرها من المناطق بحكم ارتباط مسار الشبكة الكهربائية بالنظام المركزي للتحكم.. وهو الأمر الذي ينجم عنه إرباك لفرق الطوارئ وتعقيد لمهام الإصلاحات، وليس له حل أفضل من توليد الكهرباء بطاقة كافية على المستوى المحلي دون الولوج في مسار التحكم المركزي. وقد قصدنا إدارة الطوارئ التي لها مبنى منفصل بجوار مبنى المؤسسة للتعرف على أساليب العمل.. وكانت البداية مع معاذ محمد قراضة (رئيس قسم الطوارئ)، الذي بدأ الحديث عن استقبال البلاغات من المواطنين ومختلف الجهات عبر الرقم المجاني 177 والرقم الثابت 221144، موضحا أن الرقم الأول مشغول في معظم الأوقات بسبب الضغط عليه من المتصلين. استقبال البلاغات.. وتنفيذها وأفاد رئيس قسم الطوارئ حول نظام العمل: أنه يبدأ باستقبال البلاغات وتقييدها في سجل خاص بالأعمال اليومية، حيث يدون رقم المواطن وعنوانه ومكان الخلل، وبموجب البلاغ يتحرك فريق الطوارئ إلى موقع الخلل، ويكون التأكد من خلال التواصل مع المواطن لملاقاة الفريق وتعريفه عن مكان الخلل. ويشير معاذ إلى “أن فريق الطوارئ يتعامل مع الخلل عندما يجد أنه يستغرق وقتاً قصيراً لإصلاحه بين 15 - 20 دقيقة، وعندما يجد الخلل كبيراً ويحتاج وقتاً أطول ومواد مثل استبدال كابل في عملية الإصلاح، يقوم قسم الطوارئ بإحالة البلاغ إلى الإدارة الفنية، وهي تقوم بتوجيه الفرق الفنية المختصة بعملية سحب المواد وحساب المسافات والتركيب في الموقع” يكمل: ونبقى على متابعة مع الإدارة الفنية حتى إنجاز العمل بشكل سريع لأن المواطن لا يعرف غير إدارة الطوارئ ويشغلها بالاتصالات. مشيراً إلى أن إدارة الطوارئ تستقبل بين 30 - 40 بلاغاً في اليوم الواحد، وتعمل بكل إمكانياتها على مدار 6 ورديات في تسلسل لدور الاستلام والتسليم بينها بحيث يتم الإنجاز دون تأجيل. من جانبه ياسر محمد أحمد القدسي (رئيس فريق بقسم الطوارئ) يؤكد أن كل فريق طوارئ ينفذ بحدود 12-10 بلاغاً في اليوم الواحد، وبدا مستعجلاً مع الفريق لتنفيذ أحد الإصلاحات، مشيراً إلى التعاون والدعم من الإدارة من حيث توفير السيارات وتجهيزات السلامة والحرص على ضمان سلامة فرق الطوارئ وتأهيلها، وذكر أن أهم الصعوبات والمشاكل التي تواجه فرق الطوارئ هي العبث بالشبكة والاعتداء عليها أحياناً. متابعة البلاغ أما عبدالجليل الصمدي، وهو مواطن وجدناه يتابع الإدارة الفنية لإصلاح خلل فني في منطقة الحوبان، تحدث بمنطق الناقد قائلاً: أبلغناهم في الكهرباء ولم يصلوا إلينا منذ 24 ساعة، في حين الفواتير تصل سريعة.. والآن قالوا أنه لم يصل إليهم البلاغ وأنا أتابع وقد اتصلنا بالمدير والمهندس. وعلى خلفية الموضوع، يعلق عبدالوالي عبدالغني العبسي (رئيس قسم التوزيع)، قائلاً: هذا من ضمن البلاغات التي نتعامل معها وبحسب الظروف والإمكانات.. مشيراً إلى أنه تم إرسال فريق طوارئ غير أنه لم يتمكن من العمل نظراً لاحتراق الكابل بمسافة 30 متراً وتعرض الفريق للرجم والسب من بعض المواطنين. كثرة البلاغات ويوضح رئيس قسم التوزيع حول كيفية التعامل مع البلاغات “نرجع إلى الإدارة لطلب المواد والتي تحولها إلى المخازن بأمر صرف ويتم استلامها والنزول إلى مكان الخلل”. ويُرجع العبسي تأخر الإدارة الفنية لأسباب تتعلق بكثرة البلاغات خلال اليوم، وتباعد المسافات التي تتوزع في مناطق منها وادي القاضي، وادي جديد، حي المطار القديم، البحوث الزراعية، مشيراً إلى أن المواطنين أحياناً يواجهون فرق الطوارئ ويحصل منهم سب ورجم دون تفهم للضغوطات على فرق الطوارئ من أجل تقديم خدمة المواطن، منوهاً إلى ضرورة تعاون المواطنين في دعم أعمال فرق الطوارئ. نظام عمل الطوارئ بدوره عبدالسلام يحيى معياد (مدير إدارة الطوارئ لكهرباء منطقة تعز)، في معرض حديثه حول قواعد العمل وأنظمة الطوارئ، يتطرق إلى أن إدارة الطوارئ تحتوي على 6 فرق عمل، كل فرقة تتكون من 3 أفراد وتشكل من رئيس فرقة، مساعد فني، عامل، وسائق سيارة، وهي تعمل دوريات على مدار 24 ساعة.. مؤكداً حرص الإدارة على توفير وسائل السلامة والتأهيل لفرق الطوارئ، مع التأكد من الالتزام بأدوات السلامة قبل تحرك الفرق لحمايتها عند تنفيذ مهامها. وثمن مدير إدارة الطوارئ جهود الفنيين والعاملين في التعاطي مع بلاغات المواطنين، وتنفيذ المهام، مؤكداً أن فرق الطوارئ تعمل بكل تفاني ومتابعة دؤوبة على مدار اليوم لاستقبال البلاغات من المواطنين والتعامل معها بالتضافر مع الإدارة الفنية، مُرحباً بتقييم المواطنين ومن يريد أن يقف على أعمال الطوارئ. أضرار.. و إرباكات وأوضح معياد أن إدارة الطوارئ تواجه مشاكل تعوق أعمالها لعل أهمها: تغذية المصدرين وما تسببه من أضرار كبيرة على المحولات والفيوزات، وعدم كفاية السيارات المستخدمة من حيث العدد كوسائل مهمة لنقل الفرق في إطار مدينة مترامية الأطراف، لتغطية المناطق من بير باشا إلى المطار القديم إلى حذران إلى التعزية إلى ما تحت القاعدة وغيرها من المناطق... كما يجد عبدالسلام معياد في الرقم (177) بمنزله مشكلة إضافية، إذ نتقصى عن أسباب انشغال الخط، يوضح: أن الخط مجاني ممنوح لشركة سبأ فون، ويشكل ضغطاً كبيراً على الخدمة، مستعرضاً قوائم بالأرقام المستخدمة من الشركة، وكيف بدأ أصحاب تلك الأرقام استخدام الرقم المجاني بشكل سلبي كأن يطلب أحدهم الحديث بغرض التسلية، وبعضهم يخرج عن المألوف ويروي قصصه الخاصة أو يطلب عودة التيار الكهربائي من أجل متابعة مسلسل تركي. ويتمنى معياد إلغاء خدمة الرقم المجاني لما يحدثه من إرباك لأعمال الطوارئ وتذمر من المواطنين. مضيفاً: هناك مشاكل داخلية تحدث أثناء الأمطار والرياح، بالإضافة إلى الإطفاءات المركزية التي تصعب علينا التصرف عند حدوث خلل. دينامو متعاون لخدمة المواطن وأشار عبدالسلام معياد إلى دورة الطوارئ التي تساعد في الوصول إلى الخلل “ من خلال إعداد تقارير أسبوعية وشهرية ودورية وسنوية تمكن من تحديد أماكن تكرار البلاغات والتي تتسبب بأعطال للفيوزات، لتعيد فرق الطوارئ إصلاح المشكلة في المرة الأولى وإذا تكررت للمرة الثانية يتم إصلاحها اعتماداً على الفرق الفنية، الصيانة أو الشبكة أو التوزيع”. بينما يُخطط لإدارة الطوارئ تنفيذ أعمالها بالتكامل مع الإدارة الفنية نحو تحقيق أهداف تحسين خدمة الطوارئ وتقديمها بأقل وقت ممكن – حسبما أفاد معياد- مشيراً أيضاً إلى “التخطيط لاستخدام الحاسب الآلي في أعمال الطوارئ لإدخال البيانات والتقارير بشكل يومي بما يجعلها متاحة للإدارات المختصة ويمكن لها معرفة مشاكل الشبكات والكابلات والمحولات والأعمدة، وبما يسهل الإنجاز وتنفيذ الإصلاحات والتقييم بصورة أسرع ومتابعة أدق، وصولاً إلى تحقيق نتائج ملموسة للمواطن”. وفي هذا الاطار: توجد 5 مراكز تعمل تحت إدارة الطوارئ لتخفف عبء الضغط على المركز الرئيسي، وكذلك ليستفيد المواطن وفقاً لمعايير أفضل.. كما قال معياد إن هناك حاجة للتوسع في المراكز والفرق والتجهيزات.. متمنيا على المراكز أن تضطلع بدورها الكامل بجانب المركز الرئيسي. في حين يرى أن على إدارة الطوارئ أن تعمل كدينامو متعاون في خدمة المواطنين وعليها إقناعهم بما تقدمه، ودعا المواطنين إلى التعاون.. ولفت إلى الدعم الذي تقدمه إدارة المنطقة ممثلة بالأخوة مدير المنطقة ونائبيه والمدير الفني، آملاً مزيداً من الدعم لتوفير السيارات والتجهيزات لتكون الفرق موجودة لتغطية احتياجات الطوارئ في كل المناطق، وختم حديثه بتوجيه الشكر لصحيفة الجمهورية ولكل الصحافيين والعاملين فيها. تقييم الوضع وكان لنا لقاء مع مدير الكهرباء بمنطقة تعز – عبدالسلام غالب حسن العسالي، الذي تطرق إلى الطوارئ وقضايا مترابطة في إطار الكهرباء، حيث عبر عن إشادته بمدير إدارة الطوارئ، وقال في معرض تعليقه حول تقييم حالة الطوارئ والتفكير بتطوير أنظمتها إن التقييم يأتي من المشتركين من خلال الاتصالات التي نتلقاها بشكل دائم، وأحياناً هناك تبرمات تحصل، ونحن نعيد تقييم الوضع وبدء العمل بآلية الطوارئ لمتابعة تنفيذ البلاغات في التوزيع بعد أن ظلت حلقة مفقودة في المتابعة، باعتبار عمل الطوارئ مرتبطاً بالتوزيع التي تترحل إليها المشاكل الكبيرة. وأكد مدير الكهرباء بمنطقة تعز «أن أكثر ما تعانيه المنطقة هو الانطفاءات المركزية على المحافظة، التي لا تقتصر على تعز وحدها وإنما تشمل كل المحافظات، نتيجة عجز في التوليد».. إنشاء محطات لكنه أبدى تفاؤلاً على أساس حديثه بأن “ هناك حلولاً من الوزارة لإنهاء الكثير من المشاكل خلال الأشهر القادمة، ومن المتوقع حل مشكلة العجز إذا دخلت محطة مأرب الغازية إلى الخدمة خلال الثلاثة أشهر القادمة”.. وأشار مدير الكهرباء بمنطقة تعز إلى أنه(تم اللقاء مع قيادة الوزارة والمؤسسة، ومناقشة مجموعة من المشاكل من أجل إيجاد حلول للاطفاءات)، وفي هذا السياق كما يضيف: كان لدينا تصور لمناقشته مع السلطة المحلية والأخ المحافظ شوقي الذي يولي قطاع الكهرباء اهتمامات خاصة، على أساس إيجاد حلول بتوليد الكهرباء من تعز، بهدف رفعه من المحافظة إلى الرئاسة أو مجلس الوزراء أو الوزارة التي أعطتنا الضوء الأخضر في هذا الموضوع، ونأمل تعاون السلطة المحلية بشكل أكبر، لافتاً إلى سير العمل الآن على “ إنشاء محطات توليد” ومن خطط التطوير “بدأ تركيب محطة بالتربة بقدرة 20 ميجاوات، ومحطتين تحويل واحدة بالحوجلة بقدرة 20 ميجاوات، والأخرى بالقصر بقدرة 20ميجاوات.. لأنه حتى لو احتلت مشكلة التوليد تبقى مشكلة الاختناقات التي يسير العمل لحلها بالصيانة لتجنب الاضطرار إلى فصل الطاقة نتيجة اختناقات داخلية” – حسب قوله. فيما شدد العسالي على أن«المشكلة العويصة تبقى في دعم توليد الطاقة»، وبالنسبة للمواد اللازمة للأعمال الفنية، فإنه أشار إلى«توفير المواد الكافية في إطار الصلاحيات وأن الاحتياج الأكبر هو لتحسين شبكات، ويتم توفير ذلك من البرنامج الاستثماري أو من تمويل ذاتي». التحكم بالتوزيع وللتعرف كيف يتم توزيع اطفاءات الكهرباء ونسبة التحكم من قبل المنطقة، بيّن مدير الكهرباء بمنطقة تعز أن مشكلة الفصل الجماعي من صنعاء تلخبط عملية التوزيع، ويوضح: عندما تفصل محطة جمعان خليتين مثلاً، يعيد فجأة مهندس التحكم فصل المحطة كاملة.. وهي مشكلة ناقشناها في صنعاء لضبط الأمور بحيث يتم التحكم من عندنا أو عندهم، لتحقيق العدالة في التوزيع طالما أن عجز العجز موجود. وأضاف العسالي أن تعز “تحصل على نسبة 30 % من الطلب على الطاقة”، واصفاً الحالة بأنها “تحسنت بنسبة تزيد عن 50 %” لكن هناك مشاكل كما يقول تتمثل في«اختناقات وحمل زائد على المحولات، وعدم وجود مرونة بالشبكة». وتابع: “احتياج تعز من الطاقة يصل وقت الذروة إلى 150 ميجا، منها قرابة 30 ميجا احتياج الراهدة والتربة، بينما المتاح من الطاقة يأتي عبر الشبكة المرتبطة بالتحكم المركزي، كون محطة المخا ليست مخصصة لتعز وحدها وطاقتها تصل إلى 40 60- ميجاوات”. الربط وتجديد الشبكة وحول توسع الربط وتجديد الشبكة في المحافظة، قال عبدالسلام العسالي: وصل عدد المشتركين إلى 250 ألف مشترك، و50 ألف مشترك في عدادات جماعية، والمجموع قرابة 300 ألف مشترك. ويشير: منذ بداية العام وحتى الآن تم التوصيل لأكثر من 30 ألف مشترك في مقبنة وموزع، برغم قلة الإمكانيات في التوسع وعدم الزيادة في القدرات الكهربائية، إلا أننا لا نريد المعاناة للناس ومن حقهم أن تصل الخدمات كعلامة لوجود الدولة. وفيما يتعلق بمشاريع التجديد للشبكة، يكمل حديثه: هناك شبكة قديمة تحتاج إلى تجديد وخصوصاً في الفروع بالأرياف وفي المدينة إلى حد ما.. وهناك اهتمام لتجديدها بشكل مستمر، حيث بدأ التحرك لتجديد الشبكة في الراهدة والتربة وإضافة محولات وكذلك الاهتمام بالمشاريع التي تحتاج إلى صيانة وتجديد في بقية الفروع. المديونية وحول حجم المديونية، أفاد بأنها وصلت إلى 2 مليار ونصف، موضحاً أنها ليست جامدة، وإنما موزعة ومتحركة وتدفع الآن بأقساط . وعبر عن ارتياحه لتجاوب الناس بما فيهم المسؤولون في تقسيطها دون استعصاء، معتبراً تعز نموذجية بوجود المدنية فيها أكثر من غيرها.واختتم حديثه بتهنئة القيادة السياسية ممثلة بالأخ رئيس الجمهورية وقيادة المحافظة والسلطة المحلية وقيادة الوزارة وجميع الموظفين والعاملين والمواطنين بمناسبة عيد الوحدة المجيدة. كما عبر عن شكره لشرطة المحافظة ومدير الشرطة على تعاونهم وكذلك لصحيفة الجمهورية على اهتمامها الدائم بقضايا الناس.. منوها بدور الصحافة في حل الكثير من المشاكل.