لايزال بعض الناس ينظرون إلى شهر رمضان المبارك على أنه يؤثّر سلبياً على صحتهم، ويسبب لهم قلّة الموارد الغذائية، خاصة أن الغالبية يستعيضون عن الوجبات الثلاث بوجبتين فقط، إلا أن الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم أكد أن في الصيام صحّة للجسم، بقوله: “صوموا تصحّوا”. وحول هذا الموضوع، يقول الشيخ عبدالعزيز رجب، إمام وخطيب في الأوقاف وعضو، مؤسس لنقابة الدعاة في بحثه عن فوائد الصوم: “إن فضول الطعام والشراب تورث أوجاعاً وأمراضاً عدّة، والصيام يطهّر البدن من تلك الفضلات الضارة، ولقد استعمل حذّاق الأطباء، من قديم الزمان الصوم كعلاج لأمراض عديدة، وظاهرة حيوية فطرية لا تستمر الحياة السوية والصحّة الكاملة دونها”مشيراً إلى أن أي إنسان أو حيوان إذا لم يصم فإنه معرّض للإصابة بالأمراض المختلفة، وأن كل إنسان يحتاج إلى الصوم، فعن أبى هريرة - رضى الله عنه - عن النبى- صلى الله عليه وسلم - قال: “صُومُوا تَصِحُّوا” وقال طبيب العرب الحارث بن كلدة: “المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء” ويقول ماك فادون من علماء الصحّة الأمريكيين: “إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم، وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية تجتمع فى الجسم فتجعله كالمريض فتثقله ويقل نشاطه، فإذا صام خفّ وزنه وتحلّلت هذه السموم من جسمه وذهبت عنه حتى يصفو صفاءً تاماً ويسترد وزنه ويجدّد خلاياه فى مدة لا تزيد على 20 يوماً بعد الإفطار، لكنه يحس بنشاط وقوة لا عهد له بهما من قبل. وقد اكتشف العلم الحديث أن للصيام فوائد متعدّدة تعود بالنفع على صحة الصائم، ومن أهم هذه الفوائد التي اكتشفها العلم الحديث، المساعدة في تحسين كفاءة الأجهزة الحيوية. حيث وجد الباحثون أن الصيام يسهم بشكل ملحوظ في وضع حموضته بالشكل الطبيعي، وهذا ما يؤكد أن الصيام يخفّف ويمنع الحموضة الزائدة، والتي تكون سبباً رئيساً في حدوث قُرحة المعدة.